الباحث القرآني

﴿وَمِنۡ حَیۡثُ خَرَجۡتَ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَحَیۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّوا۟ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥ لِئَلَّا﴾ - تفسير

٤٤١٣- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق أبي سِنان الشَّيْبانِيِّ- ﴿وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره﴾، قال: كل قبلة[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٥٨.]]. (ز)

٤٤١٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام﴾ يعني: الحرم كله؛ فإنه مسجد كله، ﴿وحيث ما كنتم من الأرض فولّوا وجوهكم شطره﴾ يعني: فحَوِّلُوا وجوهكم تِلْقاءَه[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٤٩.]]. (ز)

﴿لِئَلَّا یَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَیۡكُمۡ حُجَّةٌ﴾ - تفسير

٤٤١٥- عن أبي العالِية -من طريق الربيع بن أنس- ﴿لئلا يكون للناس عليكم حجة﴾، يعني به: أهل الكتاب حين قالوا: صُرِف محمد ﷺ إلى الكعبة. وقالوا: اشتاق الرجل إلى بيت أبيه ودين قومه. وكان حجتهم على النبي ﷺ عند انصرافه إلى البيت الحرام أن قالوا: سيرجع إلى ديننا، كما رجع إلى قبلتنا[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٥٨ (١٣٨٧).]]. (ز)

٤٤١٦- عن مجاهد بن جَبْر -من طريق عيسى، عن ابن أبي نَجِيح- في قوله: ﴿لئلا يكون للناس عليكم حجة﴾، قال: حُجَّتُهم قولُهم: قد راجَعْتَ قبلتنا[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٨٥. وعلّقه ابن أبي حاتم ١/٢٥٨. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٢/٣٦)

٤٤١٧- عن مجاهد بن جَبْر -من طريق ورْقاء، عن ابن أبي نَجِيح- ﴿لئلا يكون للناس عليكم حجة﴾، يعني: على أُمَّةِ محمد ﷺ، وحجتُهم قولُهم: تركت قبلتنا[[تفسير مجاهد ص٢١٦.]]. (ز)

٤٤١٨- عن الضحاك بن مُزاحِم= (ز)

٤٤١٩- وعطاء بن أبي رباح، قالا: قد رجعتَ إلى قبلتنا[[علّقه ابن أبي حاتم ١/٢٥٨.]]. (ز)

٤٤٢٠- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط-، مثل ذلك[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٥٨.]]. (ز)

٤٤٢١- وعن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر-، مثل ذلك[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٥٨.]]. (ز)

٤٤٢٢- عن الحسن البصري: ﴿لئلا يكون للناس عليكم حجة﴾ أخبره الله تعالى أنه لا يُحَوِّله عن الكعبة إلى غيرها أبدًا؛ فيحتج عليه بذلك محتجّون، كما احتجّ عليه مشركو العرب في قولهم: رغبتَ عن قبلة آبائك، ثُمَّ رجعتَ إليها[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/١٨٧-.]]. (ز)

٤٤٢٣- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿لئلا يكون للناس عليكم حجة﴾، قال: يعني بذلك: أهل الكتاب، قالوا حين صُرِف نبي الله إلى الكعبة البيت الحرام: اشتاق الرجل إلى بيت أبيه، ودين قومه[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٨٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٢/٣٥)

٤٤٢٤- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: ﴿لئلا يكون للناس عليكم حجة﴾، يعني بذلك: أهلَ الكتاب، قالوا حين صُرف نبيُّ الله ﷺ إلى الكعبة: اشتاق الرجلُ إلى بيت أبيه، ودين قومه[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٨٣، وابن أبي حاتم ١/٢٥٨.]]٥٦١. (ز)

٥٦١ لم يذكر ابنُ جرير (٢/٦٨٣) غير هذا القول، وبيّن حجة أهل الكتاب التي كانوا يحتجون بها على رسول الله ﷺ وأصحابه، فقال: «قيل: إنهم كانوا يقولون: ما درى محمد وأصحابه أين قبلتهم حتى هديناهم نحن. وقولهم: يخالفنا محمد في ديننا ويَتَّبِع قبلتنا. فهي الحجة التي كانوا يحتجون بها على رسول الله ﷺ وأصحابه على وجه الخصومة منهم لهم، والتمويه منهم بها على الجهال وأهل الغباء من المشركين». وبنحوه قال ابنُ كثير (١/٤٦٤). وأما ابنُ عطية (١/٣٨٢) فقد رَجَّح العمومَ في الآية، حيث قال: «قوله: ﴿لِلنّاسِ﴾ عموم في اليهود والعرب وغيرهم». وانتقد قولَ من جعلها في اليهود خاصة، كما سيأتي في التعليق التالي.

٤٤٢٥- عن أبي رَوْق عطية بن الحارث الهمداني: ﴿لئلا يكونَ للناس﴾، قال: يعني: اليهود[[تفسير الثعلبي ٢/١٦، وتفسير البغوي ١/١٦٥.]]٥٦٢. (ز)

٥٦٢ انتَقَد ابنُ عطية (١/٣٨٢) قولَ أبي رَوْق، مُسْتَنِدًا إلى ظاهر الآية، فقال: «وقيل: المراد بالناس: اليهود، ثم استثنى كفار العرب. وقوله: ﴿مِنهُمْ﴾ يَرُدُّ هذا التأويل».

٤٤٢٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿لئلا يكون للناس عليكم حجة﴾ يعني: اليهود، [في] أنّ الكعبة هي القبلة، ولا حجّة لهم عليكم في انصرافكم إليها[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٤٩.]]. (ز)

﴿إِلَّا ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ مِنۡهُمۡ﴾ - نزول الآية

٤٤٢٧- عن عبد الله بن مسعود، وناس من أصحاب النبي ﷺ-من طريق السدي،عن مُرَّة الهمداني-= (ز)

٤٤٢٨- وعبد الله بن عباس -من طريق السدي، عن أبي مالك وأبي صالح- قالوا: لَمّا صُرِف النبي ﷺ نحو الكعبة بعد صلاته إلى بيت المقدس؛ قال المشركون من أهل مكة: تحيَّر على محمد دينُه، فتَوَجَّه بقبلته إليكم، وعلم أنّكم أهدى مِنه سبيلًا، ويُوشك أن يَدْخُل في دينكم. فأنزل الله: ﴿لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني﴾[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٨٦-٦٨٧، من طريق موسى بن هارون، عن عمرو بن حماد، عن أسباط بن نصر، عن السدي عنهم به. وأسانيدها جيدة. ينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (٢/٣٥)

﴿إِلَّا ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ مِنۡهُمۡ﴾ - تفسير الآية

٤٤٢٩- عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- في قوله: ﴿إلا الذين ظلموا منهم﴾، يعني: مشركي قريش، يقول: إنهم سَيَحْتَجُّون عليكم بذلك[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٥٩.]]. (٢/٣٦)

٤٤٣٠- عن مجاهد بن جَبْر -من طريق ابن أبي نَجِيح-= (ز)

٤٤٣١- وقتادة بن دِعامة -من طريق معمر- في قوله: ﴿إلا الذين ظلموا منهم﴾، قالا: هم مشركو العرب، قالوا حين صُرفت القبلة إلى الكعبة: قد رجع إلى قبلتكم؛ فيُوشكُ أن يرجع إلى دينكم. قال الله: ﴿فَلا تَخْشَوْهُمْ واخْشَوْنِي﴾[[أخرجه عبد الرزاق ١/٦٢، وابن جرير ٢/٦٨٦. وعزاه السيوطي إلى أبي داود في ناسخه، وابن المنذر. وفي لفظ عن مجاهد عند ابن جرير ٢/٦٨٦: قوم محمد ﷺ.]]٥٦٣. (٢/٣٦)

٥٦٣ لم يذكر ابنُ جرير (٢/٦٨٥) غير هذا القول في المراد من قوله تعالى: ﴿إلا الذين ظلموا﴾. وذكر أنّ معنى الحجة على هذا القول: خصومةُ قريش وجدالُهم، فقال: «الحجة في هذا الموضع: الخصومةُ والجدالُ، ومعنى الكلام: لئلا يكون لأحد من الناس عليكم خصومة ودعوى باطل غير مشركي قريش، فإنّ لهم عليكم دعوى باطل، وخصومة بغير حق بقيلهم لكم: رجع محمد إلى قبلتنا، وسيرجع إلى ديننا. فذلك من قولهم، وأمانيهم الباطلة هي الحجة التي كانت لقريش على رسول الله ﷺ وأصحابه؛ ومن أجل ذلك استثنى الله -تعالى ذِكْرُه- الذين ظلموا من قريش من سائر الناس غيرهم، إذ نفى أن يكون لأحد منهم في قبلتهم التي وجههم إليها حجة». وقد ذَهَبَ ابنُ عطية (١/٣٨٢) إلى أنّ قوله: ﴿إلا الذين ظلموا﴾ يدخل فيه اليهود وغيرهم ممن استهزأ بتولّي النبي وصحابته عن بيت المقدس إذا كان الاستثناء متصلًا، وأمّا إذا كان الاستثناء منقطعًا فيكون المعنيُّ بقوله: ﴿الذين ظلموا﴾: كفارَ قريش، حيث قال: «قالت فرقة: ﴿إلّا الَّذِينَ﴾ استثناء متصل، وهذا مع عموم لفظة الناس، والمعنى: أنّه لا حُجَّة لأحد عليكم إلا الحجة الداحضة للذين ظلموا، يعني: اليهود وغيرهم مِن كُلِّ مَن تكلم في النازلة في قولهم: ﴿ما ولّاهُمْ﴾ استهزاء، وفي قولهم: تحير محمد في دينه. وغير ذلك من الأقوال التي لم تنبعث إلا من عابد وثن، أو من يهودي، أو من منافق، وسمّاها تعالى حجّةً، وحكم بفسادها حين كانت من ظَلَمَة. وقالت طائفة: ﴿إلّا الَّذِينَ﴾ استثناء منقطع، وهذا مع كون الناس اليهودَ فقط، وقد ذكرنا ضعف هذا القول، والمعنى: لكن الذين ظلموا، يعني: كفار قريش في قولهم: رجع محمد إلى قبلتنا، وسيرجع إلى ديننا كله. ويدخل في ذلك كلُّ من تكلم في النازلة من غير اليهود».

٤٤٣٢- عن مجاهد بن جَبْر -من طريق عبد الله بن كثير- قال: هم مشركو قريش، وحجتُهم: قولُهم: رجعت إلى قِبلتنا[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٨٤، ٦٨٦. وعلّقه ابن أبي حاتم ١/٢٥٩.]]. (ز)

٤٤٣٣- عن الحسن البصري -من طريق عبّاد بن منصور- ﴿لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم﴾، يقول: لَن يحتج عليكم بذلك إلا ظالم، فولّوا وجوهكم شطره؛ لِئَلّا يحتج عليكم الظَّلَمة[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٥٩. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٤٨٧-.]]. (ز)

٤٤٣٤- عن ابن جُرَيْج، قال: قلتُ لعطاء [بن أبي رباح]: قوله: ﴿لئلا يَكون للناس عَليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم﴾. قال: قالت قريش لَمّا رَجَع إلى الكعبة وأُمِر بها: ما كان يستغني عنا، قد استقبل قبلتنا. فهي حُجَّتُهم، وهم الذين ظلموا[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٨٤، ٦٨٧. وعلّقه ابن أبي حاتم ١/٢٥٩.]]. (ز)

٤٤٣٥- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿إلا الذين ظلموا منهم﴾، قال: الذين ظلموا منهم مشركو قريش، إنهم سيحتجّون بذلك عليكم، واحتجّوا على نبي الله ﷺ بانصرافه إلى البيت الحرام، وقالوا: سيرجع محمد إلى ديننا، كما رجع إلى قبلتنا[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٨٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٢/٣٦)

٤٤٣٦- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر-، مثله[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٨٦، وابن أبي حاتم ١/٢٥٩ مختصرًا.]]. (ز)

٤٤٣٧- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- قال: هم المشركون من أهل مكة[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٨٤.]]. (ز)

٤٤٣٨- قال مقاتل بن سليمان: ثم استثنى، فقال: ﴿إلا الذين ظلموا منهم﴾. يعني: من الناس، يعني: مشركي العرب، وذلك أنّ مشركي مكة قالوا: إنّ الكعبة هي القبلة، فما بال محمد تركها؟ وكانت لهم في ذلك حجة[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٤٩.]]. (ز)

﴿إِلَّا ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ مِنۡهُمۡ﴾ - آثار متعلقة بالآية

٤٤٣٩- قال الربيع: إنّ يهوديًّا خاصَم أبا العالية، فقال: إنّ موسى ﵇ كان يُصَلِّي إلى صخرة بيت المقدس. فقال أبو العالية: كان يُصلّي عند الصخرة إلى البيت الحرام. قال: قال: فبيني وبينك مسجدُ صالح؛ فإنّه نَحَتَه من الجبل. قال أبو العالية: قد صَلَّيْتُ فيه، وقِبلتُه إلى البيت الحرام[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٩٠.]]. (ز)

﴿فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِی﴾ - تفسير

٤٤٤٠- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- ﴿فلا تخشوْهم واخشوْني﴾، يقول: لا تخشوا أن أرُدَّكم في دينهم[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٨٦، وابن أبي حاتم ١/٢٥٩.]]٥٦٤. (ز)

٥٦٤ لم يذكر ابنُ جرير ٢/٦٩٠-٦٩١ غيرَ هذا القول.

٤٤٤١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فلا تخشوهم﴾ أن يكون لهم عليكم حجة في شيء غيرها، ﴿واخشوني﴾ في تَرْك أمري في أمْرِ القبلة[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٤٩.]]. (ز)

﴿وَلِأُتِمَّ نِعۡمَتِی عَلَیۡكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ ۝١٥٠﴾ - تفسير الآية

٤٤٤٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولأتم نعمتي عليكم﴾ في انصرافكم إلى الكعبة، وهي القبلة، ﴿ولعلكم﴾ ولكي ﴿تهتدون﴾ من الضلالة؛ فإن الصلاة قِبَل بيت المقدس بعد ما نُسِخَت الصلاة إليه ضلالة[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٤٩.]]. (ز)

﴿وَلِأُتِمَّ نِعۡمَتِی عَلَیۡكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ ۝١٥٠﴾ - آثار متعلقة بالآية

٤٤٤٣- عن علي بن أبي طالب: تمامُ النِّعْمَةِ الموتُ على الإسلام[[تفسير البغوي ١/١٦٦.]]. (ز)

٤٤٤٤- عن سعيد بن جبير: لا يَتِمُّ نِعْمَةٌ على مسلم إلا أن يدخله الله الجنة[[تفسير البغوي ١/١٦٦.]]. (ز)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب