الباحث القرآني

شرح الكلمات: وما كنت بجانب الغربي: أي لم تكن يا رسولنا حاضراً بالجانب الغربي من موسى. إذ قضينا إلى موسى الأمر: أي بالرسالة إلى فرعون وقومه. وما كنت من الشاهدين: حتى تعلمه وتخبر به. ولكنا أنشأنا قروناً فتطاول عليهم العمر: أي غير أننا أنشأنا بعد موسى أمماً طالت أعمارهم فنسوا العهود واندرست العلوم وانقطع الوحي فجئنا بك رسولاً وأوحينا إليك خبر موسى وغيره. وما كنت ثاوياً في أهل مدين: أي ولم تكن يا رسولنا مقيماً في أهل مدين فتعرف قصتهم. وما كنت بجانب الطور إذ نادينا: أي لم تكن بجانب الطور أي جبل الطور إذ نادينا موسى وأوحينا إليه ما أوحينا حتى تخبر بذلك. ما أتاهم من نذير من قبلك: أي أهل مكة والعرب كافة. ولولا أن تصيبهم مصيبة الخ: أي فيقولوا لولا أي هلا أرسلت إلينا رسولاً لعاجلناهم بالعقوبة ولما أرسلناك إليهم رسولاً. معنى الآيات: بعد انتهاء قصص موسى مع فرعون وإنزال التوراة ﴿بَصَآئِرَ لِلنّاسِ وهُدًى ورَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ [القصص: ٤٣] وكان القصص كله شاهداً على نبوة الرسول محمد ﷺ خاطب الله تعالى رسوله فقال: ﴿وما كُنتَ﴾ أي حاضراً ﴿بِجانِبِ ٱلْغَرْبِيِّ﴾ أي بالجبل الغربي من موسى ﴿إذْ قَضَيْنَآ إلىٰ مُوسى ٱلأَمْرَ﴾ بإرساله رسولاً إلى فرعون وملئه ﴿وما كنتَ مِنَ ٱلشّاهِدِينَ﴾ أي الحاضرين إذاً فكيف علمت هذا وتتحدث به لولا أنك رسول حق؟! وقوله: ﴿ولَكِنَّآ أنشَأْنا قُرُوناً﴾ أي أمماً بعد موسى ﴿فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ﴾ أي طالت بهم الحياة وامتدت فنسوا العهود واندرست العلوم الشرعية وانقطع الوحي فجئنا بك رسولاً وأوحينا إليك خبر موسى وغيره وقوله: ﴿وما كُنتَ ثاوِياً﴾ أي مقيماً ﴿فِيۤ أهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آياتِنا﴾ فكيف عرفت حديثهم وعرفت إقامة موسى بينهم عشر سنين لولا إنك رسول حق يوحى إليك نبأ الأولين وهو معنى قوله تعالى ﴿ولَكِنّا كُنّا مُرْسِلِينَ﴾ فأرسلناك رسولاً وأوحينا إليك أخبار الغابرين. وقوله: ﴿وما كُنْتَ بِجانِبِ ٱلطُّورِ﴾ أي جبل الطور ﴿إذْ نادَيْنا﴾ موسى وأمرناه بما أمرناه وأخبرناه بما أخبرنا به، فكيف عرفت ذلك وأخبرت به لولا أنك رسول حق يوحى إليك. قوله تعالى ﴿ولَٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ﴾ أي أرسلناك رحمة من ربك للعالمين ﴿لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أتاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ﴾ وهم أهل مكة والعرب أجمعون ﴿لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ أي كىْ يتعظوا فيؤمنوا ويهتدوا فينجوا ويسعدوا. وقوله تعالى: ﴿ولَوْلاۤ أن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ﴾ أي عقوبة ﴿بِما قَدَّمَتْ أيْدِيهِمْ﴾ أي من الشرك والمعاصي ﴿فَيَقُولُواْ رَبَّنا لَوْلاۤ أرْسَلْتَ إلَيْنا رَسُولاً﴾ أي هلا أرسلت إلينا رسولاً ﴿فَنَتَّبِعَ آياتِكَ ونَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ﴾ أي لولا قولهم هذا لعاجلناهم بالعذاب ولما أرسلناك إليهم رسولاً إذاً فما لهم لا يؤمنون ويشكرون؟؟! هداية الآيات: من هداية الآيات: ١- تقرير النبوة المحمدية بأقوى الأدلة العقلية. ٢- بعثة الرسول محمد ﷺ جاءت في أوانها واشتداد الحاجة إليها. ٣- البعثة المحمدية كانت عبارة عن رحمة إلهية رحم الله بها العالمين. ٤- جواب ﴿لَوْلاۤ﴾ في قوله ﴿ولَوْلاۤ أن تُصِيبَهُم﴾. محذوف وقد ذكرناه وهو لعاجلناهم بالعقوبة ولما أرسلناك إليهم رسولاً.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب