الباحث القرآني
﴿أَهُمۡ خَیۡرٌ أَمۡ قَوۡمُ تُبَّعࣲ وَٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡ أَهۡلَكۡنَـٰهُمۡۚ إِنَّهُمۡ كَانُوا۟ مُجۡرِمِینَ ٣٧﴾ - تفسير
٧٠٠٧٤- عن عائشة -من طريق قتادة- قالت: كان تُبّع رجلًا صالحًا، ألا ترى أنّ الله ذمّ قومه ولم يذمّه![[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٠٨، وابن جرير ٢١/٥٠، والحاكم ٢/٤٥٠.]]. (١٣/٢٧٩)
٧٠٠٧٥- عن قتادة، عن كعب الأحبار، قال: إنّ تُبّعًا نُعِتَ نَعْتَ الرجل الصالح، ذمّ الله قومه ولم يذمّه.= (ز)
٧٠٠٧٦- قال: وكانت عائشة تقول: لا تسبّوا تُبّعًا فإنه كان رجلًا صالحًا[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٠٨، وابن جرير ٢١/٥٠. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٣/٢٧٩)
٧٠٠٧٧- عن ابن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: أربع آيات مِن كتاب الله لم أدرِ ما هي حتى سألت عنهنَّ كعب الأحبار؛ قوله: ﴿قَوْمُ تُبَّعٍ﴾ في القرآن، ولم يذكر تبع. فقال: إن تُبَّعًا كان مَلِكًا، وكان قومه كُهّانًا، وكان في قومه قومٌ مِن أهل الكتاب، وكان الكهان يبغون على أهل الكتاب، ويقتلون تابعهم، فقال أهل الكتاب لتبع: إنهم يكذبون علينا. فقال تُبّع: إن كنتم صادقين فقرِّبوا قربانًا، فأيكم كان أفضل أكلت النار قربانه. فقرَّب أهلُ الكتاب والكهان، فنزلت نار من السماء، فأكلت قربان أهل الكتاب، فاتّبعهم تُبّع، فأسلم، فلهذا ذكر الله قومه في القرآن ولم يذكره[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٦٥-١٦٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.]]. (١٢/٥٧٣)
٧٠٠٧٨- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿أهُمْ خَيْرٌ أمْ قَوْمُ تُبَّعٍ﴾، قال: الحِمْيري[[أخرجه ابن جرير ٢١/٤٩.]]. (ز)
٧٠٠٧٩- قال ⟨قتادة بن دعامة:⟩{ت} ذمَّ اللهُ تعالى قوم تُبّع، ولم يذمّه[[تفسير البغوي ٧/ ٣٥٨.]]. (ز)
٧٠٠٨٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿أهُمْ خَيْرٌ أمْ قَوْمُ تُبَّعٍ﴾: ذُكر لنا: أنّ تُبّعًا كان رجلًا من حِمْيَر، سار بالجيوش حتى حيَّر الحيرة، ثم أتى سمرقند فهدمها. وذُكر لنا: أنه كان إذا كتبَ كَتب باسم الذي تسمّى، وملَك برًّا وبحرًا وصَحًا[[صحًا: من الصحو، وهو ذهاب الغيم. اللسان (صحو).]] وريحًا[[أخرجه ابن جرير ٢١/٤٩.]]. (ز)
٧٠٠٨١- عن همّام -من طريق عبد الصمد بن معقل- قال: ﴿أهُمْ خَيْرٌ أمْ قَوْمُ تُبَّعٍ﴾، قال: قال الله لنبيّه: سَلْهم -يعني: قريشًا-: أهم خير أم قوم تُبّع؟ فقد أهلكناهم، أي: أنهم لم يكونوا خيرًا منهم[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٠٩.]]. (ز)
٧٠٠٨٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿أهُمْ خَيْرٌ أمْ قَوْمُ تُبَّعٍ﴾ لأنّ قوم تُبّع أقرب في الهلاك إلى كفار مكة، ﴿والَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾ مِن الأمم الخالية، ﴿أهْلَكْناهُمْ﴾ بالعذاب؛ ﴿إنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ﴾ يعني: مُذنبين، مُقيمين على الشرك، مُنهمكين عليه[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٨٢٤.]]. (ز)
﴿أَهُمۡ خَیۡرٌ أَمۡ قَوۡمُ تُبَّعࣲ وَٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡ أَهۡلَكۡنَـٰهُمۡۚ إِنَّهُمۡ كَانُوا۟ مُجۡرِمِینَ ٣٧﴾ - آثار متعلقة بالآية
٧٠٠٨٣- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «ما أدري تُبَّعٌ نبيًّا كان أم غير نبي»[[أخرجه أبو داود ٧/٦٤-٦٥ (٤٦٧٤) بلفظ: أتبع لعين، والحاكم ١/٩٢ (١٠٤) مطولًا، ٢/١٧ (٢١٧٤) بلفظ: لعينًا كان أم لا، وعبد الرزاق -كما في تفسير ابن كثير ٧/٢٥٨-، والثعلبي ٨/٣٥٤. قال الحاكم في الموضعين: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولا أعلم له علة، ولم يخرجاه». ووافقه الألباني في الصحيحة ٥/٢٥١-٢٥٣ (٢٢١٧) وقال: «تنبيه: وقع في المستدرك في الموضع الأول منه: تبع أنبيًا، وأظنه خطأ من بعض نساخ المستدرك أو الطابع، والصواب ما أثبتناه».]]. (ز)
٧٠٠٨٤- عن عبد الله بن عباس، عن النبيّ ﷺ: «لا تسبُّوا تُبّعًا؛ فإنه قد أسلم»[[أخرجه الطبراني في الأوسط ٢/١١٢ (١٤١٩)، والخطيب في تاريخ بغداد ٤/٣٣٥ (١٥١٧) في ترجمة محمد بن محمد بن الصديق أبي حامد البلخي. قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلا مؤمل، تفرّد به ابن أبي بزة». وقال الهيثمي في المجمع ٨/٧٦ (١٣٠٣٠): «وفيه أحمد بن أبي بزة المكي، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات». وأورده الألباني في الصحيحة ٥/٥٤٨ (٢٤٢٣).]]. (١٣/٢٧٨)
٧٠٠٨٥- عن سهل بن سعد الساعدي، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تسبُّوا تبَّعًا؛ فإنه كان قد أسلم»[[أخرجه أحمد ٣٧/٥١٩ (٢٢٨٨٠)، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٧/٢٥٨-، والثعلبي ٨/٣٥٤. قال الطبراني في الأوسط ٣/٣٢٣ (٣٢٩٠): «لا يُروى هذا الحديث عن سهل بن سعد إلا بهذا الإسناد، تفرّد به ابن لهيعة». وقال الهيثمي في المجمع ٨/٧٦ (١٣٠٢٩): «رواه الطبراني في الكبير، والأوسط، وفيه عمرو بن جابر، وهو كذاب». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ٥/٣٥٩: «وإسناده حسن». وقال المناوي في التيسير ٢/٤٩٣: «وفيه عمرو بن جابر كذاب، فرمْز المؤلف -السيوطي- لحسنه غير صواب». وأورده الألباني في الصحيحة ٥/٥٤٨ (٢٤٢٣).]]. (١٣/٢٧٨)
٧٠٠٨٦- عن أبي هريرة، قال: نهى رسول الله ﷺ عن سبِّ أسعد الحِمْيَري، وقال: «هو أول مَن كسا الكعبة»[[أخرجه الأزرقي في أخبار مكة ١/٢٤٩، وتمّام في فوائده ٢/٢٦٣ (١٦٩٥). قال البوصيري في إتحاف الخيرة ٣/١٩٥ (٢٥٣٧): «رواه الحارث بن أبي أسامة، عن محمد بن عمر الواقدي، وهو ضعيف». وقال ابن حجر في المطالب العالية ٧/١١٢ (١٢٩٨): «تفرّد به الواقدي، وهو ضعيف». وقال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ٢/١٠٢٩ (٢١٦٩): «رواه محمد بن عمر الواقدي، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة، والواقدي هذا ليس بشيءٍ في الحديث».]]. (١٣/٢٨٠)
٧٠٠٨٧- عن عبد الله بن سَلام، قال: لم يمت تُبّعٌ حتى صدّق بالنبي ﷺ؛ لِما كان يهود يثرب يخبرونه[[عزاه السيوطي إلى أبي نعيم في الدلائل.]]. (١٣/٢٨٣)
٧٠٠٨٨- عن عبد الله بن عمرو بن العاص -من طريق شعيب بن زرعة المعافري- وقال له رجل: إنّ حِمْيَر تزعم أنّ تُبَّعًا منهم. فقال: نعم، والذي نفسي بيده، وإنّه في العرب كالأنف بين العينين، وقد كان منهم سبعون مَلِكًا[[أخرجه ابن جرير ٢١/٤١٨.]]. (ز)
٧٠٠٨٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: لا يشتبهنّ عليكم أمر تُبّع، فإنه كان مسلمًا[[أخرجه ابن عساكر ١١/٦.]]. (١٣/٢٧٩)
٧٠٠٩٠- عن عبد الله بن عباس، قال: لا تقولوا لتُبّع إلا خيرًا؛ فإنه قد حجَّ البيت، وآمن بما جاء به عيسى ابن مريم[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٣/٢٧٩)
٧٠٠٩١- عن سعيد بن جبير -من طريق خُصَيف بن عبد الرحمن- قال: إنّ تُبَّعًا كسا البيت. ونهى سعيد عن سبّه[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٠٨-٢٠٩، وابن جرير ٢١/٥٠ من طريق تميم بن عبد الرحمن، وابن عساكر ١١/٧. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٣/٢٨٠)
٧٠٠٩٢- عن تميم بن أبي عبد الرحمن، قال: قال لي عطاء بن أبي رباح: أتسبّون تُبّعًا، يا تميم؟ قال: قلتُ: نعم. قال: فلا تسبّوه، فإنّ رسول الله ﷺ قد نهى عن سبّه[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٠٩، وابن عساكر ١١/٦.]]. (١٣/٢٧٩)
٧٠٠٩٣- عن وهْب بن مُنَبِّه، قال: نهى رسول الله ﷺ عن سبّ أسعد، وهو تُبّع. قيل: وما كان أسعد؟ قال: كان على دين إبراهيم، وكان إبراهيم يصلّي كل يوم صلاة، ولم تكن شريعة[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٠٩ بنحوه، وابن عساكر ١١/٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٣/٢٧٩)
٧٠٠٩٤- قال قتادة بن دعامة: ذمَّ الله ﷾ قوم تبع، ولم يذم تبعًا، وكان من ملوك اليمن، فسار بالجيوش، وافتتح البلاد، وقصد مكة ليهدم البيت، فقيل له: إنّ لهذا البيت ربًّا يحميه. فندم، وأحرم، ودخل مكة، وطاف بالبيت، وكساه[[تفسير الثعلبي ٩/٩٧-٩٨.]]. (ز)
٧٠٠٩٥- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة -: كان قوم تُبّع أهل أوثان يعبدونها[[أخرجه ابن جرير ٢١/٤١٦.]]. (ز)
﴿أَهُمۡ خَیۡرٌ أَمۡ قَوۡمُ تُبَّعࣲ وَٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡ أَهۡلَكۡنَـٰهُمۡۚ إِنَّهُمۡ كَانُوا۟ مُجۡرِمِینَ ٣٧﴾ - آثار مطولة في قصة تُبّع
٧٠٠٩٦- عن أُبَيّ بن كعب -من طريق ابن عباس- قال: لما قدم تُبّع المدينة، ونزل بقناة؛ بعث إلى أحبار يهود، فقال: إنِّي مُخَرِّبٌ هذا البلد، حتى لا تقوم به يهودية، ويرجع الأمر إلى دين العرب. فقال له سامول اليهودي، وهو يومئذ أعلمهم: أيّها الملك، إنّ هذا بلدٌ يكون إليه مُهاجَر نبيٍّ من بني إسماعيل، مولده بمكة، اسمه أحمد، وهذه دار هِجرته، إنّ منزلك هذا الذي نزلتَ به يكون من القتل والجراح أمر كثير في أصحابه وفي عدوّهم. قال تُبّع: ومَن يقاتله يومئذ وهو نبيٌّ كما تزعم؟ قال: يسير إليه قومه، فيقتتلون ههنا. قال: فأين قبره؟ قال: بهذا البلد. قال: فإذا قُوتل لمن تكون الدَّبَرة[[الدبرة: الدولة والظفر والنصرة، وتفتح الباء وتسكن، ويقال: على من الدبرة؟ أي: الهزيمة. النهاية (دبر).]]؟ قال: تكون عليه مرّة وله مرّة، وبهذا المكان الذي أنتَ به يكون عليه، يُقتل به أصحابه مقتلة عظيمة لم تُقتل في موطن، ثم تكون العاقبة له ويظهر، فلا ينازعه هذا الأمر أحد. قال: وما صفتُه؟ قال: رجل ليس بالقصير ولا بالطويل، في عينيه حُمرة، يركب البعير، ويلبس الشَّملة، سيفه على عاتِقه، لا يبالي مَن لاقى حتى يَظهر أمره. قال تُبّع: ما إلى هذا البلد مِن سبيل، وما كان ليكون خرابها على يدَيَّ. فخرج تُبّع منصرفًا إلى اليمن[[أخرجه ابن سعد ١/١٥٨-١٥٩، وابن عساكر ١١/١٤.]]. (١٣/٢٨٢)
٧٠٠٩٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي مجلز- أنه سأل عبد الله بن سلام عن تُبّع: ما كان؟ فقال: إنّ تُبّعًا كان رجلًا مِن العرب، وإنّه ظهر على الناس، فاختار فتية مِن الأحبار، فاستبطنهم واستدخلهم، حتى أخذ منهم وتابعهم، وإنّ قومه استنكروا ذلك، وقالوا: قد ترك دينكم، وتابع الفتية. فلمّا فشا ذلك قال للفتية، فقال الفتية: بيننا وبينهم النار، تحرق الكاذب، وينجو منها الصادق. ففعلوا، فعلق الفتية مصاحفَهم في أعناقهم، ثم غدَوا إلى النار، فلما ذهبوا أن يدخلوها سفعت النار وجوههم، فنكصوا عنها، فقال لهم: لتدخلنها. فلما دخلوها أفرجت عنهم حتى قطعوها، وأنه قال لقومه: ادخلوها. فلما ذهبوا يدخلونها سفعت النار وجوههم، فنكصوا عنها، فقال لهم تُبّع: لتدخلنها. فلما دخلوها أفرجت عنهم، حتى إذا توسطوا أحاطت بهم، فأحرقتهم، فأسلم تُبّع، وكان تُبّع رجلًا صالحًا[[أخرجه ابن جرير ٢١/٤١٦]]. (ز)
٧٠٠٩٨- عن ابن عباس، قال: سألتُ كعبًا عن تُبّع؛ فإني أسمع الله يذكر في القرآن قوم تُبّع، ولا يذكر تُبّعًا؟ فقال: إنّ تُبَّعًا كان رجلًا مِن أهل اليمن ملِكًا منصورًا، فسار بالجيوش حتى انتهى إلى سمرقند، ورجع، فأخذ طريق الشام، فأسَرَ بها أحبارًا، فانطلق بهم نحو اليمن، حتى إذا دنا من مكة طار في الناس أنّه هادم الكعبة، فقال له الأحبار: ما هذا الذي تحدّثُ به نفسك؟! فإنّ هذا البيت لله، وإنك لن تُسلّط عليه. فقال: إنّ هذا لله، وأنا أحقّ مَن حرّمه. فأسلم مِن مكانه، وأحرم، فدخلها مُحرِمًا، فقضى نُسكه، ثم انصرف نحو اليمن راجعًا حتى قدم على قومه، فدخل عليه أشرافهم، فقالوا: يا تُبّع، أنت سيّدنا وابن سيّدنا، خرجتَ مِن عندنا على دين وجئتَ على غيره، فاختر مِنّا أحد أمرين؛ إما أن تخلّيَنا وملكنا وتعبد ما شئت، وإما أنْ تذَر دينك الذي أحدثتَ. وبينهم يومئذ نارٌ تنزل من السماء، فقال الأحبار عند ذلك: اجعل بينك وبينهم النار. فتواعد القوم جميعًا على أن جعلوا بينهم النار، فجيء بالأحبار وكُتبهم، وجيء بالأصنام وعمّالها، وقدموا جميعًا إلى النار، وقامت الرجال خلفهم بالسيوف، فهَدَرَتِ النار هديرَ الرّعد، ورمتْ شعاعًا لها، فنكص أصحاب الأصنام، وأقبَلَت النار فأحرَقتِ الأصنام وعمّالها، وسَلِم الآخرون، فأسلم قوم، واستسلم قوم، فلبثوا بعد ذلك عُمر تُبّع، حتى إذا نزل بتُبّع الموت استخلف أخاه، وهلك، فقُتل أخوه، وكفروا صفقة واحدة[[أخرجه ابن عساكر ١١/٨-٩. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٣/٢٨٠)
٧٠٠٩٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قالوا: كان تُبّع الآخر -وهو أسعد أبو كرب بن مليك- جاء بكرب حين أقبل من المشرق، وجعل طريقه على المدينة، وقد كان حين مرّ بها خلَّف بين أظهرهم ابنًا له، فقُتِل غِيلةً، فقدمها وهو مُجمع لإخرابها واستئصال أهلها، فجمع له هذا الحي من الأنصار حين سمعوا ذلك مِن أمره، فخرجوا لقتاله، وكان الأنصار يُقاتلونه بالنهار، ويُقْرُونه بالليل، فأعجبه ذلك، وقال: إنّ هؤلاء لَكرام. إذ جاءه حَبران -اسمهما: كعب وأسد، من أحبار بني قريظة، عالمان، وكانا ابني عم- حين سمِعا ما يريد مِن إهلاك المدينة وأهلها، فقالا له: أيّها الملك، لا تفعل، فإنّك إنْ أبيت إلا ما تريد حِيل بينك وبينها، ولم نأمن عليك عاجلَ العقوبة، فإنها مُهاجر نبي يخرج من هذا الحي مِن قريش اسمه: محمد، مولده مكة، وهذه دار هجرته، ومنزلك الذي أنت به يكون به مِن القتل والجراح أمرٌ كبير في أصحابه، وفي عدوّهم. قال تُبّع: مَن يقاتله وهو نبي؟ قالا: يسير إليه قومُه، فيقتلون ها هنا. فتناهى لقولهما عمّا كان يريد بالمدينة، ثم إنّهما دعَواه إلى دينهما، فأجابهما، واتّبعهما على دينهما، وأكرمهما، وانصرف عن المدينة، وخرج بهما، ونفر مِن اليهود عامدين إلى اليمن، فأتاه في الطريق نفرٌ مِن هُذَيل، وقالوا: إنّا نَدُلُّك على بيتٍ فيه كنز مِن لؤلؤ وزبرْجد وفِضّة، قال: أيّ بيت؟ قالوا: بيت بمكة. وإنما تريد هُذيل هلاكه؛ لأنهم عرفوا أنه لم يُرده أحدٌ قطُّ بسُوء إلا هَلك، فذكر ذلك للأحبار، فقالوا: ما نعلم لله في الأرض بيتًا غير هذا البيت، فاتخِذه مسجدًا، وانسك عنده، وانْحر، واحْلق رأسك، وما أراد القومُ إلا هلاكك؛ لأنه ما ناوأهم أحدٌ قطّ إلا هلك، فأكْرِمه، واصنع عنده ما يصنع أهله. فلما قالوا له ذلك أخذ النّفر مِن هُذيل، فقطع أيديهم وأرجلهم، وسَمَلَ[[أي: فَقَأها بحديدة مُحْماة أو غيرها. النهاية (سمل).]] أعينهم، ثم صَلَبهم، فلما قدم مكة نزل الشِّعب شِعب البطائح، وكسا البيت الوَصائِلَ[[ثِياب حُمْرٌ مُخْطَّطة يمانية. النهاية (وصل).]]، وهو أول مَن كسا البيت، ونحر بالشّعب ستة آلاف بدنة، وأقام به ستة أيام، وطاف به، وحَلق، وانصرف، فلما دنا من اليمن ليدخلها حالت حِمْيَر بين ذلك وبينه، قالوا: لا تدخل علينا وقد فارقتَ ديننا. فدعاهم إلى دينه، وقال: إنّه دينٌ خير من دينكم. قالوا: فحاكِمنا إلى النار. وكانت باليمن نارٌ في أسفل جبلٍ يتحاكمون إليها فيما يختلفون فيه، فتأكل الظالم ولا تضرّ المظلوم، فقال تُبّع: أنصَفْتم. فخرج القومُ بأوثانهم وما يتقربّون به في دينهم، وخرج الحَبران بمصاحفهما في أعناقهما، حتى قعدوا للنار عند مخرجها الذي تخرج منه، فخرجت النارُ، فأقبلتْ حتى غشِيَتهم، فأكلت الأوثان وما قرّبوا معها، ومَن حمل ذلك مِن رجال حِمْيَر، وخرج الحبران بمصاحفهما في أعناقهما، يتلوان التوراة، تعرق جباههما لم تضرهما، ونكصت النار حتى رَجعتْ إلى مخرجها الذي خَرجتْ منه، فأصفقت عند ذلك حِمْيَر على دينهما، فمِن هُنالك كان أصل اليهودية في اليمن[[تفسير البغوي ٧/٢٣٣-٢٣٤.]]. (ز)
٧٠١٠٠- عن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله -من طريق أبي مالك بن ثعلبة القرظي-: أنّ تُبَّعًا لما دنا مِن اليمن ليدخلها حالت حِمير بينه وبين ذلك ...، نحوه[[أخرجه ابن جرير ٢١/٤١٧.]]. (ز)
٧٠١٠١- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة - عن بعض أصحابه: أن الحَبْرين ومَن خرج معهما من حِمير، إنّما اتبعوا النار ليردُّوها، وقالوا: مَن ردَّها فهو أولى بالحق. فدنا منهم رجال مِن حِمير بأوثانهم ليردُّوها، فدنت منهم لتأكلهم، فحادوا فلم يستطيعوا ردَّها، ودنا منها الحَبران بعد ذلك، وجعلا يتلُوان التوراة، وتنكص، حتى ردّاها إلى مخرجها الذي خرجت منه، فأصفقت عند ذلك حِمير على دينهما، وكان رئامٌ بيتًا لهم يُعظِّمونه، وينحرون عنده، ويكلمون منه، إذ كانوا على شركهم، فقال الحبران لتبَّع: إنما هو شيطان يفتنهم ويلعب بهم؛ فخلِّ بيننا وبينه. قال: فشأنكما به. فاستخرجا منه -فيما يزعم أهل اليمن- كلبًا أسود، فذبحاه، ثم هدما ذلك البيت، فبقاياه اليوم باليمن. كما ذكر لي[[أخرجه ابن جرير ٢١/٤١٨.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.