الباحث القرآني
قوله: ﴿ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ﴾ مفسر في سورة الحج إلى قوله: ﴿فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ﴾ [[انظر: "البسيط" [لحج: 5].]].
﴿عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا﴾ وقرئ كلاهما (عظمًا) على الواحد [[قرأ ابن عامر، وعاصم في رواية أبي بكر بن عياش: (عظما فكسونا العظم) واحدًا ليس قبل الميم ألف بفتح العين وإسكان الظاء فيهمها.
وقرأ الباقون: (عظاما فكسونا العظام) بالجمع فيهما، بكسر العين وفتح الظاء وألف بعدها. "السبعة" ص 444، "التبصرة" ص 269، "التيسير" ص 158، "النشر" 2/ 328.]].
قال الزجاج [[قوله: (على الواحد قال الزجاج): (كررت مرتين في (ظ).]]: التوحيد والجمع هاهنا جائزان؛ لأنه يعلم أن الإنسان ذو عظام، وإذا ذكر على التوحيد فلأنه يدل على الجمع، ولأن معه اللحم ولفظه لفظ الواحد فقد علم أن العظم يراد به العظام.
قال: وقد [[(قد): ساقطة من (ع).]] يجوز من التوحيد إذا [[في جميع النسخ: وإذا. والتصحيح من المعاني.]] كان في الكلام دليل على الجمع ما هو أشد من هذا. قال الشاعر:
في حلقكم عظم [[في (ع): (عظما).]] وقد شجينا [[تقدم تخريج هذا الشطر.]]
يريد في حلوقكم عظام [["معاني القرآن" للزجاج 4/ 8 - 9.]].
وقال أبو علي: الجمع أشبه بما جاء في التنزيل في غير هذا الموضع كقوله [[في (ظ): (في قوله).]] ﴿وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا﴾ [الإسراء: 49] ﴿أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً﴾ [النازعات: 11] ﴿قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ﴾ [يس: 78].
والإفراد لأنه اسم [[(اسم): ساقط من (ع).]] جنس، فأفرد كما أفرد [[في "الحجة": تفرد.]] المصادر [[في (ع): (الهادر).]] وغيرها من الأجناس نحو: الإنسان والدرهم والشاء والبعير [["الحجة" لأبي علي الفارسي 5/ 288 - 289. وانظر: "إعراب القراءات السبع وعللها" لابن خالويه 2/ 85 - 86، "حجة القراءات" لابن زنجلة ص 484، "الكشف" لمكي 2/ 126.]].
قوله: ﴿ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا﴾ قال ابن عباس: يعني نفخ الروح فيه [[رواه الطبري 18/ 9، وذكره السيوطي في "الدر" 6/ 91 وعزاه لابن أبي حاتم.]].
وهو قول السدي، ومجاهد، والشعبي، وعكرمة، والربيع، وأبي العالية [[في (ظ): (وأبو العالية).]]، وابن زيد [[ذكره الثعلبي 3/ 58 ب عنهم سوى السدي والربيع. ورواه الطبري 18/ 10 عنهم سوى السدي. ذكره ابن كثير في "تفسيره" 3/ 241 عن هؤلاء جميعاً.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 92 عن مجاهد وعكرمة وأبي العالية، وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير.]]. واختيار القتيبي [[انظر: "غريب القرآن" لابن قتيبة ص 296.]].
وقال قتادة: هو نبات الشعر والأسنان [[رواه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 44، والطبري 18/ 10 عنه دون قوله: الأسنان. وذكره بهذا اللفظ البغوي في "تفسره" 5/ 412.]]. وهو قول الضحاك [[رواه الطبري 18/ 10. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 92 وعزاه لعبد بن حميد.]].
وروي [[في (أ): (يروى).]] عن ابن عمر أنه قال: هو استواء الشباب [[ذكره عنه الثعلبي 3/ 58 ب.]]. وهو قوله مجاهد [[(مجاهد): ساقط من (ع).]] في بعض الروايات [[ذكره الثعلبي 3/ 58 ب عنه من رواية ابن أبي نجيح وابن جريج. ورواه الطبري 18/ 10 - 11 عنه من الطريقين المتقدمين.
وذكره عن مجاهد السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 92 وعزاه لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.]]
وحكى الزجاج قولاً آخر وهو: أن جُعل ذكرًا وأنثى [["معاني القرآن" للزجاج 4/ 9. والقول الذي حكاه الزجاج مروي عن الحسن البصري. ذكره النحاس في "معاني القرآن" 4/ 449، والبغوي في "تفسيره " 5/ 412.
قال ابن عطية في "المحرر" 10/ 336 - بعد أن ذكر الأقوال المتقدمة- وغيرها: وهذا التخصيص كله لا وجه له، وإنما هو عام في هذا وغيره من وجوه النطق والإدراك وحسن المحاولة هو بها آخر، وأول رتبة من كونه آخر هو نفخ الروح فيه، والطرف الآخر هو تحصيله المعقولات إلى أن يموت.
وصحح القرطبي 12/ 110 ما ذكره ابن عطية.]].
واختار صاحب النظم القول الأول، وقال [[في (ع) زيادة (في) بعد (وقال).]]: قوله: ﴿ثُمَّ خَلَقْنَا﴾ إلى قوله: ﴿لَحْمًا﴾ قصة واحدة، ثم قال ﴿ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ﴾ فجاء به على نظم سوى اللفظ الأول الذي درج عليه ما قبله من قوله خلقنا وخلقنا، والإنشاء هو الابتداء، فدل هذا على أنه أراد به نفخ الروح؛ لأنه لا يحتمل أن يكون خلقًا آخر إلا بأن يزول عن كيفيته [[في (أ)، (ظ): (كيفية).]] الأولى وهي أنه كان لحمًا وعظمًا مواتًا، فلما حصل فيه الروح صار خلقًا آخر، حيوانًا بعد أن كان مواتًا.
قال: وفي هذا دليل على أن الجنين إذا استوى عظمه ولحمه على العظم فقد صار إنسانًا تكون به الأمة أم ولد، والجنين ولدًا [[في (ع): (ولد)، وهو خطأ.]] إن شاء الله.
قوله: ﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ﴾ أي استحق التعظيم والثناء بأنه [[في (أ): (بالله)، وهو خطأ.]] لم يزل ولا يزال. والكلام في هذا مما قد [[في (ظ)، (ع): (مما سبق).]] سبق [[انظر: "البسيط" عند قوله تعالى: ﴿تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف: 54].]].
قوله: ﴿أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ أي: المصورين والمقدرين.
والخلق في اللغة: التقدير. والعرب تقول: قدرت الأديم وخلقته، إذا قسِته [[في "تهذيب اللغة": والعرب تقول: خلقت الأديم، إذا قدرته وقسته.]] لتقطع منه مزادة أو قربة أو خُفًا [[في (أ): (وخفا).]] [[هذا كلام الأزهري في "تهذيب اللغة" 7/ 26 (خلق).]].
وقال مجاهد: وتصنعون ويصنع الله، والله خير الصانعين [[رواه الطبري 8/ 11.]].
قال الليث: رجل خالق، أي: صانع. وهن الخالقات، للنساء [[قول الليث في "تهذيب اللغة" للأزهري 7/ 27 (خلق). وفي "العين" 4/ 151 (خلق) والخالق: الصانع. وليس فيه وهن الخالقات للنساء. وإنما فيه. وامرأة خليقة: ذات جسم وخلق.]].
وقال مقاتل بن سليمان: يقول: هو أحسن خَلْقًا من الذين يخلقون التماثيل وغيرها التي لا يتحرك منها شيء [["تفسير مقاتل" 2/ 29 ب.]].
ومعنى يخلقون: يصنعون.
{"ayah":"ثُمَّ خَلَقۡنَا ٱلنُّطۡفَةَ عَلَقَةࣰ فَخَلَقۡنَا ٱلۡعَلَقَةَ مُضۡغَةࣰ فَخَلَقۡنَا ٱلۡمُضۡغَةَ عِظَـٰمࣰا فَكَسَوۡنَا ٱلۡعِظَـٰمَ لَحۡمࣰا ثُمَّ أَنشَأۡنَـٰهُ خَلۡقًا ءَاخَرَۚ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحۡسَنُ ٱلۡخَـٰلِقِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق