الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ﴾ قال أبو عبيدة [["مجاز القرآن" 1/ 305.]]: [العرب تقول: بلغ فلانٌ أشُدَّه] [[ما بين المعقوفين ساقط من (أ)، (ج).]] إذا انتهى منتهاه في شبا [[في (ب): (شأنه) قلت لعلها شبابه، وهو كذلك في "مجاز القرآن" 1/ 305.]] وقوته، قبل أن يأخذ في النقصان، ليس له واحد من لفظه، يستغنون بها في الواحد والجميع، قالوا: بلغ أشده وبلغوا أشدهم، وقال يونس [["تهذيب اللغة" (شُد) 2/ 1843 عن الفراء.]]: واحدها شُد، مثل قولهم: فلان ودي، والجميع أودي، وأنشد للنابغة [["ديوانه" ص 35، و"اللسان" (ودد) 8/ 4794، و"تهذيب اللغة" 4/ 3858، و"جمهرة اللغة" (115)، و"تاج العروس" (ودد) 5/ 306، وروى بلفظ (خبره).]]: إني كأني لَدَى النُّعْمَان حَدّثَه ... بَعْضُ الأوُدِّ حَدِيثاً غَيْرَ مَكْذُوبِ وقد ذكرنا الكلام في الأشد مستقصى في سورة الأنعام عند قوله: ﴿حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ﴾ [[الأنعام (152) وقد نقل هناك عن جماعة من أهل اللغة في بيان معنى الأشد، خلاصة ما ذكروه أنه بمعنى القوة والجلادة، ومبلغ الرجل الحنكة والمعرفة.]]. وأما التفسير: فروى ابن جريج، عن مجاهد، عن ابن عباس [[الطبري 12/ 177 قال: بضعًا وثلاثين. وقد أخرجه سعيد بن منصور وابن أبي حاتم 7/ 2118 أ، وابن الأنباري في كتاب: "الأضداد" والطبراني في "الأوسط" وابن مردويه كما في "الدر" 4/ 20، والرازي 18/ 110، و"زاد المسير" 4/ 200.]]: ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ﴾ قال: ثلاثًا وثلاثين سنة. وروى عثمان بن خثيم عن مجاهد عن ابن عباس [[هذه الرواية ذكرها الطبري بلفظ بضعًا وثلاثين سنة 12/ 177.]] ثلاثين سنة، ومجاهد [[الطبري 12/ 177، "زاد المسير" 4/ 200، الثعلبي 7/ 70 ب، البغوي 4/ 226 ابن أبي حاتم 7/ 2118.]] يقول في رواية ابن أبي نجيح: ثلاثًا وثلاثين سنة، وقال في رواية عطاء. يريد الحلم [["زاد المسير" 4/ 200 ونسبه إلى الشعبي وربيعة وزيد بن أسلم وابنه، وكذا ابن أبي حاتم 7/ 2119 عنهم.]]. وقال الضحاك [[الطبري 12/ 177، الثعلبي 7/ 70 ب، "زاد المسير" 4/ 200، البغوي 4/ 226.]]: عشرين سنة، وقال مقاتل [["تفسير مقاتل" 152ب، وأخرجه ابن أبي حاتم 7/ 2119 عن سعيد بن جبير.]]: ثمان عشرة سنة، وقال الزجاج [["معاني القرآن وإعرابه" 3/ 99.]]: الأشد من نحو سبعة عشر [[كذا في النسخ والصواب: سبع عشرة.]] سنة إلى نحو الأربعين. وقوله تعالى: ﴿آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا﴾ وقال في قصة موسى ﴿وَاسْتَوَى﴾ [القصص: 14] قالوا في معناه: بلغ الأربعين، ولم يقل هاهنا استوى؛ لأن موسى بلغ أربعين سنة حين أوحى إليه وهو منتهى الأشد، فأما يوسف فقد أوحى إليه قبل الأربعين، وأما تفسير قوله: ﴿حُكْمًا وَعِلْمًا﴾ فقال عطاء عن ابن عباس [[أخرجه الطبري وابن أبي حاتم 7/ 2119 عن مجاهد بنحوه انظر: "الدر" 4/ 20، الثعلبي 7/ 70 ب.]]: يريد عقلاً وفهمًا. وقال الكلبي [[القرطبي 9/ 162، و"زاد المسير" 4/ 200.]]: والحكم النبوة، والعلم علم الدين، وعلى هذا القول يجب أن يحمل الأشد هاهنا على دون العشرين؛ لأن العلماء على أن يوسف أعطى النبوة وأوحي إليه في البئر، ومن فسر الأشد بثلاث وثلاثين سنة قال: معناه أنه لما بلغ هذه السن زدناه علمًا وفهمًا بعد النبوة. قال ابن الأنباري [[الرازي 18/ 111.]]: قال اللغويون الحكم والحكمة أصلها حبس النفس عن هواها ومنعها مما يشينها [[في (ج): (لا تشتهي).]]. فجائز أن يعني بهما النبوة، وممكن أن يعبرا عن العقل والفهم؛ لأن كل واحد من الثلاثة يحبس النفس على رشدها ويبعدها عن غيها. وقال أبو إسحاق [["معاني القرن وإعرابه" 3/ 99.]] في قوله ﴿آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا﴾: أي جعلناه حكيمًا عالمًا، وليس كل عالم حكيمًا، الحكيم: العالم المستعمل علمه، الممتنع من استعمال ما يجهل فيه. وقوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ﴾ أي مثل ما وصفنا من تعليم يوسف ﴿نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ قال ابن عباس [[أخرج الطبري عن ابن عباس قوله ﴿الْمُهْتَدِينَ﴾ في: "الدر" 4/ 20، و"زاد المسير" 4/ 201.]]: يريد نفعل بالموحدين، وقال أبو روق عن الضحاك [[الثعلبي 7/ 70 ب، القرطبي 9/ 162.]]: يعني: الصابرين عن النوائب، كما صبر يوسف.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب