الباحث القرآني
﴿وما كُنْتَ بِجانِبِ الغَرْبِيِّ إذْ قَضَيْنا إلى مُوسى الأمْرَ وما كُنْتَ مِنَ الشّاهِدِينَ﴾ ﴿ولَكِنّا أنْشَأْنا قُرُونًا فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ العُمُرُ وما كُنْتَ ثاوِيًا في أهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آياتِنا ولَكِنّا كُنّا مُرْسِلِينَ﴾ ﴿وما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إذْ نادَيْنا ولَكِنْ رَحْمَةً مِن رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا ما أتاهم مِن نَذِيرٍ مِن قَبْلِكَ لَعَلَّهم يَتَذَكَّرُونَ﴾ ﴿ولَوْلا أنْ تُصِيبَهم مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنا لَوْلا أرْسَلْتَ إلَيْنا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آياتِكَ ونَكُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ﴾ ﴿فَلَمّا جاءَهُمُ الحَقُّ مِن عِنْدِنا قالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ ما أُوتِيَ مُوسى أوَلَمْ يَكْفُرُوا بِما أُوتِيَ مُوسى مِن قَبْلُ قالُوا سِحْرانِ تَظاهَرا وقالُوا إنّا بِكُلٍّ كافِرُونَ﴾ ﴿قُلْ فَأْتُوا بِكِتابٍ مِن عِنْدِ اللَّهِ هو أهْدى مِنهُما أتَّبِعْهُ إنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ﴾ ﴿فَإنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فاعْلَمْ أنَّما يَتَّبِعُونَ أهْواءَهم ومَن أضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي القَوْمَ الظّالِمِينَ﴾ .
لَمّا قَصَّ اللَّهُ - تَعالى - مِن أنْباءِ مُوسى وغَرائِبِ ما جَرى لَهُ مِنَ الحَمْلِ بِهِ في وقْتِ ذَبْحِ الأبْناءِ، ورَمْيِهِ في البَحْرِ في تابُوتٍ، ورَدِّهِ إلى أُمِّهِ، وتَبَنِّي فِرْعَوْنَ لَهُ، وإيتائِهِ الحُكْمَ والعِلْمَ، وقَتْلِهِ القِبْطِيَّ، وخُرُوجِهِ مِن مَنشَئِهِ فارًّا، وتَصاهُرِهِ مَعَ شُعَيْبٍ، ورَعْيِهِ لِغَنَمِهِ السِّنِينَ الطَّوِيلَةَ، وعَوْدِهِ إلى مِصْرَ، وإضْلالِهِ الطَّرِيقَ، ومُناجاةِ اللَّهِ لَهُ، وإظْهارِ تَيْنِكَ المُعْجِزَتَيْنِ العَظِيمَتَيْنِ عَلى يَدَيْهِ، وهي العَصا واليَدُ، وأمْرِهِ بِالذَّهابِ إلى فِرْعَوْنَ، ومُحاوَرَتِهِ مَعَهُ، وتَكْذِيبِ فِرْعَوْنَ وإهْلاكِهِ وإهْلاكِ قَوْمِهِ، والِامْتِنانِ عَلى مُوسى بِإيتائِهِ التَّوْراةَ؛ وأوْحى - تَعالى - بِجَمِيعِ ذَلِكَ إلى مُحَمَّدٍ رَسُولِهِ ﷺ ذَكَّرَهُ بِإنْعامِهِ عَلَيْهِ بِذَلِكَ، وبِما خَصَّهُ مِنَ الغُيُوبِ الَّتِي كانَ لا يَعْلَمُها لا هو ولا قَوْمُهُ فَقالَ: ﴿وما كُنْتَ بِجانِبِ الغَرْبِيِّ إذْ قَضَيْنا إلى مُوسى الأمْرَ﴾ .
والأمْرُ، قِيلَ: النُّبُوَّةُ والحُكْمُ الَّذِي آتاهُ اللَّهُ مُوسى. وقِيلَ: الأمْرُ: أمْرُ مُحَمَّدٍ - عَلَيْهِ السَّلامُ - أنْ يَكُونَ مِن أُمَّتِهِ، وهَذا التَّأْوِيلُ يَلْتَئِمُ مَعَهُ ما بَعْدَهُ مِن قَوْلِهِ: ﴿ولَكِنّا أنْشَأْنا قُرُونًا﴾ . وقِيلَ: الأمْرُ: هَلاكُ فِرْعَوْنَ بِالماءِ، ويُحْمَلُ ”بِجانِبِ الغَرْبِيِّ“ عَلى اليَمِّ، وبَدَأ أوَّلًا بِنَفْيِ شَيْءٍ خاصٍّ، وهو أنَّهُ لَمْ يَحْضُرْ (p-١٢٢)وقْتَ قَضاءِ اللَّهِ لِمُوسى الأمْرَ، ثُمَّ ثَنّى بِكَوْنِهِ لَمْ يَكُنْ مِنَ الشّاهِدِينَ. والمَعْنى، واللَّهُ أعْلَمُ؛ مِنَ الشّاهِدِينَ بِجَمِيعِ ما أعْلَمْناكَ بِهِ، فَهو نَفْيٌ لِشَهادَتِهِ جَمِيعَ ما جَرى لِمُوسى، فَكانَ عُمُومًا بَعْدَ خُصُوصٍ. وبِجانِبِ الغَرْبِيِّ: مِن إضافَةِ المَوْصُوفِ إلى صِفَتِهِ عِنْدَ قَوْمٍ، ومِن حَذْفِ المَوْصُوفِ وإقامَةِ الصِّفَةِ مَقامَهُ عِنْدَ قَوْمٍ. فَعَلى القَوْلِ الأوَّلِ أصِلُهُ بِالجانِبِ الغَرْبِيِّ، وعَلى الثّانِي أصْلُهُ بِجانِبِ المَكانِ الغَرْبِيِّ، والتَّرْجِيحُ بَيْنَ القَوْلَيْنِ مَذْكُورٌ في النَّحْوِ. والغَرْبِيُّ، قالَ قَتادَةُ: غَرْبِيُّ الجَبَلِ، وقالَ الحَسَنُ: بَعَثَ اللَّهُ مُوسى بِالغَرْبِ، وقالَ أبُو عُبَيْدَةَ: حَيْثُ تَغْرُبُ الشَّمْسُ والقَمَرُ والنُّجُومُ. وقِيلَ: هُنا جَبَلٌ غَرْبِيٌّ. وقِيلَ: الغَرْبِيُّ مِنَ الوادِي، وقِيلَ: مِنَ البَحْرِ. قالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: المَعْنى: لَمْ تَحْضُرْ يا مُحَمَّدُ هَذِهِ الغُيُوبَ الَّتِي تُخْبَرُ بِها، ولَكِنَّها صارَتْ إلَيْكَ بِوَحْيِنا، أيْ فَكانَ الواجِبُ أنْ يُسارَعَ إلى الإيمانِ بِكَ، ولَكِنْ تَطاوَلَ الأمْرُ عَلى القُرُونِ الَّتِي أنْشَأْناها زَمَنًا زَمَنًا، فَعَزَبَتْ حُلُومُهم، واسْتَحْكَمَتْ جَهالَتُهم وضَلالَتُهم. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: الغَرْبُ: المَكانُ الواقِعُ في شِقِّ الغَرْبِ، وهو المَكانُ الَّذِي وقَعَ فِيهِ مِيقاتُ مُوسى مِنَ الطَّوْرِ، وكَتَبَ اللَّهُ لَهُ في الألْواحِ. والأمْرُ المَقْضِيُّ إلى مُوسى: الوَحْيُ الَّذِي أُوحِيَ إلَيْهِ. والخِطابُ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: وما كُنْتَ حاضِرًا المَكانَ الَّذِي أوْحَيْنا فِيهِ إلى مُوسى، ولا كُنْتَ مِن جُمْلَةِ الشّاهِدِينَ لِلْوَحْيِ إلَيْهِ، أوْ عَلى الوَحْيِ إلَيْهِ، وهم نُقَباؤُهُ الَّذِينَ اخْتارَهم لِلْمِيقاتِ، حَتّى نَقِفَ مِن جُمْلَةِ المُشاهَدَةِ عَلى ما جَرى مِن أمْرِ مُوسى في مِيقاتِهِ، وكَتْبِ التَّوْراةِ لَهُ في الألْواحِ، وغَيْرِ ذَلِكَ. (فَإنْ قُلْتَ): كَيْفَ يَتَّصِلُ قَوْلُهُ: ﴿ولَكِنّا أنْشَأْنا قُرُونًا﴾ بِهَذا الكَلامِ، ومِن أيِّ جِهَةٍ يَكُونُ اسْتِدْراكًا لَهُ ؟ (قُلْتُ): اتِّصالُهُ بِهِ وكَوْنُهُ اسْتِدْراكًا مِن حَيْثُ إنَّ مَعْناهُ: ولَكِنّا أنْشَأْنا بَعْدَ عَهْدِ الوَحْيِ إلى عَهْدِكَ قُرُونًا كَثِيرَةً، فَتَطاوَلَ عَلى آخِرِهِمْ، وهو القَرْنُ الَّذِي أنْتَ فِيهِمْ.
﴿العُمُرُ﴾ أيْ أمَدُ انْقِطاعِ الوَحْيِ، وانْدَرَسَتِ العُلُومُ، فَوَجَبَ إرْسالُكَ إلَيْهِمْ، فَأرْسَلْناكَ وكَسَّبْناكَ العِلْمَ بِقَصَصِ الأنْبِياءِ وقِصَّةِ مُوسى، كَأنَّهُ قالَ: وما كُنْتَ شاهِدًا لِمُوسى وما جَرى عَلَيْهِ، ولَكِنّا أوْحَيْناهُ إلَيْكَ، فَذَكَرَ سَبَبَ الوَحْيِ الَّذِي هو إطالَةُ النَّظِرَةِ، ودَلَّ بِهِ عَلى المُسَبَّبِ عَلى عادَةِ اللَّهِ في اخْتِصارِهِ. فَإذَنْ، هَذا الِاسْتِدْراكُ شَبِيهٌ لِلِاسْتِدْراكَيْنِ بَعْدَهُ.
﴿وما كُنْتَ ثاوِيًا﴾ أيْ مُقِيمًا في أهْلِ مَدْيَنَ، هم شُعَيْبٌ والمُؤْمِنُونَ.
﴿تَتْلُو عَلَيْهِمْ آياتِنا﴾ تَقْرَأُ عَلَيْهِمْ تَعَلُّمًا مِنهم، يُرِيدُ الآياتِ الَّتِي فِيها قِصَّةُ شُعَيْبٍ وقَوْمِهِ. ولَكِنّا أرْسَلْناكَ وأخْبَرْناكَ بِها وعَلَّمْناكَها.
﴿إذْ نادَيْنا﴾ يُرِيدُ مُناداةَ مُوسى لَيْلَةَ المُناجاةِ وتَكْلِيمِهِ، ولَكِنْ عَلَّمْناكَ. وقِيلَ: ﴿فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ العُمُرُ﴾ وفَتَرَتِ النُّبُوَّةُ، ودَرَسَتِ الشَّرائِعُ، وحُرِّفَ كَثِيرٌ مِنها؛ وتَمامُ الكَلامِ مُضْمَرٌ تَقْدِيرُهُ: وأرْسَلْناكَ مُجَدِّدًا لِتِلْكَ الأخْبارِ، مُمَيِّزًا لِلْحَقِّ بِما اخْتُلِفَ فِيهِ مِنها، رَحْمَةً مِنّا. وقِيلَ: يُحْتَمَلُ أنْ يَكُونَ المَعْنى: وما كُنْتَ مِنَ الشّاهِدِينَ في ذَلِكَ الزَّمانِ، وكانَتْ بَيْنَكَ وبَيْنَ مُوسى قُرُونٌ تَطاوَلَتْ أعْمارُهم، وأنْتَ تُخْبِرُ الآنَ عَنْ تِلْكَ الأحْوالِ إخْبارَ مُشاهَدَةٍ وعَيانٍ بِإيحائِنا مُعْجِزَةً لَكَ. وقِيلَ: تَتْلُو حالٌ، وقِيلَ: مُسْتَأْنِفٌ، أيْ أنْتَ الآنَ تَتْلُو قِصَّةَ شُعَيْبٍ، ولَكِنّا أرْسَلْناكَ رَسُولًا، وأنْزَلْنا عَلَيْكَ كِتابًا فِيهِ هَذِهِ الأخْبارُ المَنسِيَّةُ تَتْلُوها عَلَيْهِمْ، ولَوْلاكَ ما أخْبَرْتُهم بِما لَمْ يُشاهِدُوهُ.
وقالَ الفَرّاءُ: ﴿وما كُنْتَ ثاوِيًا﴾ في أهْلِ مَدْيَنَ مَعَ مُوسى، فَتَراهُ وتَسْمَعُ كَلامَهُ، وها أنْتَ ﴿تَتْلُو عَلَيْهِمْ آياتِنا﴾ أيْ عَلى أُمَّتِكَ، فَهو مُنْقَطِعٌ. انْتَهى. قِيلَ: وإذا لَمْ يَكُنْ حاضِرًا في ذَلِكَ المَكانِ، فَما مَعْنى: ﴿وما كُنْتَ مِنَ الشّاهِدِينَ﴾ ؟ فَقالَ ابْنُ عَبّاسٍ: التَّقْدِيرُ: لَمْ تَحْضُرْ ذَلِكَ المَوْضِعَ، ولَوْ حَضَرْتَ، فَما شاهَدْتَ تِلْكَ الوَقائِعَ، فَإنَّهُ يَجُوزُ أنْ يَكُونَ هُناكَ: ولا يَشْهَدُ ولا يَرى. وقالَ مُقاتِلٌ: لَمْ يَشْهَدْ أهْلَ مَدْيَنَ فَيَقْرَأُ عَلى أهْلِ مَكَّةَ خَبَرَهم، ولَكِنّا أرْسَلْناكَ إلى أهْلِ مَكَّةَ، وأنْزَلْنا إلَيْكَ هَذِهِ الأخْبارَ، ولَوْلا ذَلِكَ ما عَلِمْتَ. وقالَ الضَّحّاكُ: يَقُولُ: إنَّكَ يا مُحَمَّدُ لَمْ تَكُنِ الرَّسُولَ إلى أهْلِ مَدْيَنَ، تَتْلُو عَلَيْهِمْ آياتِ الكِتابِ، وإنَّما كانَ (p-١٢٣)غَيْرُكَ، ولَكِنّا كُنّا مُرْسَلِينَ في كُلِّ زَمانٍ رَسُولًا، فَأرْسَلْنا إلى مَدْيَنَ شُعَيْبًا، وأرْسَلْناكَ إلى العَرَبِ لِتَكُونَ خاتَمَ الأنْبِياءِ. انْتَهى.
وقالَ الطَّبَرِيُّ: ﴿إذْ نادَيْنا﴾ بِأنْ: (سَأكْتُبُها لِلَّذِينِ يَتَّقُونَ) . وعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ: أنَّهُ نُودِيَ مِنَ السَّماءِ حِينَئِذٍ يا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، اسْتَجَبْتُ لَكم قَبْلَ أنْ تَدْعُونِي، وغَفَرْتُ لَكم قَبْلَ أنْ تَسْألُونِي، فَحِينَئِذٍ قالَ مُوسى - عَلَيْهِ السَّلامُ -: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِن أُمَّةِ مُحَمَّدٍ. فالمَعْنى: إذْ نادَيْنا بِأمْرِكَ، وأخْبَرْناكَ بِنُبُوَّتِكَ. وقَرَأ الجُمْهُورُ: ﴿رَحْمَةً﴾ بِالنَّصْبِ، فَقُدِّرَ: ”ولَكِنْ جَعَلْناكَ رَحْمَةً“، وقُدِّرَ أعْلَمْناكَ ونَبَّأْناكَ رَحْمَةً. وقَرَأ وعِيسى، وأبُو حَيْوَةَ: بِالرَّفْعِ، وقَدَّرَ: ولَكِنْ هو رَحْمَةٌ، أوْ هو رَحْمَةٌ، أوْ أنْتَ رَحْمَةٌ.
﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا ما أتاهم مِن نَذِيرٍ﴾ أيْ في زَمَنِ الفَتْرَةِ بَيْنَكَ وبَيْنَ عِيسى، وهو خَمْسُمِائَةٍ وخَمْسُونَ عامًا ونَحْوُهُ. وجَوابُ (لَوْلا) مَحْذُوفٌ. والمَعْنى: لَوْلا أنَّهم قائِلُونَ، إذْ عُوقِبُوا بِما قَدَّمُوا مِنَ الشِّرْكِ والمَعاصِي، هَلّا أرْسَلْتَ إلَيْنا رَسُولًا ؟ مُحْتَجِّينَ بِذَلِكَ عَلَيْنا ما أرْسَلْنا إلَيْهِمْ: أيْ إنَّما أرْسَلْنا الرُّسُلَ إزالَةً لِهَذا العُذْرِ، كَما قالَ: ﴿لِئَلّا يَكُونَ لِلنّاسِ عَلى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾ [النساء: ١٦٥] أنْ تَقُولُوا ﴿ما جاءَنا مِن بَشِيرٍ ولا نَذِيرٍ﴾ [المائدة: ١٩] . وتَقْدِيرُ الجَوابِ: ما أرْسَلْنا إلَيْهِمُ الرُّسُلَ، هو قَوْلُ الزَّجّاجِ. وقالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: تَقْدِيرُهُ: لَعاجَلْناهم بِما يَسْتَحِقُّونَهُ. والمُصِيبَةُ: العَذابُ. ولَمّا كانَ أكْثَرُ الأعْمالِ تُزاوَلُ بِالأيْدِي عُبِّرَ عَنْ كُلِّ عَمَلٍ بِاجْتِراحِ الأيْدِي، حَتّى أعْمالُ القُلُوبِ، اتِّساعًا في الكَلامِ، وتَصْيِيرَ الأقَلِّ تابِعًا لِلْأكْثَرِ، وتَغْلِيبَ الأكْثَرِ عَلى الأقَلِّ. والفاءُ في ﴿فَيَقُولُوا﴾ لِلْعَطْفِ عَلى تُصِيبَهم، ولَوْلا الثّانِيَةُ لِلتَّحْضِيضِ. و”فَنَتَّبِعَ“: الفاءُ فِيهِ جَوابٌ لِلتَّحْضِيضِ.
وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: (فَإنْ قُلْتَ): كَيْفَ اسْتَقامَ هَذا المَعْنى، وقَدْ جُعِلَتِ العُقُوبَةُ هي السَّبَبُ في الإرْسالِ لا القَوْلُ لِدُخُولِ حَرْفِ الِامْتِناعِ عَلَيْها دُونَهُ ؟ (قُلْتُ): القَوْلُ هو المَقْصُودُ بِأنْ يَكُونَ سَبَبًا لِإرْسالِ الرُّسُلِ، ولَكِنَّ العُقُوبَةَ لِما كانَتْ هي السَّبَبَ لِلْقَوْلِ، فَكانَ وُجُودُهُ بِوُجُودِها، جُعِلَتِ العُقُوبَةُ كَأنَّها سَبَبُ الإرْسالِ بِواسِطَةِ القَوْلِ، فَأُدْخِلَتْ عَلَيْها لَوْلا، وجِيءَ بِالقَوْلِ مَعْطُوفًا عَلَيْها بِالفاءِ المُعْطِيَةِ مَعْنى السَّبَبِيَّةِ، ويُؤَوَّلُ مَعْناها إلى قَوْلِكَ: ولَوْلا قَوْلُهم هَذا ﴿إذا أصابَتْهم مُصِيبَةٌ﴾ [البقرة: ١٥٦] لَما أرْسَلْنا، ولَكِنِ اخْتِيرَتْ هَذِهِ الطَّرِيقَةُ لِنُكْتَةٍ، وهو أنَّهم لَمْ يُعاقَبُوا مَثَلًا عَلى كُفْرِهِمْ، وقَدْ عايَنُوا ما أُلْجِئُوا بِهِ إلى العِلْمِ اليَقِينِ. لَمْ يَقُولُوا: لَوْلا أرْسَلْتَ إلَيْنا رَسُولًا، وإنَّما السَّبَبُ في قَوْلِهِمْ هَذا هو العِقابُ لا غَيْرَ، لا التَّأسُّفُ عَلى ما فاتَهم مِنَ الإيمانِ بِخالِقِهِمْ. وفي هَذا مِنَ الشَّهادَةِ القَوِيَّةِ عَلى اسْتِحْكامِ كُفْرِهِمْ ورُسُوخِهِمْ فِيهِ ما لا يَخْفى، كَقَوْلِهِمْ: ﴿ولَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ﴾ [الأنعام: ٢٨] . انْتَهى.
و”الحَقُّ“: هو الرَّسُولُ مُحَمَّدٌ ﷺ جاءَ بِالكِتابِ المُعْجِزِ الَّذِي قَطَعَ مَعاذِيرَهم. وقِيلَ: القُرْآنُ ﴿مِثْلَ ما أُوتِيَ مُوسى﴾ .
﴿مِن قَبْلُ﴾ أيْ مِن قَبْلُ الكِتابَ المُنَزَّلَ جُمْلَةً واحِدَةً، وانْقِلابَ العَصا حَيَّةً، وفَلْقَ البَحْرِ، وغَيْرَها مِنَ الآياتِ. اقْتَرَحُوا ذَلِكَ عَلى سَبِيلِ التَّعَنُّتِ والعِنادِ، كَما قالُوا: لَوْلا أنْزِلُ عَلَيْهِ كَنْزٌ، وما أشْبَهَ ذَلِكَ مِنَ المُقْتَرَحاتِ لَهم. وهَذِهِ المَقالَةُ الَّتِي قالُوها هي مِن تَعْلِيمِ اليَهُودِ لِقُرَيْشٍ، قالُوا لَهم. ألا يَأْتِيَ بِآيَةٍ باهِرَةٍ كَآياتِ مُوسى، فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِأنَّهم كَفَرُوا بِآياتِ مُوسى، وقَدْ وقَعَ مِنهم في آياتِ مُوسى ما وقَعَ مِن هَؤُلاءِ في آياتِ الرَّسُولِ. فالضَّمِيرُ في: ﴿أوَلَمْ يَكْفُرُوا﴾ لِلْيَهُودِ، قالَهُ ابْنُ عَطِيَّةَ: وقِيلَ: قائِلُ ذَلِكَ العَرَبُ بِالتَّعْلِيمِ، كَما قُلْنا. وقِيلَ: قائِلُ ذَلِكَ اليَهُودُ، ويَظْهَرُ عِنْدِي أنَّهُ عائِدٌ عَلى قُرَيْشٍ الَّذِينَ قالُوا: ﴿لَوْلا أُوتِيَ﴾ أيْ مُحَمَّدٌ ﴿ما أُوتِيَ مُوسى﴾ وذَلِكَ أنَّ تَكْذِيبَهم لِمُحَمَّدٍ ﷺ تَكْذِيبٌ لِمُوسى - عَلَيْهِ السَّلامُ - ونِسْبَتُهُمُ السِّحْرَ لِلرَّسُولِ نِسْبَةُ السِّحْرِ لِمُوسى؛ إذِ الأنْبِياءُ هم مِن وادٍ واحِدٍ. فَمَن نَسَبَ إلى أحَدٍ مِنَ الأنْبِياءِ ما لا يَلِيقُ، كانَ ناسِبًا ذَلِكَ إلى جَمِيعِ الأنْبِياءِ. وتَتَناسَقُ الضَّمائِرُ كُلُّها في هَذا، في قَوْلِهِ: ﴿قُلْ فَأْتُوا بِكِتابٍ مِن عِنْدِ اللَّهِ﴾ وإنْ كانَ الظّاهِرُ مِنَ القَوْلِ أنَّهُ النُّطْقُ اللِّسانِيُّ، فَقَدْ يَنْطَلِقُ عَلى الِاعْتِقادِ وهم مِن حَيْثُ إنْكارُ النُّبُوّاتِ، مُعْتَقِدُونَ أنَّ ما ظَهَرَ عَلى أيْدِي الأنْبِياءِ مِنَ الآياتِ إنَّما هو مِن بابِ السِّحْرِ.
(p-١٢٤)وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: ﴿أوَلَمْ يَكْفُرُوا﴾ يَعْنِي آباءَ جِنْسِهِمْ، ومَن مَذْهَبُهم مَذْهَبُهم، وعِنادُهم عِنادُهم، وهُمُ الكَفَرَةُ في زَمَنِ مُوسى ﴿بِما أُوتِيَ مُوسى﴾ . وعَنِ الحَسَنِ: قَدْ كانَ لِلْعَرَبِ أصْلٌ في أيّامِ مُوسى، فَمَعْناهُ عَلى هَذا: أوَلَمْ يَكْفُرْ آباؤُهم ؟ قالُوا في مُوسى وهارُونَ: ”ساحِرانِ تَظاهَرا“ أيْ تَعاوَنا. انْتَهى. و”مِن قَبْلُ“: يُحْتَمَلُ أنْ يَتَعَلَّقَ بِـ ”يَكْفُرُوا“، وبِـ ”ما أُوتِيَ“ . وقَرَأ الجُمْهُورُ: ساحِرانِ. قالَ مُجاهِدٌ: مُوسى وهارُونُ. وقالَ الحَسَنُ: مُوسى وعِيسى. وقالَ ابْنُ عَبّاسٍ: مُوسى ومُحَمَّدٌ ﷺ . وقالَ الحَسَنُ أيْضًا: عِيسى ومُحَمَّدٌ - عَلَيْهِما الصَّلاةُ والسَّلامُ - . وقَرَأ عَبْدُ اللَّهِ، وزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ، والكُوفِيُّونَ: ”سِحْرانِ“ . قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: التَّوْراةُ والقُرْآنُ. وقِيلَ: التَّوْراةُ والإنْجِيلُ، أوْ مُوسى وهارُونُ جُعِلا سِحْرَيْنِ عَلى سَبِيلِ المُبالَغَةِ.
﴿تَظاهَرا﴾ تَعاوَنا. قَرَأ الجُمْهُورُ: تَظاهَرا: فِعْلًا ماضِيًا عَلى وزْنِ تَفاعَلَ. وقَرَأ طَلْحَةُ، والأعْمَشُ: اظّاهَرا، بِهَمْزَةِ الوَصْلِ وشَدِّ الظّاءِ، وكَذا هي في حَرْفِ عَبْدِ اللَّهِ، وأصْلُهُ تَظاهَرا، فَأُدْغِمَ التّاءُ في الظّاءِ، فاجْتُلِبَتْ هَمْزَةُ الوَصْلِ لِأجْلِ سُكُونِ التّاءِ المُدْغَمَةِ. وقَرَأ مَحْبُوبٌ عَنِ الحَسَنِ، ويَحْيى بْنِ الحارِثِ الذِّمارِيُّ، وأبُو حَيْوَةَ، وأبُو خَلّادٍ عَنِ اليَزِيدِيِّ: تَظاهَرا بِالتّاءِ، وتَشْدِيدِ الظّاءِ. قالَ ابْنُ خالَوَيْهِ: وتَشْدِيدُهُ لَحْنٌ؛ لِأنَّهُ فِعْلٌ ماضٍ، وإنَّما يُشَدِّدُ في المُضارِعِ. وقالَ صاحِبُ اللَّوامِحِ: ولا أعْرِفُ وجْهَهُ. وقالَ صاحِبُ الكامِلِ في القِراءاتِ: ولا مَعْنى لَهُ. انْتَهى. ولَهُ تَخْرِيجٌ في اللِّسانِ، وذَلِكَ أنَّهُ مُضارِعٌ حُذِفَتْ مِنهُ النُّونَ، وقَدْ جاءَ حَذْفُها في قَلِيلٍ مِنَ الكَلامِ وفي الشِّعْرِ، وساحِرانِ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ: أنْتُما ساحِرانِ تَتَظاهَرانِ؛ ثُمَّ أُدْغِمَتِ التّاءُ في الظّاءِ وحُذِفَتِ النُّونُ، ورُوعِيَ ضَمِيرُ الخِطابِ. ولَوْ قُرِئَ: يَظّاهَرا، بِالياءِ، حَمْلًا عَلى مُراعاةِ ساحِرانِ، لَكانَ لَهُ وجْهٌ، أوْ عَلى تَقْدِيرِهِما ”ساحِرانِ تَظاهَرا“ .
﴿وقالُوا إنّا بِكُلٍّ كافِرُونَ﴾ أيْ بِكُلٍّ مِنَ السّاحِرَيْنِ أوِ السِّحْرَيْنِ، ثُمَّ أمَرَهُ تَعالى أنْ يَصْدَعَ بِهَذِهِ الآيَةِ، وهي قَوْلُهُ: ﴿قُلْ فَأْتُوا﴾ أيْ أنْتُمْ أيُّها المُكَذِّبُونَ بِهَذِهِ الكُتُبِ الَّتِي تَضَمَّنَتِ الأمْرَ بِالعِباداتِ ومَكارِمِ الأخْلاقِ، ونَهَتْ عَنِ الكُفْرِ والنَّقائِصِ، ووَعَدَ اللَّهُ عَلَيْها الثَّوابَ الجَزِيلَ. إنْ كانَ تَكْذِيبُكم لِمَعْنًى ﴿فَأْتُوا بِكِتابٍ مِن عِنْدِ اللَّهِ﴾ يَهْدِي أكْثَرَ مِن هُدى هَذِهِ أتَّبِعْهُ مَعَكم. والضَّمِيرُ في مِنها عائِدٌ عَلى ما أُنْزِلَ عَلى مُوسى، وعَلى مُحَمَّدٍ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِما وسَلَّمَ - وتَعْلِيقُ إتْيانِهِمْ بِشَرْطِ الصِّدْقِ أمْرٌ مُتَحَقِّقٌ مُتَيَقَّنٌ، أنَّهُ لا يَكُونُ ولا يُمْكِنُ صِدْقُهم، كَما أنَّهُ لا يُمْكِنُ أنْ يَأْتُوا بِكِتابٍ مِن عِنْدِ اللَّهِ يَكُونُ أهْدى مِنَ الكِتابَيْنِ. ويَجُوزُ أنْ يُرادَ بِالشَّرْطِ التَّهَكُّمُ بِهِمْ. وقَرَأ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ: ”أتَّبِعُهُ“ بِرَفْعِ العَيْنِ عَلى الِاسْتِئْنافِ، أيْ أنا أتَّبِعُهُ.
﴿فَإنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ﴾ قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: يُرِيدُ فَإنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِما جِئْتَ بِهِ مِنَ الحُجَجِ، ولَمْ يُمْكِنْهم أنْ يَأْتُوا بِكِتابٍ هو أفْضَلُ، والِاسْتِجابَةُ تَقْتَضِي دُعاءً، وهو ﷺ يَدْعُو دائِمًا إلى الإيمانِ، أيْ فَإنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ بَعْدَ ما وضَحَ لَهم مِنَ المُعْجِزاتِ الَّتِي تَضَمَّنَها كِتابُكَ الَّذِي أُنْزِلَ، أوْ يَكُونُ قَوْلُهُ: ﴿فَأْتُوا بِكِتابٍ﴾ هو الدُّعاءَ، إذْ هو طَلَبٌ مِنهم ودُعاءٌ لَهم بِأنْ يَأْتُوا بِهِ. ومَعْلُومٌ أنَّهم لا يَسْتَجِيبُونَ لِأنْ يَأْتُوا بِكِتابٍ مِن عِنْدِ اللَّهِ، فاعْلَمْ أنَّهُ لَيْسَ لَهم إلّا اتِّباعُ هَوًى مُجَرَّدٍ، لا اتِّباعَ دَلِيلٍ. واسْتَجابَ: بِمَعْنى أجابَ، ويُعَدّى لِلدّاعِي بِاللّامِ ودُونِها، كَما قالَ: ﴿فاسْتَجابَ لَهُ رَبُّهُ﴾ [يوسف: ٣٤] ﴿فاسْتَجَبْنا لَهُ ووَهَبْنا لَهُ يَحْيى﴾ [الأنبياء: ٩٠] ﴿فَإنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ﴾ [هود: ١٤] . وقالَ الشّاعِرُ:
؎فَلَمْ يَسْتَجِبْهُ عِنْدَ ذاكَ مُجِيبٌ
فَعَدّاهُ بِغَيْرِ لامٍ. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هَذا الفِعْلُ يَتَعَدّى إلى الدُّعاءِ وإلى الدّاعِي بِاللّامِ، ويُحْذَفُ الدُّعاءُ إذا عُدِّيَ إلى الدّاعِي في الغالِبِ، فَيُقالُ: اسْتَجابَ اللَّهُ دُعاءَهُ، واسْتَجابَ لَهُ، فَلا يَكادُ يُقالُ اسْتَجابَ لَهُ دُعاءَهُ. وأمّا البَيْتُ فَمَعْناهُ: فَلَمْ يَسْتَجِبْ دُعاءً، عَلى حَذْفِ المُضافِ. انْتَهى.
﴿ومَن أضَلُّ﴾ أيْ لا أحَدٌ أضَلُّ، و﴿بِغَيْرِ هُدًى﴾ في مَوْضِعِ الحالِ، وهَذا الحالُ قَيْدٌ في اتِّباعِ الهَوى؛ لِأنَّهُ قَدْ يَتَّبِعُ الإنْسانُ ما يَهْواهُ، ويَكُونُ ذَلِكَ الَّذِي يَهْواهُ فِيهِ هُدًى مِنَ اللَّهِ، لِأنَّ الأهْواءَ كُلَّها تَنْقَسِمُ إلى ما يَكُونُ فِيهِ هُدًى (p-١٢٥)وما لا يَكُونُ فِيهِ هُدًى، فَلِذَلِكَ قُيِّدَ بِهَذِهِ الحالِ. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: يَعْنِي مَخْذُولًا مُخْلًى بَيْنَهُ وبَيْنَ هَواهُ. انْتَهى، وهو عَلى طَرِيقِ الِاعْتِزالِ.
{"ayahs_start":44,"ayahs":["وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلۡغَرۡبِیِّ إِذۡ قَضَیۡنَاۤ إِلَىٰ مُوسَى ٱلۡأَمۡرَ وَمَا كُنتَ مِنَ ٱلشَّـٰهِدِینَ","وَلَـٰكِنَّاۤ أَنشَأۡنَا قُرُونࣰا فَتَطَاوَلَ عَلَیۡهِمُ ٱلۡعُمُرُۚ وَمَا كُنتَ ثَاوِیࣰا فِیۤ أَهۡلِ مَدۡیَنَ تَتۡلُوا۟ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتِنَا وَلَـٰكِنَّا كُنَّا مُرۡسِلِینَ","وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ إِذۡ نَادَیۡنَا وَلَـٰكِن رَّحۡمَةࣰ مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوۡمࣰا مَّاۤ أَتَىٰهُم مِّن نَّذِیرࣲ مِّن قَبۡلِكَ لَعَلَّهُمۡ یَتَذَكَّرُونَ","وَلَوۡلَاۤ أَن تُصِیبَهُم مُّصِیبَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَیۡدِیهِمۡ فَیَقُولُوا۟ رَبَّنَا لَوۡلَاۤ أَرۡسَلۡتَ إِلَیۡنَا رَسُولࣰا فَنَتَّبِعَ ءَایَـٰتِكَ وَنَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ","فَلَمَّا جَاۤءَهُمُ ٱلۡحَقُّ مِنۡ عِندِنَا قَالُوا۟ لَوۡلَاۤ أُوتِیَ مِثۡلَ مَاۤ أُوتِیَ مُوسَىٰۤۚ أَوَلَمۡ یَكۡفُرُوا۟ بِمَاۤ أُوتِیَ مُوسَىٰ مِن قَبۡلُۖ قَالُوا۟ سِحۡرَانِ تَظَـٰهَرَا وَقَالُوۤا۟ إِنَّا بِكُلࣲّ كَـٰفِرُونَ","قُلۡ فَأۡتُوا۟ بِكِتَـٰبࣲ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهۡدَىٰ مِنۡهُمَاۤ أَتَّبِعۡهُ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ","فَإِن لَّمۡ یَسۡتَجِیبُوا۟ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا یَتَّبِعُونَ أَهۡوَاۤءَهُمۡۚ وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَیۡرِ هُدࣰى مِّنَ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ"],"ayah":"وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلۡغَرۡبِیِّ إِذۡ قَضَیۡنَاۤ إِلَىٰ مُوسَى ٱلۡأَمۡرَ وَمَا كُنتَ مِنَ ٱلشَّـٰهِدِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق