الباحث القرآني
﴿وَٱللَّهُ یَدۡعُوۤا۟ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلَـٰمِ﴾ - تفسير
٣٤٣٨٢- عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله ﷺ: «ما مِن يومٍ طَلَعت شمسُه إلا وُكِّل بجَنبَتَيها مَلَكانِ يُنادِيان نِداءً يسمَعُه خلقُ اللهِ كلُّهم إلّا الثَّقَلَيْن: يا أيُّها الناسُ، هلُمُّوا إلى ربِّكم، إنّ ما قلَّ وكَفى خيرٌ مِمّا كثُر وأَلْهى. ولا آبَت شمسُه إلا وُكَّل بجَنبَتَيها مَلَكان يُنادِيان نِداءً يسمَعُه خلقُ الله كلُّهم غيرُ الثَّقَلَيْن: اللَّهُمَّ، أعطِ مُنفِقًا خَلَفًا، وأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا. فأنزَل اللهُ في ذلك كلِّه قرآنًا؛ في قول المَلَكَين: يا أيُّها الناسُ، هلُمُّوا إلى ربِّكم: ﴿والله يَدعُوا إلى دارِ السَّلامِ ويَهدِي مَن يَشاءُ إلى صِراطٍ مُستَقِيمٍ﴾. وأنزل في قولهما: اللَّهُمَّ، أعطِ مُنِفقًا خَلَفًا، وأَعْطِ مُمْسِكًا تلَفًا: ﴿والَّيلِ إذا يَغشى * والنَّهاِر إذا تَجَلّى﴾ إلى قوله: ﴿لِلْعُسْرى﴾» [الليل:١-١٠][[أخرجه أحمد ٣٦/٥٢-٥٣ (٢١٧٢١)، والحاكم ٢/٤٨٢ (٣٦٦٢)، والبيهقي في الشعب ٥/٩٠-٩١ (٣١٣٩) واللفظ له، وابن جرير ١٢/١٥٤-١٥٥، وابن أبي حاتم ٦/١٩٤٢-١٩٤٣ (١٠٣٢٦). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه».]]. (٧/٦٤٩)
٣٤٣٨٣- عن سعيد بن أبي هلال: سمِعتُ أبا جعفرٍ محمد بن علي، وتلا هذه الآية: ﴿والله يَدعُوا إلى دارِ السَّلامِ ويَهدِي مَن يَشاءُ إلى صِراطٍ مُستَقِيمٍ﴾، فقال: حدَّثني جابر، قال: خرَج علينا رسولُ الله ﷺ يومًا، فقال: «إنِّي رأيتُ في المنامِ كأنّ جبريلَ عندَ رأسي، وميكائيلَ عندَ رِجْلي، يقول أحدُهما لصاحبِه: اضرِبْ له مثلًا. فقال: اسمَعْ سمِعَتْ أُذُنُك، واعقِلْ عقَلَ قلبُك، إنّما مثَلُك ومثَلُ أُمَّتِك كمَثَلِ مَلِكٍ اتَّخَذ دارًا، ثم بنى فيها بيتًا، ثم جعَل فيها مأدُبَةً، ثم بعَث رسولًا يدعو الناسَ إلى طعامِه، فمنهم مَن أجاب الرسول، ومنهم مَن ترَك، فالله هو الملِكُ، والدارُ الإسلامُ، والبيتُ الجنةُ، وأنت -يا محمد- رسولٌ، فمَن أجابك دخَل الإسلام، ومَن دخَل الإسلام دخَل الجنةَ، ومَن دخَل الجنةَ أكَل منها»[[أخرجه الحاكم ٢/٣٦٩ (٣٢٩٩). وأخرجه ابن جرير ١٢/١٥٥ دون ذكر أبي جعفر محمد بن علي. قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وأورده الألباني في الصحيحة ٧/١٥٧٦ (٣٥٩٥).]]. (٧/٦٥٠)
٣٤٣٨٤- عن أبي قِلابة، عن النبي ﷺ، قال: «قيل لي: لِتَنَمْ عينُك، ولِيَعْقِلْ قلبُك، ولِتَسْمَعْ أذنُك. فنامَتْ عيني، وعقل قلبي، وسَمِعَتْ أذُني. ثم قيل: سَيِّدٌ بَنى دارًا، ثُمَّ صَنَعَ مَأْدُبَةً، ثُمَّ أرسل داعِيًا، فمَن أجاب الداعي دخل الدار، وأكل مِن المأدُبة، ورضي عنه السيد، ومَن لم يُجِبِ الداعيَ لم يدخل الدارَ، ولم يأكل مِن المَأْدُبَة، ولم يرضَ عنه السَّيِّدُ، فاللهُ السَّيِّد، والدار الإسلام، والمأدُبة الجنة، والداعي محمد ﷺ»[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٧٤ (١١٥٤)، وابن جرير ١٢/١٥٤. قال ابن كثير في تفسيره ٤/٢٦١: «وهذا حديث مرسل».]]. (ز)
٣٤٣٨٥- عن ابن مسعود، قال: استَقْبَلني النبيُّ ﷺ، فانطلَقْنا حتى أتينا موضِعًا لا نَدْري ما هو، فوضَع رسولُ الله ﷺ رأسَه في حِجْري، ثم إنّ هَنِينًا[[هنين: جمع هن، كأنه أراد الكناية عن أشخاصهم. النهاية (هنن).]] أتَوا، عليهم ثيابٌ بِيضٌ طوالٌ وقد أغْفى رسولُ الله ﷺ. فقال عبد الله: فأُرْعِبْتُ منهم. فقالوا: لقد أُعطِيَ هذا العبدُ خيرًا، إنّ عينَه نائمةٌ والقلبُ يقظانُ. ثم قال بعضُهم لبعضٍ: هَلُمَّ، فلْنَضْرِبْ له مثلًا. قال بعضُهم لبعضٍ: اضْرِبوا له ونتَأوَّلُ نحن، أو نضرِبُ نحن وتتأوَّلون أنتم. فقال بعضُهم: مثَلُه كمثَلِ سَيِّدٍ اتَّخَذ مَأدُبةً، ثم ابْتَنى بُنْيانًا حَصينًا، ثم أرْسَل إلى الناس، فمَن لم يأتِ طعامَه عذَّبه عذابًا شديدًا. قال الآخرون: أمّا السيِّدُ فهو ربُّ العالمين، وأما البُنيانُ فهو الإسلام، والطعام الجنةُ، وهذا الداعِي، فمَن اتَّبعه كان في الجنةِ، ومن لم يتَّبِعْه عُذِّب عذابًا أليمًا. ثم إن رسول الله ﷺ استيقَظ فقال: «ما رأيتَ، يا ابنَ أمِّ عبد؟». فقلت: رأيتُ كذا وكذا. فقال: «أفَخَفِيَ عَلَيَّ مِمّا قالوا شيءٌ ؟!». وقال رسول الله ﷺ: «هم نَفَرٌ من الملائكة»[[أخرجه أحمد ٦/٣٣٢-٣٣٤ (٣٧٨٨) بنحوه مطولًا. قال الهيثمي في المجمع ٨/٢٦١ (١٣٩٥٩): «ورجاله رجال الصحيح، غير عمرو البكالي، وذكره العجلي في ثقات التابعين، وابن حبان وغيره في الصحابة».]]. (٧/٦٥٠)
٣٤٣٨٦- عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ سَيِّدًا بنى دارًا، واتَّخذ مَأْدُبَةً، وبعَث داعيًا، فمَن أجاب الداعيَ دخَل الدارَ، وأكَل مِن المأْدبةِ، ورَضِي عنه السيد، ألا وإنّ السَّيِّدَ الله، والدارَ الإسلام، والمأْدُبةَ الجنةُ، والداعيَ محمد ﷺ»[[أخرجه أبو نعيم في كتاب صفة الجنة ١/٣٢ (٢)، من طريق عبد الصمد بن محمد بن إبراهيم الخطيب الإستراباذي، ثنا أبو نعيم بن عدي، ثنا أحمد بن محمد بن [أبي] الخناجر، ثنا موسى بن داود، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس به. إسناده حسن.]]. (٧/٦٥١)
٣٤٣٨٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- ﴿والله يَدعُوا إلى دارِ السَّلامِ﴾، قال: يدعُو إلى عملِ الجنةِ، واللهُ السلامُ، والجنةُ دارُه[[عزاه السيوطي إلى أبي نعيم، والدِّمياطي في معجمه.]]. (٧/٦٤٨)
٣٤٣٨٨- عن أبي الشعثاء جابر بن زيد -من طريق أبي المنيب- في قوله: ﴿دار السلام﴾، قال: هو السلام، وهو اسم مِن أسمائه ﷿[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٩٤٣.]]. (ز)
٣٤٣٨٩- عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- ﴿والله يَدعُوا إلى دارِ السَّلامِ﴾، قال: السلامُ هو الله، ودارُه الجنةُ[[أخرجه عبد الرزاق ١/٢٩٣، وابن جرير ١٢/١٥٤. وعلَّق ابن أبي حاتم ٦/١٩٤٣ شطره الأول. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٦٤٩)
٣٤٣٩٠- عن إسماعيل السُّدِّيّ أنّه قال: السلام هو الله -تبارك وتعالى-[[علَّقه ابن أبي حاتم ٦/١٩٤٣.]]٣١٠٩. (ز)
٣٤٣٩١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿واللَّهُ يَدْعُوا إلى دارِ السَّلامِ﴾، يعني: دار نفسِه، وهي الجنة، والله هو السلام[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٢٣٦.]]. (ز)
﴿وَیَهۡدِی مَن یَشَاۤءُ إِلَىٰ صِرَ ٰطࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ ٢٥﴾ - تفسير
٣٤٣٩٢- عن أبي العالية الرِّياحِيِّ -من طريق الربيع- في قوله: ﴿ويَهدٍي مَن يَشَآءُ﴾، قال: يَهديهم للمَخْرَجِ مِن الشُّبُهاتِ، والفِتَنِ، والضَّلالاتِ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٩٤٣.]]. (٧/٦٤٩)
٣٤٣٩٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ويَهْدِي مَن يَشاءُ﴾ يعني: مِن أهل التوحيد ﴿إلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ يعني: دين الإسلام[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٢٣٦.]]. (ز)
﴿وَیَهۡدِی مَن یَشَاۤءُ إِلَىٰ صِرَ ٰطࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ ٢٥﴾ - آثار متعلقة بالآية
٣٤٣٩٤- عن الحسن البصري -من طريق عمّار بن عمير- قال: ما مِن ليلةٍ إلا يُنادِي مُنادٍ: يا صاحبَ الخيرِ، هَلُمَّ، ويا صاحب الشرِّ، أقْصِرْ[[أقْصَر فلان عن الشيء: إذا كفَّ عنه وانتهى. لسان العرب (قصر).]]. فقال رجل للحسن: أتجِدُها في كتابِ الله؟ قال: نعم، ﴿والله يَدعُوا إلى دارِ السَّلامِ﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٩٤٣.]]. (٧/٦٥١)
٣٤٣٩٥- عن الحسن البصري، أنّه كان إذا قرأ: ﴿والله يَدعُوا إلى دارِ السَّلامِ﴾ قال: لَبَّيْك -ربَّنا- وسعْدَيك[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٦٥٢)
٣٤٣٩٦- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿والله يَدعُوا إلى دارِ السَّلامِ﴾، قال: ذُكر لنا: أنّ في التوراة مكتوبًا: يا باغيَ الخيرِ، هَلُمَّ، ويا باغي الشرِّ، انتَهِ[[أخرجه ابن جرير ١٢/١٥٤، وابن أبي حاتم ٦/١٩٤٣. وعزاه السيوطي إلى أحمد في الزهد.]]. (٧/٦٥٢)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.