الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿واسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ والصَّلاةِ﴾، إنْ قالَ قائِلٌ: لِمَ قِيلَ لَهُمْ: ”اِسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ“ ؟ وما الفائِدَةُ فِيها؟ فَإنَّ هَذا الخِطابَ أصْلُهُ خِطابُ أهْلِ الكِتابِ، وكانَتْ لَهم رِئاسَةٌ عِنْدَ أتْباعِهِمْ، فَقِيلَ لَهُمْ: اِسْتَعِينُوا عَلى ما يُذْهِبُ عَنْكم شَهْوَةَ الرِّياسَةِ بِالصَّلاةِ، لِأنَّ الصَّلاةَ يُتْلى فِيها ما يُرَغِّبُ فِيما عِنْدَ اللَّهِ، ويُزَهِّدُ في جَمِيعِ أمْرِ الدُّنْيا، ودَلِيلُ ذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿إنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الفَحْشاءِ والمُنْكَرِ﴾ [العنكبوت: ٤٥] وقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿وَإنَّها لَكَبِيرَةٌ إلا عَلى الخاشِعِينَ﴾، اَلْمَعْنى: إنَّ الصَّلاةَ الَّتِي مَعَها الإيمانُ بِالنَّبِيِّ ﷺ، كَبِيرَةٌ، تَكْبُرُ عَلى الكُفّارِ، وتَعْظُمُ عَلَيْهِمْ مَعَ الإيمانِ بِالنَّبِيِّ ﷺ، والخاشِعُ المُتَواضِعُ المُطِيعُ المُخْبِتُ (p-١٢٦)المُتَواضِعَ لا يُبالِي بِرِياسَةٍ كانَتْ لَهُ مَعَ كُفْرٍ، إذا انْتَقَلَ إلى الإيمانِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب