الباحث القرآني
قوله تعالى ﴿يَوْمَ تَرَوْنَهَا﴾ يعني [[في (ع): (معنى).]]: ترون [[في (أ): (يرون).]] تلك الزلزلة [[استظهر هذا القول أبو حيان 6/ 249، والسمين الحلبي 8/ 222.
وقيل الضمير في قوله "ترونها" عائدٌ إلى الساعة، يعني: ترون الساعة.
وقال ابن كثير: هذا من باب ضمير الشأن، ولهذا قال مفسرًا له: "تذهل كل مرضعة ... " 3/ 205. وانظر: القرطبي 12/ 4، "البحر المحيط" 6/ 349 - 350، "الدر المصون" 8/ 222.]].
وانتصب ﴿يَوْمَ﴾ لأنه ظرف لقوله ﴿تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ﴾ أي في ذلك اليوم تذهل [[وهذا قول الزمخشري 3/ 4، وأبي حيان 6/ 349. وجوز أبو البقاء العكبري 2/ 139 وتبعه السمين الحلبي 8/ 222 أن يكون انتصاب (يوم) على أنه ظرف لـ"عظيم"، أو على إضمار: اذكر.]].
قال الفرَّاء: ذَهَلْتُ عن كذا. وَذَهِلْتُ قليلة [[(قليلة): ساقطة من (ع).]] تذهل فيها جميعًا بفتح الهاء ليس غيره، وأذهلتُه: أنسيته [[(أنسيته): ساقطة من (أ).]] إذْهالاً [[ليس في المطبوع من الفراء، وفي الطبري 17/ 113 نحوه باختصار.]].
ويقال: ذَهَلَ ذَهلاً وذُهولاً، إذا ترك الشيء وتناساه [[من قوله "وتناساه" يبدأ الموجود من نسخة الظاهرية [ظ].]] على عمد أو شغله عنه شغل. هذا معنى الذهول في اللغة [[انظر: "ذهل" في: "تهذيب اللغة" للأزهري 6/ 261، "الصحاح" للجوهري 4/ 1702، "لسان العرب" 11/ 259.]].
فأما تفسير قوله [[في (د)، (ع): (فأما التفسير في قوله).]] ﴿تَذْهَلُ﴾ فقال الليث [[قول الليث في "تهذيب اللغة" للأزهري 6/ 261 (ذهل). وانظر: "العين" 4/ 49. (ذهل).]] والضحاك [[ذكره عنه الثعلبي في "الكشف والبيان" 3/ 46 ب، وذكره ابن حجر في "الفتح" 8/ 441 من رواية ابن المنذر عن الضحاك.]] وابن قتيبة [["غريب القرآن" لابن قتيبة ص 290.]] وأبو عبيدة [["مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 44.]]: تَسْلو. وأنشدوا قول كثير [[هو أبو صخر، كثير بن عبد الرحمن بن الأسود، الخزاعي، المدني. شاعر == مشهور، يعرف بكثير عزة؛ لأنه تتيم بعزة بنت جميل الصخرية، وشبب بها، وهو من غلاة الرافضة القائلين بالرجعة. مات سنة 105 هـ، وقيل 106 هـ، وقيل 107 هـ. "طبقات فحول الشعراء" 2/ 540، "الشعر والشعراء" ص 334 - 344، "معجم الشعراء" ص 243، "سير أعلام النبلاء" 5/ 152، "شذرات الذهب" 1/ 131.]]: صحا قلبه يا عَزَّ أو كادَ يَذْهَلُ [[المنشد من قول كثير هو صدر بيت له من قصيدة يمدح بها عبد الملك بن مروان، وعجزه:
وأضْحى يريد الصَّرمَ أو يتبدَّل.
وهو في "ديوانه" ص 254، و"مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 44، و"الكامل" للمبرد 2/ 299.]]
وقال الزجاج: تحير [["معاني القرآن" للزجاج 3/ 409.]].
وقال الكلبي: تلهى فلا تحرف ولدها صغيرًا كان أو كبيرًا، اشتغالًا بنفسها [[ذكره عنه الماوردي في النكت والعيون 4/ 6 مختصرًا.]].
وقال المفسرون: تنسى وتترك ولدها للكرب الذي نزل بها [[هذا قول الطبري في "تفسيره" 17/ 113، والثعلبي في "الكشف والبيان" 3/ 46 ب.]].
وهذا قول مقاتل بن حيان [[ذكره عنه الثعلبي في الكشف والبيان 3/ 46 ب.]].
وقال ابن عباس: تُشْغل [[ذكره عنه الثعلبي في "الكشف والبيان" 3/ 46 ب. قال القرطبي 12/ 4 بعد ذكره للأقوال المتقدمة: والمعنى متقارب.]].
وقوله: ﴿كُلُّ مُرْضِعَةٍ﴾ قال أبو إسحاق: مرضعة جاءت على الفعل على أرضعت، ويقال: امرأة موضع أي: ذات رضاع [["معاني القرآن" للزجاج 3/ 409 - 410. وفي المطبوع: ومرضحة جَارٍ على المفعل على ما أرضعت، ويقال ...]].
وهذا [[في (ظ)، (د)، (ع): (هذا).]] معنى قول الأخفش: إنما أراد -والله أعل - الفعل ولو أراد الصفة لقال: موضع [["معاني القرآن" للأخفش 2/ 635.
قال العلامة ابن القيم -رحمه الله- في "بدائع الفوائد" 4/ 21 - 22: المرضع: من لها ولد تُرضعه، والمرضعة من ألقمت الثدي للرضيع. وعلى هذا فقوله تعالى "يوم ترونها ذهل كل مرضعة عما أرضعت" أبلغ من موضع في هذا المقام؛ فإن المرأة قد تذهل عن الرضيع إذا كان غير مباشر للرضاعة، فإذا التقم الثدي واشتغلت برضاعه لم تذهل عنه إلا لأمر هو أعظم عندها من اشتغالها بالرَّضاع.]].
قال المبرد: ولما [[في (ظ): (لما).]] قال تبارك وتعالى ﴿عَمَّا أَرْضَعَتْ﴾ كان حق هذا مرضعه.
قوله: ﴿عَمَّا أَرْضَعَتْ﴾ قال الحسن في هذه الآية: تذهل المرضعة عن ولدها لغير فطام، وتضع الحامل ما في بطنها لغير تمام [[رواه الطبري 17/ 114.]].
وعلى هذا -وهو قول جميع المفسرين [[انظر: الطبري 17/ 114.]] - يكون التقدير: عمن أرضعت (ما) يكون بمعنى (من) [[فتكون "ما" على هذا الوجه موصولة بمعنى: الذي. انظر "الأملاء" للعكبري 2/ 139، "البحر المحيط" 6/ 350، "الدر المصون" 8/ 224.]].
وقال المبرد: (ما) بمعنى المصدر أي: تذهل عن الإرضاع [[ذكره عنه القرطبي 12/ 4.]]. يعني لا ترضع ولدها الصغير. والأول الوجه [[واستظهره أبو حيان 6/ 350 وقال: ويقويه تعدي "تضع" إلى المفعول به في قوله "حملها" لا إلى المصدر، وانظر: "الدر المصون" 8/ 224.]].
وقوله: ﴿وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا﴾ قال الكلبي: كل حبلى تضع ولدها لتمام أو غير تمام.
يعني: من هول ذلك اليوم، وهذا يدل على أن هذه الزلزلة تكون في الدنيا؛ لأنَّ بعد البعث لا يكون حبلى. وعند شدة الفزع تلقي المرأة جنينها، وقد ذكرت العرب هذا في أشعارها [[في (ظ): (أشعار).]]، ووصفوا شدة [الفزع به قال مُزَرِّدُ [[هو مُزَرِّد بن ضرار بن حرملة، المازني، الذبياني، العطفاني يقال: اسمه يزيد، ومزرد لقبه. وهو فارس وشاعر جاهلي. وكان هجاء في الجاهلية، أدرك الإسلام فأسلم. وهو الأخ الأكبر للشماخ الشاعر.
"طبقات فحول الشعراء" 1/ 132، "الشعر والشعراء" لابن قتيبة ص 195، "معجم الشعراء" للمرزباني ص 483، "الاستيعاب" لابن عبد البر 4/ 1470، "أسد الغابة" 4/ 351، "الإصابة" 3/ 385.]] أخو [[في (د)، (ع): (أخ).]] الشَّمَّاحْ في] [[ما بين المعقوفين كشط في (ظ).]] مرثيّة عمر -رضي الله عنه-:
تضل [الحصان البكر تُلقي جنينها ... نثا خبر فوق المُطيّ مُعلّق] [[كشط في (ظ).]] [[هذا البيت أحد أبيات قيلت في رثاء عمر -رضي الله عنه- كما قال الواحدي، وقد اختلف في نسبتها.
قال ابن أبي الحديد في "شرح نهج البلاغة" 12/ 194: والأكثرون يروونها لمزرّد أخي الشَّمَّاخ، ومنهم من يرويها للشَّمَّاخ نفسه.
وقال التبريزي في "شرح ديوان الحماسة" 3/ 65 - معلقًا على قول أبي تمام: وقال الشَّمَّاخ يرثي عير بن الخطاب-: وقال أبو رياش: الذي عندي أنه لمزرّد أخيه، وقال أبو محمد الأعرابي: هو لُجزء بن ضرار أخيه.
والبيت في "ديوان الحماسة" لأبي تمام 1/ 541 منسوبًا للشماخ، وفي ملحق == "ديوان الشماخ" ص 448 - 449 وذكر الخلاف فيه، و"شرح ديوان الحماسة" للمرزوقي 3/ 1092، و"شرح ديوان الحماسة" للتبريزي 3/ 65، و"شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد 12/ 194، والرواية عندهم: "يلقى" مكان "تُلقي"، على تقدير: يُلقى نثا خبر -يعني ظهوره- جنينها قال المرزوقي في "شرحه": الحصان العفيفة، .. والبكر: التي حملت أول حملها، والنثا: يستعمل في الخير والشر، يقال: نثوت الكلام أنثوه نثوا، إذا أظهرته.
فيقول: ترى الحامل يسقط حملها ما ينثى من خبر سار به الركبان وتقاذفته الأقطار استفظاعًا لوقوعه واستشعارًا لكل بلاءً وخوف منه. اهـ.
وذكر التبريزي مثل قول المرزوقي وزاد: و"نثا خبر" يجوز أن يكون مرفوعًا على أنه فاعل ومنصوبا على أنه مفعول به، وإذا كان منصوبًا يروى: تلقى -بالتاء، ومعلق نعت للخبر جعله .. لأنَّ الراكب أخبر بقتله.]] أي: لهول ما تسمع من نعي [عمر تلقي جنينها.
وقوله تعالى: ﴿وَتَرَى النَّاسَ﴾ قال صاحب النظم: خاطب] [[كشط في (ظ).]] جماعة الناس بقوله ﴿يَوْمَ تَرَوْنَهَا﴾ ثم أفرد وترك مذهب الجمع في قوله ﴿وَتَرَى﴾ وذلك [[في (أ): (ذلك).]] من فنون الخطاب كما جاز [[في (ظ)، (د): (أجاز).]] أن يخاطب عينًا ثم يترك مخاطبته إلى الحكاية عن غائب كقوله: ﴿حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ﴾ [يونس: 22] جاز أن ينادي جميعًا ويخاطبه [[في (د)، (ع): (وتخاطبه)، وفي (ظ): (مهملة).]] ثم يرجع [[في (د)، (ع): (ترجع).]] إلى واحد، ويجوز على الضد من هذا كقوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ﴾ [[النساء: ليست في (أ).]] [الطلاق: 1].
قال الحسن: ﴿وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى﴾ من الخوف ﴿وَمَا هُمْ بِسُكَارَى﴾ وما هم بسكارى من الشراب [[رواه الطبري 17/ 115.]]. وهذا قول ابن عباس [[ذكره عنه الرازي في "تفسيره" 23/ 4.]]، وجميع المفسرين [[انظر الطبري 17/ 115، و"الدر المنثور" للسيوطي 6/ 7 - 8]].
وقال أهل المعاني: وترى [[وفي (ظ): (ويرى).]] الناس كأنهم سكارى من ذهول عقولهم لشدة ما يمر بهم فيضطربون اضطراب السكران من [[في (ظ): (في)، وهو خطأ.]] الشراب [[ذكره الثعلبي في الكشف والبيان 3/ 546 باختصار، وعزاه لأهل المعاني.]]. يدل على صحة هذا قراءة من قرأ "وتُرَى [[في (ظ): (ويرى).]] الناس" بضم التاء [[نُسبت هذه القراءة لأبي هريرة، وأبي زرعة بن عمرو بن جرير، وأبي نهيك وقراءة الجمهور: "وترى" بفتح التاء.
"الشواذ" لابن خالويه ص 94، "إعراب القرآن" للنحاس 3/ 85، "الكشف والبيان"
للثعلبي 3/ 46 ب، القرطبي 12/ 5، "البحر المحيط" 6/ 350، "الدر المصون" 8/ 224.]]. أي: تَظُنّهم.
قال الفرّاء -في هذه القراءة-: وهو وجه جيّد [["معانى القرآن" للفراء 2/ 215.]].
وحكى صاحب النظم عن بعض النحويين: أن قوله (ترى) كلمة موضوعة على الإفراد وتأويلها التشبيه، كأنَّه -عَزَّ وَجَلَّ- قال: وكأنَّ الناس سكارى. واحتج بقول: ﴿أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى﴾ [العلق: 11] معنى ﴿أَرَأَيْتَ﴾ هاهنا للتنبيه على السؤال والإجابة، وكذلك قوله: ﴿قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ﴾ [الإسراء: 62] وقد مرَّ. قال: ولا ينكر أن تكون "ترى" كلمة ضمنت معنى لا يظهر في بنية صورتها [[العبارة في (أ): (ولا ينكر أن تكون "ترى" كلمة في معنى لا يطهر ضمنت نيه صورتها)، وهي عبارة ركيكة.]] ولذلك تركت على حال واحدة بعد العطف بها على مخاطبة جماعة.
و ﴿سُكَارَى﴾ جمع سكران. وقرئ (سكرى) [[قرأ حمزة والكسائي: "سكرى" بفتح السين من غير ألف، وقرأ البافون: "سكارى" بضم السين وبألف بعد الكاف. "السبعة" ص 434، "التبصرة" ص 265، "التيسير" ص 156.]].
قال أبو الهيثم: النعت [[في (ظ): (البعث)، وهو خطأ.]] [الذي على فعلان يجمع] [[ما بين المعقوفين كشط في (ظ).]] على فُعالى [[في (ظ): (فعال)، وهو خطأ.]] وفَعالى مثل: غَيْرانَ وغُيَارَى وغَيارى [[غيارى: سا قطة من (ظ)، وفي (أ): (عبارى).
وغيارى: جمع غيران وهو فعلان من المغيرة وهي الحمية والأنفة. انظر: "لسان العرب" 5/ 42 "غير".]]، وسكران [وسكارى. وإنما قالوا سكرى، وأكثر] [[غيارى: ساقطة من (ظ)، وفي (أ): (عبارى).
وغيارى: جمع غيران وهو فعلان من المغيرة وهي الحمية والأنفة. انظر: "لسان العرب" 5/ 42 "غير".]] ما يجيء فَعلى جمعًا لفعيل بمعنى مفعول، [مثل قتيل وقتلى وجريح وجرحى وصريع وصرعى] [[ما بين المعقوفين كشط في (ظ).]]؛ لأنه شبه بالنَّوكى [[في (أ): (بالنكوى)، هو خطأ.
والنَّوْكى: جمع أنوك، وهو: الأحمق. "الصحاح" للجوهري 4/ 1613 (نوك).]] والجمعى [والهلكى لزوال عقل السكران [[قول أبي الهيثم في "تهذيب اللغة" للأزهري 10/ 57 (سكر).]].
وقال سيبريه: قالوا رجل سكران] [[ما بين المعقوفين كشط في (ظ).]] وقوم سكرى. قال: وذلك أنهم جعلوه كالرضى [["الكتاب" لسيبويه 3/ 649.]].
قال أبو علي: ويجوز "سكرى" من وجه آخر وهو أن سيبويه حكى رسول سَكِرٌ [["الكتاب" لسيبويه 3/ 646.]]، وقد جمعوا هذا البناء على فَعْلَى [[في (أ): (فعل)، وهو خطأ.]] فقالوا: هَرِمٌ وهَرْمى وزَمِنٌ وزَمْنى وضَمِنٌ وضَمْنى [[زَمن: أي مبتلى بين الزَّمانة، والزمَّانة: العاهة. "لسان العرب" 13/ 199 (زمن). ضمن: هو الذي به ضمانة في جسده من زمانة أو بلاء أو كسر أو غيره. "الصحاح" للجوهري 6/ 2155، "لسان العرب" 13/ 260 (ضمن).]]؛ لأنه من باب الأدواء والأمراض التي ورصاب بها، فَفَعلى في هذا الجمع -وإن كان كعطشى- فليس يراد بها المفرد، إنّما يراد بها تأنيث الجمع كما أن الباضعة [[(الباضعة): مهملة في (أ). والباضعة هي: الفرق من الغنم، أو القطعة التي انقطعت من الغنم. "الصحاح" للجوهري 3/ 1186 (بضع)، "القاموس المحيط" للفيروزآبادي 3/ 5.]] والطَّائفة [[تصحفت في المطبوع من "الحجة" إلى: الطائعة.
والطائفة من الشيء: القطعة والجزء منه. ومنه الجماعة من الناس. "الصحاح" للجوهري 4/ 137 (طوف)، "لسان العرب" 9/ 226 (طوف).]] وإن كان على لفظ الضّاربة والقائمة فإنّما لتأنيث الجمع دون تأنيث الواحد من المؤنث [["الحجة" لأبي علي الفارسي 5/ 266 - 267.
وانظر: "علل القراءات" للأزهري 2/ 419، "حجة القراءات" لابن زنجلة ص 472، "الكشف" لمكي بن أبي طالب 2/ 116.]].
ونحو هذا قال الفراء في قراءة من قرأ (سكرى) قال: وهو وجه جيد في العربية؛ لأنه بمنزلة الهلكى والجرحى، والعرب تجعل فَعَلى علامة لجمع كل ذي زمانة وضرر وهلاك، ولا يبالون أكان واحده فاعلاً أم فحيلاً أم فعلان. قال: ولو قيل "سكرى" على أن [[(أنَّ): ساقطة من (ظ)، (د)، (ع).]] الجمع يقع عليه التأنيث فيكون كالواحدة كان وجها، كما قال الله: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ [الأعراف: 180] و ﴿الْقُرُونِ الْأُولَى﴾ [[طه: 51، القصص: 43.]] و ﴿النَّاسَ﴾ جماعة فجائز [[في (ظ): (فجاز).]]: أن يقع ذلك عليهم، وأنشد:
أضحت بنو عامر غَضْبَى أنُوفُهم ... أنَّى عفوت [[في (أ): (عفرت)، وهو خطأ.]] فلا عارٌ ولا باس
فقال غضبى للأنوف على ما فسَّرت لك [["معاني القرآن" للفراء 2/ 214 - 215. والبيت الذي أنشده الفراء قال عنه: وأنشدني بعضهم.]].
وقوله: ﴿وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾ دليل على سكرهم من خوف العذاب.
{"ayah":"یَوۡمَ تَرَوۡنَهَا تَذۡهَلُ كُلُّ مُرۡضِعَةٍ عَمَّاۤ أَرۡضَعَتۡ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمۡلٍ حَمۡلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَـٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَـٰرَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِیدࣱ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق