الباحث القرآني
الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، انتهينا أظن مما سبق من تفسيره وفوائده؟ يقول الله عز وجل: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ استعينوا على أموركم ﴿بِالصَّبْرِ﴾ يعني: عليها ﴿وَالصَّلَاةِ﴾ وهي العبادة المعروفة، ﴿وَإِنَّهَا﴾ أي: الصلاة أو الاستعانة ﴿لَكَبِيرَةٌ﴾ أي: شاقة ﴿إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ أي الذليلين لأمر الله.
الاستعانة هي طلب العون، والاستعانة بالصبر أن يصبر الإنسان على المكروه، سواء كان مكروهًا خلقة أو مكروهًا خُلقًا، أو لغير ذلك، المهم أن يصبر ويحبس نفسه، ويحمّلها المشقة حتى يحصل المطلوب، وهذا مجرب أن الإنسان إذا صبر على الشيء أدرك مناله، وإذا ملّ، كسل، فاته خير كثير؛ ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: «احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ»[[أخرجه مسلم (٢٦٦٤/٣٤) من حديث أبي هريرة.]]، كثير من الناس يرى أن بداءته بهذا العمل مفيدة له، فيبدأ، ثم لا يحصل له مقصوده بسرعة فيعجز ويكل ويترك. إذن ضاع عليه وقته الأول، أليس كذلك؟ ضاع عليه زمن، ربما يكون زمنًا كثيرًا، ولا يأمن أنه إذا عدل عن الأول ثم شرع في ثان أن يصيبه مثل ما أصابه أولًا ويتركه، ثم تمضي عليه حياته بلا فائدة، لكن إذا صبر مع كونه يعرف أنه ليس بينه وبين مرامه إلا امتداد الأيام فقط وليس هناك موجب لقطعه فليصبر، لنفرض أن إنسان من طلبة العلم همّ أن يحفظ بلوغ المرام وشرع فيه، واستمر، لكن لحقه الملل فعجز، المدة التي مضت خسارة عليه، إلا ما يبقى في ذهنه أو في ذاكرته مما حفظ فقط، وإلا راح، لكن لو استمر وأكمل حصل المقصود، وعلى هذا فقس.
الصلاة قد يقول الإنسان: كيف تكون معينة للإنسان؟ نعم، نقول: تكون معينة، لكنها ليست صلاة، بل الصلاة الحقيقية التي يكون فيها صلاة القلب قبل صلاة الجوارح، أما صلاتنا غالبًا اليوم فهي صلاة جوارح لا صلاة قلب، ولهذا تجد الإنسان من حين أن يُكبّر ينفتح عليه أيش؟ أكوام وأبواب واسعة عظيمة من الهواجيس التي لا فائدة منها، ولذلك من حين أن يسلّم تنجلي عنه، تذهب، لكن الصلاة الحقيقية التي يشعر الإنسان فيها أنه قائم بين يدي الله، وأنها روضة فيها من كل ثمرات العبادة، لا بد أن يسلو بها عن كل الدنيا، لا بد، لا بد أن يسلو عنها عن كل الدنيا بهذه الصلاة؛ لأنه اتصل بمن؟ بالله عز وجل الذي هو محبوبه وأحب شيء إليه، فنسي ما سواه، أما الإنسان الذي يستعين بالصلاة ليتسلى بها لكن قلبه مشغول بغيرها، فهذا لم تنفعه الصلاة من هذه الناحية، أبدًا، ويذكر أن النبي ﷺ« كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ -أي اشتد عليه- فَزِعَ إِلَى الصَّلَاةِ»[[أخرجه أبو داود (١٣١٩)، وأحمد (٢٣٢٩٩) من حديث حذيفة.]]، ويدل لذلك اشتغاله صلوات الله وسلامه عليه في العريش يوم بدر، بماذا؟ بالصلاة ومناشدة ربه النصر[[شدة مناشدة النبي ﷺ لله تعالى واستغاثته به يوم بدر أخرجه البخاري (٢٩١٥) من حديث ابن عباس، ومسلم (١٧٦٣) من حديث ابن عباس عن عمر بن الخطاب، والصلاة في هذا اليوم أخرجه النسائي في السنن الكبرى (٨٥٧٤، ١٠٣٦٧) من حديث عبد الله بن مسعود.]].
﴿بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ﴾ الصلاة هنا تعم الفرض والنفل، ﴿وَإِنَّهَا﴾ قيل: ﴿إِنَّهَا﴾ أي: الصلاة، وعلّلوا ذلك قالوا: لأنها أقرب مذكور، والقاعدة في اللغة العربية أن الضمير يعود إلى أقرب مذكور.
ثانيًا: أن الصلاة إيجاد، إيجاد لشيء لم يكن موجودًا؛ لأنها عمل، والصبر إمساك، والإيجاد أفضل من الإمساك، ولهذا كان الإسلام كله إيجاد، يعني إيجاد شيء، ليس عدم شيء، والصبر كما قلنا إمساك، والإيجاد أشرف وأبلغ، فاستحقت الصلاة أن يكون الضمير عائدًا إليها.
ثالثًا: أن قوله: ﴿إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ يمتنع أن يُراد به الصبر على وجه الإطلاق؛ لأن من الكفار من يصبر على إلهه أكثر من صبر المؤمن على ربه، أو على شريعة ربه، وعلى عمله أكثر مما يصبر المؤمن، ﴿وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ﴾ [ص ٦]، يُصبِّرونهم على آلهتهم، وهذا القول أقرب وأصح.
وقيل: إن قوله: ﴿وَإِنَّهَا﴾ يعود على الاستعانة المفهومة من قوله: ﴿اسْتَعِينُوا﴾؛ لأن الفعل (استعينوا) يدل على زمن وحدث، أي: على زمن ومصدر، فيجوز أن يعود الضمير على المصدر المفهوم من الفعل، أنتم معي؟ كما في قوله تعالى: ﴿اعْدِلُوا﴾ أيش؟ ﴿هُوَ﴾، أي العدل المفهوم من قوله: ﴿اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [المائدة ٨]، لكن المعنى الأول أوضح. ﴿وَإِنَّهَا﴾ أي: الصلاة، ﴿لَكَبِيرَةٌ﴾، أي: شاقة، ﴿إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ أهل الخشوع لله عز وجل والذل له، ولهذا تجد الصلاة ثقيلة على مَن؟ على المنافقين؛ لأنه ليس عندهم إيمان، لكنها خفيفة على المؤمن، بل قال النبي عليه الصلاة والسلام: «حُبِّبَ إِلَيَّ مِنْ دُنْيَاكُمُ النِّسَاءُ وَالطِّيبُ وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ»[[أخرجه النسائي (٣٩٣٩)، وأحمد (١٢٢٩٤، ١٤٠٣٧) من حديث أنس، واللفظ المذكور للبيهقي في السنن الكبرى (٧/٧٨)، ومحمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (٣٢٢).]] -صلوات الله وسلامه عليه- فإذا جعل الله قرة عينك في الصلاة فأبشر بالخير؛ فإنها علامة خير، وعلامة على أنك من الخاشعين.
* من فوائد الآية الكريمة: إرشاد الله تبارك وتعالى عباده إلى أيش؟ إلى الاستعانة بهذين الأمرين: الصبر والصلاة.
* ومن فوائد الآية الكريمة: جواز الاستعانة بغير الله، لكن فيما يثبت أن به العون، جواز الاستعانة بغير الله فيما يثبت أن به العون، فمثلًا إذا استعنت إنسانًا يحمل معك المتاع إلى البيت، جائز؟
* الطلبة: نعم.
* الشيخ: طيب، إذا استعنت على واحد يملي عليك المذكرة، يا فلان عاوني على الإملاء، جائز، قال النبي عليه الصلاة والسلام: «وَتُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عَلَيْهَا أَوْ تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ»[[متفق عليه؛ البخاري (٢٨٩١)، ومسلم (١٠٠٩/٥٦) من حديث أبي هريرة.]].
أما الاستعانة بما لا عون فيه فهي سفه في العقل وضلال في الدين، وقد تكون شركًا، كأن يستعين بميت أو بغائب لا يستطيع أن يعينه؛ لبعده عنه وعدم تمكنه من الوصول إليه، فهذا سفه وضلال، وقد يكون شركًا بالله عز وجل.
* ومن فوائد الآية الكريمة: فضيلة الصبر، وأن به العون على مكابدة الأمور، وهذا أمر مشاهد لا يحتاج إلى إقامة الدليل عليه؛ لأنه واضح، كلنا يعرف ذلك، أليس كذلك؟ نعم.
قال أهل العلم: والصبر ثلاثة أنواع، وأخذوا هذا التقسيم من الاستقراء؛
الأول: الصبر على طاعة الله، والثاني: الصبر عن معصية الله، والثالث: الصبر على أقدار الله.
الصبر على الطاعة هو أشقها وأفضلها؛ لأن الصبر على الطاعة يتضمن فعلًا وكفًّا، يتضمن فعلًا وكفًّا اختياريًّا: فعل الطاعة، كفًّا: كف النفس عن التهاون بها وعدم إقامتها، واضح؟ فهو إيجادي إيجابي، الصبر عن المعصية ليس فيه إلا كف فقط، لكنه أحيانًا يكون شديدًا، يكون شديدًا على النفس، ولهذا جعل النبي عليه الصلاة والسلام الشاب الذي دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، جعله في رتبة الإمام العادل من حيث إن الله يظله في ظله يوم لا ظل إلا ظله[[متفق عليه؛ البخاري (٦٦٠)، ومسلم (١٠٣١/٩١) من حديث أبي هريرة.]]، وإن كان الإمام العادل أفضل، لكن في المرتبة من هذه الحيثية هما سواء؛ لأن قوة الداعي في الشباب وانتفاء المانع فيما إذا كان خاليًا بها يوجب أيش؟ الوقوع في المحظور، لكن قال: إني أخاف الله، هذا ربما يكون هذا الصبر أشق من أن يصلي الإنسان عشرين صلاة، الصبر على هذا ربما يكون الصبر عن هذه المعصية في مثل هذه الحال أشق على الإنسان من عشرين صلاة، لكن نحن لا نتكلم عن العوارض التي تعرض لبعض الناس، إنما نتكلم عن الشيء من حيث هو، فأيهما أفضل؟ الصبر على الطاعة أو عن المعصية؟
* طالب: الصبر على الطاعة.
* الشيخ: الصبر على الطاعة، طيب، الصبر على أقدار الله هو أدناها، لكن مع ذلك قد يجد الإنسان فيه مشقة عظيمة، ولكننا نتكلم ليس عن صبر معين في شخص معين، قد يكون بعض الناس يفقد حبيبه أو ابنه أو زوجته، أو ما أشبه ذلك، ويكون هذا أشق عليه من ألف صلاة من حيث الانفعال النفسي، ولّا لا؟ لكن لا نتكلم عن هذا، الصبر على أقدار الله ليس منك عمل في الحقيقة؛ لأن ما وقع لا بد أن يقع، صبرت أم لم تصبر، هل إذا جزعت وندمت واشتد حزنك وطار صراخك بالبكاء أيرفع المقدور؟ لا، إذن كما قال بعض السلف: إما أن تصبر صبر الكرام، وإما أن تسلو سُلُوَّ البهائم. أينا لم يُصب بمصيبة قبل عشر سنوات مثلًا أو أقل أو أكثر؟ وهل نسيناها الآن؟ نسيناها ما كأنها جاءت؛ لأنه كما قال السلفي رحمه الله قال: أو تسلو سُلُوّ البهائم. نعم.
إذن أنواع الصبر كم؟ ثلاثة، بالترتيب: أولًا: على طاعة الله، ثانيًا: عن معصية الله، ثالثًا: على أقدار الله، طيب، لكن خذ الصبر منهجًا ومسلكًا لك، صابر الأمور واصبر عليها ولا تيأس؛ فإن الإنسان إذا استولى عليه اليأس فاته خير كثير.
* من فوائد الآية الكريمة: أن الصلاة مما يُستعان به على الأمور وشؤون الحياة، في قوله تعالى: ﴿وَالصَّلَاةِ﴾، ونحن نعلم علم اليقين أن هذا خبر صدق لا مرية فيه.
فإذا قال قائل: أنا دائمًا أصلي ولا أجد معونة.
فنقول: إنك لم تُصَلّ، إنك لم تصل، أقمت الصلاة صورة لكن لم تقمها حقيقة، ولهذا يقول الله عز وجل: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ [العنكبوت ٤٥]، وكثير من الناس يدخل في الصلاة ويخرج منها لا يجد أن قلبه تغير من حيث الفحشاء والمنكر، هو ما هو عليه، لا لان قلبه لذكر ولا تحول إلى محبة للعبادة ولا شيء، ونحن نسأل الله أن يعيننا وإياكم، الخلل كثير، ولهذا وعد الله حق لا شك، الصلاة تعين وتنهى عن الفحشاء والمنكر، لكن صلاة أكثر الناس اليوم، صلاة أيش؟ صورة لا حقيقة.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أنه إذا طالت أحزانك فعليك بالصبر، ويش؟ والصلاة، بالصبر والصلاة. وأما قول العامة: إذا عظمت همومك فخذ من الأرض طولك، تعرفون المعنى؟ يعني: نَم، يعني الإنسان إذا نام أخذ من الأرض طوله، لكن إذا كان قائمًا كم يأخذ من الأرض؟ محل قدميه، محل قدميه فقط، فهذا ليس بصحيح، بل نقول: إذا كثرت همومك وأحزانك فعليك بالصبر والصلاة، كما قال الله عز وجل: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾، طيب، نأخذ الأسئلة ولَّا نمشي؟ نأخذ الأسئلة.
* طالب: شيخ، بارك الله فيكم، الصبر على أقدار الله أحيانًا بعض الناس يصبر لكن ما يتضجر ولا يتكلم بشيء، لكن يظهر هذا على تصرفاته، مثلًا يكون متضايق لكن ما يحب يكلم أحد، أو حدث شيء قليل يعني موقف من المواقف أو تصرف فيه يعني أهوج أو ما أشبه ذلك مع أنه ما تكلم بشيء من المصيبة؟
* الشيخ: على كل حال هذا كل إنسان لا بد أن يصاب ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [التغابن ١١]، لكن هل إن هذه المصيبة تجعله يفعل أو يقول أو يضمر في قلبه؟ الجواب: لا، يقول: كل هذا منتفي إن شاء الله، المؤمن ما يفعل هذا، لكن ينبغي أن يضبط نفسه عن التضايق، مثلًا قد يكون إنسان مصاب بمصيبة ولا ينبسط إلى الناس كما ينبسط في العادة، هذا شيء طبيعي، الرسول عليه الصلاة والسلام لما جاءه نعي جعفر جلس في مكان من المسجد يُرى عليه أثر الحزن، وغُلِّب عليه الصلاة والسلام[[متفق عليه؛ البخاري (١٢٩٩)، ومسلم (٩٣٥/٣٠) من حديث عائشة.]]، هذا شيء طبيعي، فالذي من مقتضى الطبيعة لا يؤاخَذ الإنسان به ولا ينزله من مرتبته، اللهم إلا أن يسترسل معه، نعم.
* طالب: شيخ، أحسن الله إليك، من وجد في نفسه فتورًا أحيانًا عن طلب العلم فهمًا أو حفظًا، أو أراد أن يقضي أمرًا دنيويًّا؟
* الشيخ: فهمًا أو حفظًا أو ممارسة، والأخيرة هي البلاء.
* الطالب: أو قضاء أمر دنيوي، فهل نأخذ من هذه الآية مشروعية الصلاة حين نحتاج إلى شيء من هذا؟
* الشيخ: إذا أعنته؛ لأنه بصلاته سوف يسأل الله عز وجل أن يسهل أمره.
* الطالب: ما معنى إذا أعان (...)؟
* الشيخ: يعينه الله؛ لأن نفس المصلي الآن ما دام مهمومًا ومحزونًا من هذا الشيء سوف يجعل كل دعائه لهذا الشيء، وأقرب ما يكون من ربه وهو ساجد.
* الطالب: يعني إذا وجد شيئًا من هذا يذهب يصلي؟
* الشيخ: سمعتَ الكلام؟ «كان النبي ﷺ إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة»[[سبق تخريجه.]].
* طالب: أحسن الله إليكم، هل يدخل في قوله تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ﴾ الصلاة المفروضة والنافلة؟
* الشيخ: إي نعم؛ (...) المفروضة مفروضة لا بد أن (...).
* طالب: أحسن الله إليك، نعم سؤالي فضيلتك يا شيخ قبل يومين هل يجوز الدعاء بـ: اللهم اجعلني من الصابرين؟ فذكرت أن الصواب أن تقول: اللهم أعني على الصبر، ما الفرق بين هاتين العبارتين؟
* الشيخ: حد قال هذا؟
* الطالب: لا، ليس في الدرس، أثناء ذهابنا إلى المنزل.
* الشيخ: ما أذكر، كأنك أنت يمكن فهمت خطأ، إما أنك سألت سؤال وأجبتك عليه وفهمت هذا، لا يا أخي، اللهم اجعلني من الصابرين القانتين، الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، اصبروا إن الله مع الصابرين.
* الطالب: يعني يجوز أن..
* الشيخ: لا، فهمنا الجواب عقب اليوم.
* طالب: لو مثلًا شخص كان صابرًا على طاعة الله وكان غير صابر على أقداره، هل يسمى صابرًا؟
* الشيخ: لا، على سبيل الإطلاق لا، كما أن من تاب من ذنب دون غيره لا يطلق عليه اسم تائب على الإطلاق، لكن يقال: تائب من كذا، وهذه النقطة ينبغي الإنسان أن يعرفها، ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة ٢٢٢]، هل نقول مثلًا: الإنسان إذا أصر على معصية مع توبته منها يدخل في ذلك؟ لا؛ لأن الوصف المطلق إنما هو للعمل المطلق، نعم.
* طالب: في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ وَسَمْنا الكبيرة بأنها: لَشاقَّة، هل يُفهم من هذه الآية أن لفظ الكبيرة يخرج عن أصله، عن معناه الحقيقي؟
* الشيخ: أنت من المحدثين؛ قال النبي عليه الصلاة والسلام: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ»[[متفق عليه؛ البخاري (٢١٦)، ومسلم (٢٩٢/١١١) من حديث ابن عباس.]] أي: شاقًّا عليهم.
طالب: لا، ليس في الدرس، أثناء ذهابنا إلى المنزل.
* الشيخ: ما أذكر، كأنك أنت يمكن فهمت خطأ، إما أنك سألت سؤال وأجبتك عليه وفهمت هذا، لا يا أخي، اللهم اجعلني من الصابرين القانتين، الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، اصبروا إن الله مع الصابرين.
* الطالب: يعني يجوز أن..
* الشيخ: لا، فهمنا الجواب عقب اليوم.
* طالب: لو مثلًا شخص كان صابرًا على طاعة الله وكان غير صابر على أقداره، هل يسمى صابرًا؟
* الشيخ: لا، على سبيل الإطلاق لا، كما أن من تاب من ذنب دون غيره لا يطلق عليه اسم تائب على الإطلاق، لكن يقال: تائب من كذا، وهذه النقطة ينبغي الإنسان أن يعرفها، ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة ٢٢٢]، هل نقول مثلًا: الإنسان إذا أصر على معصية مع توبته منها يدخل في ذلك؟ لا؛ لأن الوصف المطلق إنما هو للعمل المطلق، نعم.
* طالب: في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ وَسَمْنا الكبيرة بأنها: لشاقة، هل يُفهم من هذه الآية أن لفظ (الكبيرة) يخرج عن أصله، عن معناه الحقيقي؟
* الشيخ: أنت من المحدِّثين، قال النبي عليه الصلاة والسلام: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ»[[متفق عليه؛ البخاري (٢١٦)، ومسلم (٢٩٢ / ١١١) من حديث ابن عباس]]، أي شاقًّا عليهم. وفي رواية البخاري: «بَلَى إِنَّهُ كَبِيرٌ»[[أخرجه البخاري (٢١٦) بلفظ: «ثُمَّ قَالَ: بَلَى»، و(٦٠٥٥) بلفظ: «وَإِنَّهُ لَكَبِيرٌ».]]، فهو كبير في الإثم غير كبير في الفعل.
{"ayah":"وَٱسۡتَعِینُوا۟ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِیرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَـٰشِعِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق