الباحث القرآني
﴿وَوَ ٰعَدۡنَا مُوسَىٰ ثَلَـٰثِینَ لَیۡلَةࣰ وَأَتۡمَمۡنَـٰهَا بِعَشۡرࣲ فَتَمَّ مِیقَـٰتُ رَبِّهِۦۤ أَرۡبَعِینَ لَیۡلَةࣰۚ﴾ - تفسير
٢٨٧٥١- عن عبد الله بن عباس، رَفَعه: «لَمّا أتى موسى ربَّه، وأراد أن يُكلِّمَه بعدَ الثلاثين يومًا، وقد صام ليلَهنَّ ونهارَهنَّ، فكره أن يُكَلِّمَ ربَّه وريحُ فمه ريحُ فم الصائم، فتناولَ من نبات الأرض، فمضَغَه، فقال له ربُّه: لِمَ أفطرْتَ؟ وهو أعلمُ بالذي كان. قال: أيْ ربِّ، كرِهتُ أن أُكلِّمَك إلا وفمي طيِّبُ الريح. قال: أوَما علِمتَ -يا موسى- أنّ ريحَ فم الصائم عندي أطيبُ من ريح المسك، ارجِعْ فصُمْ عشرةَ أيام، ثم ائتِني. ففعَل موسى الذي أمَره ربُّه، فلمّا كلَّم اللهُ موسى قال له ما قال»[[أخرجه النسائي في الكبرى ١٠/١٧٢-١٨٣، وأبو يعلى في مسنده ٥/١٠-٢٧ مطوّلًا، وابن أبي حاتم ٥/١٥٥٦. وأورده الديلمي في الفردوس ٣/٤٢٧ (٥٣٠٩). وهذا الحديث معروف بحديث الفتون، قال ابن كثير في البداية والنهاية ١/٣٠٧: «والأشبه -والله أعلم- أنّه موقوفٌ، وكونه مرفوعًا فيه نظر، وغالبه مُتَلَقًّى من الإسرائيليات، وفيه شيء يسير مُصَرَّحٌ برفعه في أثناء الكلام، وفي بعض ما فيه نظر ونكارة، والأغلب أنه كلام كعب الأحبار، وقد سمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول ذلك». وقال الهيثمي في المجمع ٧/٦٦: «رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح، غير أصبغ بن زيد، والقاسم بن أبي أيوب، وهما ثقتان». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ٦/٢٤٤: «هذا إسناد صحيح، القاسم بن أبي أيوب وثّقه ابن سعد وأبو داود، وذكره ابن حبان في الثقات، وأصبغ بن زيد وثّقه أحمد وابن معين والنسائي، وباقي رجال الإسناد على شرط الشيخين».]]. (٦/٥٤٠)
٢٨٧٥٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء- في قوله: ﴿وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر﴾، قال: ذو القعدة، وعشرٌ من ذي الحجة[[أخرجه ابن جرير ١٠/٤١٥ بنحوه، وابن أبي حاتم ٥/١٥٥٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٦/٥٣٨)
٢٨٧٥٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر﴾، قال: إنّ موسى قال لقومه: إنّ ربي وعدني ثلاثين ليلةً أن ألقاه، وأُخلِفَ هارون فيكم. فلما فصَل موسى إلى ربِّه زاده الله عشرًا، فكانت فتنتُهم في العشر التي زاده الله، فلمّا مضى ثلاثون ليلةً كان السامريُّ قد أبصر جبريل، فأخذ مِن أثَرِ الفَرَس قَبْضَةً من تراب، فقال حين مضى ثلاثون ليلةً: يا بني إسرائيل، إنّ معكم حُلِيًّا من حُلِيِّ آل فرعون، وهو حرامٌ عليكم، فهاتوا ما عندَكم نُحرقُها. فأتوه بما عندهم من حُلِيِّهم، فأوقدوا نارًا، ثم ألقى الحُلِيَّ في النارِ، فلما ذاب الحُلي ألقى تلك القبضةَ من التراب في النار، فصار عجلًا جسدا له خُوارٌ، فخار خَوْرةً واحدةً لم يَثْنِ، فقال السامريُّ: إنّ موسى ذهب يطلُبُ ربَّكم، وهذا إلهُ موسى. فذلك قوله: ﴿هذا إلهكم وإله موسى فنسي﴾ [طه:٨٨]. يقول: انطلَق يطلبُ ربَّه، فضَلَّ عنه، وهو هذا. فقال اللهُ -تبارك وتعالى- لموسى وهو يناجيه: ﴿قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامريُ * فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا﴾ [طه:٨٥-٨٦] قال: يعني: حزينًا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٥٦٨-١٥٦٩. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٦/٥٣٩)
٢٨٧٥٤- عن مسروق بن الأجدع الهمداني -من طريق أبي إسحاق- ﴿وأتممناها بعشر﴾، قال: عشر الأضحى[[أخرجه جرير ١٠/٤١٥. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٥/١٥٥٦.]]. (ز)
٢٨٧٥٥- عن أبي العالية الرِّياحِيِّ -من طريق الربيع- في قوله: ﴿وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشرٍ﴾، يعني: ذا القعدة، وعشرًا من ذي الحجة، خَلَف موسى أصحابه، واستخلَف عليهم هارون، فمكث على الطور أربعين ليلة، وأُنزِل عليه التوراة في الألواح، فقرَّبه الربُّ نَجِيًّا، وكلَّمه، وسَمِع صريفَ القلم. وبلَغَنا: أنّه لم يُحدِثْ في الأربعين ليلةً حتى هبَط من الطور[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٥٥٧.]]. (٦/٥٣٩)
٢٨٧٥٦- قال أبو العالية الرياحي: أكل من لِحاءِ شجرة، فقالت له الملائكة: كنا نَشُمُّ مِن فيك رائحةَ المسك، فأفسدته بالسواك. فأمره الله تعالى أن يصوم عشرة أيام من ذي الحجة، وقال: أما علمت أنّ خَلُوف فمِ الصائم أطيبُ عندي مِن ريح المِسْك؟! فكانت فتنتُهم في العشر التي زادها[[تفسير الثعلبي ٤/٢٧٥، وتفسير البغوي ٣/٢٧٥.]]. (ز)
٢٨٧٥٧- عن مجاهد بن جبر، قال: ما مِن عَمَلٍ في أيام مِن السَّنَةِ أفضل منه في العشر من ذي الحجة، وهي العشرُ التي أتمَّها الله لموسى[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٦/٥٣٩)
٢٨٧٥٨- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جريج- ﴿وواعدنا موسى ثلاثين ليلة﴾ قال: ذو القعدة، ﴿وأتممناها بعشرٍ﴾ قال: عشر ذي الحجة[[أخرجه عبد الرزاق ١/٢٣٦. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٥/١٥٥٦ بلفظ: ﴿وأتممناها بعشر﴾ قال: عشر ذي الحجة. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٦/٥٣٩)
٢٨٧٥٩- عن وهب بن منبه -من طريق المنذر- قال: قال الربُّ -تبارك وتعالى- لموسى ﵇: مُرْ قومَك أن يُنيبوا إلَيَّ، ويدعوني في العشر -يعني: عشر ذي الحجة-، فإذا كان اليوم العاشر فلْيخرُجوا إلَيَّ أغْفِرْ لهم. قال وهبٌ: اليوم الذي طلَبته اليهودُ فأخطَئوه، وليس عَدَدٌ[[يعني: حساب شهورهم الهلالية، بخلاف اليهود فإن شهورهم هلالية لكن ينسئونها كل ثلاث سنين بشهر حتى توافق الشهور الشمسية.]] أصوبَ مِن عَدَدِ العرب[[أخرجه أحمد في الزهد ص٦٧.]]. (٦/٥٤٠)
٢٨٧٦٠- عن عطاء [بن أبي رباح] -من طريق طلحة بن عمرو- في قوله: ﴿وواعدنا موسى ثلاثين ليلة﴾ قال: ذو القعدة، ﴿وأتممناها بعشر﴾ قال: عشر ذي الحجة[[أخرج ابن أبي حاتم ٥/١٥٥٦ شطره الأول، وعلَّق شطره الثاني.]]. (ز)
٢٨٧٦١- عن سليمان التيميِّ، قال: زعم حضرميٌّ [بن لاحق التميمي السعدي] أنّ الثلاثين ليلةً التي وُعِد موسى: ذو القعدة، والعشرُ التي تمَّم الله بها الأربعين ليلةً عشرُ ذي الحجة[[أخرجه ابن جرير ١٠/٤١٥، وابن أبي حاتم ٥/١٥٥٧.]]. (٦/٥٣٨)
٢٨٧٦٢- قال إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق الهيثم بن اليمان، عن رجل حدَّثه- ﴿ولما جاء موسى لميقاتنا﴾، قال: الموعد[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٥٥٧.]]. (ز)
٢٨٧٦٣- عن ابن لهيعة: أنّه سمع الحارث [...][[[كذا في المطبوع، ولعله الحارث بن يزيد الحضرمي، فهو الوحيد مِمَّن يسمى الحارث من شيوخ ابن لهيعة. ينظر: تهذيب الكمال ١٥/٤٨٨.]]] يقول في قول الله: ﴿وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر﴾، قال: ثلاثين [...]، وعشر من ذي الحجة[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع - تفسير القرآن ٢/١٤٨ (٣٠١).]]. (ز)
٢٨٧٦٤- قال محمد بن السائب الكلبي: إنّ موسى لَمّا قطع البحر ببني إسرائيل، وغَرَّق الله آل فرعون؛ قالت بنو إسرائيل لموسى: يا موسى، ائْتِنا بكتابٍ من ربِّنا كما وعدتنا، وزعمتَ أنّك تأتينا به إلى شهر. فاختار موسى من قومه سبعين رجلًا لينطلقوا معه، فلما تجهَّزوا قال الله: يا موسى، أخبِر قومك أنّك لن تأتيهم أربعين ليلة. وذلك حين تمَّت بعشر، فلمّا خرج موسى بالسبعين أمرهم أن ينتظروه في أسفل الجبل، وصعد موسى الجبل، فكلَّمه الله أربعين يومًا وأربعين ليلة، وكتب له فيها الألواح، ثم إنّ بني إسرائيل عَدُّوا عشرين يومًا وعشرين ليلةً، فقالوا: قد أخْلَفَنا موسى الوَعْد! وجعل لهم السامريُّ العجلَ؛ فعبدوه[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/١٤٠-١٤١-.]]٢٦١٩. (ز)
٢٨٧٦٥- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجاج- ﴿فتم ميقات ربه﴾، قال: فبلغ ميقات ربِّه أربعين ليلة[[أخرجه جرير ١٠/٤١٦.]]. (ز)
٢٨٧٦٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً﴾ من ذي القعدة، واعدناه الجبل، ﴿وأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ﴾ من ذي الحجة؛ ﴿فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ﴾ يعني: ربه ﴿أرْبَعِينَ لَيْلَةً﴾، وكان موسى ومَن معه قد قطعوا البحر في عشر من المحرم يوم عاشوراء، ثم أُعطي التوراة يوم النحر، بينهما أحد عشر شهرًا[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٦٠.]]. (ز)
﴿وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِیهِ هَـٰرُونَ ٱخۡلُفۡنِی فِی قَوۡمِی وَأَصۡلِحۡ وَلَا تَتَّبِعۡ سَبِیلَ ٱلۡمُفۡسِدِینَ ١٤٢﴾ - تفسير
٢٨٧٦٧- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجاج- قال: قال موسى لأخيه هارون: ﴿اخلفني في قومي وأصلح﴾، وكان من إصلاحه أن لا يدع العِجْلَ يُعْبَد[[أخرجه جرير ١٠/٤١٦.]]. (ز)
٢٨٧٦٨- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجّاج- في قوله: ﴿وواعدنا موسى ثلاثين ليلة﴾ الآية، قال: يقول: إنّ ذلك بعد ما فرغ من فرعون، وقبل الطور، لَمّا نجّى الله موسى ﵇ من البحر، وغَرَّق آل فرعون، وخلص إلى الأرض الطيبة؛ أنزل الله عليهم فيها المنَّ والسلوى، وأمره ربُّه أن يلقاه، فلمّا أراد لقاء ربِّه استخلف هارونَ على قومه، وواعدهم أن يأتيهم إلى ثلاثين ليلة ميعادًا مِن قِبَلِه من غير أمر ربِّه ولا ميعاده، فتَوَجَّه ليلقى ربه، فلمّا تمت ثلاثون ليلة قال عدوُّ الله السامريُّ: ليس يأتيكم موسى، وما يصلحكم إلا إله تعبدونه. فناشدهم هارون، وقال: لا تفعلوا، انظروا ليلتكم هذه ويومكم هذا، فإن جاء، وإلا فعلتم ما بدا لكم. فقالوا: نعم. فلما أصبحوا مِن غَدٍ ولم يروا موسى عاد السامريُّ لِمِثْل قوله بالأمس، قال: وأَحْدَثَ اللهُ الأجلَ بعد الأجل الذي جعله بينهم عشرًا، فتمَّ ميقات ربه أربعين ليلة، فعاد هارون فناشدهم، إلا ما نظروا يومهم ذلك أيضًا، فإن جاء، وإلّا فعلتم ما بدا لكم. ثم عاد السامريُّ الثالثة لمثل قوله لهم، وعاد هارون فناشدهم أن ينتظروا، فلما لم يروه[[أخرجه جرير ١٠/٤١٦-٤١٧، وقال محققوه: كذا في النسخ ليس فيها تتمة لهذا الأثر.]]. (ز)
٢٨٧٦٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي﴾ بني إسرائيل بخير، حين خرج إلى الجبل، ﴿وأَصْلِحْ﴾ يعني: وارفق بهم. نظيرها في القصص: ﴿وما أُرِيدُ أنْ أشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصّالِحِينَ (٢٧)﴾ يعني: الرافقين بك. ﴿ولا تَتَّبِعْ سَبِيلَ المُفْسِدِينَ﴾ منهم[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٦٠-٦١.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.