الباحث القرآني

﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ الآية [["تفسير مقاتل" 2/ 40 أ.]]. قال الفراء: ليس هذا بخبر [[في (أ): (الحبر) في الموضعين.]] ماض يخبر [[في (أ): (الحبر) في الموضعين.]] عنه [[(عنه): ساقطة من (ع).]]، كما تقول: إنما كنت صبيًّا، ولكن معناه: إنما كان ينبغي أن يكون قول المؤمنين إذا دعوا أن يقولوا سمعنا وأطعنا، وهو أدب من الله تعالى. قال: وكذا جاء في التفسير [["معاني القرآن" للفراء 2/ 258.]]. وقال مقاتل: يقولوا سمعنا قول النبي وأطعنا أمره [["تفسير مقاتل" 2/ 40 أ.]]. وقال ابن عباس: وإن كان ذلك فيما يكرهون [[في (ظ)، (ع): (يكرهونه).]] ويضرّ بهم [[ذكره عنه القرطبي 12/ 294.]]. قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ قال ابن عباس: فيما ساءه وسرّه [[ذكره عنه البغوي 6/ 56. وذكره الرازي 24/ 22 من غير نسبة.]]. وقال مقاتل: في أمر الحكم ﴿وَيَخْشَ اللَّهَ﴾ في ذنوبه التي عملها ﴿وَيَتَّقْهِ﴾ فيما تعبد [[في (أ): (يعبد)، والمثبت من باقي النسخ و"تفسير مقاتل".]] فلم يعص الله [["تفسير مقاتل" 2/ 40 أ.]]. والمعنى: يتقي عذاب الله بطاعته [[هذا قول الطبري 14/ 157 بنصِّه.]]. وفي (يتقه) وجوه من القراءات: أحدها: (يتَّقهي) موصولة بياء [[وهذه قراءة جمهور القراء. "السبعة" ص 457، "التَّبصرة" ص 274، "التيسير" ص 163.]]، وهو الوجه؛ لأن ما قبل الهاء متحرك، وحكمها إذا تحرك ما قبلها أن تتبعها الياء في الوصل. وروى قالون [[هو: عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى، الزرقي مولى بني زهرة، أبو موسى، الملقب بقالون. قارئ المدينة في زمانه ونحويّهم. يقال إنَّه ربيب نافع، وقد اختص به كثيرًا، وهو الذي سمَّاه قالون لجودة قراءته، وهي لفظة رومية معناه: جيّد. وانقطع لإقراء القرآن والعربية، وطال عمره وبعد صيته. توفي سنة 120 هـ. "معرفة القراء الكبار" للذهبي 1/ 155، "غاية النهاية" 1/ 615، "شذرات الذهب" 2/ 48.]]، عن نافع: بكسر الهاء ولا يبلغ بها الياء [[انظر: "السبعة" ص 457، "التبصرة" ص 274، "التيسير" ص 163.]]. ووجهه أن الحركة قبل الهاء ليست تلزم، ألا ترى أنَّ الفعل إذا رفع دخلته الياء، وإذا دخل [[هكذا في جميع النسخ، وفي "الحجّة": دخلت.]] الياء اختير حذف الياء بعد الهاء في الوصل مثل: (عليه) فلما كان الحرف المحذوف لا يلزم حذفه صار كأنَّه في اللفظ. وقرأ أبو عمرو: (ويتَّقه) جزمًا [[انظر: "السبعة" ص 457، "التبصرة" ص 274، "التيسير" ص 162.]]. ووجهه أن ما يتبع هذه الهاء من الواو والياء زائد [[في "الحجة": زائدة.]] فردَّ إلى الأصل، وحذف ما يلحقه من الزيادة. وقد حكى سيبويه [["الكتاب": 4/ 198.]] أنه سمع: (هذه أمة [[في (ظ)، (ع): (آية).]] الله)، في الوصل والوقف، وهذه الهاء التي في هذه قد أجروها مجرى هاء الضمير، فلما [[في "الحجة": فكما.]] استجازوا الحذف في هذه فكذلك يجوز في الهاء التي للضمير. وروى حفص عن عاصم (ويتقه) ساكنة القاف مكسورة الهاء مختلسه [[انظر: "السبعة" ص 458، "التبصرة" ص 274، "التيسير" ص 163.]]. ووجهه أن (تقه) من (يتقه) بمنزلة: كتف، فكما [[في (ظ)، (ع): (فلما)، والمثبت من (أ) والحجة.]] يسكن [[في (ع): (سكن).]] كتف، كذلك سكَّن القاف من (تقه) [[في (أ): (يقه).]] [[من قوله: (يتقهي) موصولة .. إلى هنا. نقلاً عن "الحجة" لأبي علي الفارسي 5/ 327 - 329 مع تقديم وتأخير واختلاف يسير. == وانظر أيضًا في "توجيه القراءات": "علل القراءات السبع" لابن خالويه 2/ 111 - 113، "حجة القراءات" لابن زنجلة ص 503 - 504، "الكشف" لمكي 2/ 140 - 142.]]. وقد تقدَّم لهذا نظائر واستشهادات. وقال ابن الأنباري [[ذكر ابن خالويه في "علل القراءات" 2/ 113 هذا القول باختصار مع البيت، ولم ينسبه لأحد. وابن خالويه يروي عن ابن الأنباري.]]: هذا على لغة من يسقط الياء ويسكن الحرف الذي قبلها في باب الجزم فيقول: لم أر زيدًا، ولم أشتر طعامًا، ولم يتَّق زيد. وهو من التوهم [[أي توهّم أنَّها لام الفعل فتُسكن للجزم.]]، والتقدير لما ذهبت الياء [[(الياء): ساقطة من (ع).]] استوثقوا من الجزم بتسكين ما قبل الياء. أنشد الفراء [[لم أجده في كتابه "معاني القرآن". ويظهر أنه من تمام كلام ابن الأنباري. والبيت بلا نسبة في "الخصائص" لابن جني 1/ 306، والصاحبي في "فقه اللغة" لابن فارس ص 48، و"شرح شواهد الشافية" ص 228، و"لسان العرب" 1/ 218 (أوب) 15/ 402 (وقي) والرواية عندهم: (مؤتاب) في موضع (منتاب). وصدر البيت في "همع الهوامع" 1/ 79 بلا نسبة.]]: ومن يتَّق فإنَّ الله معه ... ورزق الله منتاب [[هكذا في جميع النسخ، وفي بقية المصادر التي ذكرت البيت: مؤتاب.]] وغاد وقال مقاتل بن سليمان وغيره [["تفسير مقاتل" 2/ 40 ب. وذكر الثعلبي 3/ 88 أنحوه بغير سند. وروى ابن مردويه كما في "الدر المنثور" 6/ 214 عن ابن عباس نحو هذا.]]: لما بيَّن الله تعالى كراهية المنافقين لحكم النبي -ﷺ- أتوه فقالوا: والله لو أمرتنا أن نخرج من ديارنا وأموالنا ونسائنا لخرجنا، وإن أمرتنا بالجهاد جاهدنا، فأنزل الله فيما حلفوا قوله تعالى:
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب