﴿فَمَا لَنَا مِن شَـٰفِعِینَ ١٠٠ وَلَا صَدِیقٍ حَمِیمࣲ ١٠١﴾ - تفسير
٥٦١٠٧- عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ الناس يَمُرُّون يوم القيامة على الصِّراط، والصِّراط دحضٌ[[دَحْض: زَلَق. النهاية (دحض).]] مَزَلَّةٌ يَتَكَفَّأُ[[يَتَكَفَّأ: يَتَمَيَّل ويَنقلب. النهاية (كفأ).]] بأهله، والنار تأخذ منهم، وإن جهنم لتَنطِف[[أي: تَقْطُر. النهاية (نطف).]] عليهم مثل الثلج إذا وقع لها زفيرٌ وشهيقٌ، فبينما هم كذلك إذا جاءهم نداءٌ مِن الرحمن: عبادي، مَن كنتم تعبدون في دار الدنيا؟ فيقولون: ربَّنا، أنت أعلم أنّا إيّاك كنا نعبد. فيجيبهم بصوت لم يسمع الخلائق مثله قط: عبادي، حقٌّ عَلَيَّ ألا أكِلَكم اليومَ إلى أحد غيري، فقد عفوتُ عنكم، ورضيتُ عنكم. فتقوم الملائكة عند ذلك بالشفاعة، فينجون من ذلك المكان، فيقول الذين تحتهم في النار: ﴿فما لنا من شافعين* ولا صديق حميم* فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين﴾. قال الله: ﴿فكبكبوا فيها هم والغاوون﴾، قال ابن عباس: أُدهِروا فيها إلى آخر الدهر[[أخرجه أبو نعيم في الحلية ٤/٣٣٥-٣٣٦ ولم يذكر قول عبد الله بن عباس. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
قال أبو نعيم: «غريب من حديث الشعبي، تفرَّد به مقاتل ... والحملُ فيه على سلام؛ فإنه متروك».]]. (١١/٢٧٥)
٥٦١٠٨- عن جابر بن عبد الله، يقول: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «إنّ الرجل ليقول في الجنة: ما فعل صديقي فلان؟ وصديقه في الجحيم، فيقول الله تعالى: أخرجوا له صديقه إلى الجنة. فيقول مَن بقي: ﴿فما لنا من شافعين* ولا صديق حميم﴾»[[أخرجه الثعلبي ٧/١٧٢، والبغوي ٦/١٢٠.
إسناده ضعيف؛ في إسناده رجل مبهم.]]. (ز)
٥٦١٠٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جريج- ﴿ولا صديق حميم﴾، قال: شفيق[[أخرجه ابن جرير ١٧/٦٠٠، وابن أبي حاتم ٨/٢٧٨٦. وعلقه يحيى بن سلام ٢/٥١١.]]. (١١/٢٧٧)
٥٦١١٠- قال يحيى بن سلّام: ﴿فما لنا من شافعين﴾ يشفعون لنا اليوم عند الله حتى لا يعذبنا، ﴿ولا صديق حميم﴾ أي: شفيق.= (ز)
٥٦١١١- في تفسير مجاهد: يحمل عنا من ذنوبنا كما كان يحمل الحميمَ عن حميمه في الدنيا[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٥١١.]]. (ز)
ابنُ عطية (٦/٤٩٤): «لفظة»الشفيع«تقتضي رفعة مكانة، ولفظ»الصديق«يقتضي شدة مساهمة، ونصرة، وهو»فعيل«مِن صدق الودّ مِن أبنية المبالغة. والحميم: الوليّ، والقريب الذي يخصك أمره، ويخصه أمرك، وجامعة الرجل خاصته».
٥٦١١٢- قال يحيى بن سلّام: هي في تفسير الحسن [البصري]: القرابة، كما يحمل ذو القرابة عن قرابته، والصديق عن صديقه[[علَّقه يحيى بن سلام ٢/٥١١.]]. (ز)
٥٦١١٣- عن يحيى بن سعيد المِسْمَعي، قال: كان قتادة إذا قرأ: ﴿فما لنا من شافعين (١٠٠) ولا صديق حميم﴾؛ قال: يعلمون -واللهِ- أنّ الصديق إذا كان صالحًا نفع، وأن الحميم إذا كان صالحًا شفع[[أخرجه ابن جرير ١٧/٦٠٠.]]. (ز)
٥٦١١٤- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿ولا صديق﴾، يقول: ولا شفيع يهتم بأمرنا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٧٨٦.]]. (ز)
٥٦١١٥- قال يحيى بن سلّام: وقال السُّدِّيّ: ﴿ولا صديق حميم﴾، يعني: قريب القرابة. قالوا حين شُفِع للمذنبين من المؤمنين، فأخرجوا منها، كقوله: ﴿فما تنفعهم شفاعة الشافعين﴾ [المدثر:٤٨][[علَّقه يحيى بن سلام ٢/٥١١.]]. (ز)
٥٦١١٦- عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجاج- ﴿فما لنا من شافعين﴾ قال: من أهل السماء، ﴿ولا صديق حميم﴾ قال: من أهل الأرض[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر. وأخرجه ابن جرير ١٧/٦٠٠ بلفظ: ﴿فما لنا من شافعين﴾ قال: من الملائكة، ﴿ولا صديق حميم﴾ قال: من الناس.]]. (١١/٢٧٧)
٥٦١١٧- قال مقاتل بن سليمان: ثم أظهروا الندامة، فقالوا: ﴿فما لنا من شافعين﴾ مِن الملائكة والنبيين، ﴿ولا صديق حميم﴾ يعني: القريب الشفيق، فيشفعون لنا كما يشفع للمؤمنين. وذلك أنّهم لما رأوا كيف يشفع الله ﷿ والملائكة [والنبيون] في أهل التوحيد؛ قالوا عند ذلك: ﴿فما لنا من شافعين﴾ إلى آخر الآية[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢٧١.]]. (ز)
﴿فَمَا لَنَا مِن شَـٰفِعِینَ ١٠٠ وَلَا صَدِیقٍ حَمِیمࣲ ١٠١﴾ - آثار متعلقة بالآية
٥٦١١٨- قال الحسن البصري: اسْتَكْثِروا مِن الأصدقاء المؤمنين؛ فإن لهم شفاعة يوم القيامة[[تفسير البغوي ٦/١٢٠.]]. (ز)
٥٦١١٩- عن الحسن البصري -من طريق صالح المري- قال: ما اجتمع ملأٌ على ذِكر الله تعالى، فيهم عبدٌ مِن أهل الجنة، إلا شفَّعه الله فيهم، وإنّ أهل الإيمان شفعاء بعضهم في بعض، وهم عند الله شافعون مُشَفَّعون[[أخرجه الثعلبي ٧/١٧٢.]]. (ز)
٥٦١٢٠- عن الهذيل، قال: قال مقاتل بن سليمان: استكثروا مِن صداقة المؤمنين؛ فإن المؤمنين يشفعون يوم القيامة، فذلك قوله سبحانه: ﴿ولا صديق حميم﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢٧١.]]. (ز)
{"ayahs_start":100,"ayahs":["فَمَا لَنَا مِن شَـٰفِعِینَ","وَلَا صَدِیقٍ حَمِیمࣲ"],"ayah":"وَلَا صَدِیقٍ حَمِیمࣲ"}