الباحث القرآني
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَـٰكُم مِّن ذَكَرࣲ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَـٰكُمۡ شُعُوبࣰا وَقَبَاۤىِٕلَ لِتَعَارَفُوۤا۟ۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرࣱ ١٣﴾ - نزول الآية
٧١٧٩٠- عن عائشة، قالت: قال النبى ﷺ: «أنكِحوا أبا هند، وانكِحوا إليه». قالت: ونَزَلتْ: ﴿يا أيُّها النّاسُ إنّا خَلَقْناكُمْ مِن ذَكَرٍ وأُنْثى﴾ الآية[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه. وأخرجه الطبراني في الأوسط ٦/٣٢٩ (٦٥٤٤)، والدارقطني ٤/٤٦٠ (٣٧٩٣) كلاهما مطولًا دون ذكر نزول الآية. قال ابن أبي حاتم في العلل ٤/٢٩-٣٠ (١٢٢٧): «قال أبي: هذا حديث باطل». وقال ابن عدي في الكامل ١/٤٧٨: «منكر من حديث الزبيدي». وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية ١/٢٩٩ (٤٨٠). وقال الهيثمي في المجمع ٩/٣٧٧ (١٦٠١٣): «رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبد الواحد بن إسحاق الطبراني، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات». وقال ابن حجر في الإصابة ٧/٣٦٣: «وسنده إلى الزهري ضعيف».]]. (١٣/٥٩٢)
٧١٧٩١- عن الزُّهريّ، قال: أمر رسول الله ﷺ بني بياضة أن يُزوّجوا أبا هندٍ امرأةً منهم، فقالوا: يا رسول الله، أتُزَوَّج بناتُنا موالينا؟ فأنزل الله: ﴿يا أيُّها النّاسُ إنّا خَلَقْناكُمْ مِن ذَكَرٍ وأُنْثى﴾ الآية. قال الزُّهريّ: نَزَلتْ في أبي هند خاصّة. قال: وكان أبو هند حجّام النبيِّ ﷺ[[أخرجه أبو داود في مراسيله ص١٤٨، والبيهقي في سننه ٧/١٣٦. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٣/٥٩٢)
٧١٧٩٢- قال عبد الله بن عباس: نَزَلتْ في ثابت بن قيس وقوله للرجل الذي لم يُفسح له: ابن فلانة. فقال رسول الله ﷺ: «مَن الذاكر فلانة؟». فقام ثابت، فقال: أنا، يا رسول الله. فقال: «انظر في وجوه القوم». فنظر إليهم، فقال: «ما رأيتَ، يا ثابت؟». قال: رأيتُ أبيض، وأسود، وأحمر. قال: «فإنّك لا تفضلهم إلّا في الدّين والتقوى». فأنزل الله سبحانه في ثابت هذه الآية، وبالّذي لم يُفسِح له: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي المَجالِسِ فافْسَحُوا﴾ [المجادلة:١١] الآية[[أورده الواحدي في أسباب النزول ص٣٩٤، والثعلبي ٩/٨٦.]]. (ز)
٧١٧٩٣- قال يزيد بن شجرة: مرَّ رسولُ الله ﷺ ذات يوم ببعض الأسواق بالمدينة، وإذا غلام أسود قائم ينادى عليه لِيُباع فيمَن يزيد، وكان الغلام يقول: مَن اشتراني فعلى شرط. قيل: ما هو؟ قال: لا يمنعني مِن الصلوات الخمس خلف رسول الله ﷺ. فاشتراه رجلٌ على هذا الشرط، وكان يراه رسول الله ﷺ عند كلّ صلاة مكتوبة، ففَقَده ذات يوم، فقال لصاحبه: «أين الغلام؟». فقال: محمومٌ، يا رسول الله. فقال لأصحابه: «قوموا بنا نعوده». فقاموا معه، فعادوه، فلما كان بعد أيام قال لصاحبه: «ما حال الغلام؟». فقال: يا رسول الله، إنّ الغلام لما به. فقام، ودخل عليه وهو في بَرحائه، فقُبض على تلك الحال، فتولى رسول الله ﷺ غسله وتكفينه ودفْنه، فدخل على أصحابه مِن ذلك أمْر عظيم، فقال المهاجرون: هجرنا ديارنا وأموالنا وأهلينا فلم يَر أحدٌ منّا في حياته ومرضه وموته ما لقي هذا الغلام. وقالت الأنصار: آويناه ونصرناه وواسيناه بأموالنا فآثرَ علينا عبدًا حبشيًّا! فأنزل الله -تبارك وتعالى-: ﴿يا أيُّها النّاسُ إنّا خَلَقْناكُمْ مِن ذَكَرٍ وأُنْثى﴾[[أورده الواحدي في أسباب النزول ص٣٩٥-٣٩٦، والثعلبي ٩/٨٧.]]. (ز)
٧١٧٩٤- عن ابن أبي مُلَيْكَة، قال: لَمّا كان يوم الفتح رقى بلال، فأذّن على الكعبة، فقال بعض الناس: هذا العبد الأسود يُؤذّن على ظهْر الكعبة! وقال بعضهم: إن يَسْخط اللهُ هذا يُغيِّره. فنَزَلتْ: ﴿يا أيُّها النّاسُ إنّا خَلَقْناكُمْ مِن ذَكَرٍ وأُنْثى﴾[[أخرجه البيهقي في الدلائل ٥/٧٩، والواحدي في أسباب النزول (ت: الفحل) ص٦٢٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٣/٥٩١)
٧١٧٩٥- عن أيوب بن موسى القُرَشي، أنه بلغه: أنّ بلالًا أذّن على ظهْر البيت، فقال قريش: عزَّ على فلان وعزَّ على فلان أن يُؤذّن هذا العبد على البيت! فأنزل الله: ﴿إنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أتْقاكُمْ﴾[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع -تفسير القرآن ٢/١٠٩ (٢١٤).]]. (ز)
٧١٧٩٦- عن عبد الملك ابن جُرَيْج، قال: أذّن بلال يوم الفتح على الكعبة، فقال الحارث بن هشام: يَهْذِي[[يهذى: يتكلم بكلام غير معقول في مرض أو غيره. لسان العرب (هـذي).]] العبد حين يُؤذّن على الكعبة. فقال خالد بن أسيد: الحمد لله الذي أكرم أسيدًا أن يرى هذا. وقال سُهيل بن عمرو: إن يكره الله هذا ينزل فيه. وسكت أبو سفيان؛ فنَزَلتْ: ﴿يا أيُّها النّاسُ إنّا خَلَقْناكُمْ مِن ذَكَرٍ وأُنْثى﴾الآية[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٣/٥٩٢)
٧١٧٩٧- قال مقاتل بن سليمان: نَزَلتْ في بلال المُؤذّن، وقالوا في سلمان الفارسي، وفي أربعة نَفرٍ من قريش؛ في عَتّاب بن أسيد ابن أبي العيص، والحارث بن هشام، وسُهيل بن عمرو، وأبي سفيان بن حرب، كلّهم من قريش، وذلك أنّ النبي ﷺ لما فتح مكة أمر بلالًا فصعد ظهْر الكعبة وأذّن، وأراد أن يذلّ المشركين بذلك، فلمّا صعد بلال وأذّن قال عتاب بن أسيد: الحمد لله الذي قبض أسيد قبل هذا اليوم. وقال الحارث بن هشام: عجبتُ لهذا العبد الحبشيّ! أما وجد رسول الله ﷺ إلا هذا الغراب الأسود؟! وقال سُهيل بن عمرو: إن يكره الله شيئًا يُغيّره. وقال أبو سفيان: أمّا أنا فلا أقول، فإني لو قلتُ شيئًا لتشْهدَنّ عليّ السماء، ولتُخبرنّ عني الأرض. فنزل جبريل على النبي ﷺ، فأخبره بقولهم، فدعاهم النبي ﷺ، فقال: «كيف قلتَ، يا عتّاب؟». قال: قلت: الحمد لله الذي قبض أسيد قبل هذا اليوم. قال: «صدقت». ثم قال للحارث بن هشام: «كيف قلتَ؟». قال: عجبتُ لهذا العبد الحبشيّ! أما وجد رسول الله ﷺ إلا هذا الغراب الأسود؟! قال: «صدقتَ». ثم قال لسُهيل بن عمرو: «كيف قلت؟». قال: قلتُ: إن يكره الله شيئًا يُغيّره. قال: «صدقتَ». ثم قال لأبي سفيان: «كيف قلتَ؟». قال: قلتُ: أمّا أنا فلا أقول شيئًا؛ فإني لو قلتُ شيئًا لتشْهدَنّ عليّ السماء، ولتُخبرنّ عني الأرض. قال: «صدقتَ». فأنزل الله تعالى فيهم: ﴿يا أيُّها النّاسُ ...﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٩٦-٩٧.]]. (ز)
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَـٰكُم مِّن ذَكَرࣲ وَأُنثَىٰ﴾ - تفسير
٧١٧٩٨- عن مجاهد بن جبر -من طريق عثمان بن الأسود- قال: ما خَلَق الله الولد إلا مِن نُطفة الرجل والمرأة جميعًا؛ وذلك أن الله يقول: ﴿إنّا خَلَقْناكُمْ مِن ذَكَرٍ وأُنْثى﴾[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٨٣ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (١٣/٥٩٢)
٧١٧٩٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿يا أيُّها النّاسُ﴾ يعني: بلالًا، وهؤلاء الأربعة، ﴿إنّا خَلَقْناكُمْ مِن ذَكَرٍ وأُنْثى﴾ وعنى: آدم، وحواء [[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٩٧-٩٨.]]٦١٠٥. (ز)
﴿وَجَعَلۡنَـٰكُمۡ شُعُوبࣰا وَقَبَاۤىِٕلَ لِتَعَارَفُوۤا۟ۚ﴾ - تفسير
٧١٨٠٠- عن عمر بن الخطاب: أن هذه الآية في الحجرات: ﴿يا أيُّها النّاسُ إنّا خَلَقْناكُمْ مِن ذَكَرٍ وأُنْثى﴾ هي مكّيّة، وهي للعرب خاصّة؛ الموالي أيُّ قبيلةٍ لهم وأيُّ شعابٍ؟![[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٣/٥٩٣)
٧١٨٠١- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جُبير- ﴿وجَعَلْناكُمْ شُعُوبًا وقَبائِلَ﴾، قال: الشّعوب: القبائل العظام. والقبائل: البطون[[أخرجه البخاري (٣٤٨٩)، وابن جرير ٢١/٣٨٤، وفيه بلفظ: الشعوب: الجماع، والقبائل: البطون.]]. (١٣/٥٩٣)
٧١٨٠٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جُبير- قال: الشُّعوب: الجُمّاع[[الجُمّاع: مجتمع أصل كل شيء، أراد: منشأ النسب وأصل المولد. وقيل: أراد به الفرق المختلفة من الناس. النهاية (جمع).]]، والقبائل: الأفخاذ التي يتعارفون بها[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٨٤. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن أبي حاتم.]]. (١٣/٥٩٣)
٧١٨٠٣- عن عبد الله بن عباس، ﴿وجَعَلْناكُمْ شُعُوبًا وقَبائِلَ﴾، قال: القبائل: الأفخاذ، والشُّعوب: الجمهور مثل مُضَر[[عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن جَرِير.]]. (١٣/٥٩٣)
٧١٨٠٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية- ﴿وجَعَلْناكُمْ شُعُوبًا وقَبائِلَ﴾، قال: الشُّعوب: الأنساب[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٨٦.]]. (ز)
٧١٨٠٥- قال أبو رَزِين [مسعود بن مالك الأسدي]= (ز)
٧١٨٠٦- وأبو رَوْق [عطية بن الحارث الهَمْدانِي]: ﴿وجَعَلْناكُمْ شُعُوبًا وقَبائِلَ﴾ الشُّعوب: الذين لا يَعْتَزُّون إلى أحد، بل ينتسبون إلى المدائن، والقرى، والأرضين. والقبائل: العرب الذين ينتسبون إلى آبائهم[[تفسير الثعلبي ٩/٨٧.]]. (ز)
٧١٨٠٧- عن سعيد بن جُبير -من طريق أبي حُصين- ﴿وجَعَلْناكُمْ شُعُوبًا وقَبائِلَ﴾، قال: الشُّعوب: الأفخاذ، والقبائل: القبائل[[أخرجه سفيان الثوري (٢٧٩)، وابن جرير ٢١/٣٨٥، وفي رواية عنده: الشعوب: الجمهور، والقبائل: الأفخاذ.]]. (ز)
٧١٨٠٨- عن سعيد بن جُبير -من طريق أبي حُصين- في قوله ﷿: ﴿وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا﴾، قال: الشعوب: نحو تميم وبكر، والقبائل: الأفخاذ[[أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار ٦/١٩٨.]]. (ز)
٧١٨٠٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿وجَعَلْناكُمْ شُعُوبًا﴾ قال: النّسب البعيد، ﴿وقَبائِلَ﴾ قال: دون ذلك؛ ﴿لِتَعارَفُوا﴾ جعَلْنا هذا لتعرفوا فلان بن فلان من كذا وكذا[[تفسير مجاهد ص٦١٢، وأخرجه ابن جرير ٢١/٣٨٤، ٣٨٦. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (١٣/٥٩٤)
٧١٨١٠- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- في قوله: ﴿وجَعَلْناكُمْ شُعُوبًا﴾، قال: أما الشُّعوب: فالنَّسب البعيد[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٨٥.]]. (ز)
٧١٨١١- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم، قال: القبائل: رؤوس القبائل، والشُّعوب: الفصائل والأفخاذ[[عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (١٣/٥٩٤)
٧١٨١٢- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق جويبر- ﴿وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا﴾، قال: الشُّعوب: الأفخاذ الصغار. والقبائل: من تميم، ومن أسَد، وقيس، وأشباهم من القبائل[[أخرجه إسحاق البستي ص٣٩٣.]]. (ز)
٧١٨١٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- ﴿وجَعَلْناكُمْ شُعُوبًا وقَبائِلَ﴾، قال: الشّعب: هو النّسب البعيد، والقبائل: كما سمعتَه يقول: فلان من بني فلان[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٣٢، وابن جرير ٢١/٣٨٥، ومن طريق سعيد أيضًا. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (١٣/٥٩٣)
٧١٨١٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وجَعَلْناكُمْ شُعُوبًا﴾ يعني: رؤوس القبائل؛ ربيعة، ومُضر، وبنو تميم، والأزد، ﴿وقَبائِلَ﴾ يعني: الأفخاذ؛ بنو سعد، وبنو عامر، وبنو قيس، ونحوه؛ ﴿لِتَعارَفُوا﴾ في النّسب[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٩٧-٩٨.]]. (ز)
٧١٨١٥- قال أبو بكر بن عياش -من طريق خلاد-: القبائل: العظام، مثل بني تميم، والقبائل: الأفخاذ[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٨٤.]]. (ز)
٧١٨١٦- عن سفيان بن عيينة -من طريق ابن أبي عمر- في قوله: ﴿وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا﴾، قال: كان أهلُ القرى مِن أهل اليمن لا ينسبون إلا إلى الأبوين، ثم يقولون: مِن مخلاف كذا وكذا. وكانت مضر قد عرفوا هذا النسب، فهم يتناسبون. فالشعوب: البطون، والقبائل في العرب: هي القبائل. قال سفيان: ليست في الأعاجم[[أخرجه إسحاق البستي ص٢٩٢.]]٦١٠٦. (ز)
﴿إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرࣱ ١٣﴾ - تفسير
٧١٨١٧- عن ابن عمر: أنّ النبيّ ﷺ طاف يوم الفتح على راحلته، يستلم الأركان بِمِحْجَنِه[[المِحْجَن: عصا مُعَقَّفَة الرأس. النهاية (حجن).]]، فلمّا خرج لم يجد مُناخًا، فنزل على أيدي الرجال، فخطبهم، فحمد الله، وأثنى عليه، وقال: «الحمد لله الذي أذهب عنكم عُبِّيَّة الجاهلية[[عُبِّيَّة الجاهلية: الكبر والفخر. النهاية (عبب).]]، وتكبّرها بآبائها، الناس رجلان؛ بَرٌّ تقيٌّ كريم على الله، وفاجرٌ شقيٌّ هيّنٌ على الله، والناس بنو آدم، وخلق الله آدم من تراب؛ قال الله: ﴿يا أيُّها النّاسُ إنّا خَلَقْناكُمْ مِن ذَكَرٍ وأُنْثى﴾ إلى قوله: ﴿خَبِيرٌ﴾» ثم قال: «أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم»[[أخرجه الترمذي ٥/٤٧١ (٣٥٥٤)، وابن حبان ٩/١٣٧ (٣٨٢٨)، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٧/٣٨٧-، وابن مردويه -كما في الفتح ٦/٥٢٧-، وإسحاق البستي ص٣٩٣، والثعلبي ٩/٨٨. وأخرج نحوه ابن جرير في تاريخه ٣/٦٠-٦١ من مرسل قتادة. قال الترمذي: «هذا حديث غريب، لا نعرفه من حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر إلا من هذا الوجه، وعبد الله بن جعفر يُضعّف، ضعّفه يحيى بن معين وغيره».]]. (١٣/٥٩٤)
٧١٨١٨- عن عمر بن الخطاب، في قوله: ﴿إنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أتْقاكُمْ﴾، قال: أتقاكم للشرك[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٣/٥٩٣)
٧١٨١٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء- قال: لا أرى أحدًا يعمل بهذه الآية: ﴿يا أيُّها النّاسُ إنّا خَلَقْناكُمْ مِن ذَكَرٍ وأُنْثى﴾ حتى بلغ: ﴿إنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أتْقاكُمْ﴾، فيقول الرجلُ للرجل: أنا أكرم منك. فليس أحدٌ أكرمَ مِن أحد إلا بتقوى الله[[أخرجه البخاري في الأدب (٨٩٨).]]. (١٣/٥٩٨)
٧١٨٢٠- عن ابن جريج، قال: سمعت عطاء يقول: قال ابن عباس: ثلاث آيات جحدهن الناس: الإذن كله، وقال: ﴿إنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أتْقاكُمْ﴾ وقال الناس: أكرمكم: أعظمكم بيتًا. وقال عطاء: ونسيت الثالثة[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٨٧.]]. (ز)
٧١٨٢١- قال قتادة بن دعامة، في هذه الآية: أكرم الكرم التقوى، وألأم اللؤم الفجور[[تفسير الثعلبي ٩/٨٨، وتفسير البغوي ٧/٣٤٨.]]. (ز)
٧١٨٢٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿يا أيُّها النّاسُ﴾ يعني: بلالًا، وهؤلاء الأربعة، ... ﴿إنَّ أكْرَمَكُمْ﴾ يعني: بلالًا ﴿عِنْدَ اللَّهِ أتْقاكُمْ إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ يعني: أنّ أتقاكم بلال[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٩٧-٩٨. وينظر الأثر بتمامه في نزول الآية.]]. (ز)
٧١٨٢٣- عن يحيى بن سلّام، في قوله: ﴿لتعارفوا﴾ قال: انقطع الكلام، ثم قال: ﴿إن أكرمكم عند الله﴾ يعني: في المنزلة ﴿أتقاكم﴾ في الدنيا[[أخرجه أبو عمرو الداني في المكتفى ص٢٠٢ (٣٤).]]. (ز)
﴿إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرࣱ ١٣﴾ - آثار متعلقة بالآية
٧١٨٢٤- عن عبد الله بن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ الله تعالى قسم الخلْق قسمين، فجعلني في خيرهما قسمًا، فذلك قوله: ﴿وأصحاب اليمين﴾ [الواقعة:٢٧]، ﴿وأصحاب الشمال﴾ [الواقعة:٤١]، فأنا مِن أصحاب اليمين، وأنا مِن خير أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين بيوتًا، فجعلني في خيرهما بيتًا، فذلك قوله: ﴿فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون﴾ [الواقعة:٨-١٠]، فأنا من خير السابقين، ثم جعل البيوت قبائل، فجعلني في خيرها قبيلة، فذلك قوله: ﴿شعوبا وقبائل﴾، فأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله ﷿ ولا فخر، ثم جعل القبائل بيوتًا، فجعلني في خيرها بيتًا، فذلك قوله: ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾ [الأحزاب:٣٣]»[[أخرجه الطبراني في الكبير ٣/٥٦ (٢٦٧٤)، ١٢/١٠٣ (١٢٦٠٤)، والبيهقي في دلائل النبوة ١/١٧٠-١٧١، والثعلبي ٨/٤٤. قال ابن أبي حاتم في العلل ٦/٤٨٨-٤٩٠ (٢٦٩٣): «قال أبي: هذا حديث باطل». وقال ابن كثير في البداية والنهاية ٣/٣٦٦: «وهذا الحديث فيه غرابة، ونكارة». وقال الهيثمي في المجمع ٨/٢١٤-٢١٥ (١٣٨٢٢): «فيه يحيى بن عبد الحميد الحماني، وعباية بن ربعي، وكلاهما ضعيف». وقال الألباني في الضعيفة ١١/٨٥٥ (٥٤٩٥): «موضوع بهذا التمام».]]. (ز)
٧١٨٢٥- عن جابر بن عبد الله، قال: خَطَبنا رسولُ الله ﷺ في وسط أيام التشريق خُطبة الوداع، فقال: «يا أيها الناس، ألا إنّ ربكم واحد، ألا إنّ أباكم واحد، ألا لا فضْل لعربيٍّ على أعجميّ، ولا لعجميّ على عربيّ، ولا لأسود على أحمر، ولا لأحمر على أسود إلا بالتّقوى ﴿إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم﴾، ألا هل بلَّغتُ؟». قالوا: بلى، يا رسول الله. قال: «فليُبلّغ الشاهد الغائب»[[أخرجه أبو نعيم في الحلية ٣/١٠٠، والبيهقي في شعب الإيمان ٧/١٣٢ (٤٧٧٤). قال أبو نعيم: «غريب من حديث أبي نضرة، عن جابر، لم نكتبه إلا من حديث أبي قلابة عن الجريري عنه». وقال البيهقي: «في هذا الإسناد بعض من يُجهل». وقال ابن أبي حاتم في علل الحديث ٥/٢٧١-٢٧٢ (١٩٧٦): «قال أبو زرعة: هذا حديث منكر؛ وعبد الله بن سلمة منكر الحديث».]]. (١٣/٥٩٥)
٧١٨٢٦- عن أبي أُمامة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ الله أذهب نَخْوَة الجاهليّة وتكبّرها بآبائها، كلّكم لآدم وحوّاء كطَفِّ[[أي: قريب بعضكم من بعض. يقال: هذا طَفُّ المكيال وطِفافُه: أي: ما قرب من ملئه. النهاية (طفف).]] الصّاع بالصاع، وإنّ أكرمكم عند الله أتقاكم، فمَن أتاكم تَرْضَون دينه وأمانته فزَوِّجوه»[[أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ٧/١٣١ (٤٧٧٣)، وفيه سلم بن سالم البلخي. قال البيهقي: «سلم بن سالم البلخي غير قوي، وقد رواه عن رجل مجهول».]]٦١٠٧. (١٣/٥٩٥)
٧١٨٢٧- عن عُقبة بن عامر، أنّ رسول الله ﷺ قال: «إنّ أنسابكم هذه ليست بمَسَبّةٍ على أحد، كلّكم بنو آدم، طَفّ الصاع لم تملئوه، ليس لأَحدٍ على أحدٍ فضْلٌ إلا بِدينٍ وتقوى، إنّ الله لا يسألكم عن أحسابكم، ولا عن أنسابكم يوم القيامة، أكرمكم عند الله أتقاكم»[[أخرجه أحمد ٢٨/٥٤٨ (١٧٣١٣)، ٢٨/٦٥٠-٦٥١ (١٧٤٤٦)، وابن جرير ٢١/٣٨٧ بنحوه. قال الهيثمي في المجمع ٨/٨٣-٨٤ (١٣٠٧٦، ١٣٠٧٧): «رواه أحمد، والطبراني، وفيه ابن لهيعة، وفيه لين، وبقية رجاله وُثِّقوا». وأورده الألباني في الصحيحة ٣/٣٢ (١٠٣٨).]]٦١٠٨. (١٣/٥٩٥)
٧١٨٢٨- عن أبي هريرة، أنّ النبيَّ ﷺ قال: «إنّ الله يقول يوم القيامة: أمَرتُكم فضيَّعتم ما عهدتُ إليكم، ورفَعْتم أنسابكم، فاليوم أرفع نسبي، وأضع أنسابكم، أين المتقون؟ أين المتقون؟ إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم»[[أخرجه الحاكم ٢/٥٠٣ (٣٧٢٥)، وفيه محمد بن الحسن المخزومي. قال الحاكم: «هذا حديث عالٍ، غريب الإسناد والمتن، ولم يخرجاه». وقال الذهبي في التلخيص: «المخزومي ابن زبالة ساقط». وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص١٥١٠: «سند ضعيف». وقال الألباني في الضعيفة ٥/٤٥٦ (٢٤٣٦): «ضعيف جدًّا».]]. (١٣/٥٩٦)
٧١٨٢٩- عن أبي هريرة، قال: سُئِل رسولُ الله ﷺ: أيُّ الناس أكرم؟ قال: «أكرمهم عند الله أتقاهم». قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: «فأكرم الناس يوسف نبي الله، ابن نبي الله، ابن نبي الله، ابن خليل الله» قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: «فعن معادن العرب تسألوني؟» قالوا: نعم. قال: «خِيارهم في الجاهلية خِيارهم في الإسلام إذا فَقِهوا»[[أخرجه البخاري ٤/١٤٠ (٣٣٥٣)، ٤/١٤٧-١٤٨ (٣٣٧٤)، ٤/١٤٩ (٣٣٨٣)، ٤/١٧٨ (٣٤٩٠)، ومسلم ٤/١٨٤٦ (٢٣٧٨).]]٦١٠٩. (١٣/٥٩٧)
٧١٨٣٠- عن سَمُرَة بن جُندَب، عن النبيّ ﷺ، قال: «الحَسَب المال، والكَرم التقوى»[[أخرجه أحمد ٣٣/٢٩٤ (٢٠١٠٢)، والترمذي ٥/٤٧٢ (٣٥٥٥)، وابن ماجه ٥/٣٠١ (٤٢١٩)، والحاكم ٢/١٧٧ (٢٦٩٠)، ٤/٣٦١ (٧٩٢٢). قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث سلام بن أبي مطيع». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط البخاري، ولم يخرجاه». وقال البغوي في شرح السنة ١٣/١٢٥ (٣٥٤٥): «هذا حديث حسن». وقال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ٣/١٢٥٦ (٢٧٠٦): «رواه سلام بن أبي مطيع، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة مرفوعًا، ولم يتابع عليه سلام». وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية ٢/١٢٠ (١٠٠٢): «قال ابن حبان: سلام كثير الوهم، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد». وقال المناوي في فيض القدير ٣/٤١٣ (٣٨١٦) تعقيبًا على كلام الحاكم والذهبي: «لكن قيل: إنه من حديث الحسن عن سمرة، وقد تكلّموا في سماعه منه». وقال الألباني في إرواء الغليل ٦/٢٧١: «صحيح».]]. (١٣/٥٩٨)
٧١٨٣١- عن أبي ذر، أنّ النبيّ ﷺ قال له: «انظر؛ فإنّك لستَ بخيرٍ من أحمر ولا أسود، إلا أن تَفْضُله بتقوى»[[أخرجه أحمد ٣٥/٣٢١ (٢١٤٠٧). قال المنذري في الترغيب والترهيب ٣/٣٧٥ (٤٤٩٣): «رواته ثقات مشهورون، إلا أن بكر بن عبد الله المزني لم يسمع من أبي ذر». وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص١٠٧١: «ورجاله ثقات». وقال الهيثمي في المجمع ٨/٨٤ (١٣٠٧٨): «ورجاله ثقات، إلا أن بكر بن عبد الله المزني لم يسمع من أبي ذر».]]. (١٣/٥٩٧)
٧١٨٣٢- عن حُذَيفة، قال: قال رسول الله ﷺ: «كلّكم بنو آدم، وآدم خُلق من تراب، ولينتَهِينّ قوم يَفخرون بآبائهم أو لَيكُوننّ أهون على الله من الجِعْلان([[الجِعْلان: جمع جُعَل: وهو دابة سوداء من دواب الأرض لسان العرب (جعل). وقال في الوسيط (جعل): حيوان كالخنفساء يكثر في المواضع الندية.]]»[[أخرجه البزار ٧/٣٤٠-٣٤١ (٢٩٣٨). قال الهيثمي في المجمع ٨/٨٦ (١٣٠٨٩): «فيه الحسن بن الحسين العرني، وهو ضعيف». وقال القاري في مرقاة المفاتيح ٧/٣٠٧٤: «سند حسن». وقال المناوي في التيسير ٢/٢١٩: «إسناد حسن».]]. (١٣/٦٠١)
٧١٨٣٣- قال عبد الله بن عباس: كرَم الدنيا: الغِنى، وكرَم الآخرة: التقوى[[تفسير الثعلبي ٩/٨٨، وتفسير البغوي ٧/٣٤٨.]]. (ز)
٧١٨٣٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق يزيد- قال: ما تعُدّون الكَرم؟ وقد بيّن الله الكَرم، وأكرمكم عند الله أتقاكم، وما تعُدّون الحَسب؟ أفضلُكم حسبًا أحسنكم خُلقًا[[أخرجه البخاري في الأدب (٨٩٩).]]. (١٣/٥٩٨)
٧١٨٣٥- عن أبي نَضْرة: أنّ رجلًا رأى أنه دخل الجنة، فرأى مملوكه فوقه مِثل الكوكب، فقال: واللهِ، يا ربّ، إنّ هذا لَمملوكي في الدنيا، فما أنزله هذه المنزلة؟ قال: كان هذا أحسن عملًا منك[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٤/٦٥. وقد أورد السيوطي ١٣/٥٩٦-٦٠١ آثارًا أخرى كثيرة في فضل التقوى والمتقين، وغير ذلك.]]. (١٣/٦٠٠)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.