الباحث القرآني
﴿ثُمَّ خَلَقۡنَا ٱلنُّطۡفَةَ عَلَقَةࣰ﴾ - تفسير
٥١٤٦٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ثم خلقنا النطفة علقة﴾، يقول: تَحَوَّل الماءُ فصار دمًا[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/١٥٣.]]. (ز)
٥١٤٦٥- قال يحيى بن سلّام: قوله: ﴿ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة﴾، يكون في بطن أُمِّه نطفة أربعين ليلة، ثم علقة أربعين ليلة، ثم يكون مضغة أربعين ليلة[[تفسير يحيى بن سلام ١/٣٩٤.]]. (ز)
﴿فَخَلَقۡنَا ٱلۡعَلَقَةَ مُضۡغَةࣰ﴾ - تفسير
٥١٤٦٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فخلقنا العلقة مضغة﴾، يعني: فتَحَوَّل الدمُ فصار لحمًا مثل المضغة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/١٥٣.]]. (ز)
﴿فَخَلَقۡنَا ٱلۡمُضۡغَةَ عِظَـٰمࣰا فَكَسَوۡنَا ٱلۡعِظَـٰمَ لَحۡمࣰا﴾ - قراءات
٥١٤٦٧- عن عبد الله بن عباس أنه كان يقرأ: ﴿فَخَلَقْنا المُضْغَةَ عِظامًا﴾[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر. و﴿عِظامًا فَكَسَوْنا العِظامَ﴾ بكسر العين وفتح الظاء هي قراءة العشرة، ما عدا ابن عامر، وأبا بكر عن عاصم، فإنهما قرآ: ‹عَظْمًا فَكَسَوْنا العَظْمَ› بفتح العين وإسكان الظاء من دون ألف بعدها. انظر: النشر ٢/٣٢٨، والإتحاف ص٤٠٢.]]. (١٠/٥٧٣)
٥١٤٦٨- عن قتادة بن دعامة أنه كان يقرأ: (فَخَلَقْنا المُضْغَةَ عَظْمًا فَكَسَوْنا العِظامَ لَحْمًا)[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر.]]. (١٠/٥٧٣)
٥١٤٦٩- عن عاصم أنه قرأ: ‹فَخَلَقْنا المُضْغَةَ عَظْمًا› بغير ألف، ‹فَكَسَوْنا العَظْمَ› على واحدة[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٠/٥٧٤)
٥١٤٧٠- قال يحيى بن سلّام: قال: ﴿فَخَلَقْنا المُضْغَةَ عِظامًا﴾ يعني: جماعة العظام في قراءة مَن قرأها: ‹عَظْمًا›، وهي تقرأ: ﴿عِظامًا﴾ يعني: جماعة العظام عظمًا عظمًا ...، ﴿فَكَسَوْنا العِظامَ﴾ وبعضهم يقرأها: ‹العَظْمَ›[[تفسير يحيى بن سلام ١/٣٩٤.]]٤٥٢٨. (ز)
﴿ثُمَّ أَنشَأۡنَـٰهُ خَلۡقًا ءَاخَرَۚ﴾ - تفسير
٥١٤٧١- عن علي بن أبي طالب -من طريق زيد بن علي، عن أبيه- قال: إذا نَمَت النطفةُ أربعة أشهر بُعِث إليها ملك، فنفخ فيها الروح في الظلمات الثلاث، فذلك قوله: ﴿ثم أنشأناه خلقا آخر﴾، يعني: نفخ الروح فيه[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٥/٤٦١-.]]. (١٠/٥٧٨)
٥١٤٧٢- عن عبد الله بن عباس، ﴿ثم أنشأناه خلقا آخر﴾، قال: الشَّعَر والأسنان[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٠/٥٧٤)
٥١٤٧٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء- ﴿ثم أنشأناه خلقا آخر﴾، قال: نفخ الروح فيه[[أخرجه ابن جرير ١٧/٢٢ كذلك من طريق ابن جريج، وإسحاق البستي في تفسيره ص٣٩١. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٠/٥٧٤)
٥١٤٧٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- في قوله: ﴿ثم أنشأناه خلقا آخر﴾، يقول: خرج من بطن أمه بعد ما خُلِق، فكان مِن بدء خلقه الآخر أن اسْتَهَلَّ، ثم كان مِن خلقه أن دَلَّه على ثدي أمه، ثم كان مِن خلقه أن علم كيف يبسط رجليه، إلى أن قعد، إلى أن حَبا، إلى أن قام على رجليه، إلى أن مشى، إلى أن فُطِم، فعلم كيف يشرب ويأكل مِن الطعام، إلى أن بلغ الحُلُم، إلى أن بلغ أن يَتَقَلَّب في البلاد[[أخرجه ابن جرير ١٧/٢٣-٢٤.]]. (١٠/٥٧٨)
٥١٤٧٥- عن عبد الله بن عمر: استواء الشباب[[تفسير الثعلبي ٧/٤٢.]]. (ز)
٥١٤٧٦- عن أبي العالية الرِّياحِيِّ -من طريق الربيع- ﴿ثم أنشأناه خلقا آخر﴾، قال: جعل فيه الروح[[أخرجه ابن جرير ١٧/٢٣ بلفظ: نفَخ فيه الروح، فهو الخلق الآخر الذي ذكر. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٠/٥٧٤)
٥١٤٧٧- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جريج-= (ز)
٥١٤٧٨- وعكرمة مولى ابن عباس -من طريق عبد الرحمن بن الأصبهاني-، مثله[[أخرجه ابن جرير ١٧/٢٣، وإسحاق البستي في تفسيره ص٣٩٠ عن مجاهد من طريق منصور بلفظ: نفخ فيه الروح. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٠/٥٧٤)
٥١٤٧٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جريج- ﴿ثم أنشأناه خلقا آخر﴾، قال: حين استوى به الشباب[[أخرجه ابن جرير ١٧/٢٤، وإسحاق البستي في تفسيره ص٣٩١، كما أخرجه يحيى بن سلام ١/٣٩٥ من طريق ابن مجاهد، وابن جرير من طريق ابن أبي نجيح. وعزاه السيوطي إلى عبد حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٠/٥٧٤)
٥١٤٨٠- عن الضحاك بن مزاحم، ﴿ثم أنشأناه خلقا آخر﴾، قال: الأسنان والشَّعَر. قيل: أليس قد يُولَد وعلى رأسه الشَّعَر؟ قال: فأين العانة والإبط؟[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٠/٥٧٥)
٥١٤٨١- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد- ﴿ثم أنشأناه خلقا آخر﴾، قال: يُقال: الخلق الآخر بعد خروجه مِن بطن أمه بسِنِّه وشعَره[[أخرجه ابن جرير ١٧/٢٤، وإسحاق البستي في تفسيره ص٣٩٢.]]. (ز)
٥١٤٨٢- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد- قال في قوله: ﴿ثم أنشأناه خلقا﴾: يعني: الروح، نفخ فيه بعد الخلق[[أخرجه ابن جرير ١٧/٢٣، وإسحاق البستي في تفسيره ص٣٩٢.]]. (ز)
٥١٤٨٣- عن عامر الشعبي -من طريق داود بن أبي هند- ﴿ثم أنشأناه خلقا آخر﴾، قال: نفخ فيه الروح[[أخرجه ابن جرير ١٧/٢٢.]]. (ز)
٥١٤٨٤- قال قتادة: وقال الحسن البصري: الروح[[أخرجه يحيى بن سلام ١/٣٩٥.]]. (ز)
٥١٤٨٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد-: ﴿ثم أنشأناه خلقا آخر﴾، يقول: أنبت به الشَّعَر.= (ز)
٥١٤٨٦- قال: وقال الحسن: ذكرًا وأنثى[[أخرجه يحيى بن سلام ١/٣٩٥ عن قتادة من طريق سعيد، ومن طريق أبي هلال الراسبي، وعن الحسن من طريق عمرو. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٠/٥٧٤)
٥١٤٨٧- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- ﴿ثم أنشأناه خلقا آخر﴾، قال: يقول بعضهم: هو نبات الشَّعَر. وبعضهم يقول: هو نفخ الروح[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٤٤، وابن جرير ١٧/٢٤.]]. (١٠/٥٧٩)
٥١٤٨٨- قال محمد بن السائب الكلبي: الروح وهو في بطن أُمِّه[[علَّقه يحيى بن سلام ١/٣٩٥.]]. (ز)
٥١٤٨٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه﴾ يقول: خلقناه ﴿خلقا آخر﴾ يعني: الروح، ينفخ فيه بعد خلقه[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/١٥٣.]]. (ز)
٥١٤٩٠- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿ثم أنشأناه خلقا آخر﴾، قال: الرُّوح الذي جعله فيه[[أخرجه ابن جرير ١٧/٢٣.]]٤٥٢٩. (ز)
﴿ثُمَّ أَنشَأۡنَـٰهُ خَلۡقًا ءَاخَرَۚ﴾ - أحكام متعلقة بالآية
٥١٤٩١- عن عبيد بن رفاعة، قال: أفاضوا في ذكر العِزْلِ، وفي القوم عمر وعلي ورفاعة بن رافع، فقالوا: لا بأس. فقال بعضهم: إنّها الموءودة الصغرى. فقال علي بن أبي طالب: إنها لا تكون موءودة حتى تمر بسبع تارات، قال الله تعالى: ﴿ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين* ثم جعلناه نطفة في قرار مكين﴾ إلى قوله: ﴿فتبارك الله أحسن الخالقين﴾. فتَفَرَّقوا على قول عليٍّ: أنه لا بأس[[أخرجه الطبراني (٤٥٣٦). وهو عند أحمد ٣٥/٢١-٢٣ دون مسألة العزل.]]. (١٠/٥٧٣)
٥١٤٩٢- عن مجاهد، قال: سألنا عبد الله بن عباس عن العَزْل. فقال: اذهبوا، فاسألوا الناس، ثم ائتوني وأخبروني. فسألوا، ثم أخبروه أنهم قالوا: إنّها الموءودة الصغرى. وتلا هذه الآية: ﴿ولقد خلقنا الانسان من سلالة﴾ حتى فرغ منها، ثم قال: كيف تكون مِن الموءودة حتى تَمُرَّ على هذه الخلق؟![[أخرجه عبد الرزاق (١٢٥٧٠)، وإسحاق البستي في تفسيره ص٣٩٠ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٠/٥٧٢)
٥١٤٩٣- عن ابن جريج، قال: قيل لعبد الله بن عباس: إنّ ابن عمر يكره العَزْل. فقرأ: ﴿ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين* ثم جعلناه نطفة في قرار مكين* ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر﴾، وهل تكون الموؤدة إلا بعد هذا؟![[أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص٣٨٧.]]. (ز)
٥١٤٩٤- عن عبد الله بن مسعود -من طريق أبي عمرو الشيباني- قال في العَزْل: هي الموءودة الخَفِيَّة[[أخرجه عبد الرزاق (١٢٥٨٠).]]. (١٠/٥٧٣)
٥١٤٩٥- عن علي بن أبي طالب -من طريق محمد بن الحنفية- أنّه سُئِل عن عَزْل النساء. فقال: ذلك الوَأْد الخَفِيِّ[[أخرجه عبد الرزاق (١٢٥٧٩).]]. (١٠/٥٧٣)
﴿فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحۡسَنُ ٱلۡخَـٰلِقِینَ ١٤﴾ - تفسير
٥١٤٩٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق ليث- ﴿فتبارك الله أحسن الخالقين﴾، قال: يصنعون، ويصنع الله، واللهُ خير الصانعين[[أخرجه ابن جرير ١٧/٢٥.]]. (١٠/٥٧٩)
٥١٤٩٧- عن عبد الملك ابن جُرَيج -من طريق حجاج- ﴿فتبارك الله أحسن الخالقين﴾، قال: عيسى ابن مريم يَخْلُقُ[[أخرجه ابن جرير ١٧/٢٥. والمعنى -كما قال ابن جرير-: أن عيسى ابن مريم كان يخلق [بإذن الله]، فأخبر -جل ثناؤه- عن نفسه أنه يخلق أحسن مما كان يخلق.]]. (١٠/٥٧٩)
٥١٤٩٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فتبارك الله أحسن الخالقين﴾، يقول: هو أحسن المُصَوِّرين، يعني: مِن الذين خلقوا التماثيل وغيرها التي لا يتحرك منها شيء[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/١٥٣.]]. (ز)
٥١٤٩٩- قال يحيى بن سلّام: قال: ﴿فتبارك الله﴾ وهو من باب البَرَكة، كقوله: ﴿فتعالى الله﴾. قوله: ﴿أحسن الخالقين﴾ إن العباد قد يخلقون، يُشبِّهون بخلق الله، ولا يستطيعون أن ينفخوا فيه الروح ... عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «قال الله: مَن أظلم مِمَّن يخلق كخلقي، فليخلقوا ذبابًا، أو ذَرَّة، أو بعوضة»[[تفسير يحيى بن سلام ١/٣٩٥ واللفظ له. وأخرجه البخاري ٧/١٦٧-١٦٨ (٥٩٥٣)، ٩/١٦١ (٧٥٥٩) بنحوه.]]٤٥٣٠. (ز)
﴿فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحۡسَنُ ٱلۡخَـٰلِقِینَ ١٤﴾ - آثار متعلقة بالآية
٥١٥٠٠- عن زيد بن ثابت، قال: أملى عَلَيَّ رسولُ الله ﷺ هذه الآية: ﴿ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين﴾ إلى قوله: ﴿خلقا آخر﴾. فقال معاذ بن جبل: فتبارك الله أحسن الخالقين. فضحك رسول الله ﷺ، فقال له معاذ: مِمَّ ضحكت، يا رسول الله؟ قال: «بها خُتِمَتْ، ﴿فتبارك الله أحسن الخالقين﴾»[[أخرجه الطبراني في الأوسط ٥/٥٦ (٤٦٥٧)، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٥/٤٦٩-. قال الهيثمي في المجمع ٧/٧٢ (١١١٨٧): «رواه الطبراني في الأوسط، وفيه جابر الجعفي، وهو ضعيف وقد وُثِّق، وبقية رجاله رجال الصحيح». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ٦/٢٤٧ (٥٧٦٧): «هذا إسناد فيه جابر الجعفي، وهو ضعيف».]]٤٥٣١. (١٠/٥٨٠)
٥١٥٠١- عن أنس، قال: قال عمر بن الخطاب: وافقتُ ربي في أربع؛ قلت: يا رسول الله، لو صَلَّينا خلف المقام؟ فأنزل الله: ﴿واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى﴾ [البقرة:١٢٥]. وقلت: يا رسول الله، لو اتخذتَ على نسائك حجابًا؛ فإنّه يدخل عليك البرُّ والفاجر؟ فأنزل الله: ﴿واذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب﴾ [الأحزاب:٥٣]. وقلت لأزواج النبيِّ ﷺ: لَتَنتَهُنَّ أو لَيُبَدِّلَنَّه الله أزواجًا خيرًا مِنكُنَّ. فأنزلت: ﴿عسى ربه إن طلقكن﴾ [التحريم:٥] الآية. ونزلت: ﴿ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين﴾ الآيةَ إلى قوله: ﴿ثم أنشأناه خلقا آخر﴾. فقلت أنا: فتبارك الله أحسن الخالقين. فنزلت: ﴿فتبارك الله أحسن الخالقين﴾[[أخرجه الطيالسي (٤١)، ويحيى بن سلام ١/٣٩٥، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٥/٤٦٣-، وابن عساكر ٤٤/١١٣-١١٤. والحديث عند البخاري (٤٤٨٣) بدون ذكر: ﴿فتبارك الله أحسن الخالقين﴾. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٠/٥٧٩)
٥١٥٠٢- عن عبد الله بن عباس، قال: لَمّا نزلت: ﴿ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين﴾ إلى آخر الآيةِ قال عمر: فتبارك الله أحسن الخالقين. فنزلت: ﴿فتبارك الله أحسن الخالقين﴾[[أخرجه الطبراني (١٢٢٤٤). وعزاه السيوطي إلى أبي نعيم في فضائل الصحابة، وابن مردويه. قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٩/٦٨: «فيه أبو عبيدة بن الفضيل بن عياض، وهو لين، وبقية رجاله ثقات».]]. (١٠/٥٨٠)
٥١٥٠٣- عن صالح أبي الخليل، قال: لَمّا نزلت هذه الآية على النبي ﷺ: ﴿ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين﴾ إلى قوله: ﴿ثم أنشأناه خلقا آخر﴾. قال عمر: فتبارك الله أحسن الخالقين. فقال: «والذي نفسي بيده، إنّها خُتِمَت بالذي تكلَّمْتَ به، يا عمر»[[أخرجه ابن شاهين في شرح مذاهب أهل السنة ص١٩٥ (١٣٧). وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٠/٥٧٥)
٥١٥٠٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر﴾، قال عمر بن الخطاب قبل أن يُتِمَّ النبيُّ ﷺ الآية: تبارك الله أحسن الخالقين. فقال النبي ﷺ: «هكذا أُنزِلَت، يا عمر»[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/١٥٣.]]. (ز)
٥١٥٠٥- عن وهب بن مُنَبِّه، قال: خلق اللهُ ابن آدم كما شاء وبما شاء، فكان كذلك، ﴿فتبارك الله أحسن الخالقين﴾، خُلق مِن التراب والماء، فمِنه شعره ولحمه ودمه وعظامه وجسده، فهذا بَدْءُ الخلق الذي خلق الله منه ابنَ آدم، ثم جُعلت فيه النفس، فبها يقوم ويقعد، ويسمع ويُبصِر، ويعلم ما تعلم الدوابُّ، ويَتَّقي ما تَتَّقي، ثم جُعِل فيه الروح، فبِه عُرِف الحقُّ مِن الباطل، والرشد مِن الغي، وبه حذر وتقدم واستتر، وتعلَّم ودَبَّر الأمور كلها، فمِن التراب يبوسته، ومِن الماء رطوبته، فهذا بدء الخلق الذي خلق الله منه ابنَ آدم كما أحبَّ أن يكون، ثم جعل فيه من هذه الفِطَر الأربع، فالأنواع من الخلق أربعة في جسد ابن آدم، فهي قَوام جسده ومَلاكه -بإذن الله-، وهي: المِرَّةُ[[المِرَّةُ: مزاج من أمزجة البدن، وهي إحدى الطبائع الأربع، تجمع على: مِرَر. التاج (مرر).]] السوداء، والمرة الصفراء، والدم، والبلغم، فيبوسته وحرارته من النَّفْس، ومسكنها في الدم، وبرودته من قِبَل الروح، ومسكنه في البَلْغَم، فإذا اعتدلت هذه الفِطَر في الجسد فكان من كلِّ واحدٍ ربعٌ كان جسدًا كاملًا وجسمًا صحيحًا، وإن كثر واحد منها على صاحبه علاها وقهرها، وأدخل عليها السقم من ناحيته، وإن قلَّ عنها واحد منها غلبت عليه وقهرته ومالت به، فضعُفت عن قوتِها، وعجزت عن طاقتِها، وأدخل عليها السقم من ناحيته، فالطبيب العالم بالداء والدواء يعلم من الجسد حيث أتى سَقَمُه؛ أمن نقصان أم من زيادة[[أخرجه أبو الشيخ في العظمة (١٠٨٠). وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٠/٥٧٧-٥٧٨)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.