الباحث القرآني
﴿وَكَتَبۡنَا لَهُۥ فِی ٱلۡأَلۡوَاحِ﴾ - تفسير
٢٨٨٧١- عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدِّه، عن النبي ﷺ، قال: «الألواحُ التي أُنزِلت على موسى كانت من سِدْر الجنة، كان طولُ اللوح اثني عشر ذِراعًا»[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٥٦٣ (٨٩٥٨)، من طريق سهل بن عثمان العسكري، حدثنا أبو علي مولى جعفر بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ، وابن مردويه. في إسناده أبو علي مولى جعفر بن محمد، لم نجد له ترجمة.]]. (٦/٥٦٥)
٢٨٨٧٢- عن علي بن أبي طالب -من طريق أبي عمارة- قال: كتب الله الألواحَ لموسى وهو يسمعُ صَرِيفَ الأقلام في الألواح[[أخرجه ابن جرير ١٠/٤٥٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وأبي الشيخ.]]. (٦/٥٦٥)
٢٨٨٧٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: أُعْطِي موسى التوراة في سبعة ألواح من زَبَرْجَدٍ، فيها تبيانٌ لكُلِّ شيءٍ وموعظةٌ، فلمّا جاء بها فرأى بني إسرائيل عُكوفًا على عبادة العجل رمى بالتوراة من يده، فتَحَطَّمَتْ، فرفع الله منها ستة أسباع، وبقي سُبُعٌ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٥٦٢-١٥٦٣، ١٥٧٢.]]. (٦/٥٦٧)
٢٨٨٧٤- عن أبي العالية الرِّياحِيِّ -من طريق الربيع- قال: كانت ألواحُ موسى مِن بَرَدٍ[[أخرج ابن جرير ١٠/٤٥٦، وابن أبي حاتم ٥/١٥٦٣. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/٥٦٥)
٢٨٨٧٥- عن سعيد بن جبير -من طريق جعفر بن أبي المغيرة- قال: كانوا يقولون: كانت الألواح من ياقوتةٍ. وأنا أقول: إنما كانت من زُمُرُّدٍ، وكتابُها الذهب، كتبها الله بيده، فسمع أهل السموات صَرِيفَ القلم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٥٦٣، وابن جرير ١٠/٤٥٦ بنحوه ولفظه: كانت من ياقوتة، كتابة الذهب، كتبه الرحمن بيده، فسمع أهل السموات صريف القلم وهو يكتبها.]]. (٦/٥٦٥)
٢٨٨٧٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق خصيف- قال: كانت الألواح من زُمُرُّد أخضر، أمرَ الربُّ تعالى جبريلَ فجاء بها من عَدَن، فكتبها الرب بيده؛ بالقلم الذي كتب به الذِّكْر، واسْتَمَدَّ الربُّ من نهر النور، وكتب به الألواح[[أخرجه ابن جرير ١٠/٤٥٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٦/٥٦٦)
٢٨٨٧٧- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق الحكم بن أبان- قال: كُتِبَت التوراة بأقلام من ذهب[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٥٦٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٦/٥٦٥)
٢٨٨٧٨- عن الحسن البصري: كانت الألواح من خشب[[تفسير البغوي ٣/٢٨١.]]. (ز)
٢٨٨٧٩- عن عطاء، قال: كتب الله التوراة لموسى بيده، وهو مُسْنِدٌ ظهره إلى الصخرة، يسمع صَريفَ القلم، في ألواح من زُمُرُّد، ليس بينه وبينه إلا الحجاب[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/٥٦٦)
٢٨٨٨٠- قال وهب بن منبه: أمره الله تعالى بقطع الألواح من صخرة صَمّاء لَيَّنها اللهُ له، فقطعها بيده، ثم شقَّها بأصابعه، وسمع موسى صريرَ القلم بالكلمات العشر، وكان ذلك أولَ يوم من ذي القعدة، وكانت الألواح عشرةً، على طول موسى ﵇[[تفسير الثعلبي ٤/٢٨٢، وتفسير البغوي ٣/٢٨١.]]. (ز)
٢٨٨٨١- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قال: أُنزِلت التوراة وهي سبعون وِقْر بعير، يُقْرَأ منها الجزء في سنة، لم يقرأها إلا أربعةُ نفر: موسى بن عمران، وعيسى، وعُزَير، ويوشع بن نون[[أخرجه ابن جرير ١٠/٤٥٥.]]٢٦٢٩. (ز)
٢٨٨٨٢- قال محمد بن السائب الكلبي: كانت الألواح من زَبَرْجَدَةٍ خضراء، وياقوتة حمراء، كتب الله فيها ثماني عشرة آية من بني إسرائيل، وهي عشر آيات في التوراة[[تفسير الثعلبي ٤/٢٨٢، وتفسير البغوي ٣/٢٨١.]]. (ز)
٢٨٨٨٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وكَتَبْنا لَهُ فِي الأَلْواحِ﴾ نَقْرًا كنقش الخاتم، وهي تسعة ألواح، ﴿مِن كُلِّ شَيْءٍ﴾ ...، والألواح من زُمُرُّدٍ، وياقوت[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٦٢.]]. (ز)
٢٨٨٨٤- عن عبد الملك ابن جُرَيج -من طريق حجّاج- قال: أُخبِرْتُ: أنّ الألواح من زَبَرْجَدٍ، ومن زُمُرُّدِ الجنة، أمر الربُّ تعالى جبريلَ فجاء بها من عَدَنٍ، وكتبها بيده بالقلم الذي كتب به الذِّكر، واستمد الربُّ من نهر النور، وكتب به الألواح[[أخرجه ابن جرير ١٠/٤٥٦ وفيه: أنّ الذي أخبره عبد الله بن عباس بلفظ: الألواح من زبرجد وزمرد، من الجنة". وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]٢٦٣٠. (٦/٥٦٥)
﴿وَكَتَبۡنَا لَهُۥ فِی ٱلۡأَلۡوَاحِ﴾ - آثار متعلقة بالآية
٢٨٨٨٥- عن عبد الله بن عمر، قال: خلق اللهُ آدمَ بيده، وخلقَ جَنَّةَ عَدَن بيده، وكَتَب التوراة بيده، ثم قال لسائر الأشياء: كن. فكان[[عزاه السيوطي إلى الطبراني في السُّنَّة.]]. (٦/٥٦٧)
٢٨٨٨٦- عن حكيم بن جابر -من طريق إسماعيل بن أبي خالد- قال: أُخبِرتُ: أنّ الله -تبارك وتعالى- لم يَمَسَّ مِن خلقه بيده شيئًا إلا ثلاثة أشياء: غَرَس الجنَّة بيده، وجعل ترابها الوَرْسَ والزَّعفرانَ، وجبالها المسك، وخلق آدم بيده، وكتب التوراة لموسى بيده[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/٦٩، وهناد (٤٦). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٦/٥٦٦)
٢٨٨٨٧- عن عكرمة مولى ابن عباس، قال: إنّ الله لم يَمَسَّ شيئًا إلا ثلاثة: خلق آدم بيده، وغرس الجنة بيده، وكتب التوراة بيده[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٦/٥٦٦)
٢٨٨٨٨- عن مُغيث الشاميِّ، قال: بلغني: أنّ الله تعالى لم يخلُقْ بيده إلا ثلاثة أشياءَ: الجنة غرسها بيده، وآدم خلقه بيده، والتوراة كتبها بيده[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٦/٥٦٧)
٢٨٨٨٩- عن وردان أبي خالد، قال: خلق الله آدم بيده، وخلق جبريل بيده، وخلق القلم بيده، وخلق عرشه بيده، وكتب الكتاب الذي عنده بيده، لا يطَّلعُ عليه غيرُه، وكتب التوراةَ بيده[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٦/٥٦٦)
﴿مِن كُلِّ شَیۡءࣲ مَّوۡعِظَةࣰ وَتَفۡصِیلࣰا لِّكُلِّ شَیۡءࣲ﴾ - تفسير
٢٨٨٩٠- عن سعيد بن جبير -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء﴾، قال: ما أُمِروا به، ونُهوا عنه[[أخرجه ابن جرير ١٠/٤٣٧، وابن أبي حاتم ٥/١٥٦٥.]]. (ز)
٢٨٨٩١- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء﴾، قال: مِمّا أُمِروا به، ونُهُوا عنه[[تفسير مجاهد ص٣٤٣، وأخرجه ابن جرير ١٠/٤٣٧. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٦/٥٦٧)
٢٨٨٩٢- عن وهب بن مُنَبِّه -من طريق عبد الصمد بن مَعْقِل- في قوله: ﴿وكتبنا له في الألواح من كل شيء﴾، قال: كتب له: اعبُدني، ولا تشرك بي شيئًا من أهل السماء ولا من أهل الأرض، فإنّ كلَّ ذلك خلقي، فإذا أشرك بي غضبتُ، وإذا غضبتُ لعنتُ، وإنّ لعنتي تُدْرِكُ الرابعَ من الولد، وإنِّي إذا أُطِعْتُ رَضِيتُ، وإذا رَضِيتُ باركتُ، والبركة مِنِّي تُدْرِك الأُمَّة بعد الأُمَّة، ولا تحلف باسمي كاذبًا، فإني لا أُزَكِّي مَن حلف باسمي كاذبًا، ووقِّرْ والديك، فإنّه مَن وقَّر والديه مددتُ له في عُمُره، ووهبت له ولدًا يَبَرُّه، ومَن عقَّ والديه قصَّرْتُ له في عُمُره، ووهبت له ولدًا يَعُقُّه، واحفظ السبتَ فإنّه آخرَ يومٍ فرغت فيه مِن خلقي، ولا تَزْنِ، ولا تسرقْ، ولا تُولِّ وجهك عن عدوِّي، ولا تزنِ بامرأة جارك الذي يَأْمَنُك، ولا تغلِبْ جارَك على ماله، ولا تَخلُفْه على امرأتِه[[أخرجه ابن جرير ١٠/٤٣٨-٤٣٩، وابن أبي حاتم ٥/١٥٦٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وأبي الشيخ.]]. (٦/٥٦٩)
٢٨٨٩٣- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق سهل بن عثمان، عن رجل حدَّثه-: ﴿وكتبنا له في الألواح من كل شيء﴾ أُمروا به، ونُهوا عنه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٥٦٤. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/٥٦٧)
٢٨٨٩٤- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط-: ﴿وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء﴾ من الحلال، والحرام[[أخرجه ابن جرير ١٠/٤٣٧-٤٣٨.]]. (ز)
٢٨٨٩٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿مَوْعِظَةً﴾ من الجهل، ﴿وتَفْصِيلًا﴾ يعني: بيانًا ﴿لِكُلِّ شَيْءٍ﴾ من الأمر، والنهي، والحدِّ، وكتبه الله ﷿ بيده، فكتب فيها: إنِّي أنا الله الذي لا إله إلا أنا الرحمن الرحيم، لا تشركوا بي شيئًا، ولا تقتلوا النفس، ولا تزنوا، ولا تقطعوا السبيل، ولا تسبوا الوالِدَين، ووَعَظَهم في ذلك[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٦٢-٦٣. وقد أورد السيوطي ٦/٥٦٨– ٥٨٩ آثارًا كثيرة عن بعض ما كُتب في التوراة.]]. (ز)
﴿فَخُذۡهَا بِقُوَّةࣲ﴾ - تفسير
٢٨٨٩٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- ﴿فخذها بقوة﴾، قال: بِجَدٍّ وحَزْم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٥٦٥. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/٥٨٩)
٢٨٨٩٧- عن الضحاك بن مزاحم: ﴿فَخُذْها بِقُوَّةٍ﴾: بطاعة[[تفسير الثعلبي ٤/٢٨٣، وتفسير البغوي ٣/٢٨١.]]. (ز)
٢٨٨٩٨- عن قتادة بن دعامة: ﴿فخذها بقوة﴾، قال: إنّ الله تعالى يُحِبُّ أن يُؤْخَذ أمرُه بِقُوَّة وجَدٍّ[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٦/٥٩٠)
٢٨٨٩٩- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: ﴿فخذها بقوة﴾، يعني: بِجِدٍّ واجتهاد[[أخرجه ابن جرير ١٠/٤٣٩، وابن أبي حاتم ٥/١٥٦٥-١٥٦٦. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/٥٩٠)
٢٨٩٠٠- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: ﴿فخذها بقوة﴾، قال: بطاعةٍ[[أخرجه ابن جرير ١٠/٤٣٩-٤٤٠، وابن أبي حاتم ٥/١٥٦٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٦/٥٩٠)
٢٨٩٠١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فَخُذْها بِقُوَّةٍ﴾، يعني: التوراة، بالجِدِّ والمواظبة عليه[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٦٣.]]. (ز)
٢٨٩٠٢- عن سفيان الثوري -من طريق مهران- ﴿فخذها بقوة﴾، يقول: بعمل، وقوله تعالى: ﴿يا يحيى خذ الكتاب بقوة﴾ [مريم:١٢]، قال: بعمل[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٥٦٥-١٥٦٦.]]. (ز)
﴿وَأۡمُرۡ قَوۡمَكَ یَأۡخُذُوا۟ بِأَحۡسَنِهَاۚ﴾ - تفسير
٢٨٩٠٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- ﴿وأمر قومك يأخذوا بأحسنها﴾، قال: أُمِر موسى أن يأخذها بأشدَّ مِمّا أُمِر به قومُه[[أخرجه ابن جرير ١٠/٤٤٠.]]. (٦/٥٨٩)
٢٨٩٠٤- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- في قوله: ﴿وأمر قومك يأخذوا بأحسنها﴾، قال: بأحسنِ ما يجدون منها[[أخرجه ابن جرير ١٠/٤٤٠، وابن أبي حاتم ٥/١٥٦٦. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]٢٦٣١. (٦/٥٩٠)
٢٨٩٠٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وأْمُرْ قَوْمَكَ﴾ بني إسرائيل ﴿يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها﴾ يعني: بأحسن ما فيها[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٦٣.]]. (ز)
﴿سَأُو۟رِیكُمۡ دَارَ ٱلۡفَـٰسِقِینَ ١٤٥﴾ - قراءات
٢٨٩٠٦- عن عوف، عن قسامة بن زهير أنّه قرأ: (سَأُورِثُكُمْ)[[أخرجه الرافعي في تاريخ قزوين ١/١٨٣. وأورد عقبه: وهو حسن لقوله تعالى: ﴿وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون﴾ [الأعراف:١٣٧]، ويقويه إثبات الواو في ﴿سأوريكم﴾، وكان الوجه على قراءة العامة أن نكتب ﴿سأريكم﴾ بغير واو، لكنهم كتبوا ﴿أولئك﴾ بالواو ولا واو في اللفظ. وهي قراءة شاذة، تروى أيضًا عن ابن عباس. انظر: مختصر ابن خالويه ص٥١.]]. (ز)
﴿سَأُو۟رِیكُمۡ دَارَ ٱلۡفَـٰسِقِینَ ١٤٥﴾ - تفسير الآية
٢٨٩٠٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق الضحاك- ﴿سأُريكم دارَ الفاسقين﴾، قال: دار الكفّار[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٥٦٦. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/٥٨٩)
٢٨٩٠٨- عن سعيد بن جبير -من طريق ثابت- في قوله: ﴿سأريكم دار الفاسقين﴾، قال: رُفِعت لموسى حتى نظر إليها[[أخرجه سعيد بن منصور (٩٦٣ - تفسير)، وابن أبي حاتم ٥/١٥٦٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٦/٥٩٠)
٢٨٩٠٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿سأُريكم دارَ الفاسقين﴾، قال: مصيرهم في الآخرة[[تفسير مجاهد ص٣٤٣، وأخرجه ابن جرير ١٠/٤٤١، وابن أبي حاتم ٥/١٥٦٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٦/٥٩٠)
٢٨٩١٠- عن الحسن البصري -من طريق يونس- في قوله: ﴿سأريكم دار الفاسقين﴾، قال: جهنَّم[[أخرجه ابن جرير ١٠/٤٤١، وابن أبي حاتم ٥/١٥٦٦. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/٥٩٠)
٢٨٩١١- قال عطية بن سعد العوفي: معناه: سأريكم دار فرعون وقومه، وهي مصر[[تفسير الثعلبي ٤/٢٨٣، وتفسير البغوي ٣/٢٨٢.]]. (ز)
٢٨٩١٢- قال عطاء: ﴿سَأُرِيكُمْ دارَ الفاسِقِينَ﴾، يعني: جهنَّم[[تفسير البغوي ٣/٢٨٢.]]. (ز)
٢٨٩١٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: ﴿دار الفاسقين﴾، قال: منازلهم في الدنيا[[أخرجه عبد الرزاق ١/٢٣٦، وابن جرير ١٠/٤٤٢، وابن أبي حاتم ٥/١٥٦٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٦/٥٩٠)
٢٨٩١٤- عن قتادة بن دعامة، في قوله: ﴿سأريكم دار الفاسقين﴾، قال: مصر[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]٢٦٣٢. (٦/٥٩١)
٢٨٩١٥- قال مقاتل بن سليمان: ثم قال قبل ذلك لبني إسرائيل: ﴿سَأُرِيكُمْ دارَ الفاسِقِينَ﴾ سُنَّة أهل مصر، فزعم ابنُ عباس: أنّ الله حين أغرق فرعون وقومه أوحى إلى البحر أن يقذف أجسادهم على الساحل، ففعل البحرُ ذلك، فنظر إليهم بنو إسرائيل، فأراهم سُنَّة الفاسقين[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٦٣.]]. (ز)
٢٨٩١٦- عن سفيان الثوري، في قوله: ﴿دار الفاسقين﴾، قال: هلاك الفاسقين[[تفسير سفيان الثوري ص١١٤، وأخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٥٦٦.]]. (ز)
٢٨٩١٧- قال محمد بن مسعر: سألتُ سفيان بن عيينة عن قوله: ﴿سأريكم دار الفاسقين﴾. يقول: سأبين كيف ذلك[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٥٦٦.]]. (ز)
﴿سَأُو۟رِیكُمۡ دَارَ ٱلۡفَـٰسِقِینَ ١٤٥﴾ - آثار متعلقة بالآية
٢٨٩١٨- عن جابر بن عبد الله، قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقولُ: «كان فيما أعطى الله موسى في الألواح الأُوَل في أوَّل ما كتب عشرةُ أبواب: يا موسى، لا تُشرك بي شيئًا؛ فقد حقَّ القولُ مِنِّي لَتَلْفَحَنَّ وجوهَ المشركين النارُ. واشكرْ لي ولوالديك أقِكَ المَتالِفَ، وأَنسَأْ في عُمُرك، وأُحِييكَ حياةً طيبةً، وأقلبك إلى خيرٍ منها. ولا تقتل النفس التي حرَّمتُ إلا بالحقِّ؛ فتضيق عليك الأرضُ برحبها، والسماء بأقطارها، وتبوء بسخطي والنار. ولا تحلف باسمي كاذبًا ولا آثمًا؛ فإنِّي لا أُطَهِّر ولا أُزَكِّي مَن لَمْ يُنَزِّهْنِي ويُعَظِّم أسمائي. ولا تحسد الناس على ما أعطيتهم من فضلي، ولا تَنفُسْ[[نَفِسْتُ عليه الشيء: إذا ضَنِنْتَ به ولم تُحِبَّ أن يصل إليه. لسان العرب (نفس).]] عليهم نعمتي ورزقي؛ فإنّ الحاسدَ عدوُّ نعمتي، رادٌّ لقضائي، ساخِطٌ لِقِسْمَتِي التي أقْسِم بين عبادي، ومَن لم يكن كذلك فلست منه وليس مني. ولا تشهد بما لم يعِ سمعُك، ويحفظ عقلك، وتَعْقِد عليه قلبَك؛ فإنِّي واقِفٌ أهلَ الشهادات على شهادتهم يوم القيامة، ثم سائلهم عنها سؤالًا حثيثًا. ولا تَزْنِ. ولا تسرقْ. ولا تزنِ بحليلة جارك؛ فأحجب عنك وجهي. ولا تغلق عنك أبواب السماء. وأحببْ للناس ما تُحِبُّ لنفسك. ولا تَذْبَحَنَّ لغيري؛ فإنِّي لا أقبل من القربان إلا ما ذُكِر عليه اسمي وكان خالصًا لوجهي. وتَفَرَّغ لي يوم السبت، وفَرِّغ لي نفسَك وجميعَ أهل بيتك». فقال رسول ﷺ: «إنّ الله جعل السبت لموسى عيدًا، واختار لنا الجُمُعة فجعلها لنا عيدًا»[[أخرجه أبو نعيم في الحلية ٣/٢٦٥-٢٦٦، وابن عساكر في تاريخه ٦١/١٢٨-١٢٩. قال أبو نعيم: «غريب من حديث أبي جعفر، وحديث ربيعة، لم نكتبه إلا بهذا الإسناد من هذا الوجه».]]. (٦/٥٧٠)
٢٨٩١٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي-: أنّ موسى لَمّا كَرَبَه الموتُ قال: هذا من أجل آدم، قد كان الله جعلنا في دار مثوى لا نموتُ، فخطأُ آدمَ أنزلنا هنا. فقال الله لموسى: أبْعَثُ لك آدمَ فتُخاصِمَه؟ قال: نعم. فلمّا بعث اللهُ آدمَ سأله موسى، فقال: لولا أنت لم نكن ههنا. فقال له آدم: قد آتاك اللهُ من كل شيء موعظة وتفصيلًا، أفلست تعلم أنه ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها. قال موسى: بلى. فخَصَمَه آدمُ[[أخرجه ابن جرير ١٠/٤٣٨.]]. (٦/٥٦٨)
٢٨٩٢٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- قال: كان اللهُ ﷿ كتب في الألواح ذِكْرَ محمد ﷺ وذِكْرَ أُمَّتِه، وما ذَخَرَ لهم مِن عنده، وما يَسَّر عليهم في دينهم، وما وسَّع عليهم فيما أحَلَّ لهم[[أخرجه ابن جرير ١٠/٤٨٥، وابن أبي حاتم ٥/١٥٦٣.]]. (٦/٥٦٨)
٢٨٩٢١- عن عبد الله بن عباس، قال: فيما ناجى موسى ربَّه فيما وهَب اللهُ لمحمدٍ وأُمَّتَه حيثُ قرأ التوراة، وأصاب فيها نعتَ النبيِّ وأمته، قال: يا ربِّ، مَن هذا النبيُّ الذي جعلته وأُمَّته أولًا وآخِرًا؟ قال: هذا محمدٌ النبيُّ الأُمِّيُّ العربيُّ الحرميُّ التِّهاميُّ، من ولد قاذَرَ بن إسماعيل، جعلته أولًا في المحشر، وجعلته آخِرًا ختمت به الرُّسل، يا موسى، ختمتُ بشريعته الشرائع، وبكتابه الكتب، وبسننه السُّنن، وبدينه الأديان. قال: يا ربِّ، إنّك اصطفيتني وكلَّمتني! قال: يا موسى، إنّك صَفِيٌّ، وهو حبيبي، أبعثه يوم القيامة على كَوْمٍ[[الكَوم: المواضع المشرفة المرتفعة، واحدها: كَومة. النهاية (كوم).]]، أجعل حوضَه أعرض الحياض، وأكثرهم وارِدًا، وأكثرهم تبعًا. قال: ربِّ، لقد كَرَّمتَه وشَرَّفتَه. قال: يا موسى، حُقَّ لي أن أُكَرِّمه وأُفَضِّله وأُفَضِّل أُمَّته؛ لأنهم يؤمنون بي، وبرسلي كلِّهم، وبكُتبي كلِّها، وبغَيبي كله، ما كان فيهم شاهدًا -يعني: النبيَّ ﷺ-، ومن بعد موته إلى يوم القيامة. قال: يا ربِّ، هذا نعتُهم؟ قال: نعم. قال: يا ربِّ، وهبتَ لهم الجمعة أو لأُمَّتي؟ قال: بل لهم الجمعةُ دونَ أُمَّتك. قال: ربِّ، إنِّي نظرتُ في التوراة إلى نعتِ قومٍ غُرٍّ مُحَجَّلين، فمَن هم؟ أمِن بني إسرائيل هم أم من غيرهم؟ قال: تلك أُمَّةُ أحمد، الغُرُّ المُحَجَّلون من آثار الوضوء. قال: يا ربِّ، إنِّي وجدتُ في التوراة قومًا يمرُّون على الصِّراط كالبرق والريح، فمَن هم؟ قال: تلك أُمَّة أحمد. قال: يا ربِّ، إنِّي وجدتُ في التوراة قومًا يُصَلُّون الصلوات الخمس، فمَن هم؟ قال: تلك أُمَّة أحمد. قال: يا ربِّ، إنِّي وجدتُ في التوراةِ قومًا يتَّزِرُون إلى أنصافهم، فمَن هم؟ قال: تلك أُمَّة أحمد. قال: يا ربِّ، إنِّي وجدتُ قومًا يُراعون الشمس، مناديهم في جوِّ السماءِ، فمَن هم؟ قال: تلك أُمَّة أحمد. قال: ربِّ، إنِّي وجدت في التوراة يذكرونك على كلِّ شَرَفٍ ووادٍ، فمَن هم؟ قال: تلك أُمَّةُ أحمد. قال: ربِّ، إنِّي وجدت في التوراة قومًا الحسنة منهم بعشرةٍ، والسيئة بواحدةٍ، فمَن هم؟ قال: تلك أُمَّة أحمد. قال: يا ربِّ، إنِّي وجدتُ في التوراة نعتَ قوم شاهرين سيوفهم، لا تُردُّ لهم حاجةٌ. قال: تلك أُمَّة أحمد. قال: يا ربِّ، إنِّي وجدتُ في التوراة قومًا إذا أرادوا أمرًا استخاروك ثم ركبوه، فمَن هم؟ قال: تلك أُمَّةُ أحمد. قال: يا ربِّ، إنِّي وجدتُ في التوراة نعت قومٍ يُشَفَّعُ مُحْسِنُهم في مُسيئِهم، فمَن هم؟ قال: تلك أُمَّة أحمد. قال: يا ربِّ، إنِّي وجدت في التوراة نعتَ قومٍ يحجُّون البيت الحرام لا يَنْأَوْنَ عنه أبدًا، فمَن هم؟ قال: تلك أُمَّةُ أحمدَ، لا يقضُون منه وطرًا أبدًا. قال: يا ربِّ، إنِّي وجدتُ في التوراة نعتَ قومٍ قُربانهم دماؤهم، فمَن هم؟ قال: تلك أُمَّة أحمد. قال: يا ربِّ، إنِّي وجدتُ في التوراة نعتَ قوم يقاتلون في سبيلك صفوفًا زحوفًا، يُفْرَغ عليهم الصبرُ إفراغًا، فمَن هم؟ قال: تلك أُمَّة أحمد. قال: يا ربِّ، إنِّي وجدت في التوراة نعتَ قوم يُذْنِبُ أحدُهم الذَّنب فيتوضأُ فيُغْفَر له، ويصلِّي فتجعل الصلاة له نافلةً بلا ذنب، فمَن هم؟ قال: تلك أُمَّة أحمد. قال: يا ربِّ، إنِّي وجدت في التوراة نعتَ قومٍ يشهدون لِرُسُلك بما بلَّغوا، فمَن هم؟ قال: تلك أُمَّة أحمد. قال: يا ربِّ، إنِّي وجدت في التوراة نعتَ قوم يجعلون الصدقة في بطونهم، فمَن هم؟ قال: تلك أُمَّة أحمد. قال: يا ربِّ، إنِّي وجدتُ في التوراة نعتَ قومٍ الغنائمُ لهم حلالٌ، وهي مُحَرَّمةٌ على الأمم، فمَن هم؟ قال: تلك أُمَّة أحمد. قال: يا ربِّ، إنِّي وجدت في التوراة نعتَ قوم جُعِلَت الأرضُ لهم طهورًا ومسجدًا، فمَن هم؟ قال: تلك أُمَّةُ أحمد. قال: يا ربِّ، إنِّي وجدت نعتَ قوم الرجلُ منهم خيرٌ من ثلاثين ممَّن كان قبلهم، فمَن هم؟ قال: تلك أُمَّة أحمد، يا موسى، الرجلُ من الأمم السالفةِ أعبَدُ من الرجل مِن أمة محمدٍ ﷺ بثلاثين ضعفًا، وهم خيرٌ بثلاثين ضعفًا؛ بإيمانه بالكتب كلِّها. قال: يا ربِّ، إنِّي وجدت نعت قوم يأوُون إلى ذِكْرِك، ويَتَحابُّون عليه، كما تأوي النُّسور إلى وكورها، فمَن هم؟ قال: تلك أمة أحمد. قال: يا ربِّ، إنِّي وجدتُ في التوراة نعتَ قومٍ إذا غضبوا هلَّلوك، وإذا تنازعوا سبَّحوك، فمَن هم؟ قال: تلك أُمَّة أحمد. قال: يا ربِّ، إنِّي وجدتُ في التوراة نعت قوم يغضبون لك كما يغضب النَّمِرُ الحَرِبُ[[حَرِبَ: أي: غَضِبَ. النهاية (حرب).]] لنفسه، فمَن هم؟ قال: تلك أمة أحمد. قال: يا ربِّ، إنِّي وجدت في التوراة نعت قوم تفتح أبواب السماء لأعمالهم وأرواحهم، وتباشرُ بهم الملائكة، فمَن هم؟ قال: تلك أُمَّة أحمد. قال: يا ربِّ، إنِّي وجدت في التوراة نعت قوم تتباشرُ بهم الأشجار والجبال بمَمَرِّهم عليها؛ لتسبيحهم لك، وتقديسهم لك، فمَن هم؟ قال: تلك أمة أحمد. قال: يا ربِّ، إنِّي وجدت في التوراة نعت قوم وهبت لهم الاسترجاع عند المصيبة، ووهبت لهم عند المصيبة الصلاة والرحمة والهدى، فمَن هم؟ قال: تلك أمة أحمد. قال: يا ربِّ، إني وجدت في التوراة نعت قوم تصلي عليهم أنت وملائكتُك، فمَن هم؟ قال: تلك أمة أحمد. قال: يا ربِّ، إني وجدت في التوراة نعت قوم يدخل محسنهم الجنة بغير حساب، ومقتصدهم يُحاسَب حسابًا يسيرًا، وظالمهم يغفر له، فمَن هم؟ قال: تلك أمة أحمد. قال: يا ربِّ، فاجعلني منهم. قال: يا موسى، أنت منهم وهم منك؛ لأنّك على ديني وهم على ديني، ولكن قد فضَّلتك برسالاتي وبكلامي، فكن من الشاكرين. قال: يا ربِّ، إني وجدت في التوراة نعت قوم يبعثون يوم القيامة قد ملأت صفوفهم ما بين المشرق والمغرب صفوفًا، يُهَوَّن عليهم الموقفُ، لا يُدْرِكُ فضلَهم أحدٌ من الأمم، فمَن هم؟ قال: تلك أمة أحمد. قال: يا ربِّ، إني وجدت في التوراة نعت قوم تقبضهم على فرشهم وهم شهداء عندك، فمَن هم؟ قال: تلك أمة أحمد. قال: يا ربِّ، إني وجدت في التوراة نعت قوم لا يخافون فيك لومة لائمٍ، فمَن هم؟ قال: تلك أمة أحمد. قال: يا ربِّ، إنِّي وجدت في التوراة نعت قوم أذِلَّة على المؤمنين أعِزَّة على الكافرين، فمَن هم؟ قال: تلك أمة أحمد. قال: يا ربِّ، إنِّي وجدتُ في التوراة نعت قوم صدِّيقُهم أفضلُ الصديقين، فمن هم؟ قال: تلك أمة أحمد. قال: يا ربِّ، لقد كرَّمته وفضَّلته. قال: يا موسى، هو كذلك نبيِّي وصفِيِّي وحبيبي، وأُمَّته خيرُ أمةٍ. قال: يا ربِّ، إني وجدت في التوراة نعت قوم محرَّمة على الأمم الجنة أن يدخلوها حتى يدخلها نبيُّهم وأمتُه، فمَن هم؟ قال: تلك أمة أحمد. قال: يا ربِّ، لبني إسرائيل ما بالهُم؟ قال: يا موسى، إنّ قومك من بني إسرائيل يبدِّلون دينك من بعدك، ويغيرون كتابك الذي أنزلت عليك، وإن أمة محمدٍ لا يغيِّرون سنته، ولا يُبطِلون الكتاب الذي أنزَلتُ عليه إلى أن تقوم الساعة؛ فلذلك بلَّغتُهم سَنامَ كرامَتي، وفضَّلتهم على الأمم، وجعلت نبيَّهم أفضل الأنبياء؛ أولهم في الحشر، وأوَّلهم في انشقاق الأرض، وأولهم شافعًا، وأولهم مشفَّعًا. قال: يا ربِّ، إني وجدت في التوراة نعت قوم حلماء علماءَ، كادوا أن يبلغوا بفقههم حتى يكونوا أنبياء، فمن هم؟ قال: تلك أمة أحمد، يا موسى، أُعْطُوا العِلمَ الأولَ الآخر. قال: يا ربِّ، إني وجدت في التوراة قومًا توضع المائدة بين أيديهم، فما يرفعونها حتى يغفر لهم، فمن هم؟ قال: أولئك أمة أحمدَ. قال: يا ربِّ، إنِّي وجدت في التوراة نعت قومٍ يَلْبِسُ أحدهم الثوب فما ينفُضُه حتى يغفر له، فمن هم؟ قال: تلك أمة أحمد. قال: يا ربِّ، إني أجد في التوراة نعت قومٍ إذا استووا على ظهور دوابهم حمدوك فيغفر لهم، فمن هم؟ قال: تلك أمة أحمد، أوليائي -يا موسى- الذين أنتقم بهم مِن عَبَدَةِ النيران والأوثان[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/٥٧٥)
٢٨٩٢٢- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد-: قال موسى: يا ربِّ، أجدُ في الألواح أمةً خير أمةٍ أخرجت للناس، يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، فاجعلهم أمَّتي. قال: تلك أمةُ أحمد. قال: ربِّ، أجد في الألواح أمةً إذا همَّ أحدُهم بالحسنة كتبت له حسنةً، وإذا عملها كتبت له عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، فاجعلهم أمتي. قال: تلك أمةُ أحمدَ. قال: ربِّ، أجد في الألواح أمة إذا هم أحدهم بالسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه، وإذا عملها كتبت سيئة واحدة، فاجعلهم أمتي. قال: تلك أمة أحمد. قال: ربِّ، أجد في الألواح أُمَّة أناجيلُهم في صدورهم، فاجعلهم أمتي. قال: تلك أمة أحمد. قال: ربِّ، أجد في الألواح أمةً هم المشفَّعون والمشفِّع لهم، فاجعلهم أمتي. قال: تلك أمة أحمد. قال: ربِّ، أجدُ في الألواح أمةً هم المستجيبون والمستجاب لهم يوم القيامة، فاجعلهم أمتي. قال: تلك أمة أحمد. قال: ربِّ، أجد في الألواح أمةً يُنصَرون على من ناوأهم حتى يُقاتِلوا الأعورَ الدجالَ، فاجعلهم أمتي. قال: تلك أمة أحمدَ. قال: فانتبذ الألواح من يده، وقال: ربِّ، فاجعلني من أمة أحمد. فأنزل اللهُ: ﴿ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبهِ يعدلونَ﴾. فرضي ﷺ[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٣٦-٢٣٧، وابن جرير ١٠/٤٥٢-٤٥٣. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/٥٧٤)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.