الباحث القرآني
الطالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١) إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (٢) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا﴾ [الزمر ١ - ٣].
* الشيخ: الأحسن تقول: ﴿أَوْلِيَاءَ﴾ تقف عليها، الأحسن الوقوف عليها.
* الطالب: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾ [الزمر ٣].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾، هذه السورة تُسَمَّى سورة الزُّمَر؛ لقول الله تبارك وتعالى فيها: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا﴾ [الزمر ٧٣]، ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا﴾ [الزمر ٧١]، وتسمية السور تكون لأَدنى ملابسة وأدنى مناسبة، ولهذا سمِّيَت سورة البقرة دون أن تُسَمَّى سورة الدَّيْن مثلًا أو سورة العِدَد، مع أن ذِكْرَ الدَّين وما يتعلَّق به قد يكون كآيات البقرة، لكن التسمية تكون لأدنى مناسبة وملابسة.
يقول المؤلف: (مكية) يعني أنها من السور المكية، وأصَحُّ ما يقال في السور المكية: إنها ما نزل قبل الهجرة، فما نزل قبل الهجرة فهو مكي، وما نزل بعدها فهو مدني، حتى لو نزل في مكة وهو بعد الهجرة فإنه يُسَمَّى مدنِيًّا، ولهذا نقول: إن قوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾ [المائدة ٣] نقول: إنها مدنية مع أنها نزلت في عرفة.
قال المؤلف: (إِلَّا ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ﴾ [الزمر ٥٣] إلى آخره) هذا الاستثناء يحتاج إلى دليل، والقاعدة إن كلَّ مَن استثنَى آياتٍ من سور مكية قال: إنها مدنية فعليه الدليل، والعكس بالعكس: مَن استثنى آياتٍ من سور مدنية وقال: إنها مكية فعليه الدليل؛ لأن الأصل إن السورة إذا كانت مكية فهي مكيةٌ بجميع آياتها، هذا هو الأصل حتى يقوم دليل على الاستثناء، ولا أعلم لهذا الاستثناء الذي ذكره المؤلف دليلًا، بل إن ظاهرَه من حيث المعنى يقتضِي أن يكون من المكيات، ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ﴾ إلى آخره كله يتعلق بالتوحيد والتوبة.
(وهي خمس وسبعون آية) خمس وسبعون آية مقسَّمة إلى هذا التقسيم تقسيمًا توقيفِيًّا؛ يعني إن الذي يحَدِّدُ الآيات هو الرسول عليه الصلاة والسلام، فهو يحدد الآيات ويحدِّدُ مكانها وترتيبها، ولهذا نقول: إن ترتيب الآيات توقيفِي، وترتيب السور منه توقيفي ومنه اجتهادي من الصحابة، فمثلًا الجمعة والمنافقون ترتيبها؟
* الطلبة: توقيفي.
* الشيخ: توقيفي؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقرأ في صلاة الجمعة بالجمعة والمنافقين[[أخرجه مسلم (٨٧٩ / ٦٤) من حديث ابن عباس.]]، و(سبِّح) والغاشية[[أخرجه مسلم (٨٧٨ / ٦٢) من حديث النعمان بن بشير.]] كذلك، البقرة وآل عمران كذلك توقيفي، طيب.
ومنه شيء اجتهادي ثبت باجتهاد الصحابة، قد تختلف فيه مصاحف الصحابة؛ لأنه عن اجتهاد.
ترتيب الآيات حيث قلنا: إنه توقيفي لا يجوز الإِخلال به، فلا يجوز أن تُقَدِّمَ آيةً على آية في التلاوة؛ لأن الذي وضع الآية في مكانها هو الرسول ﷺ.
ترتيب الكلمات أيضًا توقيفي، لا يجوز أن تُقَدِّم كلمةً مكان كلمة.
ترتيب الحروف توقيفي، لا يجوز أن تقَدِّم حرفًا في كلمة على حرف.
فهاهنا الآن ترتيبات: ترتيب الحروف وترتيب الكلمات وترتيب الآيات كله توقيفي لا يجوز الإخلال به، وترتيب السور منه توقيفي ومنه اجتهادي.
قال الله عز وجل: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ البسملة آية مستقلة في كتاب الله عز وجل، ليست من الفاتحة ولا من غير الفاتحة على القول الراجح، فهي آية مستقلة يؤْتَى بها للبدَاءَةِ بالسورة، أو نقول: للفصل بين السورتين؟ للبداءة؛ لأننا لو قلنا: للفصل بين السورتين أُورِد علينا سورة الفاتحة؛ لأنها ليس قبلها سورة، إذن للبدء بالسورة. وسقطت بين الأنفال والتوبة؛ لأنها لم ترِدْ عن النبي ﷺ، ولو ثبتَتْ ما أهملَها الصحابة رضي الله عليهم.
والبسملة -كما نشاهد ونقرأ- شبه جملة وليست بجملة؛ لأنها جار ومجرور، والجار والمجرور والظرف يُسَمَّى شبهَ جملة، ولا يسمى جملة؛ لأنها لم توجد فيه أركان الجملة، ولكن الجملة مقدَّرَةٌ فيه، واضح ولَّا لا؟
* طالب: واضح.
* الشيخ: الجار والمجرور والظرف يسمى شبهَ جملة ولا يسمى جملة، لماذا؟ لأنَّه لم تُذْكَر فيه أركان الجملة، ولكنه شبه جملة؛ لأنه لا بد من تقديرٍ تتِمُّ به الجملة، فـ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ جارٌّ ومجرور ومضافٌ إليه وصفة متعلقة بمحذوف، ولا بد، ولهذا قال في نظْمِ الجمل:
؎لَا بُدَّ لِلْجَـــــــــــــارِ مِــــنَالتَّعَــــــــلُّقِ ∗∗∗ بِفِــــــعْلٍ اوْ مَعْنَـــــــاهُ نَحْــــــــوُمُــــــــرْتَقِي؎وَاسْتَثْنِ كُــــــلَّ زَائِــــــدٍ لَهُعَـــــــمَلْ ∗∗∗ كَالْبَا وَمِِنْ وَالْكَافِ أَيْضًاوَلَعَلْ
(مرتقي) بمعنى الفعل؛ لأنه اسم فاعل.
؎وَاسْتَثْنِ كُـــــــلَّ زَائِــــــدٍ لَهُعَــــــــمَلْ ∗∗∗ كَالْبَا وَمِِنْ وَالْكَافِ أَيْضًاوَلَعَلْ
وذلك لأن الذي فيه حروف جر زائدة يُقَدَّر كأنه لا حرفَ فيه، لو قلت: ليس زيدٌ بقائم فإنك تقول: (قائم) خبر (ليس)، ما تقول: مجرور بالباء، والجار والمجرور متعلق بمحذوف، لا.
على كل حال البسملة متعلقة بمحذوف، فما هو المحذوف؟ أحسن ما يُقدَّر به هذا المحذوف أن يُقدَّرَ فعلًا متأخِّرًا مناسِبًا للمَبْدُوء به، ويش قلنا؟
* طالب: يقدر فعلًا..
* الشيخ: متأخرًا.
* الطالب: مناسب لموضعه.
* الشيخ: نعم طيب، هذا أحسن شيء، فمثلًا إذا كنت تريد أن تقرأ تقول: التقدير باسم الله أقرَأُ، إذا أردت أن تتوضأ التقدير: باسم الله أتوضأ، أردت أن تدخل: باسم الله أدخُل.. وهكذا.
قدَّرْنَاه فعلًا؛ لأنه الأصل في العمل، الأصل في العمل الأفعال، واسم الفاعل واسم المفعول والمصدر العامل ملْحَق بالفعل، فلذلك اخترنا أن نقدِّرَه فعلًا لا اسمًا؛ لأنه الأصل في العمَل.
اخترنا أن يكون متأخِّرًا لوجهين:
الوجه الأول: التبرك بالابتداء بـ(اسم الله)، أن نجعل أول الجملة ﴿بِسْمِ اللَّهِ﴾ تبرُّكًا.
والثاني: إفادة الحصر؛ لأن تأخير العامل يفِيد الحصر.
اختَرْنا أن يكون مناسِبًا للموضوع أو لما ابتُدِئَ به؛ لأنه أدَلُّ على المقصود، حيث يُعَيِّن أن البسملة لهذا الشيء.
طيب لو قلنا: تقدير الكلام: باسم الله أبتدئ، ما الذي فاتنا؟
* طالب: (...).
* الشيخ: لا، قلنا: باسم الله أبتدئ، فِعْلٌ. ما هو فعل؟
* الطالب: لكنه غير مناسب.
* الشيخ: طيب هذا اللي فاتنا، إذن فاتنا أنه غير مناسب للموضوع.
طيب إذا قدَّرْنا: أقرأُ باسم الله، ما الذي فات؟
* الطالب: (...) أن يقرأ؟
* الشيخ: إي، أنا أريد أن أقرأ فقلت: التقدير: أقرأُ باسم الله.
* الطالب: ما فات شيء.
* الشيخ: ما فات شيء؟ لا.
* طالب: فات الحصر.
* الشيخ: لا.
* طالب: فات التبرُّك بالاسم.
* الشيخ: لا.
* طالب: التقديم (...).
* الشيخ: فات التقديم.. فات التأخير..
* الطالب: قلت (...).
* الشيخ: تقول: ما فات شيء؟
* طالب: أقرأ (...).
* الشيخ: لا، ما في.. كُلٌّ يخطئ.
* طالب: (...) بعض.
* الشيخ: طيب، إذن نقول: إذا قلنا: التقدير: أقرأُ باسم الله، الذي فات التأخيرُ، لكن فائدة التأخير -اللي أشار إليها الإخوان- هي الحصر والتبرُّك بالبداءة بباسم الله.
طيب إذا قلنا: باسم الله قراءتي، ويش الذي فات؟
* الطالب: (...) فات أن يكون فعلًا.
* الشيخ: فات أن يكون فعلًا، صح.
﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ (اسم) مفرد مضاف، والمفرد المضاف للعموم، وعلى هذا فيكون المعنى: بكلِّ اسمٍ من أسماء الله؛ لأنَّ المفرد المضاف يكون للعموم.
والدليل على أن المفرد المضاف يكون للعموم قوله تعالى: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ [النحل ١٨]، فـ﴿نِعْمَةَ﴾ مفرد ومع ذلك قال: (تعدوا) (لا تحصوا)، فدل هذا على أنها عامَّة في كل نعمة.
والباء في قوله: ﴿بِسْمِ اللَّهِ﴾ للاستعانة والمصاحبة والملابَسَة؛ يعني: مستعينًا مصطحِبًا متلبِّسًا باسم الله.
و(الله) عَلَمٌ على ذاتِ الله سبحانه وتعالى، خاصٌّ به لا يُسَمَّى به غيره.
واختلف العلماء هل هو مشْتَق أو جامِد؟ والصحيح أنه مشتَقٌّ؛ لقول الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ [الأعراف ١٨٠]، ولو جعلناه اسمًا جامدًا لكان غير دالٍّ على الوصف بل كان عَلَمًا محضًا، وحينئذ لا يكون دالًّا على الأحسن، بل لا يكون دالًّا على الحُسْن فضلًا عن الأحسن، فالصحيح الذي لا شك فيه أنه مشْتَقٌّ، مشْتَقٌّ من أي شيء؟
مُشْتَقٌّ من الألوهية؛ وهي التقَرُّب والتَّعَبُّد للمأْلُوه على وجه المحبة والتعظيم.
وأما قوله: ﴿الرَّحْمَنِ﴾ فهو أيضًا علَم على الله عز وجل، لا يُسَمى به أحدٌ غيره، فهو من أسماء الله الخاصة به، ولا يُوصف به غيره، وهو مشتَقٌّ من الرحمة، وكان بصيغة (فَعْلَان) لدلالة هذه الصيغة على السَّعَة والامْتِلَاء، فهو دالٌّ على سعة رحمة الله عز وجل وشُمُولِها لكل شيء.
وأما ﴿الرَّحِيمِ﴾ فهو اسمٌ من أسماء الله لكن يوصف به غيره، قال الله تعالى عن النبي ﷺ: ﴿حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة ١٢٨]، وهو مشْتَقٌّ من الرحمة، لكنه إذا قُرِن بالرحمن -أي إذا ذُكِرا جميعًا- كانت (الرحمن) دالَّةً على الوصف و(الرحيم) دالَّةً على الفعل؛ أي: أنه يرحَم برحمتِه عز وجل مَن يشاء.
ثم قال الله تعالى: ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾،﴾ ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ﴾ الكتاب هو القرآن، وسُمِّي كتابًا لأنه مكتوبٌ في اللوح المحفوظ، ومكتوب بالصحف التي بأيدينا، ومكتوبٌ في الصحف التي بأيدي الملائكة، قال الله تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (١١) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (١٢) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (١٣) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (١٤) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (١٥) كِرَامٍ بَرَرَةٍ﴾ [عبس ١١ - ١٦].
إذن الكتاب هو القرآن، وسمي كتابًا لأنه مكتوب في اللوح المحفوظ، في الصحف التي بأيدينا، في الصحف التي بأيدي الملائكة، وعلى هذا فـ(فِعَال) بمعنى (مَفْعُول)، وهذه الصيغة -أعني (فعالًا)- تأتي بمعنى (مفعول) في اللغة العربية كثيرًا، مثال (فِعال) بمعنى (مفعول)؟
* طالب: (...) فِراش بمعنى مفروش، (...).
* الشيخ: وغِرَاس بمعنى مغروس، بناء بمعنى مبْنِي، طيب.
﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ﴾ قال المؤلف: (القرآن، مبتدأ) أيُّها المبتدأ؟ هي ﴿تَنْزِيلُ﴾ ولَّا ﴿الْكِتَابِ﴾؟
* طالب: ﴿تَنْزِيلُ﴾.
* الشيخ: ﴿تَنْزِيلُ﴾، قال: (﴿﴿مِنَ اللَّهِ﴾ ﴾ خبرُه) إذن معنى الآية: أن الله يخبر عز وجل بأنَّ تنزيل الكتاب من عندِه، ﴿مِنَ اللَّهِ﴾ أي: أنه نازِلٌ منه، من عند الله؛ لا من جبريل، ولا من محمد، ولا من أيِّ مصدرٍ كان، بل هو نازل من الله سبحانه وتعالى، تكلَّم به وألقاه إلى جبريل، ثم إن جبريل نزلَ به على قلْبِ النبي ﷺ، قال الله تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٩٢) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ﴾ [الشعراء ١٩٢ - ١٩٤]، وتأمل قوله: ﴿عَلَى قَلْبِكَ﴾ لِتعلَم أن الرسول ﷺ وعَى القرآن وعيًا تامًّا؛ لأنَّ ما نزل على القلب لا بد أن يَعِيَهُ القلب.
قال: (﴿﴿الْعَزِيزِ﴾ ﴾ في ملكه، ﴿﴿الْحَكِيمِ﴾ ﴾ في صنعه) ﴿الْعَزِيزِ﴾ ما معناها؟ العزيز لها معانٍ:
أولًا: (عزيز) بمعنى غالب، ومنه قوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [المنافقون ٨]، قالها الله تعالى جوابًا على قول المنافقين: ﴿لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ﴾ [المنافقون ٨]، فسَلَّم الله ذلك أن الأعز يخرِج الأذل، لكن قال: العزة لِمَن؟ لله ولرسوله وللمؤمنين، أما المنافقون فلا عِزَّةَ لهم حتى يستطيعوا أن يُخْرِجوا المؤمنين منها، طيب العزيز بمعنى الغالِب، ومنه قوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾.
(عزيز) بمعنى قوِي، شديد القوة، ومنه قولهم: أرض عزَاز؛ يعني: صلبة قوية، ومِن المعلوم أن الله تعالى في صفاتِه كلِّها شديدٌ قوِي، كلُّ الصفات كاملة ليس فيها نقص ولا وهن ولا ضعف.
الثالث: من معنى العِزَّة الامتِنَاع؛ يعني: أنه ممتَنِع عن أن ينالَه سوءٌ، فهذه ثلاثة معانٍ للعزيز: غالب، قوي، ممتنع عن كلِّ نقصٍ.
وأما قول المؤلف: (في ملكه) فإنه قاصر في الحقيقة، قاصر جدًّا؛ لأنه إذا قُيِّدَت العزة في الملك فإنها لا تتناول إلا العزيز بمعنى الغالب أو القوي.
وأما الحكيم فيقول: (الحكيم في صنعه) (في صنعه) أي: فيما صنع، وهل يُوصف الله تعالى بأنه صانع وأن له صنعًا؟ الجواب: نعم، يُوصف بأنه صانع وأنَّ له صُنْعًا، قال الله تبارك وتعالى: ﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [النمل ٨٨].
لكن يجب أن نعلم أنَّنا إذا وصَفْنا الله بالصنع فليس كصفتنا للمخلوق بالصنع، المخلوق إذا كان صانعًا يحتاج إلى أدوات؛ إن كان نجَّارا يحتاج إلى منشار، قَدُّوم، مِخْرَاق، وما أشبه ذلك، لكن الله عز وجل لا يحتاج، فلما قال الله عز وجل: ﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ﴾ [الذاريات ٤٧] هل بناءُ الله عز وجل كبناء المخلوق؛ يحتاج إلى زِنْبِيل وإلى لبن وإلى طين؟ لا، فالبناءُ غير البناء، والصنع غير الصنع، قد يتوهمُ الانسان أنه إذا وصف الله بالصنع وأنه صانع قد يتوهم أنه يحتاج إلى آلات يُصْنَع بها، ولكن هذا خطأ؛ لأن صنع الله ليس كصنع البشر.
وقول المؤلف: (الحكيم في صنعه) تقييدها في الصنع فيه قصورٌ، والصواب أنه حكيمٌ في صنعه وفي شرعِه، ولهذا يَختِمُ الله أحيانًا آياتِ التشريع بالحكمة، كما في قوله تعالى في سورة الممتحنة: ﴿ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [الممتحنة ١٠]، فهو حكيمٌ في صُنْعِه، حكيم في شرعِه؛ في صنعه يعني: جميع مصنوعاته كلُّها مُحْكَمَة، قال الله تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ﴾ [الملك ٣]: قَلِّبْ فَكِّرْ، ﴿هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (٣) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ﴾ [الملك ٣، ٤] يعني: كرَّةً بعد أخرى، في النهاية ﴿يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ﴾، هذا من الإحكام في الصُّنع.
أما في الشرع فيقول الله سبحانه وتعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [النساء ٨٢] وتناقُضًا، القرآن لا يمكن يتناقض أبدًا، وإذا رأيتَ آيةً ظاهرُها يناقض الآيةَ الأخرى فاعلم أن ذلك إما من سُوء فهمِك، أو من قصور علمِك؛ إما من قصور علمِك بأن تكون الآية هذه ناسخَةً للآية وأنت لا تعلم، أو من سوء فهمك بأن تكون كلتا الآيتين محكمة ولكن لم تفهَم الجمع بينهما، وإلا فلا يمكن أبدًا أن يكون في كلام الله تناقُض، ولا فيما صَحَّ عن رسول الله ﷺ تناقض أبدًا، هذا لا يمكن؛ لأنه شرْعُ الله، والله تعالى قد أحكم شرعه.
إذن الله حكيمٌ في صنعه وفي شرعه، وبناءً على هذا تكون (حكيم) بمعنى محكم، لا بمعنى حاكِم، على هذا التفسير أن معنى (حكيم) المحكم لشرعه وصنعه. وهنا نسأل: هل تأتي (فعِيل) في اللغة العربية بمعنى (مُفعِل)؟ والجواب: نعم تأتي (فعيل) بمعنى (مُفعِل)، ومنه قول الشاعر:
؎أَمِنْ رَيْحَانَةَ الدَّاعِي السَّمِيعُ ∗∗∗ يُؤَرِّقُنِي وَأَصْـحَــــــابِيهُجُـــــــوعُ
(أمن ريحانَةَ الداعي السميعُ)، (السميع) اللي يسمع أو السميع بمعنى المُسمِع؟
* طالب: بمعنى المسمع.
* الشيخ: بمعنى المسمِع.
؎أَمِنْ رَيْحَانَةَ الدَّاعِي السَّمِيعُ ∗∗∗ يُؤَرِّقُنِي وَأَصْـحَــــــابِيهُجُـــــــوعُ
حينئِذٍ تكون (حكيم) بمعنى مُحْكِم.
وهل يمكن أن تكون بمعنى حاكم؟
الجواب: نعم يمكن أن تكون بمعنى حاكم، وعلى هذا فتكون (حكيم) بمعنى: أن له الحكم.
والحكم المضاف إلى الله عز وجل يشمل الحكم الكوني والحكم الشرعي؛ الحكم الكوني هو إيجاده للأشياء وخلقه للأشياء والحكم عليها بالفناء والبقاء والتحول والتغير، وما أشبه ذلك، كل هذا حكم، الحكم الشرعي هو ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام من أحكام الله التي يُلزَم بها المكلَّف، فقوله تعالى: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ﴾ [الإسراء ٧٨] هذا؟
* طالب: شرعي.
* الشيخ: شرعي، ﴿كُونُوا قِرَدَةً﴾ [البقرة ٦٥] هذا كوني.
طيب ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا﴾ [المائدة ٥٠]؟
* طالب: شرعي.
* الشيخ: شرعي. ﴿ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ﴾ [الممتحنة ١٠]؟
* طالب: شرعي.
* الشيخ: شرعي. ﴿فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي﴾ [يوسف ٨٠]؟
* طالب: كوني.
* الشيخ: كوني، تمام.
طيب في هذه الآية يخبر الله عز وجل أن تنزيل الكتاب من عنده، وعلى هذا فتفيد الآية الكريمة أن القرآن مُنَزَّل غير مخلوق.
أما إفادتُها لكونِه منزَّلًا فظاهر ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ﴾، لكن كيف تفيد أنه غير مخلوق؟ لأن هذه الفائدة قد يعارِض فيها مُعارِض ويقول: ليس كلُّ مُنَزَّلٍ غيرَ مخلُوق، بل في المنزل ما هو مخلوق، قال الله تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا﴾ [ق ٩] والماء مخلوق، وقال تعالى: ﴿وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ﴾ [الزمر ٦] وهذه الأنعام مخلوقة، فلا يلزَمُ من الإنزال أو التنزيل أن يكون المنَزَّلُ غيرَ مخلوق، فما هو الجواب عن هذا الإيراد؟ لأن هذا إيراد قوي يُورِدُه الجهمية الذين قالوا: إنَّ كلام الله مخلوق.
الجوابُعن هذا الإيراد سهلٌ: أن يقال: إنَّ الإنزال إذا أُضِيف إلى عينٍ قائمة بنفسِها فهذه العين مخلوقة، وإذا أُضِيفَ إلى وصف كان هذا الوصفُ حسبَ الموصوف. والكلام وصف ولَّا غير وصف؟
* طالب: وصف.
* الشيخ: فإذا كان الله أنزل القرآن -وهو كلام- وأضافه إلى نفسِه، فهو عز وجل هو بصفاته أزليٌّ أبدي ليس بمخلوق واجب الوجود، إذن يتِمُّ الاستدلال أو لا يتم؟ يتم الاستدلال أن نقول: في قوله: ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ﴾ دليل على أن القرآن منَزَّل غير مخلوق.
طيب فيه دليل على علُوِّ الله؟
* طالب: (...).
* الشيخ: وجهُه؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: أنه قال: ﴿مِنْ اللَّهِ﴾، و(مِن) للابتداء، فإذا كان ابتداءُ الكتاب من عند الله وهو منزَّل دلَّ على علو من كان من عنده، وهو الله عز وجل.
* ومِن فوائد هذه الآية: تعظيم القرآن، وجهُه أنه نازِلٌ من عند الله وأنه كلام الله، فيكون عظيمًا كعِظَمِ المتكَلِّم به.
* من فوائد هذه الآية: إثبات ثلاثةِ أسماء من أسماء الله؛ وهي: الله، والعزيز، والحكيم.
* ويتفرع على هذه الفائدة: إثبات ثلاث صفات من صفات الله: الألوهية، والعزة، والحكمة، بل أربع صفاتٍ؛ الحكمة والحُكم.
طيب إذا قيل: كيف استفدنا أربع صفات؟
نقول: لأنَّ لدينا قاعدة؛ وهي أن الأسماء الحسنى كلُّ اسمٍ منها متضَمِّن لصفة، وبقية الفوائد تأتي إن شاء الله.
* طالب: (...) ترتيب السور منها ما هو وتوقيفي ومنها ما هو اجتهادي، كيف يفرق بين التوقيفي والاجتهادي؟
* الشيخ: ما عُلِم أن الرسول رتَّبَه فهو توقيفي.
* * *
* الطالب: ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١) إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (٢) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾ [الزمر ١ - ٣].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، سبق لنا أن السورة مكية، فما هو الضابط في السورة المكية؟
* طالب: ما نزل بعد الهجرة فهو مدني، وما نزل قبل الهجرة فهو مكي.
* الشيخ: طيب، استثنى المؤلف آيةً منها؟
* الطالب: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا﴾ [الزمر ٥٣].
* الشيخ: نعم، والصحيح؟
* الطالب: الصحيح أنه لا يُوجد دليل على هذا الاستثناء.
* الشيخ: طيب لنا ضابط في هذه؟
* الطالب: أن (...) أن أي استثناء يحتاج إلى دليل.
* الشيخ: فإذا كانت السورة مكية فالأصل؟
* الطالب: أنها كلها مكية.
* الشيخ: أنها كلها مكية، طيب.
مما سبق استفدنا أن القرآن منزلٌ غير مخلوق؟
* طالب: من قوله تعالى: ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ﴾.
* الشيخ: طيب لو قال لك: إن المنزَّل قد يكونُ مخلوقًا، كقوله تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا﴾ [ق ٩]؟
* الطالب: الماء إذا أضيف إلى عينٍ بنفسها كان مخلوقًا.
* الشيخ: إذا كان المنزَّل عينًا قائمةً بنفسها كانت مخلوقة، وإن كان وصفًا؟
* الطالب: (...) الموصوف.
* الشيخ: والكلام؟
* الطالب: وصف.
* الشيخ: وصف، أحسنت.
سبق لنا أن العِزَّة ثلاثةُ أقسام؟
* طالب: بمعنى غالب.
* الشيخ: عزة القهر، وعزة؟
* الطالب: عزة الامتناع، وعزة القوة.
* الشيخ: القوة، أحسنت.
طيب (الحكيم) هل هي بمعنى مُحكِم أو بمعنى حاكِم؟
* طالب: تكون بمعنى مُحكِم وتكون بمعنى حاكم.
* الشيخ: تشمل هذا وهذا، إذا كانت بمعنى مُحكِم فهي مشتَقَّة من أيش؟ أنت إذا قلت: ضاربٌ مشتقةٌ من الضرب، مُحكِم؟
* طالب: من حكيم.
* الشيخ: سبحان الله!
* طالب: أحكَمَ.
* الشيخ: من أحْكَمَ؛ أي من الإحكام، طيب اشْتَق من الإحكام، ما هو الإحكام؟
* طالب: هو اسم من أسماء الله.
* الشيخ: سبحان الله، الإحكام اسم من أسماء الله؟! أتيتَ به من كيسِك.
* طالب: الإتقان.
* الشيخ: الإحكام يعني الإتقان، طيب، ويعود إلى معنى الحكمة؛ لأنَّ الحكمة وضْعُ الشيء في موضعه، ووضْعُ الشيءِ في موضعِه إتقان، طيب وإذا كانت (حكيم) مِن؟
* طالب: يعني حاكم.
* الشيخ: معنى حاكم.
* الطالب: (...).
* الشيخ: مشتقة منين؟
* الطالب: من الحُكم.
* الشيخ: من الحكم، أحسنت، يعني إذن الله له الحكم والإحكام؛ يعني موصوفٌ بالحُكْم والإحكام، تمام.
طيب هل يشارِك اللهَ أحدٌ في الحكم؟
* الطالب: الحكم الشرعي لا يشاركه أحد، ولا الكوني لا يشاركه أحد.
* الشيخ: لا يشاركه أحدٌ لا الشرعي ولا الكوني؟
* طالب: ممكن..
* الشيخ: قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ﴾ [المائدة ٤٢].
* الطالب: (...) حكم الله عز وجل.
* الشيخ: يعني الحكم المطلق؟
* الطالب: لله عز وجل.
* الشيخ: لله عز وجل، والمقيد؟
* الطالب: للمخلوق.
* الشيخ: يكون للمخلوق، تمام.
بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: ﴿الْحَكِيمِ﴾ سبق لنا أنه من الإحكام ومن الحُكم، فالإحكام يعني الإتقان، والإتقان هو الحكمة؛ وهي وضع الشيء في موضعِه.
قال العلماء: والحكمة تكون في صورة الشيء وهيئة الشيء وذاتِ الشيء وتكونُ في غايته؛ الحكمة في نفس الشيء يعني أن الشيء نفسَه مشتمل على الحكمة، فإذا تأَمَّلْتَ الشرائع وجدتَ أنها مشتمِلة على الحكمة، وإذا تأمَّلْتَ الغاية منها وجدتها أيضًا في غاية الحكمة، كذلك أيضًا إذا تأملت الصنائع التي صنعها الله عز وجل -وهي الحكمة التي تكون في الكون- وجدت أنها مشتملة على الحكمة، وإذا تأملت الغاية منها وجدتها أنها حكمة أيضًا، فالعبادات المقصود بها إصلاح الخلق، وهي موضوعة على وفق الحكمة، الصلوات كونُها بهذه الهيئة هو الحكمة، الزكاة والحج وبقية العبادات.
الكون؛ السماء الأرض الشمس القمر كونُها على هذا النظام البديع هذا حكمة، والغاية منها أيضًا حكمة، قال الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ﴾ [ص ٢٧].
{"ayah":"تَنزِیلُ ٱلۡكِتَـٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡحَكِیمِ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق