الباحث القرآني
﴿أنّا خَلَقْناهُ مِن قَبْلُ﴾ [مريم: ٦٧]، أيْ: أنْشَأْناهُ واخْتَرَعْناهُ مِنَ العَدَمِ الصِّرْفِ إلى الوُجُودِ، فَكَيْفَ يُنْكِرُ النَّشْأةَ الثّانِيَةَ وهَذِهِ الحُجَّةُ في غايَةِ الِاخْتِصارِ والإلْزامِ لِلْخَصْمِ، ويُسَمّى هَذا النَّوْعُ الِاحْتِجاجَ النَّظَرِيَّ وبَعْضُهم يُسَمِّيهِ المَذْهَبَ الكَلامِيَّ، وقَدْ تَكَرَّرَ هَذا الِاحْتِجاجُ في القُرْآنِ: ﴿ولَمْ يَكُ شَيْئًا﴾ [مريم: ٦٧] إشارَةٌ إلى العَدَمِ الصِّرْفِ، وانْتِفاءُ الشَّيْئِيَّةِ عَنْهُ يَدُلُّ عَلى أنَّ المَعْدُومَ لا يُسَمّى شَيْئًا. وقالَ أبُو عَلِيٍّ الفارِسِيُّ: ﴿ولَمْ يَكُ شَيْئًا﴾ [مريم: ٦٧] مَوْجُودٌ أوْ هي نَزْغَةٌ اعْتِزالِيَّةٌ، والمَحْذُوفُ المُضافُ إلَيْهِ (قَبْلُ) في التَّقْدِيرِ قَدَّرَهُ بَعْضُهم: مِن قَبْلِ بَعْثِهِ (p-٢٠٨)وقَدَّرَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ: مِن قَبْلِ الحالَةِ الَّتِي هو فِيها وهي حالَةُ بَقائِهِ انْتَهى.
ولَمّا أقامَ تَعالى الحُجَّةَ الدّامِغَةَ عَلى حَقِّيَّةِ البَعْثِ أقْسَمَ عَلى ذَلِكَ بِاسْمِهِ مُضافًا إلى رَسُولِهِ تَشْرِيفًا لَهُ وتَفْخِيمًا، وقَدْ تَكَرَّرَ هَذا القَسَمُ في القُرْآنِ تَعْظِيمًا لِحَقِّهِ ورَفْعًا مِنهُ كَما رَفَعَ مِن شَأْنِ السَّماءِ والأرْضِ بِقَوْلِهِ ﴿فَوَرَبِّ السَّماءِ والأرْضِ إنَّهُ لَحَقٌّ﴾ [الذاريات: ٢٣] والواوُ في (والشَّياطِينَ) لِلْعَطْفِ أوْ بِمَعْنى (مَعَ) يُحْشَرُونَ مَعَ قُرَنائِهِمْ مِنَ الشَّياطِينِ الَّذِينَ أغْوَوْهم، يُقْرَنُ كُلُّ كافِرٍ مَعَ شَيْطانٍ في سِلْسِلَةٍ، وهَذا إذا كانَ الضَّمِيرُ في (لَنَحْشُرَنَّهم) لِلْكَفَرَةِ وهو قَوْلُ ابْنِ عَطِيَّةَ، وما جاءَ بَعْدَ ذَلِكَ فَهو مِنَ الإخْبارِ عَنْهم، وبَدَأ بِهِ الزَّمَخْشَرِيُّ، والظّاهِرُ أنَّهُ عامٌّ لِلْخَلْقِ كُلِّهِمْ مُؤْمِنِهِمْ وكافِرِهِمْ، ولَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ المُؤْمِنِينَ والكافِرِينَ كَما فَرَّقَ في الجَزاءِ، وأُحْضِرُوا جَمِيعًا وأُورِدُوا النّارَ لِيُعايِنَ المُؤْمِنُونَ الأهْوالَ الَّتِي نَجَوْا مِنها فَيُسَرُّوا بِذَلِكَ ويَشْمَتُوا بِأعْدائِهِمُ الكُفّارِ، وإذا كانَ الضَّمِيرُ عامًّا فالمَعْنى يَتَجاثَوْنَ عِنْدَ مُوافاةِ شاطِئِ جَهَنَّمَ كَما كانُوا في المَوْقِفِ مُتَجاثِينَ لِأنَّهُ مِن تَوابِعِ التَّوافُقِ لِلْحِسابِ قَبْلَ الوُصُولِ إلى الثَّوابِ والعِقابِ. وقالَ تَعالى في حالَةِ المَوْقِفِ ﴿وتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إلى كِتابِها﴾ [الجاثية: ٢٨] و(جِثِيًّا) حالٌ مُقَدَّرَةٌ - وعَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: قُعُودًا، وعَنْهُ جَماعاتٍ - جَمْعُ (جَثْوَةٍ) وهو المَجْمُوعُ مِنَ التُّرابِ والحِجارَةِ. وقالَ مُجاهِدٌ والحَسَنُ والزَّجّاجُ: عَلى الرُّكَبِ. وقالَ السُّدِّيُّ قِيامًا عَلى الرُّكَبِ لِضِيقِ المَكانِ بِهِمْ.
وقَرَأ حَمْزَةُ والكِسائِيُّ وحَفْصٌ (جِثِيًّا) و(عِتِيًّا) و(صِلِيًّا) بِكَسْرِ الجِيمِ والعَيْنِ والصّادِ والجُمْهُورُ بِضَمِّها ﴿ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ﴾ [مريم: ٦٩]، أيْ: لَنُخْرِجَنَّ كَقَوْلِهِ ﴿ونَزَعَ يَدَهُ﴾ [الأعراف: ١٠٨] . وقِيلَ: لَنَرْمِيَنَّ مِن نَزَعَ القَوْسَ وهو الرَّمْيُ بِالسَّهْمِ، والشِّيعَةُ الجَماعَةُ المُرْتَبِطَةُ بِمَذْهَبٍ. قالَ أبُو الأحْوَصِ: يَبْدَأُ بِالأكابِرِ فالأكابِرِ جُرْمًا. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: يَمْتازُ مِن كُلِّ طائِفَةٍ مِن طَوائِفِ الغَيِّ والفَسادِ أعَصاهم فَأعْصاهم وأعْتاهم فَأعْتاهم، فَإذا اجْتَمَعُوا طَرَحْناهم في النّارِ عَلى التَّرْتِيبِ فَقُدِّمَ أوْلاهم بِالعَذابِ فَأوْلاهم، والضَّمِيرُ في (أيِّهِمْ) عائِدٌ عَلى المَحْشُورِينَ المُحْضَرِينَ. وقَرَأ الجُمْهُورُ (أيُّهم) بِالرَّفْعِ وهي حَرَكَةُ بِناءٍ عَلى مَذْهَبِ سِيبَوَيْهِ، فَأيُّهم مَفْعُولٌ بِنَنْزِعَنَّ وهي مَوْصُولَةٌ: و(أشَدُّ) خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ، والجُمْلَةُ صِلَةٌ لِأيِّهِمْ، وحَرَكَةُ إعْرابٍ عَلى مَذْهَبِ الخَلِيلِ ويُونُسَ عَلى اخْتِلافٍ في التَّخْرِيجِ. و﴿أيُّهم أشَدُّ﴾ [مريم: ٦٩] مُبْتَدَأٌ وخَبَرٌ مَحْكِيٌّ عَلى مَذْهَبِ الخَلِيلِ، أيِ: الَّذِينَ يُقالُ فِيهِمْ ﴿أيُّهم أشَدُّ﴾ [مريم: ٦٩] . وفي مَوْضِعِ نَصْبٍ فَيُعَلَّقُ عَنْهُ (لَنَنْزِعَنَّ) عَلى مَذْهَبِ يُونُسَ، والتَّرْجِيحُ بَيْنَ هَذِهِ المَذاهِبِ مَذْكُورٌ في عِلْمِ النَّحْوِ. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ النَّزْعُ واقِعًا عَلى ﴿مِن كُلِّ شِيعَةٍ﴾ [مريم: ٦٩] كَقَوْلِهِ ﴿ووَهَبْنا لَهم مِن رَحْمَتِنا﴾ [مريم: ٥٠]، أيْ: لَنَنْزِعَنَّ بَعْضَ ﴿كُلِّ شِيعَةٍ﴾ [مريم: ٦٩] فَكَأنَّ قائِلًا قالَ: مَن هم ؟ فَقِيلَ إنَّهم أشَدُّ عِتِيًّا؛ انْتَهى. فَتَكُونُ (أيُّهم) مَوْصُولَةً خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ، وهَذا تَكَلُّفٌ وادِّعاءُ إضْمارٍ لا ضَرُورَةَ تَدْعُو إلَيْهِ، وجَعْلُ ما ظاهِرُهُ أنَّهُ جُمْلَةٌ واحِدَةٌ جُمْلَتَيْنِ، وقَرَنَ الخَلِيلُ تَخْرِيجَهُ بِقَوْلِ الشّاعِرِ:
؎ولَقَدْ أبِيتُ مِنَ الفَتاةِ بِمَنزِلٍ فَأبِيتُ لا حَرِجٌ ولا مَحْرُومُ
أيْ فَأبِيتُ يُقالُ فِيَّ: لا حَرِجٌ ولا مَحْرُومٌ، ورَجَّحَ الزَّجّاجُ قَوْلَ الخَلِيلِ، وذَكَرَ عَنْهُ النَّحّاسُ أنَّهُ غَلَّطَ سِيبَوَيْهِ في هَذِهِ المَسْألَةِ. قالَ سِيبَوَيْهِ: ويَلْزَمُ عَلى هَذا أنْ يَجُوزَ اضْرِبِ السّارِقَ الخَبِيثَ الَّذِي يُقالُ لَهُ، قِيلَ ولَيْسَ بِلازِمٍ مِن حَيْثُ هَذِهِ أسْماءٌ مُفْرَدَةٌ والآيَةُ جُمْلَةٌ، وتَسَلُّطُ الفِعْلِ عَلى المُفْرَدِ أعْظَمُ مِنهُ عَلى الجُمْلَةِ. ومَذْهَبُ الكِسائِيِّ أنَّ مَعْنى (لَنَنْزِعَنَّ) لَنُنادِيَنَّ فَعُومِلَ مُعامَلَتَهُ فَلَمْ تَعْمَلْ في (أيُّ) . انْتَهى. ونُقِلَ هَذا عَنِ الفَرّاءِ. قالَ المَهْدَوِيُّ: ونادى تَعَلَّقَ إذا كانَ بَعْدَهُ جُمْلَةُ نَصْبٍ فَتَعْمَلُ في المَعْنى ولا تَعْمَلُ في اللَّفْظِ. وقالَ المُبَرِّدُ: (أيُّهم) مُتَعَلِّقٌ بِشِيعَةٍ، فَلِذَلِكَ ارْتَفَعَ والمَعْنى مِنَ الَّذِينَ تَشايَعُوا ﴿أيُّهم أشَدُّ﴾ [مريم: ٦٩] كَأنَّهم يَتَبادَرُونَ إلى هَذا، ويَلْزَمُ أنْ يُقَدِّرَ مَفْعُولًا (لِنَنْزِعَنَّ) مَحْذُوفًا، وقَدَّرَ أيْضًا في هَذا المَذْهَبِ مِنَ الَّذِينَ تَشايَعُوا (أيُّهم)، أيْ: مِنَ الَّذِينَ تَعاوَنُوا فَنَظَرُوا ﴿أيُّهم أشَدُّ﴾ [مريم: ٦٩] . قالَ النَّحّاسُ: وهَذا قَوْلٌ حَسَنٌ. وقَدْ حَكى الكِسائِيُّ (p-٢٠٩)أنَّ التَّشايُعَ هو التَّعاوُنُ.
وحَكى أبُو بَكْرِ بْنُ شُقَيْرٍ أنَّ بَعْضَ الكُوفِيِّينَ يَقُولُ: في (أيُّهم) مَعْنى الشَّرْطِ، تَقُولُ: ضَرَبْتُ القَوْمَ أيُّهم غَضِبَ، والمَعْنى إنْ غَضِبُوا أوْ لَمْ يَغْضَبُوا، فَعَلى هَذا يَكُونُ التَّقْدِيرُ إنِ اشْتَدَّ عُتُوُّهم أوْ لَمْ يَشْتَدَّ. وقَرَأ طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ ومُعاذُ بْنُ مُسْلِمٍ الهَرّاءُ أُسْتاذُ الفَرّاءِ وزائِدَةُ عَنِ الأعْمَشِ (أيَّهم) بِالنَّصْبِ مَفْعُولًا بِـ (لَنَنْزِعَنَّ)، وهاتانِ القِراءَتانِ تَدُلّانِ عَلى أنَّ مَذْهَبَ سِيبَوَيْهِ أنَّهُ لا يَتَحَتَّمُ فِيها البِناءُ إذا أُضِيفَتْ وحُذِفَ صَدْرُ صِلَتِها، وقَدْ نُقِلَ عَنْهُ تَحَتُّمُ البِناءِ ويَنْبَغِي أنْ يَكُونَ فِيهِ عَلى مَذْهَبِهِ البَنّاءُ والإعْرابُ. قالَ أبُو عَمْرٍو الجَرْمِيُّ: خَرَجْتُ مِنَ البَصْرَةِ فَلَمْ أسْمَعْ مُنْذُ فارَقْتُ الخَنْدَقَ إلى مَكَّةَ أحَدًا يَقُولُ لَأضْرِبَنَّ أيُّهم قائِمٌ، بِالضَّمِّ، بَلْ بِنَصْبِها انْتَهى. وقالَ أبُو جَعْفَرٍ النَّحّاسُ: وما عَلِمْتُ أحَدًا مِنَ النَّحْوِيِّينَ إلّا وقَدْ خَطَّأ سِيبَوَيْهِ، وسَمِعْتُ أبا إسْحاقَ يَعْنِي الزَّجّاجَ يَقُولُ: ما تَبَيَّنَ أنَّ سِيبَوَيْهِ غَلِطَ في كِتابِهِ إلّا في مَوْضِعَيْنِ هَذا أحَدُهُما. قالَ: وقَدْ أعْرَبَ سِيبَوَيْهِ (أيًّا) وهي مُفْرَدَةٌ لِأنَّها تُضافُ فَكَيْفَ يَبْنِيها وهي مُضافَةٌ ؟ .
و﴿عَلى الرَّحْمَنِ﴾ [مريم: ٦٩] مُتَعَلِّقٌ بِأشَدُّ. و(عِتِيًّا) تَمْيِيزٌ مُحَوَّلٌ مِنَ المُبْتَدَأِ تَقْدِيرُهُ: أيُّهم هو عُتُوُّهُ ﴿أشَدُّ عَلى الرَّحْمَنِ﴾ [مريم: ٦٩] وفي الكَلامِ حَذْفٌ تَقْدِيرُهُ فَيُلْقِيهِ في أشَدِّ العَذابِ، أوْ فَيَبْدَأُ بِعَذابِهِ ثُمَّ بِمَن دُونَهُ إلى آخِرِهِمْ عَذابًا. وفي الحَدِيثِ: «إنَّهُ تَبْدُو عُنُقٌ مِنَ النّارِ فَتَقُولُ: إنِّي أُمِرْتُ بِكُلِّ جَبّارٍ عَنِيدٍ فَتَلْتَقِطُهم» . وفي بَعْضِ الآثارِ: ”يَحْضُرُونَ جَمِيعًا حَوْلَ جَهَنَّمَ مُسَلْسَلِينَ مَغْلُولِينَ ثُمَّ يُقَدَّمُ الأكْفَرُ فالأكْفَرُ“ . قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: (عِتِيًّا) جَراءَةً. وقالَ مُجاهِدٌ: فُجْرًا. وقِيلَ: افْتِراءً بِلُغَةِ تَمِيمٍ. وقِيلَ: (عِتِيًّا) جَمْعُ عاتٍ فانْتِصابُهُ عَلى الحالِ.
﴿ثُمَّ لَنَحْنُ أعْلَمُ﴾ [مريم: ٧٠]، أيْ: نَحْنُ في ذَلِكَ النَّزْعِ لا نَضَعُ شَيْئًا غَيْرَ مَوْضِعِهِ، لِأنّا قَدْ أحَطْنا عِلْمًا بِكُلِّ واحِدٍ فَأوْلى بِصِلِيِّ النّارِ نَعْلَمُهُ. قالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أوْلى بِالخُلُودِ. وقالَ الكَلْبِيُّ (صِلِيًّا) دُخُولًا. وقِيلَ: لُزُومًا. وقِيلَ: جَمْعُ صالٍ فانْتَصَبَ عَلى الحالِ وبِها مُتَعَلِّقٌ بِأوْلى. والواوُ في قَوْلِهِ ﴿وإنْ مِنكُمْ﴾ لِلْعَطْفِ. وقالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: ﴿وإنْ مِنكم إلّا وارِدُها﴾ قَسَمٌ والواوُ تَقْتَضِيهِ، ويُفَسِّرُهُ قَوْلُ النَّبِيِّ ﷺ: «مَن ماتَ لَهُ ثَلاثٌ مِنَ الوَلَدِ لَمْ تَمَسَّهُ النّارُ إلّا تَحِلَّةَ القَسَمِ» . انْتَهى. وذَهَلَ عَنْ قَوْلِ النَّحْوِيِّينَ أنَّهُ لا يُسْتَغْنى عَنِ القَسَمِ بِالجَوابِ لِدَلالَةِ المَعْنى إلّا إذا كانَ الجَوابُ بِاللّامِ أوْ بِأنْ، والجَوابُ هُنا جاءَ عَلى زَعْمِهِ بِأنِ النّافِيَةِ فَلا يَجُوزُ حَذْفُ القَسَمِ عَلى ما نَصُّوا. وقَوْلُهُ والواوُ تَقْتَضِيهِ يَدُلُّ عَلى أنَّها عِنْدَهُ واوُ القَسَمِ، ولا يَذْهَبُ نَحْوِيٌّ إلى أنَّ مِثْلَ هَذِهِ الواوِ واوُ قَسَمٍ؛ لِأنَّهُ يَلْزَمُ مِن ذَلِكَ حَذْفُ المَجْرُورِ وإبْقاءُ الجارِّ، ولا يَجُوزُ ذَلِكَ إلّا إنْ وقَعَ في شِعْرٍ أوْ نادِرِ كَلامٍ، بِشَرْطِ أنْ تَقُومَ صِفَةُ المَحْذُوفِ مَقامَهُ كَما أوَّلُوا في قَوْلِهِمْ: نِعْمَ السَّيْرُ عَلى بِئْسَ العِيرِ، أيْ: عَلى عِيرٍ بِئْسَ العِيرُ. وقَوْلُ الشّاعِرِ:
؎واللَّهِ ما زِيدٌ بِنامٍ صاحِبُهُ
أيْ بِرَجُلٍ نامٍ صاحِبُهُ. وهَذِهِ الآيَةُ لَيْسَتْ مِن هَذا الضَّرْبِ إذْ لَمْ يُحْذَفِ المُقْسَمُ بِهِ وقامَتْ صِفَتُهُ مَقامَهُ.
وقَرَأ الجُمْهُورُ (مِنكم) بِكافِ الخِطابِ، والظّاهِرُ أنَّهُ عامٌّ لِلْخَلْقِ وأنَّهُ لَيْسَ الوُرُودُ الدُّخُولَ لِجَمِيعِهِمْ، فَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ والحَسَنِ وقَتادَةَ هو الجَوازُ عَلى الصِّراطِ؛ لِأنَّ الصِّراطَ مَمْدُودٌ عَلَيْها. وعَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: قَدْ يَرِدُ الشَّيْءَ ولَمْ يَدْخُلْهُ كَقَوْلِهِ ﴿ولَمّا ورَدَ ماءَ مَدْيَنَ﴾ [القصص: ٢٣] ووَرَدَتِ القافِلَةُ البَلَدَ ولَمْ تَدْخُلْهُ، ولَكِنْ قَرُبَتْ مِنهُ أوْ وصَلَتْ إلَيْهِ. قالَ الشّاعِرُ:
؎فَلَمّا ورَدْنَ الماءَ زُرْقًا جِمامُهُ ∗∗∗ وضَعْنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ
وتَقُولُ العَرَبُ: ورَدْنا ماءَ بَنِي تَمِيمٍ وبَنِي كَلْبٍ إذا حَضَرُوهم ودَخَلُوا بِلادَهم، ولَيْسَ يُرادُ بِهِ الماءُ بِعَيْنِهِ. وقِيلَ: الخِطابُ لِلْكُفّارِ، أيْ: قُلْ لَهم يا مُحَمَّدُ فَيَكُونُ الوُرُودُ في حَقِّهِمُ الدُّخُولَ، وعَلى قَوْلِ مَن قالَ الخِطابُ عامٌّ وأنَّ المُؤْمِنِينَ والكافِرِينَ يَدْخُلُونَ النّارَ ولَكِنْ لا تَضُرُّ المُؤْمِنِينَ، وذَكَرُوا كَيْفِيَّةَ دُخُولِ المُؤْمِنِينَ النّارَ بِما لا يُعْجِبُنِي نَقْلُهُ في كِتابِي هَذا لِشَناعَةِ قَوْلِهِمْ أنَّ المُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ النّارَ (p-٢١٠)وإنْ لَمْ تَضُرَّهم.
وقَرَأ ابْنُ عَبّاسٍ وعِكْرِمَةُ وجَماعَةٌ وإنْ مِنهم: بِالهاءِ لِلْغَيْبَةِ عَلى ما تَقَدَّمَ مِنَ الضَّمائِرِ. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: ويَجُوزُ أنْ يُرادَ بِالوُرُودِ جَثْوُهم حَوْلَها وإنْ أُرِيدَ الكُفّارُ خاصَّةً فالمَعْنى بَيِّنٌ، واسْمُ (كانَ) مُضْمَرٌ يَعُودُ عَلى الوُرُودِ، أيْ: كانَ وُرُودُهم حَتْمًا، أيْ: واجِبًا قُضِيَ بِهِ. وقَرَأ الجُمْهُورُ (ثُمَّ) بِحَرْفِ العَطْفِ وهَذا يَدُلُّ عَلى أنَّ الوُرُودَ عامٌّ. وقَرَأ عَبْدُ اللَّهِ وابْنُ عَبّاسٍ وأُبَيٌّ وعَلِيٌّ والجَحْدَرِيُّ وابْنُ أبِي لَيْلى ومُعاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ ويَعْقُوبُ (ثَمَّ) بِفَتْحِ الثّاءِ، أيْ: هُناكَ، ووَقَفَ ابْنُ أبِي لَيْلى (ثَمَّهْ) بِهاءِ السَّكْتِ. وقَرَأ الجُمْهُورُ: (نُنَجِّي) بِفَتْحِ النُّونِ وتَشْدِيدِ الجِيمِ. وقَرَأ يَحْيى والأعْمَشُ والكِسائِيُّ وابْنُ مُحَيْصِنٍ بِإسْكانِ النُّونِ وتَخْفِيفِ الجِيمِ.
وقَرَأتْ فِرْقَةٌ (نُجِّيَ) بِنُونٍ واحِدَةٍ مَضْمُومَةٍ وجِيمٍ مُشَدَّدَةٍ. وقَرَأ عَلِيٌّ: (نُنَحِّي) بِحاءٍ مُهْمَلَةٍ مُضارِعُ نَحّى، ومَفْعُولُ (اتَّقَوْا) مَحْذُوفٌ، أيِ: الشِّرْكُ والظُّلْمُ هُنا ظُلْمُ الكُفْرِ.
﴿وإذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ﴾ نَزَلَتْ في النَّضْرِ بْنِ الحارِثِ وأصْحابِهِ، كانَ فُقَراءُ الصَّحابَةِ في خُشُونَةِ عَيْشٍ ورَثاثَةِ سِرْبالٍ والمُشْرِكُونَ يَدْهُنُونَ رُءُوسَهم ويُرَجِّلُونَ شُعُورَهم ويَلْبَسُونَ الحَرِيرَ وفاخِرَ المَلابِسِ، فَقالُوا لِلْمُؤْمِنِينَ: ﴿أيُّ الفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقامًا﴾، أيْ: مَنزِلًا وسَكَنًا ﴿وأحْسَنُ نَدِيًّا﴾ ولَمّا أقامَ الحُجَّةَ عَلى مُنْكِرِي البَعْثِ وأتْبَعَهُ بِما يَكُونُ يَوْمَ القِيامَةِ أخْبَرَ عَنْهم أنَّهم عارَضُوا تِلْكَ الحُجَّةَ الدّامِغَةَ بِحُسْنِ شارَتِهِمْ في الدُّنْيا، وذَلِكَ عِنْدَهم يَدُلُّ عَلى كَرامَتِهِمْ عَلى اللَّهِ. وقَرَأ أبُو حَيْوَةَ والأعْرَجُ وابْنُ مُحَيْصِنٍ (يُتْلى) بِالياءِ والجُمْهُورُ بِالتّاءِ مِن فَوْقُ، كانَ المُؤْمِنُ يَتْلُو عَلى الكافِرِ القُرْآنَ ويُنَوِّهُ بِآياتِ النَّبِيِّ ﷺ فَيَقُولُ الكافِرُ: إنَّما يُحْسِنُ اللَّهُ لِأحَبِّ الخَلْقِ إلَيْهِ ويُنْعِمُ عَلى أهْلِ الحَقِّ، ونَحْنُ قَدْ أنْعَمَ عَلَيْنا دُونَكم فَنَحْنُ أغْنِياءُ وأنْتُمْ فُقَراءُ، ونَحْنُ أحْسَنُ مَجْلِسًا وأجْمَلُ شارَةً.
ومَعْنى (بَيِّناتٍ) مُرَتَّلاتِ الألْفاظِ مُلَخَّصاتِ المَعانِي أوْ ظاهِراتِ الإعْجازِ أوْ حُجَجًا وبَراهِينَ. و(بَيِّناتٍ) حالٌ مُؤَكِّدَةٌ؛ لِأنَّ آياتِهِ تَعالى لا تَكُونُ إلّا بِهَذا الوَصْفِ دائِمًا. وقَرَأ الجُمْهُورُ (مَقامًا) بِفَتْحِ المِيمِ. وقَرَأ ابْنُ كَثِيرٍ وابْنُ مُحَيْصِنٍ وحُمَيْدٌ والجُعْفِيُّ وأبُو حاتِمٍ عَنْ أبِي عَمْرٍو بِضَمِّ المِيمِ واحْتَمَلَ الفَتْحُ والضَّمُّ أنْ يَكُونَ مَصْدَرًا أوْ مَوْضِعَ قِيامٍ أوْ إقامَةٍ، وانْتِصابُهُ عَلى التَّمْيِيزِ. ثُمَّ ذَكَرَ تَعالى كَثْرَةَ ما أهْلَكَ مِنَ القُرُونِ مِمَّنْ كانَ أحْسَنَ حالًا مِنهم في الدُّنْيا تَنْبِيهًا عَلى أنَّهُ تَعالى يُهْلِكُهم ويَسْتَأْصِلُ شَأْفَتَهم كَما فَعَلَ بِغَيْرِهِمْ، واتِّعاظًا لَهم إنْ كانُوا مِمَّنْ يَتَّعِظُ، ولَمْ يُغْنِ عَنْهم ما كانُوا فِيهِ مِن حُسْنِ الأثاثِ والرِّيِّ، ويَعْنِي إهْلاكَ تَكْذِيبٍ لِما جاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ. و﴿مِن قَرْنٍ﴾ تَبْيِينٌ لَكم و(كَمْ) مَفْعُولٌ بِأهْلَكْنا.
وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: و﴿هم أحْسَنُ﴾ في مَحَلِّ النَّصْبِ صِفَةٌ لِـ (كَمْ) . ألا تَرى أنَّكَ لَوْ تَرَكْتَ (هم) لَمْ يَكُنْ لَكَ بُدٌّ مِن نَصْبِ (أحْسَنَ) عَلى الوَصْفِيَّةِ. انْتَهى. وتابَعَهُ أبُو البَقاءِ عَلى أنَّ ﴿هم أحْسَنُ﴾ صِفَةٌ لِكَمْ، ونَصَّ أصْحابُنا عَلى أنَّ كَمِ الِاسْتِفْهامِيَّةَ والخَبَرِيَّةَ لا تُوصَفُ ولا يُوصَفُ بِها، فَعَلى هَذا يَكُونُ ﴿هم أحْسَنُ﴾ في مَوْضِعِ الصِّفَةِ لِقَرْنٍ، وجُمِعَ لِأنَّ القَرْنَ هو مُشْتَمِلٌ عَلى أفْرادٍ كَثِيرَةٍ فَرُوعِيَ مَعْناهُ، ولَوْ أُفْرِدَ الضَّمِيرُ عَلى اللَّفْظِ لَكانَ عَرَبِيًّا فَصارَ كَلَفْظِ جَمِيعٍ. قالَ ﴿لَمّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ﴾ [يس: ٣٢] وقالَ: ﴿نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ﴾ [القمر: ٤٤] فَوَصَفَهُ بِالجَمْعِ وبِالمُفْرَدِ وتَقَدَّمَ تَفْسِيرُ الأثاثِ في سُورَةِ النَّحْلِ.
وقَرَأ الجُمْهُورُ (ورِئْيًا) بِالهَمْزِ مِن رُؤْيَةِ العَيْنِ فِعْلٌ بِمَعْنى مَفْعُولٍ كالطِّحْنِ والسِّقْيِ. وقالَ ابْنُ عَبّاسٍ: الرِّئْيُ المَنظَرُ. وقالَ الحَسَنُ: مَعْناهُ صُوَرًا. وقالَ الزُّهْرِيُّ وأبُو جَعْفَرٍ وشَيْبَةُ وطَلْحَةُ في رِوايَةِ الهَمْدانِيِّ وأيُّوبُ وابْنُ سَعْدانَ وابْنُ ذَكْوانَ وقالُونُ، ورِيًّا بِتَشْدِيدِ الياءِ مِن غَيْرِ هَمْزٍ، فاحْتَمَلَ أنْ يَكُونَ مَهْمُوزَ الأصْلِ مِنَ الرِّواءِ والمَنظَرِ سُهِّلَتْ هَمْزَتُهُ بِإبْدالِها ياءً ثُمَّ أُدْغِمَتِ الياءُ في الياءِ، واحْتَمَلَ أنْ يَكُونَ مِنَ الرَّيِّ ضِدِّ العَطَشِ؛ لِأنَّ الرَّيّانَ مِنَ الماءِ لَهُ مِنَ الحُسْنِ والنَّضارَةِ ما يُسْتَحَبُّ ويُسْتَحْسَنُ، كَما لَهُ مَنظَرٌ حَسَنٌ مِن وجْهٍ آخَرَ مِمّا يُرى ويُقابَلُ. وقَرَأ أبُو بَكْرٍ في رِوايَةِ الأعْمَشِ عَنْ عاصِمٍ وحُمَيْدٍ (ورِيئًا) بِياءٍ ساكِنَةٍ بَعْدَها هَمْزَةٌ (p-٢١١)وهُوَ عَلى القَلْبِ ووَزْنُهُ فِلْعًا، وكَأنَّهُ مِن راءَ. قالَ الشّاعِرُ:
؎وكُلُّ خَلِيلٍ رَآنِي فَهو قائِلٌ ∗∗∗ مِن أجْلِكَ هَذا هامَةُ اليَوْمِ أوْ غَدِ
وقُرِئَ ورِياءً بِياءٍ بَعْدَها ألِفٌ بَعْدَها هَمْزَةٌ، حَكاها اليَزِيدِيُّ وأصْلُهُ ورِئاءً مِنَ المُراءاةِ، أيْ: يُرِي بَعْضُهم بَعْضًا حُسْنَهُ. وقَرَأ ابْنُ عَبّاسٍ، فِيما رَوى عَنْهُ طَلْحَةُ (ورِيًا) مِن غَيْرِ هَمْزٍ ولا تَشْدِيدٍ، فَتَجاسَرَ بَعْضُ النّاسِ وقالَ: هي لَحْنٌ ولَيْسَ كَذَلِكَ بَلْ لَها تَوْجِيهٌ بِأنْ تَكُونَ مِنَ الرِّواءِ، وقُلِبَ فَصارَ (ورِئْيًا) ثُمَّ نُقِلَتْ حَرَكَةُ الهَمْزَةِ إلى الياءِ وحُذِفَتْ، أوْ بِأنْ تَكُونَ مِنَ الرِّيِّ وحُذِفَتْ إحْدى الياءَيْنِ تَخْفِيفًا كَما حُذِفَتْ في لا سِيَّما، والمَحْذُوفَةُ الثّانِيَةُ؛ لِأنَّها لامُ الكَلِمَةِ؛ لِأنَّ النَّقْلَ إنَّما حَصَلَ لِلْكَلِمَةِ بِانْضِمامِها إلى الأُولى فَهي أوْلى بِالحَذْفِ. وقَرَأ ابْنُ عَبّاسٍ أيْضًا وابْنُ جُبَيْرٍ ويَزِيدُ البَرْبَرِيُّ والأعْسَمُ المَكِّيُّ (وزِيًّا) بِالزّايِ مُشَدِّدَ الياءِ وهي البِزَّةُ الحَسَنَةُ، والآلاتُ المُجْتَمِعَةُ المُسْتَحْسَنَةُ.
{"ayahs_start":71,"ayahs":["وَإِن مِّنكُمۡ إِلَّا وَارِدُهَاۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتۡمࣰا مَّقۡضِیࣰّا","ثُمَّ نُنَجِّی ٱلَّذِینَ ٱتَّقَوا۟ وَّنَذَرُ ٱلظَّـٰلِمِینَ فِیهَا جِثِیࣰّا","وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتُنَا بَیِّنَـٰتࣲ قَالَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لِلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَیُّ ٱلۡفَرِیقَیۡنِ خَیۡرࣱ مَّقَامࣰا وَأَحۡسَنُ نَدِیࣰّا","وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّن قَرۡنٍ هُمۡ أَحۡسَنُ أَثَـٰثࣰا وَرِءۡیࣰا"],"ayah":"وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتُنَا بَیِّنَـٰتࣲ قَالَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لِلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَیُّ ٱلۡفَرِیقَیۡنِ خَیۡرࣱ مَّقَامࣰا وَأَحۡسَنُ نَدِیࣰّا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق