الباحث القرآني

﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَاۤ أَحَدࣲ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَـٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِیِّـۧنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمࣰا ۝٤٠﴾ - قراءات

٦٢٣٣٤- في قراءة عبد الله [بن مسعود]: (لَكِنَّ نَبِيًّا خَتَمَ النَّبِيِّينَ)[[علقه ابن جرير ١٩/١٢٢. وهي قراءة شاذة. انظر: الكشاف ٥/٧٦.]]٥٢٣٧. (ز)

٥٢٣٧ علَّقَ ابنُ جرير (١٩/١٢٢) على هذه القراءة بقوله: «ذلك دليل على صحة قراءة مَن قرأه بكسر التاء، بمعنى: أنه الذي ختم الأنبياء ﷺ وعليهم».

٦٢٣٣٥- عن أبي عبد الرحمن السلمي، قال: كنت أُقرِئ الحسنَ والحسين، فمرَّ بي علي بن أبي طالب وأنا أقرئهما: ‹وخاتِمَ النَّبِيِّينَ٥٢٣٨›. فقال لي: أقرئهما ﴿وخاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ بفتح التاء[[عزاه السيوطي إلى ابن الانباري في المصاحف. وهما قراءتان متواترتان، فقرأ عاصم ﴿وخاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ بفتح التاء، وقرأ بقية العشرة ‹وخاتِمَ النَّبِيِّينَ› بكسرها. انظر: النشر ٢/٣٤٨، والإتحاف ص٤٥٥.]]. (١٢/٦٤)

٥٢٣٨ بَيَّنَ ابن عطية (٧/ ١٢٥) المعنى على قراءة الكسر، فقال: «بمعنى: أنه خَتَمَهم، أي: جاء آخرهم».

٦٢٣٣٦- قرأ الحسن البصري= (ز)

٦٢٣٣٧- وعاصم: ﴿وخاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ بفتح التاء[[تفسير ابن جرير ١٩/١٢٢-١٢٣.]]٥٢٣٩. (ز)

٥٢٣٩ بَيَّنَ ابنُ عطية (٧/ ١٢٥) المعنى على قراءة الفتح، فقال: «بمعنى: أنهم به خُتِمُوا، فهو كالخاتم والطابع لهم».

﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَاۤ أَحَدࣲ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَـٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِیِّـۧنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمࣰا ۝٤٠﴾ - نزول الآية

٦٢٣٣٨- عن عائشة -من طريق الشعبي- قالت: لو كان رسول الله ﷺ كاتمًا شيئًا مِن الوحي لكتم هذه الآية: ﴿وإذْ تَقُولُ لِلَّذِي أنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ﴾ يعني: بالإسلام، ﴿وأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ﴾ بالعتق: ﴿أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ﴾ إلى قوله: ﴿وكانَ أمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا﴾ وإن رسول الله ﷺ لما تزوجها قالوا: تزوَّج حليلة ابنه؛ فأنزل الله تعالى: ﴿ما كانَ مُحَمَّدٌ أبا أحَدٍ مِن رِجالِكُمْ ولَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وخاتَمَ النبيينَ﴾ وكان رسول الله ﷺ تبنّاه وهو صغير، فلبث حتى صار رجلًا يقال له: زيد بن محمد، فأنزل الله: ﴿ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ﴾ يعني: أعدل عند الله[[أخرجه الترمذي ٥/٤٢٣ (٣٤٨٥). وأخرجه أحمد ٤٣/١٦٦ (٢٦٠٤١)، ٤٣/٣٢٤ (٢٦٢٩٥) مختصرًا. قال الترمذي: «هذا حديث غريب».]]. (١٢/٥٤)

٦٢٣٣٩- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿ما كانَ مُحَمَّدٌ أبا أحَدٍ مِن رِجالِكُمْ﴾، قال: نزلت في زيد بن حارثة[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٢/٦١)

٦٢٣٤٠- عن علي بن الحسين -من طريق نسير بن ذعلوق- في قوله: ﴿ما كانَ مُحَمَّدٌ أبا أحَدٍ مِن رِجالِكُمْ ولَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ﴾، قال: نزلت في زيد بن حارثة[[أخرجه ابن جرير ١٩/١٢٢، وابن عساكر ١٩/٣٥٥-٣٥٩. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/٦٢)

٦٢٣٤١- عن عكرمة مولى ابن عباس: ... كان الناس يقولون مِن شِدَّة ما يرون مِن حُبِّ النبي ﷺ لزيد: إنه ابنه. فأراد الله أمرًا، قال الله: ﴿فَلَمّا قَضى زَيْدٌ مِنها وطَرًا زَوَّجْناكَها﴾ يا محمد، ﴿لِكَيْ لا يَكُونَ عَلى المُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أزْواجِ أدْعِيائِهِمْ﴾. وأنزل الله: ﴿ما كانَ مُحَمَّدٌ أبا أحَدٍ مِن رِجالِكُمْ ولَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وخاتَمَ النبيينَ﴾ فلمّا طلقها زيدٌ تزوجها النبي ﷺ، فعندها قالوا: لو كان زيدٌ ابن رسول الله ﷺ ما تزوج امرأة ابنه[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر. وقد تقدم.]]. (١٢/٦٠)

٦٢٣٤٢- عن ابن جريج، قال: قلت لعطاء [بن أبي رباح]: ﴿وحَلائِلُ أبْنائِكُمُ﴾ [النساء:٢٣]، الرجل ينكح المرأة لا يراها حتى يطلّقها، أتحِلُّ لأبيه؟ قال: هي مرسلة ﴿وحَلائِلُ أبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِن أصْلابِكُمْ﴾. قال: نرى ونتحدث -والله أعلم- أنها نزلت في محمد ﷺ لما نكح امرأة زيد، قال المشركون بمكة في ذلك؛ فأُنزلت: ﴿وحَلائِلُ أبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِن أصْلابِكُمْ﴾. وأُنزلت: ﴿وما جَعَلَ أدْعِياءَكُمْ أبْناءَكُمْ﴾ [الأحزاب:٤]. ونزلت: ﴿ما كانَ مُحَمَّدٌ أبا أحَدٍ مِن رِجالِكُمْ﴾[[أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ٦/٢٨٠ (١٠٨٣٧).]]. (ز)

٦٢٣٤٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿ما كانَ مُحَمَّدٌ أبا أحَدٍ مِن رِجالِكُمْ﴾، قال: نزلت في زيد، أي: أنه لم يكن بابنه، ولَعَمْرِي لقد وُلِد له ذكور؛ إنه لأبو القاسم، وإبراهيم، والطيِّب، والمُطهَّر[[أخرجه ابن جرير ١٩/١٢٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/٦٢)

٦٢٣٤٤- قال مقاتل بن سليمان: أنزل الله ﷿ في قول الناس: إن محمدًا تزوج امرأة ابنه ﴿ما كانَ مُحَمَّدٌ أبا أحَدٍ مِن رِجالِكُمْ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤٩٨.]]. (ز)

﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَاۤ أَحَدࣲ مِّن رِّجَالِكُمۡ﴾ - تفسير الآية

٦٢٣٤٥- عن عامر الشعبي -من طريق داود بن أبي هند- في قوله: ﴿ما كانَ مُحَمَّدٌ أبا أحَدٍ مِن رِجالِكُمْ﴾، قال: ما كان ليعيش له فيكم ولد ذَكر[[أخرجه الترمذي ٢/١١٨.]]٥٢٤٠. (١٢/٦٢)

٥٢٤٠ قال ابنُ عطية (٧/ ١٢٥): «أذهب الله تعالى في هذه الآية ما وقع في نفوس منافقين وغيرهم مِن بعد تزويج رسول الله ﷺ زينب زوجة دَعِيِّه زيد بن حارثة؛ لأنهم كانوا استعظموا أن يتزوج زوجة ابنه، فنفى القرآن تلك البُنُوَّة، وأعلم أن محمدًا لم يكن في حقيقة أمره أبا أحد من رجال المعاصرين له، ولم يقصد بهذه الآية أن النبي ﷺ لم يكن له ولد، فيحتاج إلى الاحتجاج بأمر بنيه بأنهم كانوا ماتوا، ولا في أمر الحسن والحسين بأنهما كانا طفلين، ومَن احتجَّ بذلك فإنه تأوَّل نفي البُنُوَّة عنه بهذه الآية على غير ما قصد بها».

٦٢٣٤٦- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: ﴿ما كانَ مُحَمَّدٌ أبا أحَدٍ مِن رِجالِكُمْ﴾، قال: يعني: زيدًا، يقول: ليس بأبيه، وقد وُلد للنبي ﷺ رجال ونساء[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١١٨.]]. (ز)

٦٢٣٤٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ما كانَ مُحَمَّدٌ أبا أحَدٍ مِن رِجالِكُمْ﴾ يعني: زيد بن حارثة، يقول: إن محمدًا ليس بأبٍ لزيد، ولكن محمدًا رسول الله وخاتم النبيين ... فلما نزلت: ﴿ما كانَ مُحَمَّدٌ أبا أحَدٍ مِن رِجالِكُمْ﴾ قال النبي ﷺ لزيد: «لستُ لك بأَبٍ». فقال زيد: يا رسول الله، أنا زيد بن حارثة، معروف نسبي[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤٩٨-٤٩٩.]]. (ز)

٦٢٣٤٨- قال يحيى بن سلّام: ﴿ما كانَ مُحَمَّدٌ أبا أحَدٍ مِن رِجالِكُمْ﴾، يقول: إنّ محمدًا لم يكن بأبي زيد، وإنما كان زيد دَعِيًّا له[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٧٢٣.]]. (ز)

﴿وَلَـٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِیِّـۧنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمࣰا ۝٤٠﴾ - تفسير

٦٢٣٤٩- عن عائشة -من طريق جرير بن حازم- قالت: ﴿وخاتَمَ النبيينَ﴾، قولوا: خاتم النبيين، ولا تقولوا: لا نبي بعده[[أخرجه ابن أبي شيبة ٩/١٠٩-١١٠.]]. (١٢/٦٤)

٦٢٣٥٠- عن عائشة -من طريق محمد بن سيرين- قالت: ﴿وخاتَمَ النبيينَ﴾، لا تقولوا: لا نبي بعد محمد، وقولوا: خاتم النبيين؛ فإنه ينزل عيسى ابن مريم حكَمًا عدْلًا، وإمامًا مُقسطًا، فيقتل الدجال، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، وتضع الحرب أوزارها[[أخرجه يحيى بن سلّام ٢/٧٢٤.]]. (ز)

٦٢٣٥١- قال عبد الله بن عباس: ﴿وخاتَمَ النبيينَ﴾، يريد: لو لم أختم به النبيين لجعلت له ابنًا يكون بعده نبيًّا[[تفسير البغوي ٦/٣٥٩، وفيه بلفظ آخر عن ابن عباس من طريق عطاء: أن الله تعالى لما حكم أن لا نبي بعده لم يعطه ولدًا ذَكَرًا يصير رجلًا.]]. (ز)

٦٢٣٥٢- عن الحسن البصري، في قوله: ﴿وخاتَمَ النبيينَ﴾، قال: ختم الله النبيين بمحمد، وكان آخر مَن بُعِث[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٢/٦٢)

٦٢٣٥٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: ﴿ولَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وخاتَمَ النبيينَ﴾، قال: آخر نبي[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١١٨. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/٦٢)

٦٢٣٥٤- قال مقاتل بن سليمان: يعني: آخر النبيين، لا نبي بعد محمد ﷺ، ولو أن لمحمد ولدًا لكان نبيًّا رسولًا، ﴿وخاتَمَ النبيينَ وكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ يقول: لو كان زيد ابن محمد لكان نبيًّا[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤٩٨-٤٩٩.]]. (ز)

﴿وَلَـٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِیِّـۧنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمࣰا ۝٤٠﴾ - آثار متعلقة بالآية

٦٢٣٥٥- عن جابر، قال: قال رسول الله ﷺ: «مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل بنى دارًا، فأكملها، وأحسنها، إلا موضع لبنة، فكان مَن دخلها فنظر إليها قال: ما أحسنها إلا موضع اللبنة. فأنا موضع اللبنة، خُتم بي الأنبياء»[[أخرجه البخاري ٤/١٨٦ (٣٥٣٤)، ومسلم ٤/١٧٩١ (٢٢٨٧) كلاهما بنحوه.]]. (١٢/٦٣)

٦٢٣٥٦- عن أبي هريرة، أنّ رسول الله ﷺ قال: «مثلي ومَثَل الأنبياء مِن قبلي كمَثَل رجل بنى بنيانًا، فأحسنه، وأجمله، إلا موضع لبنة مِن زاوية من زواياها، فجعل الناس يطوفون به، ويتعجبون له، ويقولون: هلّا وُضِعت هذه اللبنة! فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين»[[أخرجه البخاري ٤/١٨٦ (٣٥٣٥)، ومسلم ٤/١٧٩٠-١٧٩١ (٢٢٨٦) كلاهما بنحوه.]]. (١٢/٦٣)

٦٢٣٥٧- عن حذيفة، عن النبي ﷺ، قال: «في أُمَّتي كذّابون ودجّالون سبعة وعشرون، منهم أربع نسوة، وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي»[[أخرجه أحمد ٣٨/٣٨٠ (٢٣٣٥٨). قال الهيثمي في المجمع ٧/٣٣٢ (١٢٤٨١): «رواه أحمد، والطبراني في الكبير، والأوسط، والبزار، ورجال البزار رجال الصحيح». وأورده الألباني في الصحيحة ٤/٦٥٤ (١٩٩٩).]]. (١٢/٦٤)

٦٢٣٥٨- عن ثوبان، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي»[[أخرجه أحمد ٣٧/٧٨-٧٩ (٢٢٣٩٥)، وأبو داود ٦/٣٠٥-٣٠٦ (٤٢٥٢)، والترمذي ٤/٢٧٩-٢٨٠ (٢٣٦٦)، وابن ماجه ٥/٩٧-٩٨ (٣٩٥٢)، وابن حبان ١٥/١٠٩-١١٠ (٦٧١٤)، ١٦/٢٢٠-٢٢١ (٧٢٣٨)، والحاكم ٤/٤٩٦ (٨٣٩٠) جميعهم مطولًا. قال الترمذي: «هذا حديث صحيح». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة». وقال الألباني في الصحيحة ٤/٢٥٢: «سند صحيح، على شرط مسلم».]]. (١٢/٦٤)

٦٢٣٥٩- عن عامر الشعبي، قال: قال رجل عند المغيرة بن شعبة: صلى الله على محمد خاتم الأنبياء، لا نبي بعده. فقال المغيرة: حسبُك إذا قلت: خاتم الأنبياء. فإنّا كنا نُحَدَّث: أن عيسى خارج، فإن هو خرج فقد كان قبله وبعده[[أخرجه ابن أبي شيبة ٩/١١٠.]]. (١٢/٦٤)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب