﴿وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾ قال ابن عباس: ولا قريب من المؤمنين. وقال مقاتل: يعني: القريب الشفيق [["تفسير مقاتل" 52 أ.]]. وقال الكلبي ﴿وَلَا صَدِيقٍ﴾ ذي قرابة يهمه أمرنا [["تنوير المقباس" 310.]]. والحميم: القريب الذي توده ويودك [["تهذيب اللغة" 4/ 14 (حم)، بنصه.]].
قال ابن عباس: إن المؤمن يشفع يوم القيامة للمؤمنين المذنبين [["تفسير الوسيط" 3/ 357.]]. وروى جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن رسول الله -ﷺ- قال: "إن الرجل ليقول في الجنة: رب [[رب، في نسخة (أ)، (ج).]] ما فعل صديقي فلان، وصديقه في الجحيم، فيقول الله تعالى: أخرجوا له صديقه إلى الجنة، فيقول من بقي: ﴿فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (100) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾ " [[أخرجه بسنده الثعلبي 8/ 113 ب، من طريق الوليد بن مسلم قال: حدثنا من سمع أبا الزبير يقول: أشهد لسمعت جابر بن عبد الله. وعن الثعلبي أخرج الواحدي، == في تفسيره "الوسيط" 3/ 357، وكذا البغوي 6/ 120، وفي حاشية "الوسيط": في سنده انقطاع بين الوليد بن مسلم وأبي الزبير. وفي حاشية البغوي: لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة، وغيرها، وساقه المصنف بإسناده من طريق الثعلبي، وفيه جهالة من سمع أبا الزبير.
في "تفسير مقاتل": استكثروا من صداقة المؤمنين، فإن المؤمنين يشفعون يوم القيامة.]].
ومعنى [[ومعنى. في نسخة (أ)، (ج).]] الحميم في اللغة: القريب، من قولهم: أَحَمَّ الأمر، وأَحَمَّ إذا قَرُب، ودنا [["تهذيب اللغة" 4/ 14 (حمم)، من قول الكسائي. وكذا في "لسان العرب" 12/ 152، وفيه: ويروى بالجيم.]].
وقال المبرد: حَميم الرجل من يخصه، وهو مأخوذ من: الحَامَّة، يقال: دُعِي فلانٌ في الحامَّة، لا في العامَّة [[في "تهذيب اللغة" 4/ 14 (حمم): الحامَّة: خاصة الرجل من أهله وولده وذي قرابته. ولم ينسبه للمبرد. ولم أجده في فهارس "المقتضب"، ولا فهارس الكامل. قال في الكشاف 3/ 119: "والحميم من الاحتمام، وهو الاهتمام، وهو الذي يهمه ما يهمك، أو من الحامة، بمعنى الخاصة، وهو: الصديق الخاص".]]. ثم قالوا:
{"ayah":"وَلَا صَدِیقٍ حَمِیمࣲ"}