الباحث القرآني

وهي مكّيّة قوله عز وجل: وَالصَّافَّاتِ صَفًّا الآية، أقْسَمَ تعالى في هذه الآية بأشْيَاءَ مِنْ مخلوقاتِه، قالَ ابنُ مسعودٍ وغيرُه: «الصافات» هي الملائكة تَصُفُّ في السماءِ في عبادة الله عز وجل [[أخرجه الطبري في «تفسيره» (10/ 467) عن مسروق برقم: (29247) وعن عبد الله (29248) ، وعن قتادة برقم: (29249) ، وذكره البغوي في «تفسيره» (4/ 22) عن ابن عبّاس والحسن وقتادة، وابن عطية في «تفسيره» (4/ 465) ، وابن كثير في «تفسيره» (4/ 2) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (5/ 510) ، وعزاه لعبد الرزاق، والفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، والحاكم وصححه من طرق عن ابن مسعود.]] . وقالت فرقة: المرادُ: صفوفُ بني آدم في القتال في سبيل اللَّهِ، قال ع [[ينظر: «المحرر الوجيز» (4/ 465) .]] : واللفظُ يَحْتَمِلُ أنْ يَعُمَّ هذه المذكوراتِ كلَّها، قال مجاهد: «وَالزاجِرات» هي الملائكة تَزْجُرُ السحابَ وغير ذلك من مخلوقاتِ اللَّه تعالى [[أخرجه الطبري في «تفسيره» (10/ 467) برقم: (29252) عن مجاهد وبرقم: (29253) عن السدي، وذكره ابن عطية في «تفسيره» (4/ 465) عنهما، وابن كثير في «تفسيره» (4/ 2) ، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (5/ 510) ، وعزاه لابن المنذر، وأبي الشيخ في «العظمة» عن ابن عبّاس.]] ، وقال قتادة: «الزاجرات» هي آيات القرآن [[أخرجه الطبري في «تفسيره» (10/ 468) برقم: (29254) ، وذكره البغوي في «تفسيره» (4/ 22) ، وابن عطية في «تفسيره» (4/ 465) ، وابن كثير (4/ 2) عن الربيع بن أنس، والسيوطي في «الدر المنثور» (5/ 510) ، وعزاه لابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس.]] ، وفَالتَّالِياتِ ذِكْراً معناه: القارئات، قال مجاهد: أراد الملائكة التي تتلو ذكره [[أخرجه الطبري في «تفسيره» (10/ 468) برقم: (29255) ، وذكره البغوي في «تفسيره» (4/ 22) ، وابن عطية في «تفسيره» (4/ 465) .]] ، وقال قتادة: أراد بني آدم الذين يَتْلُونَ كُتُبَهُ المنزلةَ وتسبيحَه وتكبيرَه ونحوَ ذلك [[ذكره ابن عطية في «تفسيره» (4/ 465) .]] ، والمُقْسَمُ عليه: قولهُ: إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ. وقوله: مارِدٍ قال العراقيُّ: مَارِدٌ سُخِطَ عَلَيْهِ، وهكذا مَرِيدٍ [الحج: 3] انتهى وهَذَا لَفْظُهُ، والمَلأ الأعلى: أهلُ السَّمَاءِ الدنيا فما فوقها، وسُمِّيَ الكُلُّ منهم أعلى بالإضَافَةِ إلى ملإ الأرْضِ الذي هو أسفلُ، والضمير في يَسَّمَّعُونَ للشياطين، وقرأ حمزة، وعاصم في رواية حفص: «لا يَسَّمَّعُونَ» ، - بشد السين والميم [[وقرأ بها الكسائيّ. ينظر: «السبعة» (546) ، و «الحجة» (6/ 52) ، و «إعراب القراءات» (2/ 244) ، و «معاني القراءات» (2/ 316) ، و «شرح الطيبة» (5/ 180) ، و «العنوان» (161) ، و «حجة القراءات» (605) ، و «شرح شعلة» (562) ، و «إتحاف» (2/ 408) .]] ، بمعنى: لا يَتَسَمَّعُونَ، فينتفي على قراءة الجمهورِ سَمَاعُهُمْ، وإن كانوا يستمعون وهو المعنى الصحيحُ، ويعْضُدُه قولهُ تعالى: إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ [الشعراء: 212] وَيُقْذَفُونَ معناه: يُرْجَمُونَ، والدَّحُورُ: الإصْغار والإهانَةُ، لأن الدَّحْرَ هو الدَّفْعُ بِعُنْفٍ، وقال البخاريّ: وَيُقْذَفُونَ يرمون [[أخرجه البخاري (8/ 405) كتاب «التفسير» باب: سورة الصافات، معلقا عن مجاهد.]] ودُحُوراً مُطْرَدِين، وقال ابن عباسٍ: «مدحوراً» مَطْرُوداً [[أخرجه الطبري في «تفسيره» (10/ 472) برقم: (29271) عن مجاهد بلفظ: «مطرودين» ، وذكره ابن عطية في «تفسيره» (4/ 466) عن مجاهد.]] ، انتهى، والوَاصِبُ: الدائم قاله مجاهد وغيره [[أخرجه الطبري في «تفسيره» (10/ 473) برقم: (29276) عن مجاهد، وبرقم: (29277) عن ابن عبّاس وبرقم: (29278) عن عكرمة، وذكره ابن عطية في «تفسيره» (4/ 466) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (5/ 511) ، وعزاه لعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد.]] ، وقال أبو صالح: الواصبُ: المُوجِعُ [[ذكره ابن عطية في «تفسيره» (4/ 466) .]] ، ومنه الوَصَبُ، والمعنى: هذه الحالُ هي الغالبةُ على جميع الشياطين إلا مَنْ شَذَّ فَخَطَفَ خَبَراً أو نَبَأً، فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ فأحرقَه، والثَّاقِبُ، النافِذُ بضوئه وشعاعِه المنير قاله قتادة وغيره [[أخرجه الطبري في «تفسيره» (10/ 474) برقم: (29280) ، وذكره ابن عطية في «تفسيره» (4/ 467) عن قتادة، والسدي، وابن زيد.]] .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب