الباحث القرآني
﴿ٱللَّهُ یَتَوَفَّى ٱلۡأَنفُسَ حِینَ مَوۡتِهَا وَٱلَّتِی لَمۡ تَمُتۡ فِی مَنَامِهَاۖ فَیُمۡسِكُ ٱلَّتِی قَضَىٰ عَلَیۡهَا ٱلۡمَوۡتَ وَیُرۡسِلُ ٱلۡأُخۡرَىٰۤ إِلَىٰۤ أَجَلࣲ مُّسَمًّىۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَتَفَكَّرُونَ ٤٢﴾ - تفسير
٦٧٤٣٧- عن عمر بن الخطاب -من طريق سُليم بن عامر- قال: العَجَب مِن رُؤيا الرجل؛ إنه يبيت فيرى الشيءَ لم يخطر له على بالٍ، فتكون رؤياه كأخْذٍ باليد، ويرى الرجل الرؤيا فلا تكون رؤياه شيئًا! فقال علي بن أبي طالب: أفلا أخبرك بذلك، يا أمير المؤمنين؟ إنّ الله يقول: ﴿اللَّهُ يَتَوَفّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها والَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْها المَوْتَ ويُرْسِلُ الأُخْرى إلى أجَلٍ مُسَمًّى﴾. فالله يتوفى الأنفس كلها؛ فما رأت وهي عنده في السماء فهي الرؤيا الصادقة، وما رأت إذا أُرسلت إلى أجسادها تلقّتها الشياطين في الهواء فكَذَبَتها، وأخبرتها بالأباطيل فكذبَت فيها. فعجب عمر من قوله[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم، وابن مردويه.]]. (١٢/٦٦٥)
٦٧٤٣٨- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿اللَّهُ يَتَوَفّى الأَنْفُسَ﴾ الآية، قال: نفْسٌ وروح بينهما مثل شعاع الشمس، فيتوفى الله النفسَ في منامه، ويدع الروحَ في جوفه يتقلّب ويعيش، فإن بدا لله أن يقبضه قبض الروح فمات، وإن أخَّر أجَله ردّ النَّفْس إلى مكانها من جوفه[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]٥٦٣٥. (١٢/٦٦٤)
٦٧٤٣٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جُبير- في قوله: ﴿اللَّهُ يَتَوَفّى الأَنْفُسَ﴾ الآية، قال: تلتقي أرواحُ الأحياء وأرواحُ الأموات في المنام، فيتساءلون بينهم ما شاء الله، ثم يُمسك الله أرواحَ الأموات، ويرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها ﴿إلى أجَلٍ مُسَمًّى﴾ لا يَغْلَط بشيء منها، فذلك قوله: ﴿إنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٢١٥، والطبراني في الأوسط (١٢٢)، وأبو الشيخ في العظمة (٤٣١، ٤٤٤)، والضياء في المختارة ١٠/١٢٢، ١٢٣ (١٢٢، ١٢٣) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، إلا أنه عند ابن جرير وأبي الشيخ في الموضع الأول من قول سعيد بن جبير كما سيأتي. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه.]]. (١٢/٦٦٤)
٦٧٤٤٠- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿اللَّهُ يَتَوَفّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها﴾ الآية، قال: كل نفسٍ لها سَبَبٌ تجري فيه، فإذا قَضى عليها الموتَ نامت حتى ينقطع السبب، ﴿والَّتِي لَمْ تَمُتْ﴾ تُترك[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٢/٦٦٥)
٦٧٤٤١- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿اللَّهُ يَتَوَفّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها﴾ الآية، قال: سبب ممدودٌ ما بين المشرق والمغرب بين السماء والأرض، فأرواحُ الموتى وأرواحُ الأحياء إلى ذلك السبب، فتَعْلَق النّفْس الميّتة بالنَّفْس الحية، فإذا أُذن لهذه الحيَّة بالانصراف إلى جسدها لتستكمل رزقها أُمسكت النَّفْس الميِّتة وأُرسلت الأخرى[[عزاه السيوطي إلى جويبر.]]. (١٢/٦٦٥)
٦٧٤٤٢- عن سعيد بن جُبير -من طريق جعفر- في قوله: ﴿اللَّهُ يَتَوَفّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها﴾ الآية، قال: يَجمع بين أرواح الأحياء وأرواح الأموات، فيتعارف منها ما شاء الله أن يتعارف، فيُمسك التي قَضى عليها الموت، ويُرسل الأخرى إلى أجسادها[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٢١٥.]]٥٦٣٦. (ز)
٦٧٤٤٣- عن سعيد بن جُبير-من طريق عطاء [بن السائب]- في قوله تعالى: ﴿اللَّهُ يَتَوَفّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها﴾، قال: يقبض أنفس الأموات والأحياء، فيُمسك أنفس الأموات، ويُرسل أنفس الأحياء إلى أجل مسمّى لا يغلط[[أخرجه الثعلبي ٨/٢٣٨، وأخرج الهذيل بن حبيب -كما في تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٦٩٠- نحوه.]]. (ز)
٦٧٤٤٤- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: ﴿اللَّهُ يَتَوَفّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها﴾ قال: تُقبض الأرواح عند نيام النائم، فيَقبِض روحه في منامه، فتلقى الأرواحُ بعضُها بعضًا؛ أرواحُ الموتى وأرواحُ النيام، فتلتقي، فتساءل. قال: فيُخلّى عن أرواح الأحياء فترجع إلى أجسادها، وتريد الأخرى أن ترجع، فيَحبِس التي قضى عليها الموت، ﴿ويُرْسِلُ الأُخْرى إلى أجَلٍ مُسَمًّى﴾ قال: إلى بقية آجالها[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٢١٦.]]. (ز)
٦٧٤٤٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿اللَّهُ يَتَوَفّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها﴾ يقول: عند أجلها، يعني: التي قضى الله عليها الموت، فيمسكها على الجسد، في التقديم ﴿والَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها﴾ فتلك الأخرى التي يرسلها إلى الجسد، ﴿فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْها المَوْتَ ويُرْسِلُ الأُخْرى إلى أجَلٍ مُسَمًّى إنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ﴾ لعلامات ﴿لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ في أمر البعث[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٦٧٩.]]. (ز)
٦٧٤٤٦- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿اللَّهُ يَتَوَفّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها والَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها﴾ قال: فالنوم وفاة، ﴿فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْها المَوْتَ ويُرْسِلُ الأُخْرى﴾ التي لم يقبضها ﴿إلى أجَلٍ مُسَمًّى﴾[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٢١٦.]]. (ز)
٦٧٤٤٧- عن فرقد، قال: ما مِن ليلة من ليالي الدنيا إلا والرّب -تبارك وتعالى- يقبض الأرواح كلها؛ مؤمنها وكافرها، فيسأل كلَّ نفس ما عمل صاحبُها من النهار -وهو أعلم-، ثم يدعو ملك الموت فيقول: اقبض هذا، واقبض هذا. مَن قضى عليه الموت، ﴿ويُرْسِلُ الأُخْرى إلى أجَلٍ مُسَمًّى﴾[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]٥٦٣٧. (١٢/٦٦٥)
﴿ٱللَّهُ یَتَوَفَّى ٱلۡأَنفُسَ حِینَ مَوۡتِهَا وَٱلَّتِی لَمۡ تَمُتۡ فِی مَنَامِهَاۖ فَیُمۡسِكُ ٱلَّتِی قَضَىٰ عَلَیۡهَا ٱلۡمَوۡتَ وَیُرۡسِلُ ٱلۡأُخۡرَىٰۤ إِلَىٰۤ أَجَلࣲ مُّسَمًّىۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَتَفَكَّرُونَ ٤٢﴾ - آثار متعلقة بالآية
٦٧٤٤٨- عن أبي أيوب: أنّه سمع رسول الله ﷺ حين كان نازلًا في بيته، حين أراد أن يرقد قال كلامًا لم نفهمه، قال: فسألته عن ذلك. فقال: «اللهم، أنت تتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها، فتُمسك التي قُضي عليها الموت، وتُرسل الأخرى إلى أجل مسمى، أنت خلقتني، وأنت تتوفّاني، فإن أنت توفّيتني فاغفر لي، وإن أنت أخَّرتني فاحفظني»[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٢/٦٦٦)
٦٧٤٤٩- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بِداخِلةِ إزارِه[[داخلة الإزار: طرفُه وحاشيته مما يلي الجسد. النهاية (دخل)، ولسان العرب (دخل).]]؛ فإنه لا يدري ما خَلَفَهُ عليه[[لعل هامَّةً دَبَّت فصارت فِيه بعده، وخِلاف الشيء: بَعْدَه. النهاية (خلف).]]، ثم ليقل: باسمك ربي وضعتُ جنبي، وباسمك أرفعه، إن أمسكْتَ نفسي فارحمها، وإن أرسلْتَها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين»[[أخرجه البخاري ٨/٧٠-٧١ (٦٣٢٠)، ٩/١١٩ (٧٣٩٣) واللفظ له، ومسلم ٤/٢٠٨٤ (٢٧١٤).]]. (١٢/٦٦٦)
٦٧٤٥٠- عن أبي قتادة، أنّ النبي ﷺ قال لهم ليلة الوادي: «إنّ الله قبض أرواحكم حين شاء، وردَّها عليكم حين شاء»[[أخرجه البخاري ١/١٢٢ (٥٩٥) مطولًا، ٩/١٣٩ (٧٤٧١).]]. (١٢/٦٦٧)
٦٧٤٥١- عن أنس بن مالك، قال: كنت مع النبي ﷺ في سَفَر، فقال: «مَن يكْلَؤُنا الليلة؟». فقلتُ: أنا. فنام، ونام الناس، ونِمتُ، فلم نستيقظ إلا بحرِّ الشمس، فقال رسول الله ﷺ: «أيها الناس، إنّ هذه الأرواح عارية في أجساد العباد، فيقبضها إذا شاء، ويُرسلها إذا شاء»[[أخرجه البزار ١٤/٤٢ (٧٤٧٤)، والدولابي في الكُنى والأسماء ٢/٧٨٥-٧٨٦ (١٣٦٧). قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الشعبي عن أنس إلا عتبة، ولا حدّث به إلا محمد بن الحسن الأسدي». وقال الهيثمي في المجمع ١/٣٢٢ (١٨٠٦): «رواه البزار، وفيه عتبة أبو عمرو، روى عن الشعبي، وروى عنه محمد بن الحسن الأسدي، ولم أجد من ذكره، وبقية رجاله رجال الصحيح».]]. (١٢/٦٦٧)
٦٧٤٥٢- عن أبي أمامة، قال: كنا مع رسول الله ﷺ في سفر، فلم يستيقظ رسول الله ﷺ حتى آذاه حرُّ الشمس، فأقام الصلاة، ثم صلّى بهم، ثم قال: «إذا رقد أحدكم فغلبته عيناه فليفعل هكذا؛ فإن الله يتوفّى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها»[[أخرجه الطبراني في الكبير ٨/٢٤٨ (٧٩٧٣). قال الهيثمي في المجمع ١/٣٢٣ (١٨١٤): «فيه جعفر بن الزبير، وهو ضعيف».]]. (١٢/٦٦٨)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.