الباحث القرآني
ثم قال الله تبارك وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ [المائدة ٥١].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ﴾ الخطاب الآن مصدَّر بالنداء، فلماذا صُدر بالنداء؟ لتنبيه المخاطب؛ لأنك إذا أتيت بالكلام مرسلًا قد يحصل من المخاطب غفلة، لكن إذا ناديته صار في ذلك تنبيه له، فصدر الخطاب بالنداء للتنبيه والعناية به. ثم وجه هذا النداء إلى الذين آمنوا للإغراء والحث؛ لأنه كلما كان الإنسان مؤمنًا كان أقبل للحق. ووجه الخطاب للمؤمنين إغراء به وحثًّا عليه، كما تقول للرجل: يا أيها الكريم عند بيتك ضيف، ويش المعنى؟ تحثه لكرمه؛ لأنه كريم تحثه على أن يكرم هذا الضيف.
ثانيًا: توجيهه للمؤمنين إشارة إلى أن مقتضى الإيمان العمل بما دل عليه الخطاب، والخطاب الذي في الآية هو النهي عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء.
الفائدة الثالثة: أن مخالفة مقتضى الخطاب منافٍ للإيمان.
وهل هو منافٍ للإيمان أصلًا أو كمالًا؟ هذا على حسب ما يقتضيه السياق، قد يكون منافيًا للإيمان أصلًا وقد يكون منافيًا للإيمان كمالًا، فعندنا الآن أسئلة توجيه نوجهه، أولًا لماذا صدر الخطاب بالنداء؟
* طالب: للتنبيه.
* الشيخ: لتنبيه المخاطب.
* الطالب: حتى يشعر بأهمية النداء..
* الشيخ: نعم، تنبيه المخاطب وبيان أن هذا الخطاب تجب العناية به. ولماذا وجه للمؤمنين؟
* طالب: إغراء بهم حتى يعملوا.
* الشيخ: إغراء لهم.
* الطالب: بهم حتى يعملوا.
* الشيخ: حتى يعملوا؛ لأن هذا يغري الإنسان، إذا قال: أنت مؤمن، المؤمن مثلًا لا يكون كذوبًا، المؤمن لا يكون خائنًا، وما أشبه ذلك. وجه آخر؟
* طالب: لبيان أن مقتضى الإيمان العمل بما جاء.
* الشيخ: أحسنت؛ لبيان أن من مقتضى الإيمان أن يعمل بمدلول هذا الخطاب.
الثالث؟
* طالب: (...).
* الشيخ: أيش؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: نعم أن مخالفة مقتضى الخطاب نقص في الإيمان؛ إما في كماله أو في أصله.
﴿لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ﴾ اليهود الذين يدعون أنهم أتباع موسى، والنصارى الذين يدعون أنهم أتباع عيسى، وكلهم ليسوا أتباعًا لا لموسى ولا لعيسى بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام، لماذا؟ لأن من كذب رسولًا فقد كذب جميع الرسل، هذه أقولها لكم دائمًا: من كذب رسولًا فقد كذب جميع الرسل، شاء أم أبى. وأتيت لكم بشاهد؛ وهو قوله تعالى: ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ﴾ [الشعراء ١٠٥] مع أن قوم نوح ما أدركوا من الرسل إلا واحدًا، ومع ذلك قال: كذبوا المرسلين؛ لأن من كذب الرسول فقد كذب جنس الرسالة، فيكون هؤلاء الذين كذبوا نوحًا مكذبين إلى آخر الرسل محمد عليه الصلاة والسلام، إذن اليهود مكذبون بجميع الرسل، كافرون بجميع الرسل، مكذبون لجميع الرسل، وكذلك النصارى.
اليهود سموا بذلك إما نسبة لأبيهم يهودا أو إنهم من قوله تعالى: ﴿إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ﴾ [الأعراف ١٥٦] الذين هادوا أي رجعوا.
أما النصارى فقيل: إنه من النصرة؛ لأن عيسى عليه الصلاة والسلام قال: ﴿مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ﴾ [آل عمران ٥٢]، وإما نسبة إلى البلد المعروفة في فلسطين اسمها الناصرة؛ لأن عيسى كان هناك، فالله أعلم، ويجوز أن يكون من هذا وهذا ولا منافاة.
﴿أَوْلِيَاءَ﴾ أي تتولون، ولكن ما معنى التولي؟ التولي بمعنى المناصرة والمعاونة، لا فيما يعود إلينا، بل فيما يعود إليهم، مثل أن يحاربوا، من حارب هؤلاء اليهود، يعني إذا حارب اليهود أحدًا حاربه المسلمون، إذا حارب النصارى أحدًا حاربه المسلمون وهكذا، فالولاية هنا بمعنى المناصرة والمعاونة.
بقي وهل يقال منه المحبة؟ المحبة لا شك أنها وسيلة إلى المناصرة؛ لأن من أحب أحدًا ناصره، لكن المحبة الطبيعية لا تدخل في هذا، ولهذا أباح الله للمسلمين أن يتزوجوا من اليهود والنصارى، ومن المعلوم أن الزوج مع زوجته لا بد أن يكون بينهما محبة، كما قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم ٢١].
قال: ﴿بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ كيف نعرب ﴿بَعْضُهُمْ﴾؟
* طالب: (...).
* الشيخ: مبتدأ يا إخوان، مبتدأ، فالجملة استئنافية، وهي مع كونها استئنافية كالتعليل لما قبلها، يعني أنهم هم يتولى بعضهم بعضًا، فلا يليق بكم أن تتولوهم، اجعلوا الولاية لهم ﴿بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾، وهذا بالنسبة لكونهم ضد المسلمين، يعني هم مجتمعون على معاداة المسلمين، لكن فيما بينهم لا، ليس بعضهم أولياء بعض، بدليل قوله تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ﴾ [البقرة ١١٣]، فهم يكفر بعضهم بعضًا، لكن بالنسبة للمسلمين متعاونون، بعضهم أولياء بعض، وهذا الذي ذكره الله عز وجل موجود إلى يومنا هذا، الآن تجد الدولة النصرانية تساعد الدولة اليهودية علنًا وبكل صراحة ووقاحة ولا يبالون، ومن هنا نعلم أنه يجب علينا نحن المسلمين أن نتخذهم أعداء كما نهانا الله تعالى أن نتخذهم أولياء.
* طالب: (...).
* الشيخ: أيش؟
* الطالب: (...) ﴿لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ﴾.
* الشيخ: نعم؟
* الطالب: يعنى لو تحارب طائفتان من الأعداء وإحداهما يعني أحسن من الأخرى للمسلمين.
* الشيخ: نعم.
* الطالب: أن المسلمين يدافعون مع هذه التي..
* الشيخ: لا يجوز، لكن لو كان بينهم مثلًا عهد وصار المسلمون انضم إلى المسلمين طائفة من الكفار، وانضم إلى غير المسلمين طائفة أخرى، حينئذ إذا نقضوا العهد مع حلفائنا فقد نقضوا العهد معنا.
* طالب: (...).
* الشيخ: يختلف المعنى، فالأولى أن تقف؛ لأنك إذا قلت: ﴿لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ جعلت الجملة حالية، يعني لا تتخذوهم في هذه الحال، فلذلك، أظن مكتوب عليها: وقف لازم.
* طالب: (...).
* الشيخ: لا، هذه ليست كهذه.
؎......................... ∗∗∗ ...طِبْ نَفْسًا إِذَا حَكَمَ الْقَضَاءُ
يعني القضاء القدري، يعني إذا قضى الله عليك فلا تقابل هذا بالجزع، إذا قضى الله عليك بما تكره فلا تقابله بالجزع والسخط، بل ارض بما قدر الله عز وجل.
* طالب: بعض المتأخرين ميز بين الكفار الذين يحادون الله ورسوله والكفار من أهل الذمة، وقال: إن الذين من أهل الذمة هم مواطنون، ويجوز كما في آية الممتحنة البر والإقساط، والقسط إليهم، وفرق مسألة الموالاة بين هؤلاء وهؤلاء، ألا نوالي الكفار المشركين بالله ورسوله، وأما في مسألة الكفار الآخرين الذين هم مثل أهل الذمة أو غيرهم الذين بيننا وبينهم عهد إلى آخره فتجوز المولاة.
* الشيخ: هذا غلط، الموالاة ممنوعة دائمًا، أما مسألة البر والمعاملة بالعدل فهذه جائزة فيمن لا يقاتلوننا في الدين ولم يخرجونا من ديارنا، فيجوز أن نبرهم ويجوز أن نقسط إليهم، يعني نعاملهم بالعدل، يعني نعاملهم بالإحسان والعدل لا بأس، لكن لا يقر في نفوسنا أننا سنكون لهم أولياء نحامي دونهم ونذود عنهم، لكن الذميون الذين عندنا في بلادنا وتحت إمرتنا ويعطوننا الجزية علينا أن نمنع من العدوان عليهم ما داموا في بلادنا، لكن لو خرجوا لسنا مسؤولين عنهم.
* طالب: أحسن الله إليك يا شيخ، بعض الدول تحكم بشرع الله ولكن تسمي هذا التشريع قانونًا وتجعل منه على شكل مواد، فمثلًا في الطلاق تقول: مادة رقم كذا: إذا طلاق ثلاث فلا يقع الطلاق، فهل هذا..؟
* الشيخ: ما يقع الطلاق لا ما هو..؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: على كل حال مسألة تقنين الشريعة غير ترتيب أبواب الفقه، يعني مثلًا إذا جعلوا باب الطلاق مثلًا مواد ما فيه مشكلة، إلا إذا كانوا يريدون أن يلزموا القضاة بالحكم بها، سواء وافق اختيارهم أم لا؛ لأن مسألة الطلاق فيها خلاف، مسألة (...) أشياء كثيرة.
* الطالب: (...).
* الشيخ: لا، العلماء ما زالوا مختلفين بدون قانون، ولا يجوز إلزام القاضي أن يحكم بشيء معين، حتى وإن كان عليه طائفة من الفقهاء.
* * *
* طالب: ﴿فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [المائدة ٤١]
* الشيخ: أحسنت، قول الله تبارك وتعالى: ﴿لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ﴾ فيها قراءتان أو ثلاث؟
* طالب: قراءتان.
* الشيخ: اتلهما؟
* الطالب: ﴿لَا يَحْزُنْكَ﴾ و ﴿لَا يُحْزِنْكَ﴾ .
* الشيخ: أحسنت، طيب من المراد بالرسول؟
* طالب: محمد ﷺ.
* الشيخ: محمد ﷺ، اللهم صل وسلم عليه.
قوله: ﴿مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ﴾ محلها في المعنى؟
* طالب: بيانية.
* الشيخ: ليش؟
* طالب: لاسم الموصول.
* الشيخ: لاسم الموصول ﴿الَّذِينَ يُسَارِعُونَ﴾. من يصدق عليه هذا الوصف: يقولون: آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم؟
* طالب: هذا يصدق على المنافقين.
* الشيخ: بارك الله فيك، جيد.
* طالب: (...).
* الشيخ: يعني اللام للتعدية، وتسمى أيضًا لام التقوية، والمعنى أنهم يسمعون الكذب من أحبارهم يقولون: إن محمدًا ليس برسول.
* الطالب: ويحتمل اللام في (الكذب) للتعليل، أنهم يسمعون الخبر من النبي ﷺ ليمكروا (...).
* الشيخ: نعم ويحتمل أن تكون اللام للتعليل، والمعنى أنهم يسمعون من أجل أن يكذبوا، فيقولون: سمعنا محمدًا يقول كذا وكذا. هل يمكن أن نحمل الآية على المعنيين؟
* طالب: نعم تحمل عليهما.
* الشيخ: تحمل عليهما جميعًا؛ لأن هذا واقع منهم، وهذا واقع منهم.
قوله: ﴿لِلسُّحْتِ﴾ فيها ثلاث قراءات ولّا أربعة؟
* طالب: قراءتان.
* الشيخ: قراءتان؟ هما؟
* طالب: ﴿السُّحْتَ﴾ بسكون الحاء، و﴿السُّحُتَ﴾ بالضم.
* الشيخ: نعم، ما المراد بالسحت؟
* الطالب: كل مال اكتسب بطريق محرم.
* الشيخ: كل مال اكتسب بطريق محرم سُمِّي سحتًا؟
* الطالب: لوجهين لأنه في نفسه مسحوت البركة، أو لأنه يسحت المال الحلال.
* الشيخ: إما أنه هو نفسه ليس فيه بركة ويزول سريعًا، أو أنه إذا خالط شيئًا نُزعت منه البركة.
* الشيخ: القرظي أيش؟ لا يقتل به، والعكس يقتل، فبيّن الله تعالى أنهم جائرون بهذا الحكم، وأنه المكتوب عليهم في التوراة أيش؟ أن النفس بالنفس، فيكون المراد بـ(كتب) هنا كيفية القصاص، لا وجوب القصاص، فهذا اللي ظاهر من السياق، وقيل: إن المراد أن الله فرض عليهم القصاص وأنهم إما أن يقتصوا وإما أن يعفوا. طيب هنا ذكر أعضاء كم؟
* طالب: العين بالعين.
* الشيخ: نعم.
* الطالب: والأنف بالأنف.
* الشيخ: نعم.
* الطالب: والأذن بالأذن.
* الشيخ: نعم.
* الطالب: والسن بالسن.
* الشيخ: طيب أربعة أعضاء، لكن في البدن أكثر من أربعة أعضاء، فلماذا لم ينص عليها؟
* طالب: هذا على سبيل المثال، ويدخل باقي الأعضاء من باب القياس.
* الشيخ: هذا على سبيل التمثيل، ويكون الباقي على سبيل القياس، لماذا نص عليها ولم ينص على الأعضاء الأخرى ويقيس هذه عليها؟
* الطالب: لأن أكثر الجنايات تكون فيها يا شيخ.
* الشيخ: إي نعم ويحتمل، ذكرناه لكم لكن.
* الطالب: بعض الناس فيه (...).
* الشيخ: أيش؟
* الطالب: في هذه اللحظات اليهود والنصارى.
* الشيخ: أكثرها اللي قاله الأخ.
* الطالب: (...).
* الشيخ: يعني كأنهم اختلفوا في هذه الأعضاء، فبيَّن الله عز وجل أن هذا حكمه، وكأن الأعضاء الأخرى ليس عندهم فيها اختلاف.
* الشيخ: ﴿الْجُرُوحَ قِصَاصٌ﴾ هل يشمل كل جرح؟
* طالب: عند الفقهاء لا.
* الشيخ: لا، نحن نفسر الآية، ما علينا الفقهاء، الفقهاء بعدين عند التفصيل.
* الطالب: نعم كل جرح.
* الشيخ: كل جرح؟
* الطالب: نعم.
* الشيخ: توافقون على هذا؟
* طالب: نعم.
* الشيخ: نعم؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: يعني لا يشمل كل جرح وإنما يراد به؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: الدليل؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: ما هو الدليل على أن المراد الجروح التي يمكن أن يقتص فيها؟
* الطالب: يعنى (...) أتعجب (...).
* الشيخ: هذا تعليل، أنا أريد الدليل.
* طالب: قوله تعالى: ﴿وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ﴾ و﴿وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ﴾.
* الشيخ: لا خطأ، هذه ما هي جروح، هذه أعضاء.
* طالب: كما قالوا يا شيخ.
* الشيخ: هاه؟
* الطالب: داخلين في القصاص هنا.
* الشيخ: إي لكن ويش الدليل الحكم؟ واضح الآن؟
* الطالب: ما وردت به السنة.
* الشيخ: نعم اللي في الآخر؟
* طالب: كافي (...).
* الشيخ: خطأ خطأ.
* الطالب: حكم الآية.
* الشيخ: ويش (...)؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: (...) قصاص ﴿الْجُرُوحَ قِصَاصٌ﴾؟ فإذن لا يقتص إلا من جرح يمكن يقتص منه. طيب ما هو الضابط عند الفقهاء في الجروح التي يقتص منها؟
* طالب: اللي يكون فيه الحيف.
* الشيخ: إي لكن ما هي؟ لها ضابط محسوس عندهم.
* طالب: ما ينتهي إلى عظم.
* الشيخ: نعم كل جرح ينتهي إلى عظم تمام، والصحيح، عندك ما هو الصحيح؟ أن كل جرح يمكن أن يقتص منه سواء وصل إلى العظم أم لم يصل؟
* طالب: القصاص فيه واجب.
* الشيخ: القصاص فيه واجب، نعم تفضل، نعم، وهو كذلك، ﴿وَلْيَحْكُمْ﴾ على القاعدة أن لام الأمر إذا وليت الواو تسكن، والآن موجودة الآن عندنا في المصحف.
قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ﴾ هل يؤخذ منه أن عيسى بن مريم آخر أنبياء بني إسرائيل؟
* طالب: نعم.
* الشيخ: يؤخذ؟
* الطالب: أنه قال: ﴿وَقَفَّيْنَا﴾ أي أتبعناه.
* الشيخ: إي لكن هل يؤخذ منه أن عيسى بن مريم آخر أنبياء بني إسرائيل؟
* الطالب: إي يؤخذ.
* الشيخ: كيف ذلك؟
* الطالب: لأنه سبحانه وتعالى بين أنه أتبع موسى أنبياء بني إسرائيل، أتبع عيسى.
* الشيخ: أتبع عيسى؟ ما هو بواضح جدًّا.
* الطالب: أن التعدية (...).
* الشيخ: يعني لو كان أحد بعد عيسى لكان هو المقفى؟
* الطالب: إي هو الأصل.
* الشيخ: هكذا تريد؟
* طالب: (...).
* الشيخ: توافقون على هذا؟
* الطلبة: نعم.
* الشيخ: نعم، هذه الآية ﴿قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى﴾ يعني لو كان هناك نبي بعده لكان هو المقفى.
أخذ الفقهاء رحمهم الله من هذا أن من لا أب له شرعًا فإن أمه ترثه ميراث أب، هل هذا صحيح؟
* طالب: (...).
* الشيخ: إن الله جعل عيسى ابنًا لمريم، وإذا كان ابنًا لها لزم أن تكون أمًّا له؛ لأنه لم ينسبه إلى أحد سواها، وهذا هو القول الراجح، أظنه شرحناه لكم؟ ألم نقل لكم: إن الابن الذي ليس له أب شرعًا فأمه أبوه؟
* الطلبة: قلنا في النسبة فقط.
* الشيخ: بالنسبة فقط؟
* الطلبة: نعم.
* الشيخ: لا، حتى في الميراث على القول الراجح، حتى في الميراث، فلو هلك عن أمه وليس له أب فإنها ترث ميراث أم وأب، ترث الثلث لكونها أمًّا والباقي لكونها أبًا.
كلمة ﴿مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ ترد كثيرًا في القرآن إما موصوفًا بها القرآن، وإما موصوفًا بها غير القرآن، فما معنى ﴿مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ﴾؟
* طالب: ﴿مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ أنه مصدق لما تقدمه.
* الشيخ: لما قدمه؟
* الطالب: ما تقدمه.
* الشيخ: إي مصدقًا لما سبقه؟
* الطالب: نعم.
* الشيخ: فما معنى مصدقًا له؟
* الطالب: أنه يصدقه ويبين أنه حق.
* الشيخ: كيف؟ يصدقه ويبين أنه حق؟ كلا المعنى واحد؟
* طالب: يشهد بصدقه.
* الشيخ: يصدقه يعني يشهد بصدقه، هذه واحدة.
* طالب: ويؤيده.
* الشيخ: ويؤيده، ما هو الفرق؟
* طالب: مصدق لما جاء فيه من الأخبار.
* الشيخ: كيف؟
* الطالب: مصدق لما جاء فيه من الأخبار، مصدق لأصله ومصدق لما جاء فيه من الأخبار.
* الشيخ: كيف ما جاء فيه من أخبار؟
* طالب: يعني عن الأمم السابقة وعن الأمم اللاحقة ما جاء فيه من الأخبار فإن القرآن يأتي بتصديق هذه الأخبار.
* الشيخ: ما هو بواضح.
* طالب: يعمل به ما لم (...).
* الشيخ: يعني يصدقه يشهد بأنه حق، هذه واحدة، يصدقه يشهد بوقوع ما أخبر به الكتاب السابق، أفهمت؟
* طالب: نعم.
* الشيخ: قوله: ﴿مَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ﴾ لماذا خص المتقين بهذه الموعظة مع أن الشرائع موعظة لكل الناس؟
* طالب: لأنهم المنتفعون به.
* الشيخ: لأنهم المنتفعون به، أحسنت.
هل يؤخذ من هذا أنه كلما زادت التقوى في الإنسان زاد اتعاظه بالكتب السماوية؟
* طالب: نعم.
* الشيخ: نعم،كيف ذلك؟ نريد قاعدة نستفيد منها.
* الطالب: (...).
* الشيخ: لا.
* طالب: يزيد بزيادته وينقص بنقصانه.
* الشيخ: أحسنت، تمام، هذه قاعدة ذكرناها لكم يا إخوان: الحكم المعلق بوصف يزداد قوة بقوة ذلك الوصف، ونقصًا بنقصانه. لو قلت مثلا: أكرم الرجل لكرمه، فكل من كان أكرم يستحق من الإكرام أكثر.
* * *
* طالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾ [المائدة ٤٨].
* الشيخ: قوله: ﴿مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ ما موقع ﴿مُصَدِّقًا﴾ من الإعراب؟
* طالب: حال.
* الشيخ: منين؟
* طالب: حال من ﴿الْكِتَابَ﴾.
* الشيخ: وقوله: ﴿لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ﴾ المراد به؟
* طالب: (...) الكتب السابقة.
* الشيخ: يعني كل الكتب؟
* طالب: نعم.
* الشيخ: ﴿مُهَيْمِنًا عَلَيْهِ﴾ معناه؟
* طالب: معناه أنه حاكم عليه ومسيطر عليه
* الشيخ: هل في هذا الوصف ما يدل على أن الكتاب الكريم القرآن ناسخ لجميع ما سبقه من الكتب؟
* الطالب: نعم.
* الشيخ: توافقون على هذا؟
* الطلبة: نعم.
* الشيخ: نعم، طيب قوله: ﴿وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ﴾ كيف نعرب ﴿عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ﴾ متعلقة بأيش؟
* طالب: ﴿وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ﴾ متعلقة بمحذوف، المعنى: ولا تتبع أهواء فتعرض عما جاءك من الحق.
* الشيخ: لا تعرض صعب.
* الطالب: فتعدل.
* الشيخ: عادلًا عما جاءك من الحق. طيب، كيف وصف الأحكام التي يعتقدونها بأنها هوى؟
* الطالب: نعم لأنها ليست مبنية على شرع صحيح ولا على عقل صحيح.
* الشيخ: يعني أن تمسكهم بها؟
* الطالب: تمسك باتباع أهوائهم.
* الشيخ: باتباع أهوائهم؛ لأنه بعدما جاء الإسلام يجب أن يتحاكموا إلى الإسلام.
ما الفرق بين الشرعة والمنهاج؟
* الطالب: الشرعة من ناحية اللغة يعني.
* الشيخ: المعنى يعني: شرعة ومنهاج هل هو من باب عطف الترادف أو من باب عطف التباين؟
* الطالب: الشرعة هو الشرع الثابت للجميع، أما المنهاج فهو ما تسلكه كل أمة لتطبيق الشرع.
* الشيخ: إذن الشرعة الشريعة والمنهاج التمسك بالشريعة (...).
هل في الآية رد على القدرية؟
* طالب: نعم.
* الشيخ: في.
* الطالب: في قوله تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ﴾.
* الشيخ: بس ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ﴾؟
* طالب: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾.
* الشيخ: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ يعني على دين واحد؟
* طالب: أن الله عز وجل أثبت أن اختلافهم إنما هو بمشيئة الله سبحانه وتعالى، وكفر من كفر وإيمان من آمن إنما هو تابع لمشيئة الله سبحانه وتعالى.
* الشيخ: تمام نعم صح.
* * *
* طالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (٤٩) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ [المائدة ٤٩، ٥٠]
* الشيخ: قوله تعالى: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ﴾ كم قراءة فيها؟
* طالب: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ﴾.
* الشيخ: نعم، قل: واحدة.
* الطالب: واحدة.
* الشيخ: خطأ.
* طالب: قراءتان.
* الشيخ: قراءتان، ما هما؟
* الطالب: ﴿أَنِ احْكُمْ﴾ والثانية ﴿أَنُ احْكُمْ﴾ .
* الشيخ: ﴿أَنُ احْكُمْ﴾ .
* الشيخ: قراءة ﴿أَنِ احْكُمْ﴾ بالكسر واضحة؛ لأن الذي يليها همزة وصل، لكن ﴿أَنُ احْكُمْ﴾ لماذا حُركت بالضمة مع أن القاعدة أن يحرك مثل هذا بالكسرة؟ هذه ما ذكرتها لكم حقيقة، اللي يعرفها فهو بطل، بطل السباق وإن لم يسابق.
* طالب: مراعاة حرف الكاف.
* الشيخ: مراعاة لحركة الكاف صحيح، يعني تابعة لما بعدها: ﴿وَأَنُ احْكُمْ﴾ .
قوله: ﴿وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ﴾ وفي الآية الأولى ﴿وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ﴾ ماذا يفيد تكرار النهي عن اتباع أهواء هؤلاء؟
* طالب: لأن اليهود حريصون على أن النبي ﷺ يتبع أهواءهم، ولهذا قال الله..
* الشيخ: يعني شدة الحذر من اتباع أهواء الكافرين، كذا؟
قوله: ﴿أَنْ يَفْتِنُوكَ﴾ كيف نعربها؟
* طالب: في هذه وجهان.
* الشيخ: فيها وجهان، الأول؟
* الطالب: (...) على اشتمال الضمير.
* الشيخ: ﴿احْذَرْهُمْ﴾ يعني احذر؟
* الطالب: فتنتهم.
* الشيخ: إي نعم احذرهم، فتنتهم، وتعرف أن البدل هو المقصود بالحكم.
؎التَّابِعُ المَقْصُودُ بِالْحُكْمِ بِلَا ∗∗∗ .......................
كمل البيت.
* طالب: واسطة بدلا.
* الشيخ:
؎.................... ∗∗∗ وَاسِطَةٍ هُوَ الْمُسَمَّى بَدَلَا
إذن فالمعنى: احذرْ فتنتهم. ما المراد بالفتنة هنا؟
* طالب: الصد.
* الشيخ: الصد طيب، هل في الآية ما يدل على أن المعاصي سبب للانحراف؟
* طالب: نعم.
* الشيخ: المعاصي سبب للانحراف؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: من أين تأخذه؟
* الطالب: من قوله: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ﴾.
* الشيخ: نعم، توافقون على هذا؟ يقول: يؤخذ من قوله: ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ﴾ وكذلك سبق ﴿وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ﴾.
هل يؤخذ من الآية أن الإنسان إذا رأى نفسه معرِضًا عن كتاب الله عز وجل إما عن تلاوته اللفظية أو تلاوته المعنوية أو تلاوته العملية فإنه يجب أن يعالج نفسه؟
* طالب: يؤخذ.
* الشيخ: يؤخذ منه، وأنه سبب هذا الإعراض؟
* الطالب: المعاصي.
* الشيخ: هو المعاصي تمام، نعم.
* * *
* طالب: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ﴾.
* الشيخ: لا يا أخي، اصبر، الصلة هذه غلط؛ لأنها تخل بالمعنى، هذه واحدة، الشيء الثاني: أرى كثيرًا من إخواننا القراء الآن إذا انقطع بهم النفس أعادوا ما قبل الأخير بكلمة أو كلمتين، مع أن ما يعيدونه له تعلق بما قبله؛ بما لم يعيدوه، وهذا يقتضي إما التسلسل وأن يبدأ الإنسان من أول الآية ثم ينقطع نفسه في المكان هذا، والذي نرى أن انقطاع النفس إذا كان لعذر يبدأ من حيث انقطع، اللهم إلا إذا انقطع في كلمة بين حروفها فهنا لا بأس أن يعيد الكلمة، يعني بعض الناس يقرأ أربع آيات، خمس آيات، وتكون الخمسُ عشرَ آيات؛ لأنه يكرر، هذا ما هو صحيح، ولا إخال أن الصحابة يفعلون مثل هذا.
ولذلك لما التزم بعض القراء هكذا الآن الأخ ﴿لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ﴾ اختلف المعنى، لكن الوقف ﴿لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ﴾، ﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ﴾.
* الطالب: ﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [المائدة ٤١].
* الشيخ: قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ﴾ هل هي جملة مستأنفة أو معطوفة على قوله: ﴿مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ﴾؟
* طالب: الاثنين (...).
* الشيخ: يعني ﴿لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا﴾. طيب إذا قلنا هكذا فكيف نعرب ﴿سَمَّاعُونَ﴾؟
* طالب: خبر.
* الشيخ: خبر؟ ما يصح، ما دام جار ومجرور قبلها ما يصح خبر، من يعرف؟
* طالب: ﴿سَمَّاعُونَ﴾ مبتدأ.
* الشيخ: خطأ.
* طالب: (...).
* الشيخ: إذا جعلناها عطفًا على ﴿مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ﴾؟
* طالب: حال مرفوع.
* الشيخ: حال مرفوع (...).
* طالب: (...).
* الشيخ: والتقدير.
* الطالب: قوم.
* الشيخ: لا، هذا إذا جعلنا ﴿وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا﴾ خبرًا مقدمًا.
* طالب: خبر.
* الشيخ: خبر لأيش؟
* طالب: خبر لمبتدأ محذوف.
* الشيخ: والتقدير؟
* طالب: هم.
* الشيخ: أحسنت، من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا هم سماعون للكذب، ﴿وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا﴾ تقف؛ لأنها معطوفة على ويش؟ على ﴿الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ﴾، ثم تقول: ﴿سَمَّاعُونَ﴾، يعني: هم سماعون، أما إذا جعلنا ﴿مِنَ الَّذِينَ هَادُوا﴾ خبرًا مقدمًا صارت ﴿سَمَّاعُونَ﴾ صفة لموصوف محذوف، وهو المبتدأ، والتقدير: ومن الذين هادوا قوم سماعون للكذب.
﴿سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ﴾ اللام هنا هل هي للتعليل ولا للتقوية؟
* طالب: للتعليل.
* الشيخ: اللام للتعليل، يعني معناها إذا كانت للتعليل ماذا يكون المعنى؟
* الطالب: سماعون يسمعون للكذب..
* الشيخ: لا، إذا كانت يسمعون للكذب ما صارت للتعليل.
* الطالب: (...).
* الشيخ: للتقوية؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: يقول: ما هو رأيكم في قول بعض المعاصرين: إن المحكم الذي تبنى عليه الأصول والقواعد العامة في الشرع لا يتجاوز واحدًا في المئة، وأن المتشابه يقدر بحوالي تسع وتسعين، ولذلك نرى هذا الاختلاف الكبير بين الفقهاء؟
* الشيخ: أقول: هذا يدل على جهله، وأن كل شيء عنده مشتبه؛ لأنه لا يعرف، وإلا فالمتشابه ما يمثل واحدًا في المئة من أدلة الشرع، كلها والحمد لله واضحة وبينة، لكن الله يقول: ﴿وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾ [النور ٤٠]
* * *
* طالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٥١) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (٥٢) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ﴾ [المائدة ٥١ - ٥٣].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ﴾.
سبق لنا قريبا أن الله تعالى إذا قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ فالكلام أولًا: لماذا صدر الخطاب بالنداء؟
* طالب: للتنبيه.
* الشيخ: تنبيه؟
* طالب: (...).
* الشيخ: لا.
* طالب: لقضية مهمة..
* الشيخ: نعم لبيان أهمية ما سيخاطب به الإنسان، وهو نوع من التنبيه لكن ليس مجرد التنبيه، بل يكون دليلًا على أهمية ما يوجه إليه بهذا الخطاب.
وسبق لنا أنه إذا علق بالإيمان ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ فله فوائد؟
* طالب: الفائدة الأولى: الحث والإغراء.
* الشيخ: الحث والإغراء كأنه قال: لإيمانكم افعلوا كذا.
* طالب: الثانية: أن يكون هذا المخاطب بالعمل هذا من مقتضى الإيمان.
* الشيخ: الثاني: للدلالة أن هذا العمل من مقتضى الإيمان. والثالث من؟
* طالب: أن مخالفة مقتضى الخطاب ينافي كمال الإيمان.
* الشيخ: أحسنت، أن مخالفة مقتضى الخطاب تنافي كمال الإيمان. إذن الحمد لله ما يحتاج نتكلم عليها لأنها واضحة.
﴿لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ﴾: ﴿الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى﴾ مفعول أول، و﴿أَوْلِيَاءَ﴾ مفعول ثانٍ، وتتخذ أو اتخذ يعني هذه، الفعل، معناها التصيير، أي لا تصيروهم أولياء، واليهود أتباع موسى كما يزعمون، والنصارى أتباع عيسى.
﴿أَوْلِيَاءَ﴾ جمع ولي، ووزنه أفعلاء، ولهذا منع من الصرف لوجود الألف؛ ألف التأنيث الممدودة، أولياء.
فما معنى أولياء؟
الولي يطلق على معانٍ متعددة في اللغة العربية، لكن لا يمكن أن نفهم أو أن نحدد معناها في كل موضع إلا بعد أن نتتبع المواضع كلها، فمثلا «السُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ»[[أخرجه أبو داود (٢٠٨٣)، والترمذي (١١٠٢)، وابن ماجه (١٨٧٩) من حديث عائشة.]]، هذه ولاية لها معنى، السيد ولي عتيقه، هذه ولاية لها معنى، ﴿فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ﴾ [التحريم ٤] ولاية لها معنى، فالمهم أن الولاية في اللغة العربية لها معان متعددة.
فما هي الولاية التي نهى الله أن نتخذ اليهود والنصارى أولياء؟ هي المناصرة، أن نناصرهم سواء ناصرناهم على مسلمين أو على كافرين، فلا يحل لنا أن نناصرهم على كافرين ما لم يكن في مناصرتنا إياهم على هؤلاء الكافرين مصلحة للإسلام، فإن كان فيه مصلحة مثل أن تقوم حرب بين كافرين وكافرين ويكون الطرف الثاني أكثر إساءة إلى المسلمين من الطرف الآخر فهنا لا بأس أن نناصرهم لا لمصلحتهم ولكن أيش؟ لمصلحة المسلمين، لأن هذا من باب دفع أشر الأمرين بأخفهما.
إذن (أولياء) جمع (ولي)، والمراد بالولاية هنا أيش؟ المناصرة والمعاونة، ويأتي -إن شاء الله تعالى- ما يتفرع على ذلك في الفوائد.
قال: ﴿بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ يعني بعض اليهود أولياء بعض، بعض النصارى أولياء بعض؛ لأنهم على ملة واحدة وعلى طريق واحد، فلا بد لمقتضى الفطرة أن يتولى بعضهم بعضًا.
وهل يشمل ذلك بعضهم، أي اليهود أولياء بعض النصارى، يعني أن النصارى واليهود بعضهم أولياء بعض؟
الظاهر أن الآية تشمل هذا، بل لو قيل: إن هذا هو المتبادر لكان أولى؛ لأن النهي عن الطائفتين، فيكون بعضهم -أي كل طائفة من هؤلاء وهؤلاء- أولياء بعضهم أولياء بعض، وإن كان اليهود يقدحون في النصارى، والنصارى يقدحون في اليهود ﴿قَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ﴾ [البقرة ١١٣] لكنهم ضد المسلمين، شيء واحد، يوالي بعضهم بعضا ويناصر بعضهم بعضًا على المسلمين.
﴿بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ هذه الجملة كالتعليل للنهي، يعني لا يليق بكم أن تتولوهم؛ لأن هؤلاء بعضهم أولياء بعض، فلا يليق بكم أيها المسلمون أن تكونوا أولياء لهم.
﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾ هذا تحذير شديد ووعيد شديد على أن من تولاهم فإنه منهم، لكن هل هو منهم في الظاهر؟ نعم، هو منهم في الظاهر لا شك بسبب المعاونة والمناصرة.
لكن هل يكون منهم في الباطن؟ نقول: يمكن، قد تكون هذه المناصرة والمعاونة تؤدي إلى المحبة ثم إلى اتباع الملة؛ لأن الذنوب يجر بعضها بعضًا، أما ظاهرًا فالأمر ظاهر، ولذلك قال الله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ﴾ [المجادلة ١٤] يعني في الباطن، لكن في الظاهر هم مع اليهود مثلًا، والمراد بهم المنافقون في الآية التي سقناها آنفًا.
إذن ﴿مَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾ في أيش؟ في الظاهر، وربما يؤدي ذلك إلى الباطن ومشاركتهم في عقائدهم وفي أعمالهم وأخلاقهم.
وهنا إشكال نحوي، وهو ﴿مَنْ يَتَوَلَّهُمْ﴾، المعروف أن (من) الشرطية تجزم الفعل، وهنا نجد أن الفعل مفتوح ﴿مَنْ يَتَوَلَّهُمْ﴾؟
* طالب: (...).
* الشيخ: فتحة اللام ليس فتحة إعراب؛ لأن آخر الفعل محذوف.
إذن هذه مجزومة، لكن الحرف المعتل يجزم بحذف أيش؟ حرف العلة، لكن الفعل المعتل يجزم بحذف حرف العلة، وأصل هذا لولا (من) لقيل: (يتولاهم) بالألف ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾.
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ الجملة هنا استئنافيه بلا شك، وهي كالتعليل في قوله: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾، كأنه قال: من يتولهم منكم فإنه ظالم.
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ والظلم أصله النقص، ومنه قوله تعالى: ﴿كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا﴾ [الكهف ٣٣]، والأخ يبين لنا معنى قوله: ﴿وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا﴾؟
* طالب: (...).
* الشيخ: لا، الجنتين ﴿جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (٣٢) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا﴾ [الكهف ٣٢، ٣٣] معنى ﴿لَمْ تَظْلِمْ﴾؟
* الطالب: كل ما فيها من خير (...).
* الشيخ: يعني لم تنقص، إذن أصل الظلم النقص، أصل الظلم هو النقص، والظالم ناقص؛ لأنه لم يأت بما يجب عليه، فهو باخس نفسه حقها، إذن ﴿الظَّالِمِينَ﴾ الناقصين أنفسهم حقها، وذلك بإقحامها في المعاصي إما بترك الواجبات وإما بفعل المحرمات.
وقوله: ﴿الظَّالِمِينَ﴾ هنا (أل) لأيش؟ يجب أن تعلموا أن (أل) إذا اقترنت بالمشتق فهي اسم موصول، أليس كذلك؟
* طالب: بلى.
* الشيخ: يقول ابن مالك:
؎وَصِفَةٌ صَرِيحَةٌ صِلَةُ (أَلْ) ∗∗∗ ...................
كلما اتصلت (أل) بمشتق اسم فاعل أو اسم مفعول فإنها تكون اسمًا موصولًا، ما هو حرفًا، تكون اسمًا موصولًا. إذن (أل) هنا اسم موصول، وعندنا أصل، بل عندنا قاعدة: أن الأسماء الموصولة تفيد العموم، وعلى هذا فيكون ﴿الظَّالِمِينَ﴾ يعني كل ظالم، فإن الله تعالى لا يهديهم.
والهداية المنفية هنا هداية التوفيق، أما هداية البيان فهي ثابتة لكل أحد، حتى الكفار قد هداهم الله عز وجل، اقرأ قول الله تعالى: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (١) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (٢) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾ [الإنسان ١ - ٣] يعني هو مهدي، هداه الله السبيل، بينها له، سواء كان كافرًا أو شكورًا، واقرأ قول الله تعالى: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى﴾ [فصلت ١٧].
إذن ﴿لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ هداية توفيق ولّا هداية بيان؟
* الطلبة: توفيق.
* الشيخ: هداية توفيق.
* في هذه الآية الكريمة: بيان أهمية تجنب اتخاذ الأولياء من اليهود والنصارى، ووجه ذلك أن الله صدر الخطاب بالنداء.
* ومن فوائدها: أن اجتناب اتخاذ اليهود والنصارى أولياء من مقتضيات الإيمان.
* ومن فوائدها: أن اتخاذهم أولياء يوجب نقص الإيمان، وربما يوجب محو الإيمان وزواله كله.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن اليهود والنصارى بعضهم أولياء بعض، وهل المراد الملة الواحدة أو كلتا الملتين؟ العموم، الملة الواحدة وكلتا الملتين، يدل لذلك قول الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ [الأنفال ٧٣].
* من فوائد الآية الكريمة: أن النصراني يرث من اليهودي، واليهودي يرث من النصراني؛ لقوله: ﴿أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ والإرث مبني على الولاية، ولهذا قال النبي ﷺ: «أَلْحِقُوا الْفَرَائِضَ بِأَهْلِهَا، فَمَا بَقِيَ فَلِأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ»[[متفق عليه؛ البخاري (٦٧٣٢)، ومسلم (١٦١٥ / ٢) من حديث ابن عباس.]]، وإلى هذا ذهب كثير من العلماء وقال: إن الكفر ملة واحدة، فيرث الكفار بعضهم من بعض.
ولعل قائلًا أن يقول: إن أهل الكتاب يرث بعضهم بعضًا؛ لأنهم يشتركون في كونهم أهل كتاب، بخلاف المجوس مع الكتابي.
والقول الثالث في المسألة: أنه لا يرث اليهودي من النصراني، ولا النصراني من اليهودي، وهذا القول أصح الأقوال؛ لقول النبي ﷺ: «لَا يَتَوَارَثُ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ شَتَّى»[[أخرجه أبو داود (٢٩١١)، وابن ماجه (٢٧٣١) من حديث عبد الله بن عمرو.]]، ولا شك أن اليهود على ملة والنصارى على ملة.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: بيان أن النصارى واليهود وسائر الكفار كلهم بعضهم أولياء بعض في مضادة من؟ المسلمين؛ لأنه إذا كان هذا بين اليهود والنصارى وبعضهم يضلل بعضًا ويقول: ليس على شيء، أي ليس على شيء من الدين، فما بالك بغيرهم.
وإذا كان كذلك يتفرع على هذه الفائدة: أنه يجب على المسلمين الحذر من أعدائهم، وأن يدعوا الخلافات بينهم حتى يكونوا يدًا واحدة، على من؟ على أعدائهم الذين يصرحون بالعداوة.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: التحذير من موالاة اليهود والنصارى؛ لقوله: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾. وهل هذا يدل على أن توليهم من كبار الذنوب؟ نعم؛ لأن كونهم منهم كالبراءة منهم، فهو كقول الرسول ﷺ: «مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنَّا»[[أخرجه مسلم (١٠٢)، والترمذي (١٣١٥) واللفظ له، من حديث أبي هريرة.]]. إذن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء من كبائر الذنوب، والولاية كما قلنا المناصرة.
لكن هل يدخل في ذلك أن يستعين بهم الإنسان على شيء خاص، مثل أن يكون هناك مهندس يهودي أو نصراني ويستعين به على إحكام البناء أو إحكام الماكينة أو ما أشبه ذلك؟
الجواب: لا؛ لأن هنا وإن استعنت به أشعر بأني أعلى منه، وأنه عندي بمنزلة الأجير، ومع ذلك فمتى أمكن أن يتخذ الإنسان أحدًا عاملًا من المسلمين فهو أولى بلا شك؛ كقول الله تعالى: ﴿وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ﴾ [البقرة ٢٢١]، «ولأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنكر على أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن يتخذ كاتبًا نصرانيًّا، حتى إنه لما قدم إلى عمر رضي الله عنه كتابة هذا النصراني أعجبته كثيرًا؛ لأن الكتابة جيدة وحسابات منضبطة تمامًا، فقال لأبي موسى: هات كاتبك. قال: يا أمير المؤمنين، إنه لا يدخل المسجد. فغضب قال: مه، من هذا؟ قال: هذا نصراني. قال: كيف تأمنه وقد خونه الله؟ وأنكر عليه كثيرًا، وألح عليه أبو موسى قال: هذا رجل يعني جيد، قال له: مات النصراني والسلام»[[أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (١٠ / ١٢٧) وشعب الإيمان له (٨٩٣٩).]].
يعني يفرض أنه الآن مات ماذا تكون حالك الآن؟ وهو سيموت إن عاجلًا أو آجلًا.
فانظر كيف كان الخليفة الراشد يحذر من أن يولَّى غير المسلمين أحوال المسلمين، يعني لا يجوز أن نجعله مثلًا أمينًا على بيت المال أو أمينًا على أشياء تتعلق بعموم المسلمين، هذا خيانة لا شك؛ لأنه كيف يجعل هذا الذي خونه الله عز وجل فيجعل أمينًا على أحوال المسلمين، أما شيء خاص فهذا لا بأس به؛ لأن الصحابة اتخذوا خدمًا من غير المسلمين، لكن شيء عام هذا لا يجوز بأي حال من الأحوال؛ لأنه مهما تظاهر الكافر بالنصح لك فاعلم أنه عدو.
وهل من الموالاة أن نستعين بهم على أعدائنا؟
الجواب: لا، إذا احتجنا إليهم نستعين بهم، بشرط أن نأمن خيانتهم؛ لأن النبي ﷺ كان له حلفاء حين عقد الصلح مع المشركين، من حلفاؤه؟ حلفاؤه خزاعة، كانوا مع الرسول عليه الصلاة والسلام، حتى إن قريشًا لما اعتدت على خزاعة وهم كفار اعتبر النبي ﷺ ذلك اعتبره نقضًا للعهد وغزا قريشًا، فالمهم أن الاستعانة بهم إذا دعت الحاجة إليها جائزة بشرط أيش؟ أن نأمن خيانتهم، فإن لم نأمن فإنه لا يجوز.
وهل من موالاتهم مودتهم؟
نعم، من موالاتهم مودتهم، أعني طلب مودتهم، حتى تكون المودة متبادلة، ولهذا قال: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ﴾ [المجادلة ٢٢]، ولم يقل: يودون، قال: ﴿يُوَادُّونَ﴾، فتكون الموادة بين الطرفين؛ لأن الموادّ لا بد أن يبذل ما تكون به المودة، وإذا بذل ما تكون به المودة فهذا المبذول لا يريد أن يذهب هباء، لا بد أن يكون على حساب شيء ما، لذلك نقول: موادتهم حرام لا تحل ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ﴾ [المجادلة ٢٢].
وهل من الولاية أن نحبهم إذا صنعوا شيئًا نافعًا للعباد؟
ما تكون موالاة؟ نعم، على كل حال نحب فعلهم لا شك، إذا فعلوا ما فيه مصلحة للبشرية فلا بد أن نحب فعلهم؛ لأنه خير ومصلحة، أما أن نحبهم هم فهذا فيه نظر، يعني نحبهم لأجل فعل هذا الخير ما هو على سبيل العموم فهذا فيه نظر، لكن ما فعلوه من الخير لا يمكن أن ننكره وأن نقول: ما فعلوا شيئًا، بل نحب ما فعلوا من الخير، هم الآن مع الأسف الشديد يصنعون لنا طائرات، نحبهم على صنع الطائرات؟ لا، ما نحبهم هم، لكن نحب فعلهم، يعني صنع الطائرات نحبه، ونود أن يزيدونا من الطائرات الجيدة، لكن أما أن نحبهم هم فلا، مع أننا نعلم أنهم إذا صنعوا ذلك فإنهم يريدون مصلحتهم، لكن ما دام فيها خير نحب فعلهم إذا كان خيرًا.
هل من مودتهم أن نبيع ونشتري معهم؟
لا، يا جماعة يستفيدون.
يشترون الشيء بعشرة ويبيعون لنا بعشرين هل يعتبر هذا من موالاتهم؟
* الطلبة: لا.
* الشيخ: لا، لماذا؟ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام اشترى منهم، الرسول عليه الصلاة والسلام أعبد الناس لله اشترى منهم، مع أنهم سيكسبون، لكن هذا الشيء ما يتعلق بالمودة ولا بالمحبة وإنما يفعله الإنسان لأيش؟ لمصلحته، يفعله لمصلحته، وعلى هذا فمعاملة الشركات -شركات الكفر- لا تعتبر من الموالاة، وإن كسبوا هم؛ لأننا نحن أيضًا لن نعاملهم ولن نشتري منهم إلا لمصلحتنا لا شك.
هل من موالاتهم أن نضيفهم إذا استضافونا؟ يعني لو نزل بك كافر وأكرمته إكرام ضيف هل يكون هذا من موالاتهم؟
* الطلبة: لا.
* الشيخ: لا يكون؛ لأن الله قال: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ﴾، وهذا إحسان، ﴿وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ﴾ هذا عدل، ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٨) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ﴾ [الممتحنة ٨، ٩] وهذا ظاهر، والحكمة إذا كانوا يقاتلوننا في ديننا ويخرجونا من ديارنا ويظاهرون علينا فليس من الحكمة أن نتولاهم بأي حال من الأحوال.
هل من موالاتهم أن نشاركهم في أفراحهم؟
* الطلبة: نعم.
* الشيخ: ما أسرع الإجابة. المشاركة في الأفراح يعد مناصرة؟
* طالب: مناصرة.
* الشيخ: مناصرة؟ إن قلتم: نعم خطأ، إن قلتم: لا خطأ، أما ما يتعلق بالعبادة والشعائر الدينية فلا شك أن مشاركتهم في هذه الأفراح أيش؟ نوع من الموالاة والمناصرة؛ لأنك إذا شاركتهم في هذه الأعياد، وفي هذه المناسبات الدينية، كأنما تقول: إنكم على حق، وهذا لا يجوز، أما المشاركة في أفراح أخرى ككافر ولد له ولد فجعل له وليمة ودعاك فلا بأس أن تذهب إذا لم يكن في ذلك فتنة له؛ بأن يقول: أنا أدعو المسلمين، أدعو كبراء المسلمين ويأتون إلي. إن حصل فتنة لا، أما إذا لم يحصل وكانت المسألة عادية فليس هذا من الموالاة ولا من المناصرة.
جار لك أكرمته وهو كافر هل يكون من الموالاة؟
* الطلبة: لا.
* الشيخ: لا، هذا ليس من الموالاة؛ لأن النبي ﷺ قال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ»[[متفق عليه؛ البخاري (٦٠١٩)، ومسلم (٤٨ / ٧٧) من حديث أبي شريح الخزاعي.]]، ثم إن إكرامك إياه ربما يكون سببًا لدخوله في الإسلام.
المهم على كل حال من هنا نعرف أن كلمة (الموالاة) التي نهى الله عنها هي موالاة بالمناصرة والمعاونة لما يعود إليهم بالنفع، فهذا حرام، لكني قلت لكم: إلا إذا عاوناهم ونصرناهم على من؟ على من هو أشد إيذاء للمسلمين منهم، فهذا لا بأس به.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن من تولاهم فهو منهم.
فيتفرع على هذا: التحذير الشديد من أيش؟
* طالب: من توليهم.
* الشيخ: من توليهم.
هل من توليهم التشبه بهم؟
* الطلبة: نعم.
* الشيخ: الدليل؟
* الطلبة: من تشبه بقوم..
* الشيخ: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»[[أخرجه أبو داود (٤٠٣١) من حديث ابن عمر.]]، ولأن التشبه بهم يعطيهم فرحًا وسرورًا، ويرون أنهم مستعلون على غيرهم؛ لأن غيرهم صار مقلدًا لهم آخذًا بما يتحلون به من أخلاق أو غيرها.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: التحذير من الظلم؛ لكون الله تعالى لا يهدي الظالم؛ لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.
فإن قال قائل: ما الجمع بين هذه الآية وبين من هداهم الله تعالى من أهل الشرك، والشرك ظلم عظيم، ومع ذلك في عهد النبي عليه الصلاة والسلام من كان يسجد للأصنام ويعبد الأصنام وهداه الله ما الجواب؟
الجواب عن ذلك أن يقال: هذه الآية مقيدة بآيات أخرى، والمراد بهم الذين حقت عليهم كلمة الله؛ لقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (٩٦) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ﴾ [يونس ٩٦، ٩٧]، فتكون هذه الآية المطلقة أو العامة مقيدة بأيش؟ بمن حقت عليه كلمة الله، فهذا لا يمكن أن يهديه أحد ﴿مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ [الأعراف ١٨٦].
* ومن فوائد الآية الكريمة: الرد على القدرية، من قوله: ﴿لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾، فإن في ذلك دلالة واضحة على أن أمر العباد بيد الله عز وجل -نسأل الله لنا ولكم الهداية- ليس الإنسان مستقلًّا بنفسه أبدًا، ومدبر في الأمور الاختيارية والأمور غير الاختيارية، كما أن الإنسان ليس بيده أن يكون صحيحًا من مرض أو مريضًا من صحة، فكذلك ليس بيده أن يكون مهتديًا بعد ضلالة، إنما الأمر بيد الله سبحانه وتعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.
{"ayah":"۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق