الباحث القرآني

فقال أبوه مجيبا له: ﴿أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ﴾ أي: أتاركها أنت وتارك عبادتها، يقال: رغب عن الشيء إذا تركه عمدا [[انظر: "تهذيب اللغة" (رغب) 2/ 1432، "مقاييس اللغة" (رغب) 2/ 415، "القاموس المحيط" (رغب) ص 90، "المفردات" (رغب) ص 198.]]. ﴿لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ﴾ لم تمتنع عن شتمها وعيبها، ومعنى الإنتهاء: الامتناع من الفعل المنهي عنه، يقال: نهاه عن كذا فانتهى [[انظر: "تهذيب اللغة" (نهى) 4/ 3680، "الصحاح" (نهى) 6/ 2517، "المفردات في غريب القرآن" (نهى) 507، "لسان العرب" (نهى) 8/ 4564.]]. وقوله تعالى: ﴿لَأَرْجُمَنَّكَ﴾ (لأرمينك بالقول القبيح وأشتمك)، قاله الضحاك، ومقاتل، والسدي، والكلبي، ومجاهد، وابن جريج [["جامع البيان" 16/ 91، "النكت والعيون" 3/ 374، "المحرر الوجيز" 9/ 478، "معالم التنزيل" 5/ 234، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 137.]]. واختيار الزجاج قال: (يقال: فلان يرمي فلانا، ويرجم فلانا معناه: يشتمه) [["معاني القرآن" للزجاج 3/ 332.]]. وقال ابن عباس في رواية عطاء: (لأقتلنك) [[ذكره ابن عطية في "المحرر الوجيز" 9/ 478 بدون نسبة، وكذلك السمرقندي في "بحر العلوم" 2/ 325.]]. وقال الحسن: (لأرمينك بالحجارة حتى تبعد عني) [["النكت والعيون" 3/ 374، "المحرر الوجيز" 9/ 478، "معالم التنزيل" 5/ 2354، "زاد المسير" 5/ 237، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 111.]]. وهذا كما روي عن ابن عباس أنه قال: (لأضربنك بالحجارة) [["معالم التنزيل" 5/ 234، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 111.]]. وذكرنا الكلام في معاني الرجم عند قوله: ﴿وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ﴾ [هود: 91]. وقوله: ﴿وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا﴾ ويقال: هَجَرَ الرجل هَجْرًا إذا تباعد ونأى، وهَجَرَ في الصوم يَهْجُرُ هِجْرَانًا، قاله أبو زيد [["تهذيب اللغة" (هجر) 4/ 3717، "لسان العرب" (هجر) 8/ 4617.]]. قال ابن عباس: (واعتزلني) [["الكشف والبيان" 3/ 7 ب، "معالم التنزيل" 5/ 234، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 111، "لباب التأويل" 4/ 248.]]. وقال الكلبي: (واتركني) [["الكشف والبيان" 3/ 7 ب، وذكر نحوه "معالم التنزيل" 5/ 234.]]. ﴿مَلِيًّا﴾ قال ابن عباس في رواية عطاء: (يريد حينا) [["النكت والعيون" 3/ 374، "زاد المسير" 5/ 237، "فتح القدير" 3/ 337.]]. وهو قول مجاهد [["جامع البيان" 16/ 91، "النكت والعيون" 3/ 374، "المحرر الوجيز" 9/ 478، "معالم التنزيل" 5/ 234، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 137.]]. وقال عكرمة: (دهرا) [["النكت والعيون" 3/ 374، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 127.]]. وقال الحسن: (زمانا طويلا) [["تفسير القرآن" للصنعاني 2/ 10، "جامع البيان" 16/ 91، "النكت والعيون" 3/ 374، "المحرر الوجيز" 9/ 478، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 137.]]. وهو قول الكلبي [["جامع البيان" 16/ 91، "الكشف والبيان" 3/ 7، "معالم التنزيل" 5/ 234، "الدر المنثور" 4/ 491.]]. وقال السدي: (أبدا) [["جامع البيان" 16/ 91، "بحر العلوم" 2/ 325، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 137.]]. قال الليث: (الملِيُّ من الدهر حين طويل، ويقال: أقام مَلِيًا) [[ذكرته كتب اللغة بدون نسبة. انظر (ملا) في: "تهذيب اللغة" 4/ 3438، "القاموس المحيط" 4/ 52، "تاج العروس" 1/ 252، "اللسان" 7/ 4273.]]. وقال الفراء: (يقال: مَلْوَةً من الدهر، ومُلْوَةً، ومِلْوَةً، ومُلاَوَةً، ومِلاَوَةً وكله من الطول) [["معاني القرآن" للفراء 2/ 169.]]. والله يُمْلِي من يشاء فيؤجله ومنه قوله تعالى: ﴿وَأُمْلِي لَهُمْ﴾ [[سورة الأعراف: (183)، وسورة القلم: (45).]]، قال الأصمعي: (وأَمْلَى عليه الزمن أي: طال عليه، وَأمْلِي له أي: طول له وأمهله) [["تهذيب اللغة" (ملا) 4/ 3438، "لسان العرب" (ملا) 47/ 273.]]. قال ابن السكيت: (تَمَلَّيْت العيش: إذا عشت مَلِيًّا؛ أي: طويلًا [[انظر: "لسان العرب" (ملا) 7/ 4273، "تاج العروس" (ملا) 1/ 252.]]. قال العجاج [[البيت للعجاج. والصَّنْجُ: هو الذي يتخذ من صفر يضرب أحدهما بالآخر، وقيل الصنج: ذو الأوتار الذي يلعب به. انظر: "تهذب اللغة" (ملا) 4/ 3438، "لسان العرب" (ملا) 7/ 4273.]]: مُلاَوَةَ مُلِّيْتُهَا كَأَنِي ... ضَارِبُ صَنْجِ نَشْوَةٍ مُغَنِّي مَلَّيتها؛ أي: طولت لي، وذكرنا الكلام في هذا الحرف عند قوله: ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ [آل عمران: 178] وقال أبو علي الفارسي: (قالوا انتظرته مَلِيًا من الدهر، أي: متسعا منه، وهو صفة استعمل استعمال الأسماء، والمَلأَة من هذا الزيادة عرضها واستاعها، والهمزة فيه منقلبة عن حرف لين، يريد به سقوطها في التحقير، ولو كانت الهمزة لاما لم تسقط) [[ذكر نحوه في "الحجة للقراء السبعة" 3/ 102.]]. وروي عن ابن عباس في قوله: ﴿مَلِيًّا﴾ قال: (سالم العِرض لا يصيبك مني مكروه) [["جامع البيان" 16/ 92، "النكت والعيون" 3/ 374، "المحرر الوجيز" 9/ 479، "معالم التنزيل" 5/ 235، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 137.]]. وهو قول قتادة، وعطية، والضحاك قالوا في معنى ﴿مَلِيًّا﴾ قال: (سويا سليما) [["تفسير القرآن" للصنعاني 2/ 10، "جامع البيان" 16/ 92، "بحر العلوم" 2/ 325، "النكت والعيون" 3/ 374، "معالم التنزيل" 5/ 235.]]. وأصل هذا من قولهم: فلان مَلِئٌ بهذا الأمر. والقول هو الأول؛ لأن الملي بالأمر أصله الهمز [[قال ابن جرير الطبري -رحمه الله- في "تفسيره" 16/ 92: وأولى القولين بتأويل الآية عندي قول من قال: معنى ذلك واهجرني سويا سليما من عقوبتي؛ لأنه عقيب قوله: ﴿لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ﴾ وذلك وعيد منه له إن لم ينته عن ذكر آلهته بالسوء أن يرجمه بالقول السيء والذي هو أولى بأن يتبع ذلك المتقدم إليه بالانتهاء عنه قبل أن تناله العقوبة، فأما الأمر بطول هجره فلا وجه له.]]. قال أبو زيد: (مَلُؤ الرجل، يَمْلُؤُ، مَلاَءَة فهو مَلِئ) [["تهذيب اللغة" (ملا) 4/ 3438.]]. ولم يروى عن القراء: (وَأهْجُرنِى مليئًا) بالهمز.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب