الباحث القرآني
(p-٥٠٦)﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا اليَهُودَ والنَّصارى أوْلِياءَ بَعْضُهم أوْلِياءُ بَعْضٍ ومَن يَتَوَلَّهم مِنكم فَإنَّهُ مِنهم إنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي القَوْمَ الظّالِمِينَ﴾ ﴿فَتَرى الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشى أنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ فَعَسى اللَّهُ أنْ يَأْتِيَ بِالفَتْحِ أوْ أمْرٍ مِن عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلى ما أسَرُّوا في أنْفُسِهِمْ نادِمِينَ﴾ [المائدة: ٥٢] ﴿ويَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أهَؤُلاءِ الَّذِينَ أقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أيْمانِهِمْ إنَّهم لَمَعَكم حَبِطَتْ أعْمالُهم فَأصْبَحُوا خاسِرِينَ﴾ [المائدة: ٥٣] ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكم عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهم ويُحِبُّونَهُ أذِلَّةٍ عَلى المُؤْمِنِينَ أعِزَّةٍ عَلى الكافِرِينَ يُجاهِدُونَ في سَبِيلِ اللَّهِ ولا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشاءُ واللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [المائدة: ٥٤] ﴿إنَّما ولِيُّكُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ وهم راكِعُونَ﴾ [المائدة: ٥٥] ﴿ومَن يَتَوَلَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ والَّذِينَ آمَنُوا فَإنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الغالِبُونَ﴾ [المائدة: ٥٦] ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكم هُزُوًا ولَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ مِن قَبْلِكم والكُفّارَ أوْلِياءَ واتَّقُوا اللَّهَ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [المائدة: ٥٧] ﴿وإذا نادَيْتُمْ إلى الصَّلاةِ اتَّخَذُوها هُزُوًا ولَعِبًا ذَلِكَ بِأنَّهم قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ﴾ [المائدة: ٥٨] ﴿قُلْ يا أهْلَ الكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنّا إلّا أنْ آمَنّا بِاللَّهِ وما أُنْزِلَ إلَيْنا وما أُنْزِلَ مِن قَبْلُ وأنَّ أكْثَرَكم فاسِقُونَ﴾ [المائدة: ٥٩] ﴿قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكم بِشَرٍّ مِن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَن لَعَنَهُ اللَّهُ وغَضِبَ عَلَيْهِ وجَعَلَ مِنهُمُ القِرَدَةَ والخَنازِيرَ وعَبَدَ الطّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكانًا وأضَلُّ عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ﴾ [المائدة: ٦٠] ﴿وإذا جاءُوكم قالُوا آمَنّا وقَدْ دَخَلُوا بِالكُفْرِ وهم قَدْ خَرَجُوا بِهِ واللَّهُ أعْلَمُ بِما كانُوا يَكْتُمُونَ﴾ [المائدة: ٦١] ﴿وتَرى كَثِيرًا مِنهم يُسارِعُونَ في الإثْمِ والعُدْوانِ وأكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [المائدة: ٦٢] ﴿لَوْلا يَنْهاهُمُ الرَّبّانِيُّونَ والأحْبارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الإثْمَ وأكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ ما كانُوا يَصْنَعُونَ﴾ [المائدة: ٦٣] ﴿وقالَتِ اليَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أيْدِيهِمْ ولُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ ولَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنهم ما أُنْزِلَ إلَيْكَ مِن رَبِّكَ طُغْيانًا وكُفْرًا وألْقَيْنا بَيْنَهُمُ العَداوَةَ والبَغْضاءَ إلى يَوْمِ القِيامَةِ كُلَّما أوْقَدُوا نارًا لِلْحَرْبِ أطْفَأها اللَّهُ ويَسْعَوْنَ في الأرْضِ فَسادًا واللَّهُ لا يُحِبُّ المُفْسِدِينَ﴾ [المائدة: ٦٤] ﴿ولَوْ أنَّ أهْلَ الكِتابِ آمَنُوا واتَّقَوْا لَكَفَّرْنا عَنْهم سَيِّئاتِهِمْ ولَأدْخَلْناهم جَنّاتِ النَّعِيمِ﴾ [المائدة: ٦٥] ﴿ولَوْ أنَّهم أقامُوا التَّوْراةَ والإنْجِيلَ وما أُنْزِلَ إلَيْهِمْ مِن رَبِّهِمْ لَأكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ ومِن تَحْتِ أرْجُلِهِمْ مِنهم أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وكَثِيرٌ مِنهم ساءَ ما يَعْمَلُونَ﴾ [المائدة: ٦٦] ﴿يا أيُّها الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إلَيْكَ مِن رَبِّكَ وإنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ واللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ إنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي القَوْمَ الكافِرِينَ﴾ [المائدة: ٦٧] ﴿قُلْ يا أهْلَ الكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ حَتّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ والإنْجِيلَ وما أُنْزِلَ إلَيْكم مِن رَبِّكم ولَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنهم ما أُنْزِلَ إلَيْكَ مِن رَبِّكَ طُغْيانًا وكُفْرًا فَلا تَأْسَ عَلى القَوْمِ الكافِرِينَ﴾ [المائدة: ٦٨] ﴿إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا والَّذِينَ هادُوا والصّابِئُونَ والنَّصارى مَن آمَنَ بِاللَّهِ واليَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صالِحًا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هم يَحْزَنُونَ﴾ [المائدة: ٦٩] ﴿لَقَدْ أخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إسْرائِيلَ وأرْسَلْنا إلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّما جاءَهم رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أنْفُسُهم فَرِيقًا كَذَّبُوا وفَرِيقًا يَقْتُلُونَ﴾ [المائدة: ٧٠] ﴿وحَسِبُوا ألّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وصَمُّوا ثُمَّ تابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وصَمُّوا كَثِيرٌ مِنهم واللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ﴾ [المائدة: ٧١] ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إنَّ اللَّهَ هو المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وقالَ المَسِيحُ يا بَنِي إسْرائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي ورَبَّكم إنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ ومَأْواهُ النّارُ وما لِلظّالِمِينَ مِن أنْصارٍ﴾ [المائدة: ٧٢] ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ وما مِن إلَهٍ إلّا إلَهٌ واحِدٌ وإنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنهم عَذابٌ ألِيمٌ﴾ [المائدة: ٧٣] ﴿أفَلا يَتُوبُونَ إلى اللَّهِ ويَسْتَغْفِرُونَهُ واللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [المائدة: ٧٤] ﴿ما المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إلّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أنّى يُؤْفَكُونَ﴾ [المائدة: ٧٥] .
الدّائِرَةُ: واحِدَةُ الدَّوائِرِ، وهي صُرُوفُ الدَّهْرِ، ودُوَلُهُ، ونَوازِلُهُ. وقالَ الشّاعِرُ:
؎ويَعْلَمُ أنَّ الدّائِراتِ تَدُورُ
اللَّعِبُ: مَعْرُوفٌ، وهو مَصْدَرٌ عَلى غَيْرِ قِياسٍ، وفِعْلُهُ لَعِبَ يَلْعَبُ. الإطْفاءُ: الإخْمادُ حَتّى لا يَبْقى أثَرٌ. الأفْكُ: بِفَتْحِ الهَمْزَةِ، مَصْدَرُ أفَكَهُ يَأْفِكُهُ؛ أيْ: قَلَبَهُ وصَرَفَهُ. ومِنهُ: ﴿أجِئْتَنا لِتَأْفِكَنا﴾ [الأحقاف: ٢٢] (يُؤْفَكُ عَنْهُ مَن أُفِكَ) . قالَ عُرْوَةُ بْنُ أُذَيْنَةَ:
؎إنْ كُنْتَ عَنْ أحْسَنِ المُرُوءَةِ مَأْ ∗∗∗ فُوكًا فَفي آخَرِينَ قَدْ أُفِكُوا
وقالَ أبُو زَيْدٍ: المَأْفُوكُ المَأْفُونُ، وهو الضَّعِيفُ العَقْلِ. وقالَ أبُو عُبَيْدَةَ: رَجُلٌ مَأْفُوكٌ: لا يُصِيبُ خَيْرًا، وائْتُفِكَتِ البَلْدَةُ بِأهْلِها: انْقَلَبَتْ، والمُؤْتَفِكاتُ: مَدائِنُ قَوْمِ لُوطٍ، عَلَيْهِ السَّلامُ، قَلَبَها اللَّهُ تَعالى؛ (p-٥٠٧)والمُؤْتَفِكاتُ أيْضًا: الرِّياحُ الَّتِي تَخْتَلِفُ مَهابُّها.
* * *
﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا اليَهُودَ والنَّصارى أوْلِياءَ بَعْضُهم أوْلِياءُ بَعْضٍ﴾ قالَ الزُّهْرِيُّ وغَيْرُهُ: سَبَبُ نُزُولِها قِصَّةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ واسْتِمْساكِهِ بِحِلْفِ يَهُودَ، وتَبَرُّؤِ عُبادَةَ بْنِ الصّامِتِ مِن حِلْفِهِمْ عِنْدَ انْقِضاءِ بَدْرٍ، وعُبادَةُ في قِصَّةٍ فِيها طُولٌ هَذا مُلَخَّصُها. وقالَ عِكْرِمَةُ: سَبَبُها: أمْرُ أبِي لُبابَةَ بْنِ عَبْدِ المُنْذِرِ وإشارَتُهُ إلى قُرَيْظَةَ أنَّهُ الذَّبْحُ حِينَ اسْتَفْهَمُوهُ عَنْ رَأْيِهِ في نُزُولِهِمْ عَنْ حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعاذٍ. وقالَ السُّدِّيُّ: لَمّا نَزَلَ بِالمُسْلِمِينَ أمْرُ أُحِدٍ فَزِعَ مِنهم قَوْمٌ، وقالَ بَعْضُهم لِبَعْضٍ: نَأْخُذُ مِنَ اليَهُودِ عَهْدًا يُعاضِدُونا إنْ ألَمَّتْ بِنا قاصِمَةٌ مِن قُرَيْشٍ أوْ سائِرِ العَرَبِ. وقالَ آخَرُونَ: بَلْ نَلْحَقُ بِالنَّصارى فَنَزَلَتْ. وقِيلَ: هي عامَّةٌ في المُنافِقِينَ أظْهَرُوا الإيمانَ وظاهَرُوا اليَهُودَ والنَّصارى.
نَهى تَعالى المُؤْمِنِينَ عَنْ مُوالاةِ اليَهُودِ والنَّصارى يَنْصُرُونَهم ويَسْتَنْصِرُونَ بِهِمْ، ويُعاشِرُونَهم مُعاشَرَةَ المُؤْمِنِينَ؛ وقِراءَةُ أُبَيٍّ وابْنِ عَبّاسٍ: أرْبابًا مَكانَ أوْلِياءَ، بَعْضُهم أوْلِياءُ بَعْضٍ؛ جُمْلَةٌ مَعْطُوفَةٌ مِنَ النَّهْيِ، مُشْعِرَةٌ بِعِلَّةِ الوِلايَةِ وهو: اجْتِماعُهم في الكُفْرِ والمُمالَأةِ عَلى المُؤْمِنِينَ، والظّاهِرُ أنَّ الضَّمِيرَ في بَعْضِهِمْ يَعُودُ عَلى اليَهُودِ والنَّصارى. وقِيلَ: المَعْنى عَلى أنَّ ثَمَّ مَحْذُوفًا؛ والتَّقْدِيرُ: بَعْضُ اليَهُودِ أوْلِياءُ بَعْضٍ، وبَعْضُ النَّصارى أوْلِياءُ بَعْضٍ، لِأنَّ اليَهُودَ لَيْسُوا أوْلِياءَ النَّصارى، ولا النَّصارى أوْلِياءَ اليَهُودِ، ويُمْكِنُ أنْ يُقالَ: جَمَعَهم في الضَّمِيرِ عَلى سَبِيلِ الإجْمالِ، ودَلَّ ما بَيْنَهم مِنَ المُعاداةِ عَلى التَّفْصِيلِ، وأنَّ بَعْضَ اليَهُودِ لا يَتَوَلّى إلّا جِنْسَهُ، وبَعْضُ النَّصارى كَذَلِكَ. قالَ الحَوْفِيُّ: هي جُمْلَةٌ مِن مُبْتَدَأٍ وخَبَرٍ في مَوْضِعِ النَّعْتِ لِأوْلِياءَ، والظّاهِرُ أنَّها جُمْلَةٌ مُسْتَأْنَفَةٌ لا مَوْضِعَ لَها مِنَ الإعْرابِ.
﴿ومَن يَتَوَلَّهم مِنكم فَإنَّهُ مِنهُمْ﴾ قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: فَإنَّهُ مِنهم في حُكْمِ الكُفْرِ؛ أيْ: ومَن يَتَوَلَّهم في الدِّينِ. وقالَ غَيْرُهُ: ومَن يَتَوَلَّهم في الدُّنْيا فَإنَّهُ مِنهم في الآخِرَةِ. وقِيلَ: ومَن يَتَوَلَّهم مِنكم في العَهْدِ فَإنَّهُ مِنهم في مُخالَفَةِ الأمْرِ؛ وهَذا تَشْدِيدٌ عَظِيمٌ في الِانْتِفاءِ مَن أهْلِ الكُفْرِ، وتَرْكِ مُوالاتِهِمْ، وإنْحاءِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍ ومَنِ اتَّصَفَ بِصِفَتِهِ. ولا يَدْخُلُ في المُوالاةِ لِلْيَهُودِ والنَّصارى مِن غَيْرِ مُضافاةٍ، ومَن تَوَلّاهم بِأفْعالِهِ دُونَ مُعْتَقَدِهِ ولا إخْلالٍ بِإيمانٍ: فَهو مِنهم في المَقْتِ والمَذَمَّةِ، ومَن تَوَلّاهم في المُعْتَقَدِ: فَهو مِنهم في الكُفْرِ. وقَدِ اسْتَدَلَّ بِهَذا ابْنُ عَبّاسٍ وغَيْرُهُ عَلى جَوازِ أكْلِ ذَبائِحِ نَصارى العَرَبِ، وقالَ: مَن دَخَلَ في دِينِ قَوْمٍ فَهو مِنهم. وسُئِلَ ابْنُ سِيرِينَ عَنْ رَجُلٍ يَبِيعُ دارَهُ لِنَصْرانِيٍّ لِيَتَّخِذَها كَنِيسَةً: فَتَلا هَذِهِ الآيَةَ. وفي الحَدِيثِ: «لا تَراءى ناراهُما» وقالَ عُمَرُ لِأبِي مُوسى في كاتِبِهِ النَّصْرانِيِّ: لا تُكْرِمُوهم إذْ أهانَهُمُ اللَّهُ، ولا تَأْمَنُوهم إذْ خَوَّنَهُمُ اللَّهُ، ولا تُدْنُوهم إذْ أقْصاهُمُ اللَّهُ تَعالى. وقالَ لَهُ أبُو مُوسى لا قِوامَ لِلْبَصْرَةِ إلّا بِهِ، فَقالَ عُمَرُ: ماتَ النَّصْرانِيُّ والسَّلامُ.
﴿إنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي القَوْمَ الظّالِمِينَ﴾ ظاهِرُهُ العُمُومُ، والمَعْنى عَلى الخُصُوصِ؛ أيْ: مَن سَبَقَ في عِلْمِ اللَّهِ أنَّهُ لا يَهْتَدِي. قالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: أوْ يُرادُ التَّخْصِيصُ مُدَّةَ الظُّلْمِ والتَّلَبُّسِ بِفِعْلِهِ، فَإنَّ الظُّلْمَ لا هُدى فِيهِ، والظّالِمُ مِن حَيْثُ هو ظالِمٌ لَيْسَ بِمُهْتَدٍ في ظُلْمِهِ. وقالَ أبُو العالِيَةِ: الظّالِمُ مَن أبى أنْ يَقُولَ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ. وقالَ ابْنُ إسْحاقَ: أرادَ المُنافِقِينَ. وقِيلَ: الظّالِمُ هو الَّذِي وضَعَ الوِلايَةَ في غَيْرِ مَوْضِعِها. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ قَرِيبًا مِن هَذا، قالَ: يَعْنِي الَّذِينَ ظَلَمُوا أنْفُسَهم بِمُوالاةِ الكُفْرِ يَمْنَعُهُمُ اللَّهُ ألْطافَهُ، ويَخْذُلُهم مَقْتًا لَهم. انْتَهى. وهو عَلى طَرِيقَةِ الِاعْتِزالِ.
{"ayah":"۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق