الباحث القرآني
﴿وَلَا تَقُولُوا۟ لِمَن یُقۡتَلُ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ أَمۡوَ ٰتُۢۚ بَلۡ أَحۡیَاۤءࣱ وَلَـٰكِن لَّا تَشۡعُرُونَ ١٥٤﴾ - نزول الآية
٤٥١١- عن عبد الله بن عباس -من طريق السدي الصغير، عن الكلبي، عن أبي صالح- قال: قُتِل تميم بن الحُمام ببدر، وفيه وفي غيره نزلت: ﴿ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات﴾ الآية[[أخرجه ابن منده في معرفة الصحابة ص٣٢٥-٣٢٦ واللفظ له، وأبو نعيم في معرفة الصحابة ١/٤٥٧ (١٣١٢). قال أبو نعيم: «تميم بن الحمام الأنصاري قُتِل ببدر، ذكره بعض الواهمين، وصحَّف فيه، وإنّما هو عمير بن الحمام، واتَّفقت الروايات عن الرواة وأصحاب المغازي والسِّير أنه عمير بن الحمام الأنصاري». إسناده ضعيف جدًّا. ينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (٢/٦٨)
٤٥١٢- قال مقاتل بن سليمان: نزلت في قتلى بدر من المسلمين، وهم أربعة عشر رجلًا من المسلمين: ثمانية من الأنصار، وستة من المهاجرين. فمن المهاجرين: عُبَيْدَة بن الحارث بن عبد المطلب، وعُمَير بن نَضْلَة، وعقيل[[كذا في مطبوعة تفسير مقاتل، وفي سيرة ابن إسحاق: عاقل.]] بن بُكَيْر، ومِهْجَع بن عبد الله مولى عمر بن الخطاب ﵁، وصفوان بن بيضاء، فهؤلاء ستة من المهاجرين. ومن الأنصار: سعد بن خيثمة، ومُبَشِّرُ بن عبد المنذر، ويزيد بن الحارث، وعمر[[كذا في مطبوعة تفسير مقاتل، وفي سيرة ابن إسحاق: عمير.]] بن الحُمام، ورافع بن المُعَلّى، وحارثة بن سُراقَة، ومُعَوِّذ بن عَفْراء، وعوف بن عَفْراء، وهما ابنا الحارث بن مالك بن سوار، فهؤلاء ثمانية من الأنصار. وذلك أن الرجل كان يُقْتَل في سبيل الله فيقولون: مات فلان. فأنزل الله ﷿: ﴿ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٥٠-١٥١.]]. (ز)
﴿وَلَا تَقُولُوا۟ لِمَن یُقۡتَلُ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ أَمۡوَ ٰتُۢۚ﴾ - تفسير
٤٥١٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- في قوله ﷿: ﴿ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء﴾: هم قتلى بدر وأُحد، وقُتِل من المسلمين يومئذ أربعة عشر رجلا، وذلك أنهم يقولون لقتلى بدر: مات فلان. فنزلت: ﴿ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله﴾ يعني: في طاعة الله ﴿أموات بل أحياء عند ربهم﴾ في الجنة ﴿يرزقون﴾[[كذا في المصدر، وهي خاتمة آية آل عمران [١٦٩] ﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون﴾.]] يعني: يُطْعَمُون التُّحَف في الجنة بغير حساب من حيث شاؤوا[[أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة ٤/٢٣١٦ (٥٧٠٧).]]. (ز)
٤٥١٤- عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- في قوله: ﴿لمن يقتل في سبيل الله﴾ قال: في طاعة الله، في قتال المشركين، ﴿أموات﴾ يقول الله: لا تحسبهم أمواتًا[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٦٢.]]. (٢/٦٩)
٤٥١٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولا تقولوا﴾ معشر المؤمنين ﴿لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء﴾ مَرْزُوقون في الجنة عند الله[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٥٠-١٥١.]]. (ز)
﴿بَلۡ أَحۡیَاۤءࣱ وَلَـٰكِن لَّا تَشۡعُرُونَ ١٥٤﴾ - تفسير
٤٥١٦- عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- في قوله: ﴿ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء﴾، قال: يقول: هم أحياء في صُوَر طَيْر خُضْر يطيرون في الجنة حيث شاؤوا، ويأكلون من حيث شاؤوا[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٦٣، والبيهقي في شعب الإيمان (٩٦٨٦).]]. (٢/٦٩)
٤٥١٧- عن مجاهد بن جَبْر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: ﴿بل أحياء﴾، قال: كان يقول: يُرْزَقون من ثمر الجنة، ويجدون ريحها، وليسوا فيها[[تفسير مجاهد ص٢١٧، وأخرجه ابن جرير ٢/٦٩٩، وابن أبي حاتم ٢/٨١٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٢/٧٠)
٤٥١٨- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عثمان بن غِياث- في قوله تعالى: ﴿ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات﴾ الآية، قال: أرواحُ الشهداء طَيْرٌ بِيضٌ فَقاقِيع في الجنة[[أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ٥/٣٣٧ واللفظ له، وابن جرير ٢/٧٠٠ بنحوه.]]. (٢/٦٩)
٤٥١٩- عن الحسن البصري: إنّ الشهداء أحياء عند الله تعالى، تُعْرَض أرزاقُهم على أرواحهم؛ فيَصِلُ إليهم الرَّوْحُ والفَرَح، كما تُعْرَض النار على أرواح آل فرعون غُدْوَةً وعَشِيَّةً؛ فيَصِلُ إليهم الوجع[[تفسير الثعلبي ٢/٢٢، وتفسير البغوي ١/١٦٨.]]. (ز)
٤٥٢٠- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- ﴿ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون﴾، قال: ذُكِر لنا: أنّ أرواح الشهداء تَعارَف في طير بيض، تأكل من ثمار الجنة، وإنّ مساكنهم السِّدْرَة، وأنّ الله أعطى المجاهد ثلاث خصال من الخير: مَن قُتِل في سبيل الله حيًّا مرزوقًا، ومَن غُلِب آتاه الله أجره عظيمًا، ومن مات رزقه الله رزقًا حسنًا[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٩٩. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وأخرجه عبد الرزاق ١/٦٣ من طريق مَعْمَر مختصرًا بلفظ: أرواح الشهداء في صور طير بيض. وابن جرير ٢/٦٩٩ من طريقه.]]. (٢/٧٠)
٤٥٢١- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: ﴿ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء﴾، قال: أحياء في صُوَر طير خُضْر، يطيرون في الجنة حيث شاؤوا منها، يأكلون من حيث شاؤوا[[أخرجه ابن جرير ٢/٧٠٠.]]. (ز)
٤٥٢٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولكن لا تشعرون﴾ بأنهم أحياء مرزوقون. ومساكنُ أرواح الشهداء سِدْرَةُ المنتهى، في جَنَّةِ المَأْوى[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٥٠-١٥١.]]٥٦٨. (ز)
﴿بَلۡ أَحۡیَاۤءࣱ وَلَـٰكِن لَّا تَشۡعُرُونَ ١٥٤﴾ - آثار متعلقة بالآية
٤٥٢٣- عن كعب بن مالك، أنّ رسول الله ﷺ قال: «إنّ أرواح الشهداء في أجْواف طَيْر خُضْر، تَعْلُقُ من ثمر الجنة[[تَعْلُقُ من ثمر الجنة: أي تصيب منه. غريب الحديث للحربي (علق) ٣/١٢٢٣.]]، أو شجر الجنة»[[أخرجه أحمد ٤٥/١٤٣ (٢٧١٦٦)، والترمذي ٣/٤٥٠ (١٧٣٥)، وابن ماجه ١/٤٦٦ (١٤٤٩). قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح». وقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام ٤/٣٣٨: «الحديث حسن». وأصحُّ منه ما رواه مسلم ٣/١٥٠٢ (١٨٧٨) عن مسروق، قال: سألنا عبد الله [بن مسعود] عن هذه الآية: ﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون﴾. قال: أما إنّا قد سألنا عن ذلك، فقال: «أرواحهم في جوف طيرٍ خُضرٍ، لها قناديل معلَّقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل».]]. (٢/٧٠)
٤٥٢٤- عن أنس، قال: قال رسول الله ﷺ: «يُؤْتى بالرجل من أهل الجنة، فيقول الله له: يا ابن آدم، كيف وجدْت مَنزِلك؟ فيقول: أيْ ربّ، خيرُ مَنزِل. فيقول: سَلْ، وتَمَنَّهْ. فيقول: وما أسألك وأتمنى؟ أسألك أن ترُدَّني إلى الدنيا، فأقتل في سبيلك عشر مرات. لِما يرى من فضل الشهادة»[[أخرجه أحمد ١٩/٣٤٨-٣٤٩ (١٢٣٤٢)، ٢٠/٤٠٢ (١٣١٦٢)، ٢١/١٥٦ (١٣٥١١)، والنسائي ٦/٣٦ (٣١٦٠) واللفظ له، والحاكم ٢/٨٥ (٢٤٠٥). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ولم يُخَرِّجاه». وصحَّحه الألباني في الصحيحة ٧/٢٢ (٣٠٠٨).]]. (٢/٧١)
٤٥٢٥- عن عبد الله بن كعب بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: «أرواحُ الشهداء في صُوَرِ طَيْرٍ خُضْر، معلقة في قناديل الجنة، حتى يُرْجِعها الله يوم القيامة»[[أخرجه عبد الرزاق في المصنف ٥/٢٦٤ (٩٥٥٦)، وفي التفسير ١/٦٣ مرسلًا. لكن يعضده ويشهد له ما تقدَّم مسندًا في الأحاديث السابقة قريبًا.]]. (٢/٧١)
٤٥٢٦- عن عبد الله بن مسعود -من طريق هُذَيْل- قال: أرواح الشهداء في حَواصِل طَيْرٍ خُضْر، ترعى في الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى قناديل مُعَلَّقَةٍ بالعرش[[أخرجه يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/١٨٦-. كما أخرجه مسلم (١٨٨٧)، والترمذي (٣٠١١)، وابن ماجه (٨٢٠١) من طريق مسروق.]]. (ز)
٤٥٢٧- عن كعب الأحبار، قال: جنة المأوى فيها طير خُضْر، تَرْتَقِي فيها أرواح الشهداء، تَسْرَح في الجنة[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/١٥٠، والبيهقي في البعث والنشور (٢٢٧) واللفظ له.]]. (٢/٦٩)
٤٥٢٨- عن هُزَيْل، قال: أرواح الشهداء في أجواف طير خُضْر، وأولاد المسلمين الذين لم يبلغوا الحِنثَ عصافير من عصافير الجنة، ترعى وتسرح[[أخرجه هناد بن السري في الزهد (٣٦٦).]]. (٢/٦٩)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.