الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ﴾. قال أهل المعاني: في الآية محذوف، على تقدير: إن يشأ يذهبكم يُذهبكم [[انظر: الطبري 5/ 3195]]؛ لأنه ليس على معنى إن كانت له مشيئة ما أذهبكم، ولكن مشيئته الإذهاب. قال ابن عباس: يريد المشركين والمنافقين [[انظر: "زاد المسير" 2/ 221، و"البحر المحيط" 3/ 367.]]. ﴿وَيَأْتِ بِآخَرِينَ﴾ قال: يريد قومًا من قريش، لم يكونوا هاجروا ثم أسلموا بعد الفتح [[لم أقف عليه.]]. وقال مقاتل: يخلق غيركم، أمثل وأطوع لله منكم [["تفسيره" 1/ 413.]]. وروى عن النبي ﷺ أنه لما نزلت هذه الآية ضرب بيده على ظهر سلمان [[هو أبو عبد الله سلمان الفارسي، ويعرف بسلمان الخير، صحابي جليل، مولى رسول الله ﷺ وقصة إسلامه مشهورة، وكان من المعمرين، توفي رضي الله عنه سنة 34 هـ. انظر: "الاستيعاب" 2/ 194، و"أسد الغابة" 2/ 417، و"الإصابة" 2/ 62 ، و"التقريب" ص 246 رقم (2477).]]، فقال: "قوم هذا" يعني: عجم الفرس [[أخرجه الطبري 5/ 319 وبين أحمد شاكر أن في إسناده ضعفًا. وانظر: "النكت والعيون" 1/ 533 - 534.]]. وقوله تعالى: ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا﴾ عند أهل المعاني، أن المعنى: ولم يزل الله على ذلك قديرًا، ولا يزال كذلك، لأن كل صفة استحقها القديم فهي لازمة، لا يحدث ما يوجب تغيُّرها، فبهذا عرفنا أنَّ المعنى: كان ويكون قديرًا، إلا أنه وكل إلى الاستدلال لرياضة الأفهام، فذكر بلفظ: كان [[لم أقف عليه.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب