الباحث القرآني
﴿إِن تَتُوبَاۤ إِلَى ٱللَّهِ فَقَدۡ صَغَتۡ قُلُوبُكُمَاۖ﴾ - قراءات
٧٧٦٠٤- عن مجاهد: أنها في قراءة عبد الله [بن مسعود]: (إن تَتُوبَآ إلى اللهِ فقَدْ زاغْتْ قُلُوبُكُما)[[تفسير مجاهد ص٦٦٥، وأخرجه ابن جرير ٢٣/٩٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وهي قراءة شاذة، تروى أيضًا عن علي بن أبي طالب، والأعمش. انظر: مختصر ابن خالويه ص١٥٩.]]. (١٤/٥٨٠)
﴿إِن تَتُوبَاۤ إِلَى ٱللَّهِ فَقَدۡ صَغَتۡ قُلُوبُكُمَاۖ﴾ - نزول الآية
٧٧٦٠٥- عن عمر بن الخطاب -من طريق عبد الله بن عباس- قال: لَمّا اعتزل رسولُ الله ﷺ نساءَه دخَلتُ المسجد، فإذا الناس يَنكُتُون بالحصى، ويقولون: طلَّق رسولُ الله ﷺ نساءه. وذلك قبل أن يُؤمر بالحجاب، فقال عمر: فقلت: لأَعلمنَّ ذلك اليوم. فدخلتُ على عائشة، فقلتُ: يا بنت أبي بكر، أقد بلغ من شأنكِ أن تؤذي رسول الله ﷺ؟! فقالت: ما لي وما لكَ، يا ابن الخطاب، عليك بِعَيْبَتِكَ. قال: فدخلتُ على حفصة بنت عمر، فقلتُ لها: يا حفصة، أقد بلغ من شأنكِ أن تؤذي رسول الله ﷺ؟! واللهِ، لقد علمتُ أنّ رسول الله ﷺ لا يُحبّكِ، ولولا أنا لطلَّقكِ رسول الله ﷺ. فبَكتْ أشدَّ البكاء، فقلتُ لها: أين رسول الله ﷺ؟ قالت: هو في خِزانته في المَشْرُبَة[[المشربة -بضم الراء ويجوز فتحها-: الغرفة المرتفعة. فتح الباري ١/٤٨٨.]]. فدخَلتُ، فإذا أنا برباحٍ -غلامِ رسول الله ﷺ- قاعدًا على أُسكُفّة المَشْرُبَة مُدلّيًا رجليه على نَقيرٍ من خشب، وهو جذعٌ يرقى عليه رسول الله ﷺ وينحدر. فناديتُ: يا رباح، استأذِن لي عندك على رسول الله ﷺ. فنظر رباح إلى الغُرفة، ثم نظر إلَيّ، فلم يقل شيئًا، ثم قلتُ: يا رباح، استأذِن لي عندك على رسول الله ﷺ. فنَظر رباح إلى الغُرفة، ثم نظر إليّ، فلم يقل شيئًا، ثم رفعتُ صوتي، فقلت: يا رباح، استأذِن لي عندك على رسول الله ﷺ، فإني أظن أنّ رسول الله ﷺ ظنّ أني جئتُ من أجل حفصة، واللهِ، لَئِن أمرني رسول الله ﷺ بضرْب عُنُقها لأضربنّ عُنُقها. ورفعتُ صوتي، فأومأ إليّ: أن ارْقَه. فدخَلتُ على رسول الله ﷺ وهو مُضطجعٌ على حصير، فجَلستُ، فإذا عليه إزاره وليس عليه غيره، وإذا الحصير قد أثرّ في جَنبه، ونظرتُ في خِزانة رسول الله ﷺ، فإذا أنا بقبضةٍ مِن شعير نحو الصاع، ومثلها من قَرَظٍ[[القرظ: ورق السلم أو ثمر السنط يدبغ به الجلد. القاموس المحيط (قرظ).]] في ناحية الغُرفة، وإذا أفِيقٌ[[الأفيق: الجلد الذى لم يتم دباغه. وقيل: ما دبغ بغير القرظ. النهاية (أفق).]] معلّق، قال: فابتَدرتْ عيناي، قال: «ما يبكيك، يا ابن الخطاب؟». فقلتُ: يا نبي الله، وما لي لا أبكي، وهذا الحصير قد أثرّ في جَنبك، وهذه خِزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى، وذاك كِسرى وقَيْصر في الثمار والأنهار، وأنتَ رسول الله ﷺ وصفوته وهذه خِزانتك؟! فقال: «يا ابن الخطاب، ألا ترضى أنْ تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا؟». قلتُ: بلى. قال: ودخَلتُ عليه حين دخَلتُ، وأنا أرى في وجهه الغضب، فقلتُ: يا رسول الله، ما يشقّ عليك من شأن النساء؟ فإن كنتَ طلَّقتهنّ فإنّ الله معك وملائكته وجبريل وميكائيل، وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك. وقلّما تكلمت -وأحمد الله- بكلام إلا رجوتُ أن يكون الله يُصدّق قولي الذي أقوله، ونزلت هذه الآية: ﴿عَسى رَبُّهُ إنْ طَلَّقَكُنَّ أنْ يُبْدِلَهُ أزْواجًا خَيْرًا مِنكُنَّ﴾، ﴿وإنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وجِبْرِيلُ وصالِحُ المُؤْمِنِينَ والمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ﴾. وكانت عائشة بنت أبي بكر وحفصة تَظاهَران على سائر نساء النبي ﷺ، فقلتُ: يا رسول الله، أطلَّقتَهنّ؟ قال: «لا». قلتُ: يا رسول الله، إني دخَلتُ المسجد والمسلمون يَنكُتُون بالحصى، يقولون: طلَّق رسول الله ﷺ نساءه. أفأنزِل فأُخبِرهم أنك لم تُطلّقهنّ؟ قال: «نعم، إن شئت». فلم أزل أُحدّثه حتى تحسّر الغضب عن وجهه، وحتى كَشَر[[الكشر: ظهور الأسنان للضحك. النهاية (كشر).]] وضحك، وكان من أحسن الناس ثَغْرًا، فنَزل رسول الله ﷺ، ونَزَلتُ أتشبّثُ بالجذع، ونَزل رسول الله ﷺ كأنما يمشي على الأرض ما يمسّه بيده، فقلتُ: يا رسول الله، إنما كنتَ في الغرفة تسعًا وعشرين. قال: «إنّ الشهر يكون تسعًا وعشرين». فقمتُ على باب المسجد، فناديتُ بأعلى صوتي: لم يُطلِّق رسولُ الله ﷺ نساءه. قال: ونزلت هذه الآية: ﴿وإذا جاءَهُمْ أمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أوِ الخَوْفِ أذاعُوا بِهِ ولَوْ رَدُّوهُ إلى الرَّسُولِ وإلى أُولِي الأَمْرِ مِنهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنهُمْ﴾ [النساء:٨٣]. فكنتُ أنا استَنبطتُ ذلك الأمر، وأنزل الله آية التخيير[[أخرجه مسلم ٢/١١٠٥-١١٠٧ (١٤٧٩). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن مردويه.]]. (١٤/٥٨٤)
﴿إِن تَتُوبَاۤ إِلَى ٱللَّهِ فَقَدۡ صَغَتۡ قُلُوبُكُمَاۖ﴾ - تفسير الآية
٧٧٦٠٦- عن عبد الله بن عباس، قال: لم أزل حريصًا أنْ أسأل عمرَ عن المرأتين مِن أزواج النبيِّ ﷺ اللّتَيْن قال الله تعالى: ﴿إنْ تَتُوبا إلى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما﴾ حتى حجّ عمرُ وحججتُ معه، فلما كان ببعض الطريق عَدل عمر وعدلتُ معه بالإداوةِ[[الإداوة: إناء صغير من جلد يتخذ للماء. النهاية (أدو).]]، فتبرّز ثم أتى، فصببتُ على يديه، فتوضأ، فقلتُ: يا أمير المؤمنين، مَن المرأتان مِن أزواج النبيِّ ﷺ اللّتان قال الله: ﴿إنْ تَتُوبا إلى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما﴾؟ فقال: واعجبًا لك، يا ابن عباس! هي عائشة وحفصة. ثم أنشأ يُحدّثني الحديث، فقال: كُنّا -معشر قريش- نَغلب النساء، فلما قَدِمنا المدينة وجدنا قومًا تَغلبهم نساؤهم، فطَفِق نساؤنا يَتعلّمنَ من نسائهم، فغضبتُ على امرأتي يومًا فإذا هي تُراجعني، فأنكرتُ أن تُراجعني، فقالتْ: ما تنكر مِن ذلك؟! فواللهِ، إنّ أزواج النبيِّ ﷺ لَيُراجعنَه، وتهجره إحداهنّ اليوم إلى الليل. قلتُ: قد خابتْ مَن فعلتْ ذلك منهن وخسِرَتْ. قال: وكان منزلي بالعَوالي[[العوالي: بينها وبين المدينة أربعة أميال. معجم البلدان ٣/٧٤٣.]]، وكان لي جارٌ من الأنصار كُنّا نتناوب النُّزول إلى رسول الله ﷺ؛ فيَنزل يومًا، فيأتيني بخبر الوحي وغيره، وأَنزل يومًا فآتيه بمثل ذلك، قال: وكُنّا نُحَدِّث أنّ غَسّان تُنعِلُ الخيل[[تنعل الخيل: تجعل لها حديدًا في حافرها يقيها الحجارة. لسان العرب (نعل). وهي كناية عن الاستعداد لقتال أهل المدينة.]] لِتَغزُوَنا، فجاءني يومًا عشاء، فضَرب عليّ الباب، فخرجتُ إليه، فقال: حدث أمرٌ عظيم. فقلتُ: أجاءتْ غَسّان؟ قال: أعظم من ذلك، طلَّق رسول الله ﷺ نساءه. قلتُ في نفسي: قد خابتْ حفصة وخسِرتْ، قد كنتُ أظن هذا كائنًا. فلمّا صَلّينا الصبح شددتُ عليّ ثيابي، ثم انطلقتُ حتى دخَلتُ على حفصة، فإذا هي تبكي، فقلتُ: أطلَّقكنّ رسول الله ﷺ؟ قالت: لا أدري، هو ذا معتزلٌ في المَشْرُبَة. فانطلَقتُ، فأتيتُ غلامًا أسود، فقلتُ: استأذِن لعمر. فدخل ثم خرج إليّ، فقال: قد ذكرتُك له، فلم يقل شيئًا. فانطلَقتُ إلى المسجد، فإذا حول المنبر نفرٌ يَبكون، فجَلستُ إليهم، ثم غَلبني ما أجد، فأتيتُ الغلام، فقلتُ: استأذِن لعمر. فدخل، ثم خرج إلَيّ، فقال: قد ذكرتُك له، فلم يقل شيئًا. فوليتُ مُنطلقًا، فإذا الغلام يدعوني، فقال: ادخل، فقد أذِن لك. فدخلتُ فإذا النبيّ ﷺ مُتَّكئ على حصير قد رأيتُ أثره في جَنبه، فقلتُ: يا رسول الله، أطلَّقتَ نساءك؟ قال: «لا». قلتُ: الله أكبر، لو رأيتَنا -يا رسول الله- وكُنّا -معشر قريش- نَغلب النساء، فلما قَدِمنا المدينة وجدنا قومًا تَغلبهم نساؤهم، فطَفِق نساؤنا يَتعلّمنَ من نسائهم، فغضبتُ يومًا على امرأتي، فإذا هي تُراجعني، فأنكرتُ ذلك، فقالتْ: ما تنكر؟! فواللهِ، إنّ أزواج النَّبِيّ ﷺ ليُراجعنَه، وتهجره إحداهنّ اليوم إلى الليل. فقلتُ لحفصة: أتُراجعين رسول الله ﷺ؟ قالت: نعم، وتهجره إحدانا اليوم إلى الليل. فقلتُ: قد خابتْ مَن فعل ذلك منكنّ وخَسِرتْ، أتأمن إحداكنّ أن يغضب الله عليها لغضب رسوله ﷺ، فإذا هي قد هَلكتْ؟! فتبسّم رسول الله ﷺ. فقلتُ لحفصة: لا تُراجعي رسول الله ﷺ، ولا تسأليه شيئًا، وسَليني ما بدا لكِ، ولا يَغُرّنَّك أن كانت صاحبتكِ أوسمَ منكِ، وأحبَّ إلى رسول الله ﷺ. فتبسّم أخرى، فقلتُ: يا رسول الله، أستَأنِسُ[[أستأنس بحذف همزة الاستفهام، أي: انبسط في الحديث. تحفة الأحوذي ٤/٣٠٤، وفتح الباري ٩/٢٨٧-٢٨٨.]]. قال: «نعم». فرفعتُ رأسي، فما رأيتُ في البيت إلا أُهُبةً[[الأهب -بضم الهمزة والهاء وبفتحها- جمع إهاب، قال النووي: وهو الجلد قبل الدباغ على قول الأكثرين. وقيل: الجلد مطلقًا. اللسان (أهب)، ومسلم بشرح النووي ١٠/٨٧.]] ثلاثة، فقلتُ: يا رسول الله، ادعُ الله أن يُوسِّع على أُمّتك؛ فقد وسّع على فارس والرُّوم، وهم لا يعبدونه. فاستوى جالسًا، وقال: «أوَفي شكٍّ أنتَ، يا ابن الخطاب؟! أولئك قوم قد عُجِّلتْ لهم طيّباتهم في الحياة الدنيا». وكان قد أقسم أن لا يَدخل على نسائه شهرًا، فعاتبه الله في ذلك، وجعل له كفّارة اليمين[[أخرجه البخاري ٣/١٣٣-١٣٥ (٢٤٦٨)، ٦/١٥٦-١٥٨ (٤٩١٣، ٤٩١٤، ٤٩١٥)، ٧/٢٨-٣٠ (٥١٩١)، ٧/١٥٢ (٥٨٤٣)، ومسلم ٢/١١٠٨-١١٠٩، ١١١٠، ١١١١-١١١٢ (١٤٧٩)، والترمذي ٥/٥١٠-٥١٤ (٣٦٠٦) واللفظ له، وابن جرير ٢٣/٩٤-٩٦، والثعلبي ٩/٣٤٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه.]]. (١٤/٥٨٠)
٧٧٦٠٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية- في قوله: ﴿فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما﴾، قال: زاغتْ وأَثِمتْ[[أخرجه ابن جرير ٢٣/٩٣ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٤/٥٨٠)
٧٧٦٠٨- عن عبد الله بن عباس، ﴿صَغَتْ﴾، قال: مالتْ[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٤/٥٨٠)
٧٧٦٠٩- عن محمد بن جُبَير بن مُطْعِم -من طريق أبي الحُويرث- قال: ﴿إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما﴾، يعني: حفصة وعائشة[[أخرجه ابن سعد في الطبقات ١٠/١٧٨.]]. (ز)
٧٧٦١٠- عن مجاهد بن جبر -من طريق زُبَيد- قال: كُنّا نرى أنّ ﴿فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما﴾ شيء هيّن، حتى سمعناه في قراءة عبد الله: (إن تَتُوبَآ إلى اللهِ فَقَدْ زاغْتْ قُلُوبُكُما)[[تفسير مجاهد ص٦٦٥، وأخرجه ابن جرير ٢٣/٩٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٤/٥٨٠)
٧٧٦١١- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- في قوله: ﴿فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما﴾، يقول: زاغتْ[[أخرجه ابن جرير ٢٣/٩٤.]]. (ز)
٧٧٦١٢- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿صَغَتْ﴾، قال: مالتْ[[أخرجه ابن جرير ٢٣/٩٤، وعبد الرزاق ٢/٣٠٢ من طريق معمر. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٤/٥٨٠)
٧٧٦١٣- عن عطاء الخُراسانيّ -من طريق يونس بن يزيد- في قول الله ﷿: ﴿صغت قلوبكما﴾، قال: مالتْ قلوبُكما[[أخرجه أبو جعفر الرملي في جزئه (تفسير عطاء) ص١١٩.]]. (ز)
٧٧٦١٤- عن زيد بن أسلم -من طريق مالك- في قوله: ﴿فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما﴾، قال: مالتْ[[عزاه السيوطي إلى ابن عساكر.]]. (١٤/٥٨٧)
٧٧٦١٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إنْ تَتُوبا إلى اللَّهِ﴾ يعني: حفصة وعائشة ﴿فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما﴾ يعني: مالتْ قلوبُكما[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٣٧٧.]]. (ز)
٧٧٦١٦- عن سفيان [الثوري] -من طريق مهران- في قوله: ﴿فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما﴾، قال: زاغتْ قلوبكما[[أخرجه ابن جرير ٢٣/٩٤.]]. (ز)
٧٧٦١٧- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال الله ﷿: ﴿إنْ تَتُوبا إلى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما﴾ قال: سَرّهما أن يَجتنبَ رسول الله ﷺ جاريته، وذلك لهما موافق، ﴿فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما﴾ إلى أن سَرّهما ما كَرِه رسولُ الله ﷺ[[أخرجه ابن جرير ٢٣/٩٤.]]. (ز)
﴿وَإِن تَظَـٰهَرَا عَلَیۡهِ﴾ - قراءات
٧٧٦١٨- قرأ عاصم: ﴿وإن تَظاهَرا عَلَيْهِ﴾ خفيفة[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وهي قراءة متواترة، قرأ بها معه حمزة، والكسائي، وخلف، وقرأ بقية العشرة: ‹وإن تَظّاهَرا عَلَيْهِ› بتشديد الظاء. انظر: النشر ٢/٢١٨، والإتحاف ص٥٤٨.]]. (١٤/٥٨٤)
﴿وَإِن تَظَـٰهَرَا عَلَیۡهِ﴾ - تفسير الآية
٧٧٦١٩- عن ابن عباس، قال: قلتُ لعمر بن الخطاب: مَن المرأتان اللّتان تَظاهرتا؟ قال: عائشة وحفصة[[أخرجه ابن جرير ٢٣/٨٨، ٩٥-٩٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٤/٥٧٠)
٧٧٦٢٠- عن محمد بن جُبَير بن مُطْعِم -من طريق أبي الحُويرث- قال: ﴿وإن تظاهرا عليه﴾ لعائشة وحفصة ﴿فإن الله هو مولاه﴾ الآية. فقال رسول الله: «ما أنا بداخل عليكنّ شهرًا»[[أخرجه ابن سعد في الطبقات ١٠/١٧٨.]]. (ز)
٧٧٦٢١- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- في قوله: ﴿وإنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ﴾، يقول: على معصية النبي ﷺ وأذاه[[أخرجه ابن جرير ٢٣/٩٦.]]. (ز)
٧٧٦٢٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وإنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ﴾، يعني: تَعاونتُما على معصية النبي ﷺ وأذاه[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٣٧٧.]]. (ز)
﴿فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ مَوۡلَىٰهُ وَجِبۡرِیلُ وَصَـٰلِحُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَۖ﴾ - قراءات
٧٧٦٢٣- عن عبد الله بن عباس، قال: كان أُبَيٌّ يقرؤها: (وصالِحُ المُؤْمِنِينَ أبُو بَكْرٍ وعُمَرُ)[[عزاه السيوطي إلى ابن عساكر. وهي قراءة شاذة.]]. (١٤/٥٨٦)
﴿فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ مَوۡلَىٰهُ وَجِبۡرِیلُ وَصَـٰلِحُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَۖ﴾ - تفسير الآية
٧٧٦٢٤- عن عبد الله بن مسعود، عن النبيِّ ﷺ، في قول الله: ﴿وصالِحُ المُؤْمِنِينَ﴾، قال: «صالح المؤمنين أبو بكر وعمر»[[أخرجه الطبراني في الكبير ١٠/٢٠٥ (١٠٤٧٧)، وأبو نعيم في فضائل الخلفاء الراشدين ص١٠٠ (١٠٣)، والثعلبي ٩/٣٤٨، من طريق عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود به. قال الهيثمي في المجمع ٧/١٢٧ (١١٤٢٧): «فيه عبد الرحيم بن زيد العمي، وهو متروك». وقال الألباني في الضعيفة ٨/٢٤٤ (٣٧٦٩): «موضوع».]]. (١٤/٥٨٧)
٧٧٦٢٥- عن عبد الله بن مسعود، عن النبيِّ ﷺ، في قوله: ﴿وصالِحُ المُؤْمِنِينَ﴾، قال: «مِن صالح المؤمنين أبو بكر وعمر»[[عزاه السيوطي إلى ابن عساكر. وينظر: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ١٨/٢٧٦. وأخرجه ابن شاهين في شرح مذاهب أهل السنة ص٢٣٩ (١٥٥) بلفظ: عن عبد الله، عن النبي ﷺ في قوله: ﴿فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين﴾ قال: «مَن صالحُ المؤمنين؟ قال: أبو بكر وعمر».]]. (١٤/٥٨٧)
٧٧٦٢٦- عن أبي أُمامة، عن النبيِّ ﷺ، في قوله: ﴿وصالِحُ المُؤْمِنِينَ﴾، قال: «أبو بكر وعمر»[[أخرجه الحاكم ٣/٧٣ (٤٤٣٣)، من طريق موسى بن عمير، عن مكحول، عن أبي أمامة به. قال الحاكم: «صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وقال الذهبي في التلخيص: «موسى بن عمير واهٍ».]]. (١٤/٥٨٨)
٧٧٦٢٧- عن علي، قال: قال رسول الله ﷺ في قوله: ﴿وصالِحُ المُؤْمِنِينَ﴾، قال: «هو علي بن أبي طالب»[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٨/١٦٤-، والثعلبي ٩/٣٤٨. قال ابن كثير: «إسناده ضعيف، وهو منكر جدًّا». وقال السيوطي: «سند ضعيف». وأورده الألباني في الضعيفة ٨/٢٤٤ وقال: «وقد سرق هذا الحديث -أي: الحديث السابق عن ابن مسعود عند الطبراني- بعض الكذّابين الآخرين، ولكنه خصّه بعلي بن أبي طالب. أخرجه ابن أبي حاتم».]]. (١٤/٥٨٨)
٧٧٦٢٨- عن أسماء بنت عُمَيس: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «﴿وصالح المؤمنين﴾: علي بن أبي طالب»[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٤/٥٨٨)
٧٧٦٢٩- قال عبد الله بن مسعود= (ز)
٧٧٦٣٠- وأُبيّ بن كعب: ﴿وصالِحُ المُؤْمِنِينَ﴾ أبو بكر وعمر[[تفسير البغوي ٨/١٦٨.]]. (ز)
٧٧٦٣١- عن أبي هريرة -من طريق أبي سَلمة-: ثم أقبل عليها يُعاتبها، فقال: ﴿إنْ تَتُوبا إلى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما﴾ إلى قوله: ﴿وصالِحُ المُؤْمِنِينَ﴾، يعني: أبا بكر، وعمر[[أخرجه الطبراني (٢٣١٦)، وابن مردويه -كما في فتح الباري ٨/٦٥٧، وتخريج أحاديث الكشاف للزيلعي ٤/٦٠-.]]. (١٤/٥٧٥)
٧٧٦٣٢- عن بُرَيْدة بن الحَصِيب -من طريق ابنه عبد الله- في قوله: ﴿وصالِحُ المُؤْمِنِينَ﴾، قال: أبو بكر، وعمر[[عزاه السيوطي إلى ابن عساكر.]]. (١٤/٥٨٧)
٧٧٦٣٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق السُّدِّيّ- في قوله: ﴿وصالِحُ المُؤْمِنِينَ﴾، قال: هو علي بن أبي طالب[[أخرجه ابن عساكر ٤٢/٣٦١. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٤/٥٨٨)
٧٧٦٣٤- عن عبد الله بن عمر= (ز)
٧٧٦٣٥- وعبد الله بن عباس -من طريق ميمون- في قوله: ﴿وصالِحُ المُؤْمِنِينَ﴾، قالا: نَزَلَتْ في أبي بكر، وعمر[[أخرجه الطبراني في الأوسط (٨٢٠). وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٤/٥٨٨)
٧٧٦٣٦- عن ميمون بن مهران -من طريق فُرات بن السّائِب- في قوله: ﴿وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين﴾: أبو بكر، وعمر[[أخرجه ابن الأعرابي في معجمه ٢/٧٣٢ (١٤٨٣).]]. (ز)
٧٧٦٣٧- عن سعيد بن جُبَير -من طريق أبي هاشم- في قوله: ﴿وصالِحُ المُؤْمِنِينَ﴾، قال: نَزَلَتْ في عمر بن الخطاب[[أخرجه ابن سعد ٨/١٨٥. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر.]]. (١٤/٥٨٨)
٧٧٦٣٨- عن عكرمة مولى ابن عباس= (ز)
٧٧٦٣٩- وميمون بن مهران -من طريق فُرات- قالا: أبو بكر، وعمر[[عزاه السيوطي إلى ابن عساكر. وأخرجه ابن عساكر ٣٠/٢٣٣ عن ميمون بن مهران وحده.]]. (١٤/٥٨٧)
٧٧٦٤٠- عن مجاهد بن جبر -من طريق عبد الوهاب- في قوله: ﴿وصالِحُ المُؤْمِنِينَ﴾، قال: عمر[[أخرجه ابن جرير ٢٣/٩٧.]]. (ز)
٧٧٦٤١- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق أبي معاذ، عن عبيد- في قوله: ﴿وصالِحُ المُؤْمِنِينَ﴾، يقول: خيار المؤمنين[[أخرجه ابن جرير ٢٣/٩٧-٩٨.]]. (ز)
٧٧٦٤٢- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق يحيى بن واضح، عن عبيد بن سليمان- في قوله: ﴿وصالِحُ المُؤْمِنِينَ﴾، قال: خيار المؤمنين: أبو بكر الصِّدِّيق، وعمر[[أخرجه ابن جرير ٢٣/٩٧.]]. (ز)
٧٧٦٤٣- قال عكرمة مولى ابن عباس: ﴿وصالِحُ المُؤْمِنِينَ﴾ أبو بكر، وعمر[[تفسير الثعلبي ٩/٣٤٨.]]. (ز)
٧٧٦٤٤- عن الحسن البصري، في قوله: ﴿وصالِحُ المُؤْمِنِينَ﴾، قال: عمر بن الخطاب[[عزاه السيوطي إلى ابن عساكر.]]. (١٤/٥٨٧)
٧٧٦٤٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: ﴿وصالِحُ المُؤْمِنِينَ﴾، قال: الأنبياء[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٠٢، وابن جرير ٢٣/٩٨، وبمثله من طريق سعيد. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]٦٦٧٧. (١٤/٥٨٩)
٧٧٦٤٦- عن زيد بن أسلم -من طريق مالك- في قوله: ﴿وصالِحُ المُؤْمِنِينَ﴾، قال: الأنبياء[[عزاه السيوطي إلى ابن عساكر.]]. (١٤/٥٨٧)
٧٧٦٤٧- عن أبي عبيد الله عِذارُ بن عبد الله، قال: سمعتُ أبا رَوْق الهَمداني، في قوله تعالى: ﴿وصالح المؤمنين﴾، قال: أبو بكر[[أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان ٢/١٠٦.]]. (ز)
٧٧٦٤٨- قال محمد بن السّائِب الكلبي: ﴿وصالِحُ المُؤْمِنِينَ﴾ هم المُخلِصون الذين ليسوا بمنافقين[[تفسير الثعلبي ٩/٣٤٨، وتفسير البغوي ٨/١٦٨.]]. (ز)
٧٧٦٤٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فَإنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ﴾ يعني: وليّه[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٣٧٧.]]. (ز)
٧٧٦٥٠- عن مقاتل بن سليمان -من طريق أبي القاسم- في قوله: ﴿وصالِحُ المُؤْمِنِينَ﴾، قال: أبو بكر، وعمر، وعلي[[أخرجه ابن عساكر ٤٤/٤٥.]]. (١٤/٥٨٧)
٧٧٦٥١- عن سفيان [الثوري] -من طريق مهران- في قوله: ﴿وصالِحُ المُؤْمِنِينَ﴾، قال: الأنبياء[[أخرجه ابن جرير ٢٣/٩٨.]]. (ز)
٧٧٦٥٢- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿وإنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وجِبْرِيلُ وصالِحُ المُؤْمِنِينَ﴾ قال: وبدأ بصالح المؤمنين هاهنا قبل الملائكة، قال: ﴿والمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ﴾[[أخرجه ابن جرير ٢٣/٩٩.]]. (ز)
٧٧٦٥٣- قال المسيّب بن شريك: ﴿وصالِحُ المُؤْمِنِينَ﴾ هو أبو بكر ﵁[[تفسير الثعلبي ٩/٣٤٨.]]. (ز)
٧٧٦٥٤- عن العلاء بن زياد، في قوله: ﴿وصالِحُ المُؤْمِنِينَ﴾، قال: الأنبياء[[عزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر.]]٦٦٧٨٦٦٧٩. (١٤/٥٨٩)
﴿وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ بَعۡدَ ذَ ٰلِكَ ظَهِیرٌ ٤﴾ - تفسير
٧٧٦٥٥- قال مقاتل: ﴿والمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ﴾ بعد الله، وجبريل، وصالح المؤمنين[[تفسير البغوي ٨/١٦٨.]]. (ز)
٧٧٦٥٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿والمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ﴾ للنبي ﷺ، يعني: أعوانًا للنبي ﷺ عليكما إن تَظاهرتما عليه. فلمّا نَزَلَتْ هذه الآيةُ همّ النبيُّ ﷺ بطلاق حفصة حين أبدأتْ عليه. قال عمر بن الخطاب ﵁: لو علم الله في آل عمر خيرًا ما طُلقّتْ حفصة. فَنزل جبريل على النبي صلى الله عليهما، فقال: لا تُطلّقها؛ لأنها صواّمة قوّامة، وهي مِن نسائك في الجنة، فأَمسَكها النبيُّ ﷺ بعد ذلك[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٣٧٧.]]. (ز)
﴿وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ بَعۡدَ ذَ ٰلِكَ ظَهِیرٌ ٤﴾ - آثار متعلقة بالآية
٧٧٦٥٧- قال مقاتل بن حيّان: لم يُطلّق رسول الله ﷺ حفصةَ، وإنما همّ بطلاقها، فأتاه جبريل ﵇، وقال: لا تُطلِّقها؛ فإنها صوّامة قوّامة، وإنها من نسائك في الجنة. فلم يُطلّقها[[تفسير البغوي ٨/١٦٤.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.