الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿قُلْ مَآ أَسْـَٔلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلْمُتَكَلِّفِينَ﴾ عن مسروق قال: أتينا عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: يا أيها الناس من علم شيئاً فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم؛ فإن من العلم أن يقول الرجل لما لا يعلم: الله أعلم؛ فإن الله عز وجل قال لنبيكم صلى الله عليه وسلم: ﴿قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين﴾. [ابن كثير:٤/٤٥] السؤال: استنبط عبد الله بن مسعود أدباً من آداب طلبة العلم من خلال تدبره للآية، ما هو؟ ٢- ﴿قُلْ مَآ أَسْـَٔلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلْمُتَكَلِّفِينَ﴾ وأخذ من قوله: ﴿وما أنا من المتكلفين﴾ أن ما جاء به من الدين لا تكلف فيه؛ أي: لا مشقة في تكاليفه؛ وهو معنى سماحة الإِسلام، وهذا استرواح مبني على أن من حكمة الله أن يجعل بين طبع الرسول ﷺ وبين روح شريعته تناسباً. [ابن عاشور:٢٣/٣٠٩] السؤال: بين سماحة الاسلام من خلال الآية الكريمة. ٣- ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَٰلَمِينَ﴾ هذه السورة العظيمة مشتملة على الذكر الحكيم ... فلهذا أقسم في أولها بأنه ذو الذكر، ووصفه في آخرها بأنه ذكر للعالمين، وأكثرَ التذكير بها فيما بين ذلك؛ كقوله: ﴿واذكر عبدنا﴾ ، ﴿واذكر عبادنا﴾ ، ﴿رحمة منا وذكرى﴾ ، ﴿هذا ذكر﴾. [السعدي: ٧١٧. ] السؤال: ما أكثر أمر اشتملت عليه السورة؟ اذكر فائدتين من ذلك. ٤- ﴿تَنزِيلُ ٱلْكِتَٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ﴾ الكلام وصف للمتكلم، والوصف يتبع الموصوف، فكما أن الله تعالى الكامل من كل وجه، الذي لا مثيل له، فكذلك كلامه كامل من كل وجه، لا مثيل له، فهذا وحده كافٍ في وصف القرآن، دال على مرتبته. [السعدي:٧١٨] السؤال: في هذه الآية إخبار عن عظمة القرآن، بين ذلك. ٥- ﴿أَلَا لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلْخَالِصُ﴾ قال ابن العربي: هذه الآية دليل على وجوب النية الخالصة في كل عمل. [القرطبي:١٨/٢٤٦] السؤال: ما العمل القلبي المستفاد من الآية؟ وهل هو واجب؟ ٦- ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهْدِى مَنْ هُوَ كَٰذِبٌ كَفَّارٌ﴾ ولا جرم أنه كلما توغّل العبد في الكذب على الله وفي الكفر به؛ ازداد غضب الله عليه ، فازداد بُعد الهداية الإلاهية عنه؛ كما قال تعالى: ﴿كَيف يهدي اللَّه قَومًا كَفَروا بعد إيمانهم وشهِدوا أَنَّ الرسول حق و جاءهم الْبينات واَللَّه لا يهدي الْقَوم الظَّالمين﴾ [آل عمران:٨٦]. [ابن عاشور:٢٣/٣٢٤] السؤال: بين خطورة الكذب على الله تعالى من خلال الآية. ٧- ﴿لَّوْ أَرَادَ ٱللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا لَّٱصْطَفَىٰ مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ ۚ سُبْحَٰنَهُۥ ۖ هُوَ ٱللَّهُ ٱلْوَٰحِدُ ٱلْقَهَّارُ﴾ نزه تعالى نفسه من اتخاذ الولد، ثم وصف نفسه بالواحد؛ لأن الوحدانية تنافي اتخاذ الولد؛ لأنه لو كان له ولد لكان من جنسه، ولا جنس له؛ لأنه واحد, ووصف نفسه بالقهار ليدل على نفي الشركاء والأنداد؛ لأن كل شيء مقهور تحت قهره تعالى, فكيف يكون شريكا له. [ابن جزي:٢/٢٦٣] السؤال: في ختم الآية بقوله: ﴿الواحد القهار﴾ مناسبة لطيفة لمضمون الآية, بينها. * التوجيهات ١- إن استطعت أن لا تسأل على دعوتك أجراً إلا من الله تعالى فافعل، ﴿قُلْ مَآ أَسْـَٔلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلْمُتَكَلِّفِينَ﴾ ٢- الله عز وجل لا يقبل إلا العبادة الخالصة، فاحرص أن تكون أعمالك كلها كذلك، ﴿فَٱعْبُدِ ٱللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ ٱلدِّينَ﴾ ٣- ذم الكذب والتقول على الله والرسول والمؤمنين، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهْدِى مَنْ هُوَ كَٰذِبٌ كَفَّارٌ﴾ * العمل بالآيات ١- استعذ بالله من النار؛ فهي مصير أتباع إبليس، ﴿لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ ٢- ادع الله تعالى أن يكون توحيدك خالصاً له، لا يشوبه شرك أو رياء، ﴿فَٱعْبُدِ ٱللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ ٱلدِّينَ﴾ ٣- تأمل دوران الشمس والقمر وما فيه من العبر، ﴿ۖ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِى لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ أَلَا هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفَّٰرُ﴾ * معاني الكلمات ﴿أَجْرٍ﴾ جَزَاءٍ وَأُجْرَةٍ عَلَى الهِدَايَةِ وَالدَّعْوَةِ. ﴿الْمُتَكَلِّفِينَ﴾ المُتَصَنِّعِينَ المُتَقَوِّلِينَ عَلَى اللهِ. ﴿نَبَأَهُ﴾ خَبَرَ القُرْآنِ وَصِدْقَهُ. ﴿مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ﴾ مُوَحِّدًا لَهُ العِبَادَةَ وَالطَّاعَةَ. ﴿الدِّينُ الْخَالِصُ﴾ الطَّاعَةُ التَّامَّةُ السَّالِمَةُ مِنَ الشِّرْكِ. ﴿زُلْفَى﴾ تَقَرُّبًا. ﴿لاَصْطَفَى﴾ لاَخْتَارَ. ﴿يُكَوِّرُ﴾ يُدْخِلُ. ﴿وَسَخَّرَ﴾ ذَلَّلَ. ﴿الْعَزِيزُ﴾ الغَالِبُ عَلَى أَمْرِهِ، المُنْتَقِمُ مِنْ أَعْدَائِهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب