الباحث القرآني

شرح الكلمات: فكبكبوا فيها: أي ألقوا على وجوههم في جهنم ودحرجوا فيها حتى انتهوا إلى قعرها. والغاوون: جمع غاوٍ وهو الفاسد القلب المدنس الروح من الشرك والمعاصي. وجنود إبليس: أي أتباعه وأنصاره وأعوانه من الإنس والجن. إذ نسويكم برب العالمين: أي في العبادة فعبدناكم كما يعبد الله جل جلاله. ولا صديق حميم: أي يهمه أمرنا وتنفعنا صداقته نحتمي به من أن نعذب. فلو أن لنا كرة: أي رجعة إلى الدنيا لنؤمن ونوحد ونعبد ربنا بما شرع لنا. معنى الآيات: قوله تعالى ﴿فَكُبْكِبُواْ﴾ بعد ذلك الاستفهام التوبيخي التقريعي الذي تقدم في قوله تعالى ﴿وقِيلَ لَهُمْ أيْنَ ما كُنتُمْ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أوْ يَنتَصِرُونَ﴾ [الشعراء: ٩٢-٩٣]؟ وفشلوا في الجواب ولم يجيدوه إذ هو غير ممكن فأخبر تعالى عنهم بأنهم كبكبوا في جهنم -أي كبوا على وجوههم ودحرجوا فيها هم والغاوون جمع غاوٍ أي فاسد العقيدة والعمل وجنود إبليس أجمعون من أتباع الشيطان وأعوانه من دعاة الشرك والمعاصي والجريمة في الأرض من الإنس والجن قوله تعالى ﴿قالُواْ وهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ﴾ أي وهم في جهنم يختصمون كل واحد يحمل الثاني التبعة والمسؤولية فقال المشركون لمن أشركوا بهم ﴿تَٱللَّهِ إن كُنّا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ﴾ أي ظاهر بين لا يختلف فيه، وذلك ﴿إذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ ٱلْعالَمِينَ﴾ عز وجل فنعبدكم معه، ﴿ومَآ أضَلَّنَآ إلاَّ ٱلْمُجْرِمُونَ﴾ وهم دعاء الشرك والشر والضلال الذين أجرموا على أنفسهم فأفسدوها، وأجرموا علينا فأفسدوا نفوسنا بالشرك والمعاصي، وقوله تعالى ﴿فَما لَنا مِن شافِعِينَ ولا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾ هذا قولهم أيضاً قرروا فيه حقيقة أخرى وهي أنه ليس لهم في هذا اليوم من شافعين يشفعون لهم عند الله تعالى لا من الملائكة ولا من الإنس والجن إذ لا شفاعة تنفع من مات على الشرك والكفر، وقولهم ولا صديق حميم أي وليس لنا أي من صديق حميم تنفعنا صداقته وولايته. وقالوا متمنين بعد اليأس من وجود شافعين ﴿فَلَوْ أنَّ لَنا كَرَّةً﴾ أي رجعة إلى دار الدنيا ﴿فَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ﴾ فنؤمن ونوحد ونتبع الرسل. وهذا آخر ما أخبر تعالى به عنهم من كلامهم في جهنم. وقوله تعالى: ﴿إنَّ فِي ذَلِكَ﴾ أي المذكور من كبكبة المشركين والغاوين وجنود إبليس أجمعين في جهنم وخصومتهم فيها وما قالوا وتمنوه وحرمانهم من الشفاعة وخلودهم في النار ﴿لآيَةً﴾ أي لعبرة لمن يعتبر بغيره، ﴿وما كانَ أكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ﴾ ولم يكن أكثر قومك يا رسولنا مؤمنين وإلا لانتفعوا بهذه العبر فآمنوا ووحدوا وأسلموا ﴿وإنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ﴾ أي الغالب على أمره يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد الرحيم بعباده إنْ أنابوا إليه وأخلصوا العبادة له يكرمهم في جواره في جنات النعيم. هداية الآيات من هداية الآيات: ١- تقرير أن دعاة الزنى والربا والخرافة والشركيات من الناس هم من جند إبليس. ٢- تقرير أن المجرمين هم الذين أفسدوا نفوسهم ونفوس غيرهم بدعوتهم إلى الضلال. وحملهم عل المعاصي. ٣- تقرير أن الشفاعة لن تكون لمن مات على الشرك والكفر. ٤- لا تنفع العبر والمواعظ والآيات في هداية قوم كتب الله أزلاً شقاءهم وعلم منهم أنهم لا يؤمنون فكتب ذلك عليهم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب