القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى:
[١٠٠ - ١٠١] ﴿فَما لَنا مِن شافِعِينَ﴾ ﴿ولا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾ [الشعراء: ١٠١]
﴿فَما لَنا مِن شافِعِينَ﴾ ﴿ولا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾ [الشعراء: ١٠١] أيْ: مِنَ الَّذِينَ كُنّا نَعُدُّهم شُفَعاءَ وأصْدِقاءَ لِأنَّهم كانُوا يَعْتَقِدُونَ في أصْنامِهِمْ أنَّهم شُفَعاؤُهم عِنْدَ اللَّهِ. وكانَ لَهُمُ الأصْدِقاءُ مِن شَياطِينِ الإنْسِ. فَما أغْنَوْا عَنْهم شَيْئًا. كَما قالَ تَعالى: ﴿الأخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهم لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إلا المُتَّقِينَ﴾ [الزخرف: ٦٧] قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: و(الحَمِيمُ) مِن الِاحْتِمامِ وهو الِاهْتِمامُ، وهو الَّذِي يُهِمُّهُ ما يُهِمُّكَ. أوْ مِنَ (الحامَّةِ): بِمَعْنى الخاصَّةِ. وهو الصَّدِيقُ الخاصُّ. وفِيهِ مَعْنى الحِدَّةِ والسُّخُونَةِ. كَأنَّهُ يَحْتَدُّ (p-٤٦٢٩)ويُحْمى، لِحِمايَةِ خَلِيلِهِ ورِعايَتِهِ، والقِيامِ بِمُهِمّاتِهِ. وهَذا هو الَّذِي قِيلَ: إنَّهُ أعَزُّ مِن بَيْضِ الأنُوقِ وإنَّهُ اسْمٌ بِلا مُسَمًّى.
{"ayahs_start":100,"ayahs":["فَمَا لَنَا مِن شَـٰفِعِینَ","وَلَا صَدِیقٍ حَمِیمࣲ"],"ayah":"وَلَا صَدِیقٍ حَمِیمࣲ"}