الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ﴾. أي: مِن مودة الكفار، وموالاتهم. هذا قول أكثر المفسرين [[انظر: "تفسير الطبري" 3/ 230، "تفسير الثعلبي" 3/ 36 أ، "تفسير البغوي" 2/ 26، "زاد المسير" 1/ 372.]]. وقال الكلبي [[قوله، في "تفسير الثعلبي" 3/ 36 أ، "تفسير البغوي" 2/ 26.]]: يعني: تكذيب محمد ﷺ، يقول: إن أخفيتموه أو أظهرتم تكذيبه، بحربه وقتاله، يعلمه الله. وقال عطاء [[لم اهتد إلى مصدر قوله.]]: يريد: الضمير، وهذا يعم كل ما في قلب الإنسان. قال أهل المعاني: لَمّا نَهَى اللهُ في الآية الأولى عن موالاة الكفار، خوَّفَ وحذَّر في هذه الآية [[(في هذه الآية): ساقطة من (ج).]] عن إبطان [[في (ج): (انظار).]] موالاتهم؛ بأنه يعلم الإسرار، كما يعلم الإعلان. [فإن قيل: لِمَ جاء] [[ما بين المعقوفين غير مقروء في: (أ). والمثبت من: (ب)، (ج)، (د).]] ﴿يَعْلَمْهُ اللَّهُ﴾ بالجَزْم؛ على جواب [[في (ج): (جواز).]] الشرط، ولا يَفْتَقِرُ في علمه إلى وجود [[في (ج): (وجوب).]] شرطٍ متقدمٍ؛ كقول القائل: (إنْ تأتِني؛ أُكْرِمْكَ!)، فالإتيان سببٌ للإكرام، ولا يجوز أنْ يكون الإخفاء ولا الإبداء سبباً لعلمه. فالقول في ذلك إنَّ المعنى: يعلمه كائنًا، [ولا يعلمُهُ اللهُ تعالى [[(الله تعالى): ليس في (أ)، (ب)، (د). والمثبت من (ج).]] كائناً، إلا بعد كَوْنِهِ، وقبل [[في (د): (وقيل)، والمثبت من (ج).]] الكَوْنِ لا يُوصَفُ بأنه [[في (ج): (لأنه)، والمثبت من (د).]]: يعلَمُه كائنا] [[ما بين المعقوفين زيادة من: (ج)، (د).]]، والتأويل: إنْ تبدوا ما في صدوركم، يعْلَمْهُ مبدىً، أو تُخْفوه يَعْلَمْهُ مُخْفىً. وقوله تعالى: ﴿وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ﴾. رفع [[من قوله: (رفع ..) إلى (.. رفعا): نقله بتصرف عن "معاني القرآن" للفراء: 1/ 206.]]؛ على الاستئناف؛ كقوله: ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ﴾ [التوبة: 14]، جزم الأفاعيل [[(الأفاعيل): ساقطة من (د). ومعناه: جُزِمت الأفعال التالية في الآية: (يُعذِّبْهمْ)، (يُخزِهِمْ)، (يَشْفِ)، (يُذْهِبْ).]]، ثم قال: ﴿وَيَتُوُبُ اَللَّهُ﴾ [التوبة: 15]، فرفع. ومثله، قوله: ﴿فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ﴾ [الشورى: 24]، ورفعاً [[أي: هي في نيَّةِ رفع، مستأنفةٌ، غير داخلة في جزاء الشرط؛ لأنه تعالى يمحو الباطل مطلقًا. وسقوط الواو لفظًا، لالتقاء الساكنين في الدرج، وسقوطها خطًّا، حملًا للخطِّ على اللفظ. انظر: "منار الهدى في بيان الوقف والابتداء" للأشموني: 249.]]. وفي قوله: ﴿يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾، إتمامٌ؛ للتحذير؛ لأنه إذا كان لا يخفى عليه شيءٌ منهما، فكيف يخفى عليه الضميرُ؟. وقوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾. تحذيرٌ مِنْ عِقَابِ مَن لا يعْجِزَهُ شىءٌ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب