الباحث القرآني
﴿لَتُبۡلَوُنَّ فِیۤ أَمۡوَ ٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ وَلَتَسۡمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَمِنَ ٱلَّذِینَ أَشۡرَكُوۤا۟ أَذࣰى كَثِیرࣰاۚ وَإِن تَصۡبِرُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ فَإِنَّ ذَ ٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ ١٨٦﴾ - نزول الآية
١٥٦٨٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- أنه حدثه، قال: نزل في أبي بكر وما بلغه في ذلك من الغضب: ﴿ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا﴾[[أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار ٥/٨٧ (١٨٣٠)، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة ١٢/٢٥٦ (٢٨٥)، وابن جرير ٦/٢٧٨ مطولًا، وابن أبي حاتم ٣/٨٣٤ (٤٦١٧)، من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد، عن عكرمة، عن ابن عباس. قال ابن حجر في الفتح ٨/٢٣١: «روى ابن أبي حاتم، وابن المنذر، بإسناد حسن، عن ابن عباس».]]. (ز)
١٥٦٨٥- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق ابن جريج- في قوله: ﴿لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا﴾، قال: نزلت هذه الآية في النبي ﷺ، وفي أبي بكر رضوان الله عليه، وفي فِنحاص اليهودي سيد بني قينقاع، قال: بعث النبي ﷺ أبا بكر الصديق ﵀ إلى فِنحاص يستمده، وكتب إليه بكتاب، وقال لأبي بكر: «لا تَفْتاتَنَّ عليَّ بشيء حتى ترجع». فجاء أبو بكر وهو مُتَوَشِّح بالسيف، فأعطاه الكتاب، فلما قرأه قال: قد احتاج ربكم أن نمده. فهَمَّ أبو بكر أن يضربه بالسيف، ثم ذكر قول النبي ﷺ: «لا تَفْتاتَنَّ عَلَيَّ بشيء حتى ترجع»، فكفَّ؛ ونزلت: ﴿ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم﴾، وما بين الآيتين إلى قوله: ﴿لتبلون في أموالكم وأنفسكم﴾. نزلت هذه الآيات في بني قينقاع، إلى قوله: ﴿فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك﴾[[أخرجه ابن جرير ٦/٢٩٠، ٢٩١، وابن المنذر ٢/٥١٤.]]. (٤/١٥٩)
١٥٦٨٦- عن محمد ابن شهاب الزهري -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم﴾، قال: هو كعب بن الأشرف، وكان يُحَرِّض المشركين على النبي ﷺ وأصحابه في شعره، ويهجو النبي ﷺ وأصحابه[[أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/١٤٢-١٤٤، وابن جرير ٦/٢٩١، ٢٩٢، وابن المنذر ٢/٥٢٣، ٥٢٤ مطولًا عندهم، وابن أبي حاتم ٣/٨٣٤.]]. (٤/١٦٦)
١٥٦٨٧- عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك -من طريق الزهري-، مثله[[أخرجه ابن المنذر (١٢٤٤).]]. (٤/١٦٦)
١٥٦٨٨- قال مقاتل= (ز)
١٥٦٨٩- ومحمد بن السائب الكلبي= (ز)
١٥٦٩٠- وعبد الملك ابن جريج: نزلت الآية في أبي بكر، وفِنحاص بن عازوراء[[تفسير الثعلبي ٣/٢٢٥، وتفسير البغوي ٢/١٤٦.]]. (ز)
١٥٦٩١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿لتبلون في أموالكم وأنفسكم﴾، نزلت في النبي ﷺ، وأبي بكر الصديق[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٢٠.]]١٤٨٨. (ز)
﴿لَتُبۡلَوُنَّ فِیۤ أَمۡوَ ٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ﴾ - تفسير
١٥٦٩٢- عن الحسن البصري -من طريق عَبّاد بن منصور- أنّه سُئِل عن قوله: ﴿لتبلون في أموالكم وأنفسكم﴾. قال: نُبْتَلى -والله- في أموالنا وأنفسنا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٨٣٣.]]. (ز)
١٥٦٩٣- قال الحسن البصري، في قوله: ﴿لتبلون في أموالكم وأنفسكم﴾: هو ما فرض عليهم في أموالهم وأنفسهم من الحقوق؛ كالصلاة، والصيام، والحج، والجهاد، والزكاة[[تفسير الثعلبي ٣/٢٢٧، وتفسير البغوي ٢/١٤٨.]]. (ز)
١٥٦٩٤- قال عطاء، في قوله: ﴿لتبلون في أموالكم وأنفسكم﴾: هم المهاجرون، أخذ المشركون أموالهم ورِباعَهم[[الرِّباع: المنازل. لسان العرب (ربع).]]، وعَذَّبوهم[[تفسير الثعلبي ٣/٢٢٧، وتفسير البغوي ٢/١٤٨.]]. (ز)
١٥٦٩٥- عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجاج- في قوله: ﴿لتبلون﴾ الآية، قال: أعْلَمَ الله المؤمنين أنه سيبتليهم، فينظر كيف صبرهم على دينهم[[أخرج ابن جرير ٦/٢٩٠، وابن أبي حاتم ٣/٨٣٤، وابن المنذر ٢/٥٢١ من طريق ابن ثور بلفظ: يوصي المؤمنين....]]. (٤/١٦٥)
١٥٦٩٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿لتبلون في أموالكم وأنفسكم﴾، يعني: بالبلاء والمصيبات[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٢٠.]]. (ز)
﴿وَلَتَسۡمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَمِنَ ٱلَّذِینَ أَشۡرَكُوۤا۟ أَذࣰى كَثِیرࣰاۚ﴾ - تفسير
١٥٦٩٧- عن أسامة بن زيد -من طريق عروة بن الزبير- أنه أخبره قال: كان النبي ﷺ وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله، ويصبرون على الأذى، قال الله تعالى: ﴿ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا﴾، وكان رسول الله ﷺ يتأول في العفو ما أمره الله به، حتى أذن الله فيهم[[أخرجه البخاري ٦/٣٩ (٤٥٦٦)، ٨/٤٥-٤٦ (٦٢٠٧)، وابن المنذر ٢/٥٢١-٥٢٣ (١٢٤٣) مطولًا، وابن أبي حاتم ٣/٨٣٤ (٤٦١٨).]]. (ز)
١٥٦٩٨- عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجاج- ﴿ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم﴾ يعني: اليهود والنصارى، ﴿ومن الذين أشركوا أذى كثيرا﴾ فكان المسلمون يسمعون من اليهود قولهم: عزير ابن الله، ومن النصارى: المسيح ابن الله، فكان المسلمون ينصبون لهم الحرب، ويسمعون إشراكهم، فقال الله: ﴿وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور﴾[[أخرجه ابن جرير ٦/٢٩٠، وابن أبي حاتم ٣/٨٣٤، وابن المنذر ٢/٥٢٥، ٥٢٦ من طريق ابن ثور.]]. (٤/١٦٦)
١٥٦٩٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم﴾ حين قالوا: إن الله فقير، ثم قال: ﴿ومن الذين أشركوا﴾ يعني: مشركي العرب ﴿أذى كثيرا﴾ باللسان والفعل[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٢٠.]]. (ز)
﴿وَإِن تَصۡبِرُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ فَإِنَّ ذَ ٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ ١٨٦﴾ - تفسير
١٥٧٠٠- عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- في قوله: ﴿فإن ذلك من عزم الأمور﴾ يعني: هذا الصبر على الأذى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ﴿من عزم الأمور﴾ يعني: من حق الأمور التي أمر الله تعالى[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٨٣٥.]]. (٤/١٦٦)
١٥٧٠١- عن الحسن البصري -من طريق عَبّاد بن منصور- في قوله: ﴿وإن تصبروا وتتقوا﴾ الآية، قال: أمر الله المؤمنين أن يصبروا على من آذاهم، زعم أنهم كانوا يقولون: يا أصحاب محمد، لستم على شيء، نحن أولى بالله منكم، أنتم ضُلّال. فأُمروا أن يمضوا ويصبروا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٨٣٤.]]. (٤/١٦٦)
١٥٧٠٢- قال عطاء، في قوله: ﴿فإن ذلك من عزم الأمور﴾: من حقيقة الإيمان[[تفسير الثعلبي ٣/٢٢٧، وتفسير البغوي ٢/١٤٨.]]. (ز)
١٥٧٠٣- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق إسماعيل بن أبي خالد- قال: ... لَمّا قدم النبي ﷺ [المدينة] وحولها من عبدة الأوثان وأهل الكتاب جماعات، لم يقاتل أحدًا منهم، ولم يتعرض لهم بحرب، وكان يتعرض لقريش خاصة ويقصدهم، وذلك أن الله إنما أمرهم بقتال الذين ظلموهم وأخرجوهم من ديارهم. وكان المشركون أيضًا بالمدينة من أهل الكتاب وعبدة الأوثان يؤذونه وأصحابه، فندبهم الله ﷿ إلى الصبر على أذاهم والعفو عنهم، فقال: ﴿ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور﴾، وقال: ﴿ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم﴾ إلى قوله ﴿حتى يأتي الله بأمره﴾ [البقرة:١٠٩]، وكان ربما أمر بقتل الواحد بعد الواحد ممن قصد إلى أذاه إذا ظهر ذلك وأَلَّب[[التأليب: التحريض. القاموس المحيط (ألب).]] عليه[[أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٢/٥٨٠.]]. (ز)
١٥٧٠٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وإن تصبروا﴾ على ذلك الأذى، ﴿وتتقوا﴾ معصيته، ﴿فإن ذلك من عزم الأمور﴾، يعني: ذلك الصبر والتقوى من خير الأمور التي أمر الله ﷿ بها[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٢٠.]]. (ز)
١٥٧٠٥- عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجاج- ﴿وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور﴾، قال: من القوة مما عزم الله عليه، وأمركم به[[أخرجه ابن جرير ٦/٢٩١، وابن أبي حاتم ٣/٨٣٤، وابن المنذر ٢/٥٢٦ من طريق ابن ثور.]]. (٤/١٦٦)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.