الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ﴾ الآية، قد ذكرنا في سورة [الأعراف: 85] أن (مدين) اسم لابن إبراهيم [[في (ي): (ابن إبراهيم).]]، ثم صار اسمًا للقبيلة، وكثير من المفسرين يذهب إلى أن (مدين) اسم مدينة بناها مدين بن إبراهيم. قال ابن الأنباري: وإلى هذا المعنى ذهب الفراء [["معاني القرآن" 2/ 304، ومدين مدينة على بحر القُلزُم محاذية لتبوك على نحو من ست مراحل. انظر: "معجم البلدان" 5/ 77.]] وأنشد [[القائل هو كثير، و (العُصْمُ) جمع الأعصم وهو الوعل، و (العقول) جمع عقل وهو الملجأ وشعف العقول رءوسها وأعاليها، والفارد: الوعل المسن أو الشاب، "معجم البلدان" (مدين) 5/ 77، "معاني القرآن" 2/ 304، وينسب لجرير وهو في "ديوانه" ص 308، "اللسان" (رهب) 3/ 1748، "تاج العروس" (رهب) 2/ 42، وقافيته (الفادر).]]: رهبان مدينَ لو رأوك تنزلوا ... والعُصْمُ من شَعَفِ العقول الفارد قال الزجاج [["معاني القرآن وإعرابه" 3/ 72.]]: والمعنى على هذا: وأرسل إلى أهل مدين فحذف الأهل. وقوله تعالى: ﴿وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ﴾، نهاهم عن التطفيف وبخس الحق في المكيال، وهو ما يكال به، والميزان وهو ما يوزن به، ونقص المكيال أن يجعله على حد هو أنقص مما هو المحدود والمعهود فيما بينهم، ونقص الميزان أن يجعل السنجات [[السنجات التي توضع في "الميزان" لتبين قدر الموزون، ولقال: صنجة بالصاد وبالسين أفصح، فارسي معرب. انظر: "تهذيب اللغة" (سنج) 2/ 1768، "اللسان" (سنج) 4/ 2112.]] التي يوزن بها أخف، وما يوزن به فهو ميزان، والسنجات يوزن بها [[ساقط من (ي).]]، ولا يتصور نقص الميزان في الكفتين. وقوله تعالى: ﴿إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ﴾. قال عامة المفسرين [[الطبري 12/ 99، الثعلبي 7/ 54 أ، "زاد المسير" 4/ 147.]]: يعني النعمة والخصب وكثرة المال وزينة الدنيا، ومعنى قوله: ﴿إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ﴾ بعد نهيهم [[في (ي): (نهيكم).]] عن التطفيف يحتمل وجهين: أحدهما: ما قال المفسرون [[روى الطبري 12/ 98 - 99 هذا القول عن ابن عباس والحسن، البغوي 4/ 195، "زاد المسير" 4/ 147.]] أنه حذرهم غلاء السعر وزوال النعمة [إن لم يتوبوا فكأنه قال: لا تطففوا فيحل بكم العذاب وزوال النعمة] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ب).]]. والآخر: ما ذكره الفراء [["معاني القرآن" 2/ 25.]] قال: أراد: لا تنقصوا المكيال وأموالكم كثيرة يعني بعد أن أنعم الله عليكم برخص السعر وكثرة المال، فأي حاجة بكم إلى التطفيف وسوء الكيل والوزن؟ وقوله تعالى: ﴿وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ﴾، توعدهم بعذاب يحيط بهم، فلا يفلت منهم أحد، والمحيط من صفة اليوم في الظاهر، وهو في المعنى من صفة [[في (ي): (الموصوف).]] العذاب [[ساقط من (ي).]]، وذلك أن يوم العذاب إذا أحاط بهم [فقد أحاط بهم] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ب).]] العذاب [[الطبري 12/ 101 نحوه.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب