قوله تعالى: (وَليَقُولُوا دَرَسْتَ)، قال ابن الأنباري: هذا عطف على مضمرٍ في المعنى. التقدير: نصرف الآيات لنلزمهم الحجة (وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ) [واللام في] (وَلِيَقُولوا) لام العاقبة والصيرورة؛ لأن عاقبة تصريف الآيات أدت إلى هذا القول الذي قالوه. كقوله: [(فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا). ومعنى (دَرَسْتَ): قرأت على غيرك. يقال: درست] الكتاب أدرسه درسًا ودراسةً.
وقال الزجاج: [فيها] قراءات: (دَرَسَتْ) مجزوم التاء، أي: تقادمت، و (دُرِسَتْ) مرفوع الراء مجزوم التاء على هذا المعنى، إلا أنه للمبالغة، و (دُرِسَتْ) على المجهول، و (دَرَسْتَ) بنصب التاء: قرأت. وقرأ ابن عامر (دَرَسَتْ)، أي: هذه الأخبار التي تتلوها علينا قديمة، (دَرَسَتْ) بالألف، أي: ذاكرت، فإن قيل: إنما صرفت الآيات ليقولوا دَرَدسْتَ، قلنا: هذه لام الصيرورة، كما قال: (لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا). ويقال: معناه لكي لا تقولوا دَرَسْتَ، يعني: تعلمت من جَبْرَ ويَسَار. ويقال من سلمان الفارسي رضي الله عنه مثل قوله (يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ)، يعني: سلمان.
{"ayah":"وَكَذَ ٰلِكَ نُصَرِّفُ ٱلۡـَٔایَـٰتِ وَلِیَقُولُوا۟ دَرَسۡتَ وَلِنُبَیِّنَهُۥ لِقَوۡمࣲ یَعۡلَمُونَ"}