الباحث القرآني

﴿قَالَ لَهُمْ مُوسَى﴾ أي: للسحرة الذين جمعهم فرعون ليغلبوا موسى، وهم المعنيون بقوله: ﴿فَجَمَعَ كَيْدَهُ﴾ ﴿وَيْلَكُمْ﴾ قال أبو إسحاق: (منصوب على ألزمهم الله ويلَا. قال: ويجوز أن يكون منصوبًا على النداء، كما قال: ﴿يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا﴾ [يس: 52]) [["معاني القرآن" للزجاج 3/ 360.]]. ﴿لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ﴾ قال ابن عباس: (لا تشركوا مع الله أحدًا) [["زاد المسير" 5/ 206.]]. وقال آخرون: (لا تقولوا اليد والعصا ليستا آيتين من قبل الله فإنكم عند هذا القول تكذبون على الله) [["تفسير مقاتل" 3 ب.]]. ﴿فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ﴾ ويقرأ: فيُسحتكم بضم الياء [[قرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم في رواية أبي بكر، وأبو عمرو، وابن عمر: ﴿فَيُسْحِتَكُمْ﴾ بفتح الياء. وقرأ عاصم في رواية حفص، وحمزة، والكسائي: ﴿فَيُسْحِتَكُمْ﴾ بضم الياء. انظر: "السبعة" ص 419، "الحجة للقراء السبعة" 5/ 228، "النشر" 2/ 220.]]. يقال: سَحَته وأَسْحته إذا استأصله وأهلكه [["معاني القرآن" للفراء 2/ 182، "معاني القرآن" للزجاج 3/ 361، "المفردات في غريب القرآن" (سحت) ص 235، "لسان العرب" (سحت) 4/ 1949.]]، قاله أبو عبيدة، والأخفش، والفراء، والزجاج، وجميع أهل اللغة [["مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 21، "معاني القرآن" للفراء 2/ 182، "معاني القرآن" للزجاج 3/ 361.]]، وأنشدوا للفرزدق [[البيت للفرزدق من قصيدة يهجو فيها جريرًا، ويفخر بمآثر قومه. السُّحت: ما خبث من المكاسب وحرم، وأَسْحَت الرجل: استأصل ما عنده. مُجْلِف: الذي أتى عليه الدهر فأذهب ماله. انظر: "ديوانه" ص 386، "جامع البيان" 16/ 178، "مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 21، "الحجة للقراء السبعة" 5/ 229، "شرح المفضليات" ص 396، "الخزانة" 2/ 347، "لسان العرب" (جلف) 2/ 660.]]: وعَضُّ زَمانٍ يا بنَ مَرْوانَ لم يَدَع ... مِنَ المالِ إِلا مُسْحَتًا أو مُجَلَّف قال ابن عباس في رواية الوالبي: (﴿فَيُسْحِتَكُمْ﴾: فيهلككم) [["جامع البيان" 16/ 178.]]. وهو قول مجاهد، ومقاتل، والكلبي [["الكشف والبيان" 3/ 19 ب، "معالم التنزيل" 5/ 280، "تفسير مقاتل" 3 ب.]]. وقال قتادة، وأبان بن تغلب [[أبان بن تغلب الربيعي، أبو سعد الكوفي، روى عن: أبي إسحاق السيعي، والحكم بن عتيبة، وفضيل بن عمر، وروى عنه: موسى بن عقبه، وشعبة، وحماد ابن زيد، وابن عيينة وغيرهم، وثقه أهل العلم، وهو من أهل الصدق في الروايات، ومن النساك الثقات، عرف بالفصاحة والبيان. انظر: "الجرح والتعديل" 2/ 296، "الكاشف" 1/ 74، "ميزان الاعتدال" 1/ 5، "تهذيب التهذيب" 10/ 81.]]: (فيستأصلكم) [["تفسير القرآن" الصنعاني 2/ 17، "جامع البيان" 16/ 178، "الكشف والبيان" 3/ 19 ب، "معالم التزيل" 5/ 280.]]. وقال في رواية عطاء: (فيجهدكم بعذاب) [[ذكر نحوه الثعلبي في "الكشف والبيان" 3/ 19 ب، وابن عطية في "المحرر الوجيز" 10/ 46.]]. قال الليث: (يقال: سحتناهم بلغنا مجهودهم في المشقة عليهم. قال: وأسحتناهم لغة) [["تهذيب اللغة" (سحت) 2/ 1637.]]. قال أهل المعاني: (السَّحت في اللغة معناه: استقصى الحلق، يقال: سَحَت الشَّعر إذا استقصى حَلقه، وسَحَت الحالق إذا استأصل، وأَسْحَت الخاتن في ختان الصبي إذا استأصله) [[انظر (سحت): "تهذيب اللغة" 2/ 1637، "مقاييس اللغة" 3/ 143، "القاموس المحيط" 1/ 153، "الصحاح" 1/ 252، "لسان العرب" 4/ 1949.]]. والمعنى: إن العذاب إذا أتى من قبل الله أخذهم عن آخرهم. وقوله تعالى: ﴿وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى﴾ قال ابن عباس: (خيب [[في (ص): (خسر).]] من ادعى مع الله إلهًا آخر) [["المحرر الوجيز" 10/ 46، "لباب التأوبل" 4/ 273.]]. وقال قتادة: (خسر من كذب على الله ونسب إليه باطلًا) [[ذكرت كتب التفسير نحوه بدون نسبة. انظر: "بحر العلوم" 2/ 346، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 215، "لباب التأويل" 4/ 273، "مجمع البيان" 7/ 30، "فتح القدير" 3/ 533.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب