الباحث القرآني
﴿هُوَ ٱلَّذِیۤ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِینِ ٱلۡحَقِّ﴾ - تفسير
٣٢٢٠٧- عن قتادة بن دعامة -من طريق شَيْبان- ﴿هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق﴾، قال: قاتل اللهُ قومًا ينتحلون دينًا لم يُصَدِّقْه قومٌ قطُّ، ولم يفلحه، ولم ينصره، إذا أظهروه اهْراق[[اهراق: أي إسالة دمائهم. انظر: اللسان (هرق).]] به دماؤُهم، وإذا سكتوا عنه كان فرحًا في قلوبهم، ذلك -واللهِ- دينُ سوءٍ قد ألاصوا هذا الأمرَ منذ بضع وستين سنة، فهل أفلحوا فيه يومًا أو أنجحوا؟[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٧٨٦.]]. (ز)
٣٢٢٠٨- عن إسماعيل السُّدِّيّ: ﴿هو الذي أرسل رسوله بالهدى﴾، يعني: بالتوحيد، والقرآن، والإسلام[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٣٢٥)
٣٢٢٠٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿هو الذي أرسل رسوله﴾ يعني: محمدًا ﷺ ﴿بالهدى ودين الحق﴾ يعني: دين الإسلام؛ لأنّ غير دين الإسلام باطل[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٦٨.]]. (ز)
﴿لِیُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّینِ كُلِّهِۦ﴾ - تفسير
٣٢٢١٠- عن أبي هريرةَ -من طريق نُبَيْح- في قوله: ﴿ليظهره على الدين كله﴾، قال: خروجُ عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام[[أخرجه ابن جرير ١١/٤٢٣. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وأبي الشيخ.]]. (٧/٣٢٧)
٣٢٢١١- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون﴾، قال: يُظهِرُ اللهُ نبيَّه ﷺ على أمر الدِّينِ كلِّه، فيعطيه إيّاه كلَّه، ولا يَخفى عليه شيءٌ منه، وكان المشركون واليهودُ يكرهون ذلك[[أخرجه ابن جرير ١١/٤٢٣، وابن أبي حاتم ٦/١٧٨٦، والبيهقي في سننه ٩/١٨٢. وعزاه السيوطي إلى ابن مَرْدُويَه.]]. (٧/٣٢٥)
٣٢٢١٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: بعث اللهُ محمدًا ﷺ ليظهِرَه على الدين كلِّه، فدينُنا فوقَ المِلل، ورجالُنا فوقَ نسائهم، ولا يكون رجالُهم فوقَ نسائنا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٧٨٦، والبيهقي في سننه ٧/١٧٢. وعزاه السيوطي إلى ابن مَرْدُويَه.]]. (٧/٣٢٦)
٣٢٢١٣- عن جابر بن عبد الله -من طريق أبي جعفر الباقر- في قوله: ﴿ليظهره على الدين كله﴾، قال: إذا خرج عيسى ابنُ مريم اتَّبَعه أهلُ كلِّ دينٍ[[أخرجه سعيد بن منصور (١٠١٣ - تفسير)، والبيهقي في سننه ٩/١٨٠. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٧/٣٢٦)
٣٢٢١٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق ليث- في قوله: ﴿ليظهره على الدين كله﴾، قال: لا يكون ذلك حتى لا يبقى يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ ولا صاحبُ مِلَّةٍ إلا الإسلام، وحتى تأمَنَ الشاةُ الذئبَ، والبقرةُ الأسدَ، والإنسانُ الحيَّةَ، وحتى لا تقرِضَ فأرةٌ جِرابًا، وحتى تُوضَعَ الجزيةُ، ويُكسَرَ الصليبُ، ويُقتَلَ الخنزيرُ، وذلك إذا نزل عيسى ابن مريم ﵇[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٧٨٦، والبيهقي في سننه ٩/١٨٠. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٧/٣٢٦)
٣٢٢١٥- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبى نجيح- في قوله تعالى: ﴿ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون﴾، قال: إذا نزل عيسى ابن مريم لم يكن في الأرضِ إلا الإسلامُ ليظهره على الدين كله[[أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ٩/١٨٠.]]. (ز)
٣٢٢١٦- عن الضحاك بن مزاحم أنّه قال: يظهر الإسلام على الدِّينِ؛ كُلِّ الدين[[علقه ابن أبي حاتم ٦/١٧٨٦.]]. (ز)
٣٢٢١٧- قال الضحاك بن مزاحم: وذلك عند نزول عيسى بن مريم، لا يبقى أهلُ دين إلا دخل في الإسلام[[تفسير البغوي ٤/٤٠.]]. (ز)
٣٢٢١٨- عن الحسن البصري: ﴿ليظهره على الدين كله﴾، حتى يكون الحاكمُ على أهل الأديان كلها، فكان ذلك حتى ظهر على عبدة الأوثان، وحكم على اليهود والنصارى، فأخذ منهم الجزيةَ، ومِن المجوس[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/٢٠٣-.]]. (ز)
٣٢٢١٩- عن أبي جعفر [محمد بن علي الباقر] -من طريق فضيل بن مرزوق، عمَّن سمع أبا جعفر- ﴿ليظهره على الدين كله﴾، قال: إذا خرج عيسى ﵇ اتَّبَعه أهلُ كُلِّ دين[[أخرجه ابن جرير ١١/٤٢٣.]]. (ز)
٣٢٢٢٠- عن قتادة بن دعامة، في قوله: ﴿ليظهره على الدين كله﴾، قال: الأديانُ ستةٌ: ﴿الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا﴾ [الحج:١٧]، فالأديانُ كلُّها تدخلُ في دين الإسلام، والإسلامُ لا يدخلُ في شيءٍ منها، فإنّ الله قضى فيما حكم وأنزل أن يُظِهرَ دينَه على الدين كلِّه، ولو كره المشركون[[عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.]]. (٧/٣٢٦)
٣٢٢٢١- قال محمد بن السائب الكلبي: لا يبقى دينٌ إلا ظَهَر عليه الإسلامُ، وسيكون ذلك، ولم يكن بعدُ، ولا تقوم الساعة حتى يكون ذلك[[تفسير الثعلبي ٥/٣٦.]]. (ز)
٣٢٢٢٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ليظهره على الدين كله﴾، يقول: لِيعْلُو بدين الإسلام على كُلِّ دين[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٦٨.]]٢٩٢٤. (ز)
﴿وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ ٣٣﴾ - تفسير
٣٢٢٢٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿ولو كره المشركون﴾، قال: كان المشركون واليهود يكرهون أن يُظْهِرَ اللهُ نبيَّه علي أمرِ الدِّينِ كُلِّه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٧٨٧.]]. (ز)
٣٢٢٢٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولو كره المشركون﴾، يعني: مشركي العرب[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٦٨.]]. (ز)
﴿وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ ٣٣﴾ - آثار متعلقة بالآية
٣٢٢٢٥- عن عائشة، أنّ رسولَ الله ﷺ قال: «لا يذهَبُ الليلُ والنهارُ حتى تُعبَدَ اللاتُ والعزّى». فقالت عائشة: يا رسولَ الله، إنِّي كنتُ أظنُّ حين أنزل اللهُ: ﴿ليظهره على الدين كله﴾ أنّ ذلك سيكون تامًّا! فقال: «إنّه سيكون مِن ذلك ما شاء الله، ثم يبعَثُ اللهُ ريحًا طَيِّبةً، فيتوفّى مَن كان في قلبه مثقالُ حبَّةٍ مِن خردل من خيرٍ، فيبقى مَن لا خيرَ فيه، فيرجِعون إلى دين آبائهم»[[أخرجه مسلم ٤/٢٢٣٠ (٢٩٠٧)، وابن جرير ٢٢/٦١٦. وأورده الثعلبي ٥/٣٦.]]. (٧/٣٢٥)
٣٢٢٢٦- عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ في نزول عيسى ﵇، قال: «ويهلك في زمانِه المِلَل كلها، إلا الإسلام»[[أخرجه أحمد ١٥/٣٩٨ (٩٦٣٢)، وأبو داود ٦/٣٧٨ (٤٣٢٤)، وابن حبان ١٥/٢٣٣ (٦٨٢١) جميعهم مطولًا. وأورده الألباني في الصحيحة ٥/٢١٤ (٢١٨٢).]]. (ز)
٣٢٢٢٧- عن المقداد، قال: سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقول: «لا يَبْقى على ظهر الأرض بيتُ مَدَرٍ ولا وبَرٍ إلا أدخله اللهُ كلمةَ الإسلام، بِعِزِّ عزيزٍ أو ذُلِّ ذليلٍ، إما يُعِزُّهم الله فيجعلهم من أهلها، أو يُذِلُّهم فيدينون لها»[[أخرجه أحمد ٣٩/٢٣٦ (٢٣٨١٤)، وابن حبان ١٥/٩١-٩٣ (٦٦٩٩، ٦٧٠١)، والحاكم ٤/٤٧٦ (٨٣٢٤). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه». ووافقه الذهبي. وقال ابن عساكر في معجم الشيوخ ٢/٨٠٦ (١٠١٢): «هذا حديث حسن».]]. (ز)
٣٢٢٢٨- عن تميم الداري، قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «لَيَبْلُغَنَّ هذا الأمرُ ما بلغ الليلُ والنهارُ، ولا يتركُ اللهُ بيتَ مَدَرٍ ولا وبَرٍ إلا أدخله هذا الدينَ، بعزِّ عزيز أو بذُلِّ ذليل؛ عِزًّا يُعِزُّ الله به الإسلامَ، وذُلًّا يُذِلُّ اللهُ به الكفرَ». فكان تميم الداري يقول: قد عرفتُ ذلك في أهل بيتي؛ لقد أصاب مَن أسلم منهم الخيرَ والشرفَ والعِزَّ، ولقد أصاب مَن كان منهم كافرًا الذُّلَ والصغارَ والجزيةَ[[أخرجه أحمد ٢٨/١٥٤-١٥٥ (١٦٩٥٧)، والحاكم ٤/٤٧٧ (٨٣٢٦). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه». وقال الهيثمي في المجمع ٦/١٤ (٩٨٠٧): «رجال أحمد رجال الصحيح». وأورده الألباني في الصحيحة ١/٣٢ (٣).]]. (ز)
٣٢٢٢٩- عن عدي بن حاتم، قال: دخلتُ على رسول الله ﷺ، فقال: «يا عديُّ، أسلِمْ تسلمْ». فقلتُ: إنِّي مِن أهل دينٍ. قال: «أنا أعلمُ بدينك منك». فقلت: أنت أعلم بديني مِنِّي؟ قال: «نعم، ألست مِن الرَّكُوسية[[الرَّكُوسِيَّة: دين بين النصارى والصابئين. النهاية (ركس).]]، وأنت تأكل مِرباع[[المِرباع: هو الربع من الغنيمة الذي كان الملك يأخذه في الجاهلية دون أصحابه. النهاية (ربع).]] قومك؟». قلتُ: بلى. قال: «فإنّ هذا لا يَحِلُّ لك في دينك». قال: فلم يعدُ أن قالها فتواضعتُ لها، قال: «أما إنِّي أعلمُ ما الذي يمنعك من الإسلام؛ تقول: إنّما اتَّبعه ضَعَفَةُ الناس ومَن لا قُوَّةَ له، وقد رمتهم العرب، أتعرف الحِيرة؟». قلت: لم أرَها، وقد سمعتُ بها. قال: «فوالذي نفسي بيده، لَيُتِمَنَّ اللهُ هذا الأمرَ، حتى تخرج الظَّعِينَةُ من الحِيرة، حتى تطوف بالبيت في غير جوار أحد، ولَتُفْتَحَنَّ كنوزُ كسرى بن هرمز». قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: «نعم، كِسْرى بن هُرْمُز، ولَيُبذَلنَّ المالُ حتى لا يقبله أحد». قال عدي بن حاتم: فهذه الظَّعينة تخرج من الحِيرة، فتطوف بالبيت في غير جوار أحد، ولقد كنت فيمَن فتح كنوز كسرى بن هرمز، والذي نفسي بيده لَتَكُونَنَّ الثالثةُ؛ لأنّ رسول الله ﷺ قد قالها[[أخرجه أحمد ٣٠/١٩٦-١٩٧ (١٨٢٦٠)، ٣٢/١١٩-١٢٢ (١٩٣٧٨) واللفظ له، وابن حبان ١٥/٧١-٧٣ (٦٦٧٩)، والحاكم ٤/٥٦٤ (٨٥٨٢). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه».]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.