الباحث القرآني

﴿إنْ يَشَأْ يُذْهِبْكم أيُّها النّاسُ﴾ يُفْنِكُمْ، ومَفْعُولُ يَشَأْ مَحْذُوفٌ دَلَّ عَلَيْهِ الجَوابُ. ﴿وَيَأْتِ بِآخَرِينَ﴾ ويُوجِدُ قَوْمًا آخَرِينَ مَكانَكم أوْ خَلْقًا آخَرِينَ مَكانَ الإنْسِ. ﴿وَكانَ اللَّهُ عَلى ذَلِكَ﴾ مِنَ الإعْدامِ والإيجادِ. ﴿قَدِيرًا﴾ بَلِيغَ القُدْرَةِ لا يُعْجِزُهُ مُرادٌ، وهَذا أيْضًا تَقْرِيرٌ لِغِناهُ وقُدْرَتِهِ، وتَهْدِيدٌ لِمَن كَفَرَ بِهِ وخالَفَ أمْرَهُ. وقِيلَ: هو خِطابٌ لِمَن عادى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ مِنَ العَرَبِ ومَعْناهُ مَعْنى قَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَإنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ﴾ لِما رُوِيَ: «أنَّهُ لَمّا نَزَلَتْ ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَدَهُ عَلى ظَهْرِ سَلْمانَ وقالَ: إنَّهم قَوْمُ هَذا.» ﴿مَن كانَ يُرِيدُ ثَوابَ الدُّنْيا﴾ كالمُجاهِدِ يُجاهِدُ لِلْغَنِيمَةِ. ﴿فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوابُ الدُّنْيا والآخِرَةِ﴾ فَما لَهُ يَطْلُبُ أخَسَّهُما فَلْيَطْلُبْهُما كَمَن يَقُولُ: رَبَّنا آتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، أوْ لِيَطْلُبَ الأشْرَفَ مِنهُما، فَإنَّ مَن جاهَدَ خالِصًا لِلَّهِ سُبْحانَهُ وتَعالى لَمْ تُخْطِئْهُ الغَنِيمَةُ ولَهُ في الآخِرَةِ، ما هي في جَنْبِهِ كَلا شَيْءٍ، أوْ فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوابُ الدّارَيْنِ فَيُعْطِي كُلًّا ما يُرِيدُهُ كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿مَن كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ في حَرْثِهِ﴾ الآيَةَ ﴿وَكانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ عالِمًا بِالأغْراضِ فَيُجازِي كُلًّا بِحَسَبِ قَصْدِهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب