الباحث القرآني
* الوقفات التدبرية
١- ﴿وَأَشْرَقَتِ ٱلْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا﴾
علم من هذا أن الأنوار الموجودة تذهب يوم القيامة وتضمحل، وهو كذلك؛ فإن الله أخبر أن الشمس تكور، والقمر يُخسف، والنجوم تندثر، ويكون الناس في ظلمة، فتشرق عند ذلك الأرض بنور ربها، عندما يتجلّى وينزل للفصل بينهم. وذلك اليوم يجعل الله للخلق قوة، وينشئهم نشأة يَقْوَوْنَ على أن لا يحرقهم نوره، ويتمكنون أيضا من رؤيته، وإلا فنوره تعالى عظيم؛ لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه. [السعدي:٧٣٠]
السؤال: ما الدليل على أن الناس يحشرون أولا في ظلمة؟ وما وجه الجمع بين الآية والأحاديث الدالة على أن نور الله يحرق ما انتهى إليه بصره من خلقه؟
٢- ﴿وَجِا۟ىٓءَ بِٱلنَّبِيِّۦنَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَقُضِىَ بَيْنَهُم بِٱلْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾
جيء بهم، فسألهم عما أجابتهم به أممهم،.. والشهداء الذين استشهدوا في سبيل الله، فيشهدون يوم القيامة لمن ذب عن دين الله. [القرطبي:١٨/٣١٥. ]
السؤال: لمَ جيء بالنبيين والشهداء في ذلك اليوم العصيب؟
٣- ﴿وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓا۟ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَٰبُهَا﴾
وابتدئ في الخَبر بذكر مستحقي العقاب؛ لأنه الأهم في هذا المقام؛ إذ هو مقام إعادة الموعظة والترهيب للذين لم يتعظوا بما تكرر في القرآن من العظات مثل هذه، فأما أهل الثواب فقد حصل المقصود منهم، فما يذكر عنهم فإنما هو تكريرُ بشارة وثناء. [ابن عاشور:٢٤/٦٩]
السؤال: ما فائدة الابتداء بذكر مستحقي العذاب في الآية الكريمة؟
٤- ﴿وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓا۟ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَٰبُهَا﴾
وإنما جُعلوا زمراً لاختلاف دَرَجات كفرهم؛ فإن كان المراد بالذين كفروا مشركي قريش المقصودين بهذا الوعيد كان اختلافهم على حسب شدة تصلبهم في الكفر وما يخالطه من حَدَب على المسلمين أو فظاظة. [ابن عاشور:٢٤/٦٩]
السؤال: لماذا جعل الكفار زُمراً عند سوقهم إلى جهنم؟
٥- ﴿وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓا۟ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا﴾
وجَعلهم زُمراً بحسب مراتب التقوى. [ابن عاشور:٢٤/٧١]
السؤال: لماذا جُعل المتقون زمراً في دخولهم الجنة؟
٦- ﴿وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓا۟ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا﴾
وجَعلهم زُمراً بحسب مراتب التقوى. [ابن عاشور:٢٤/٧١]
السؤال: لماذا جُعل المتقون زمراً في دخولهم الجنة؟
٧- ﴿وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓا۟ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا﴾
قال في حق الفريقين: ﴿وسيق﴾؛ بلفظ واحد؛ فسوق أهل النار: طردهم إليها بالخزي والهوان؛ كما يفعل بالأسارى والخارجين على السلطان إذا سيقوا إلى حبس أو قتل، وسوق أهل الجنان: سوق مراكبهم إلى دار الكرامة والرضوان؛ لأنه لا يذهب بهم إلا راكبين؛ كما يفعل بمن يشرف ويكرم من الوافدين على بعض الملوك، فشتان ما بين السوقين. [القرطبي:٤/١٤٢]
السؤال: هل ثمت فرق بين سوق أهل النار وسوق أهل الجنة؟
٨- ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَٰبُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَٰمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَٱدْخُلُوهَا خَٰلِدِينَ﴾
لم يذكر الجواب ههنا، وتقديره: ﴿حتى إذا جاءوها﴾، وكانت هذه الأمور من فتح الأبواب لهم إكراماً وتعظيماً، وتلقتهم الملائكة الخزنة بالبشارة والسلام والثناء، كما تلقى الزبانية الكفرة بالتثريب والتأنيب، فتقديره: إذا كان هذا سعدوا وطابوا وسروا وفرحوا بقدر كل ما يكون لهم فيه نعيم، وإذا حذف الجواب ههنا ذهب الذهن كل مذهب في الرجاء والأمل. [ابن كثير:٤/٦٨]
السؤال: ما فائدة حذف جواب الشرط في هذه الآية؟
* التوجيهات
١- يوفى العبد كل عمل عمله يوم القيامة، ﴿وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ﴾
٢- احذر من الإعراض عن داعي الخير، وترك الاستجابة له، ﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ ءَايَٰتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا﴾
٣- كن طيب الباطن والظاهر، طيب المطعم والملبس؛ ليقال لك يوم القيامة:﴿طِبْتُمْ فَٱدْخُلُوهَا خَٰلِدِينَ﴾
* العمل بالآيات
١- أحسن اليوم قيامك بين يدي الله في صلاتك؛ ليهون عليك القيام بين يديه في الآخرة، ﴿فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ﴾
٢- اعمل اليوم عملاً يعينك على إزالة الكبر من نفسك؛ كمجالسة الفقراء والعمال، أو الأكل معهم، أو دعوتهم إلى منزلك، ﴿فَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَبِّرِينَ﴾
٣- اعمل اليوم عبادات متنوعة؛ كالصلاة، والصيام، والصدقة، لعلك تدخل من أبواب الجنة التي خُصصت لهذه الأعمال، ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَٰبُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَٰمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَٱدْخُلُوهَا خَٰلِدِينَ﴾
* معاني الكلمات
﴿وَنُفِخَ﴾ أَيِ: النَّفْخَةُ الأُولَى الَّتِي يَمُوتُ بِهَا الخَلْقُ؛ وَهِيَ نَفْخَةُ الصَّعْقِ.
﴿الصُّورِ﴾ القَرْنِ الَّذِي يَنْفُخُ فِيهِ إِسْرَافِيلُ عليه السلام لِلصَّعْقِ وَالبَعْثِ.
﴿فَصَعِقَ﴾ مَاتَ.
﴿ثُمَّ نُفِخَ﴾ أَيِ: النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ؛ نَفْخَةُ البَعْثِ الَّتِي يَحْيَا بِهَا الخَلْقُ.
﴿وَأَشْرَقَتِ﴾ أَضَاءَتْ.
﴿بِنُورِ رَبِّهَا﴾ عِنْدَ تَجَلِّيهِ لِلْخَلاَئِقِ؛ لِفَصْلِ القَضَاءِ.
﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ﴾ نَشَرَتِ المَلاَئِكَةُ صَحِيفَةَ كُلِّ فَرْدٍ.
﴿وَالشُّهَدَاءِ﴾ مَنْ يَشْهَدُونَ عَلَى الأُمَمِ.
﴿وَقُضِيَ﴾ حُكِمَ.
﴿بِالْحَقِّ﴾ بِالعَدْلِ التَّامِّ.
﴿زُمَرًا﴾ جَمَاعَاتٍ.
﴿خَزَنَتُهَا﴾ المَلاَئِكَةُ المُوكَّلُونَ بِالنَّارِ.
﴿حَقَّتْ﴾ وَجَبَتْ.
﴿فَبِئْسَ﴾ قَبُحَ.
﴿مَثْوَى﴾ مَصِيرُ، وَمَأْوَى.
﴿طِبْتُمْ﴾ طَهُرْتُمْ مِنْ دَنَسِ المَعَاصِي.
﴿الأَرْضَ﴾ أَرْضَ الجَنَّةِ.
﴿نَتَبَوَّأُ﴾ نَنْزِلُ.
{"ayahs_start":68,"ayahs":["وَنُفِخَ فِی ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَن فِی ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَاۤءَ ٱللَّهُۖ ثُمَّ نُفِخَ فِیهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِیَامࣱ یَنظُرُونَ","وَأَشۡرَقَتِ ٱلۡأَرۡضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ ٱلۡكِتَـٰبُ وَجِا۟یۤءَ بِٱلنَّبِیِّـۧنَ وَٱلشُّهَدَاۤءِ وَقُضِیَ بَیۡنَهُم بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ لَا یُظۡلَمُونَ","وَوُفِّیَتۡ كُلُّ نَفۡسࣲ مَّا عَمِلَتۡ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِمَا یَفۡعَلُونَ","وَسِیقَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًاۖ حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءُوهَا فُتِحَتۡ أَبۡوَ ٰبُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَاۤ أَلَمۡ یَأۡتِكُمۡ رُسُلࣱ مِّنكُمۡ یَتۡلُونَ عَلَیۡكُمۡ ءَایَـٰتِ رَبِّكُمۡ وَیُنذِرُونَكُمۡ لِقَاۤءَ یَوۡمِكُمۡ هَـٰذَاۚ قَالُوا۟ بَلَىٰ وَلَـٰكِنۡ حَقَّتۡ كَلِمَةُ ٱلۡعَذَابِ عَلَى ٱلۡكَـٰفِرِینَ","قِیلَ ٱدۡخُلُوۤا۟ أَبۡوَ ٰبَ جَهَنَّمَ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۖ فَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلۡمُتَكَبِّرِینَ","وَسِیقَ ٱلَّذِینَ ٱتَّقَوۡا۟ رَبَّهُمۡ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ زُمَرًاۖ حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءُوهَا وَفُتِحَتۡ أَبۡوَ ٰبُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَا سَلَـٰمٌ عَلَیۡكُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَـٰلِدِینَ","وَقَالُوا۟ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی صَدَقَنَا وَعۡدَهُۥ وَأَوۡرَثَنَا ٱلۡأَرۡضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلۡجَنَّةِ حَیۡثُ نَشَاۤءُۖ فَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَـٰمِلِینَ"],"ayah":"وَأَشۡرَقَتِ ٱلۡأَرۡضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ ٱلۡكِتَـٰبُ وَجِا۟یۤءَ بِٱلنَّبِیِّـۧنَ وَٱلشُّهَدَاۤءِ وَقُضِیَ بَیۡنَهُم بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ لَا یُظۡلَمُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق