الباحث القرآني
﴿وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلࣰا لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱمۡرَأَتَ فِرۡعَوۡنَ إِذۡ قَالَتۡ رَبِّ ٱبۡنِ لِی عِندَكَ بَیۡتࣰا فِی ٱلۡجَنَّةِ﴾ - تفسير
٧٧٧٥٤- عن ابن عباس، قال: خطَّ رسولُ الله ﷺ أربع خطوط، ثم قال: «أتدرون ما هذا؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «إن أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خُوَيلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مُزاحم امرأة فرعون، مع ما قص الله علينا من خبرها في القرآن ﴿قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين﴾»[[أخرجه أحمد ٤/٤٠٩ (٢٦٦٨)، ٥/٧٧ (٢٩٠١)، ٥/١١٣ (٢٩٥٧)، والنسائي في الكبرى ٧/٣٨٨ (٨٢٩٧)، ٧/٣٨٩ (٨٢٩٩)، ٧/٣٩١ (٨٣٠٦)، وابن حبان ١٥/٤٧٠ (٧٠١٠)، والحاكم ٢/٥٣٩ (٣٨٣٦)، ٣/١٧٤ (٤٧٥٤)، ٣/٢٠٤ (٤٨٥٢) واللفظ له. قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذا اللفظ». ووافقه الذهبي في التلخيص. وقال الهيثمي في المجمع ٩/٢٢٣ (١٥٢٦٨): «رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني، ورجالهم رجال الصحيح». وقال ابن حجر في الفتح ٦/٤٧١: «إسناد صحيح». وقال المناوي في إتحاف السائل ص٧٤: «إسناد صحيح». وقال الألباني في الصحيحة ٤/١٣ (١٥٠٨): «رجاله ثقات».]]. (١٤/٥٩٧)
٧٧٧٥٥- عن سلمان [الفارسي] -من طريق أبي عثمان- قال: كانت امرأة فرعون تُعذَّب بالشمس، فإذا انصرفوا عنها أظلّتها الملائكةُ بأجنحتها، وكانت ترى بيتها في الجنة[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/٣٣١، وابن جرير ٢٣/١١٥، والحاكم ٢/٤٩٦، والبيهقي في شعب الإيمان (١٦٣٧). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٤/٥٩٧)
٧٧٧٥٦- عن أبي هريرة -من طريق أبي رافع-: أنّ فرعون وتَد لامرأته أربعةَ أوتاد في يديها ورجليها، فكانوا إذا تفرّقوا عنها أظلّتها الملائكةُ، فقالت: ﴿رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الجَنَّةِ﴾، فكشَف لها عن بيتها في الجنة[[أخرجه أبو يعلى (٦٤٣١)، والبيهقي (١٦٣٨) من قول أبي رافع، وسقط منه ذكر أبي هريرة.]]. (١٤/٥٩٧)
٧٧٧٥٧- عن أبي هريرة: أنّ فرعون وتَد لامرأته أربعة أوتاد، وأَضجَعها على صدرها، وجعل على ظهرها رحًى، واستقبَل بها عين الشمس، فرفعتْ رأسها إلى السماء، فقالت: ﴿رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الجَنَّةِ﴾ إلى ﴿الظالمين﴾، ففرَج الله عن بيتها في الجنة فرأتْه[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٤/٥٩٧)
٧٧٧٥٨- عن أبي العالية الرِّياحِيّ -من طريق الربيع بن أنس- قال: كان إيمان امرأةِ فرعون من قِبَل امرأةِ خازن فرعون، وكان إيمان خازن فرعون مِن أثر يوسف، وأن امرأة خازن فرعون مشطت ابنة فرعون يومًا، فوقع منها المشط، فقالت: تعس مَن كفر بالله. فقالت لها بنتُ فرعون: ألك ربٌّ غير أبي؟! فقالت: ربي وربُّ أبيك وربُّكِ وربُّ كلِّ شيء اللهُ. فلطمتها ابنةُ فرعون، وضربتها، وأخبرت أباها، فأرسل إليها فرعون، فقال لها: أتعبدين ربًّا غيري؟ فقالت: ربِّي وربُّك وربُّ كل شيء الله، وإياه أعبد. فكذبها فرعون، وأوتد لها أوتادًا، فشدَّ يديها ورجليها، وأرسل عليها الحيّات، وكانت كذلك فأتى عليها يومًا فقال لها: أما أنت منتهية؟ فقالت له: ربي وربك ورب كل شيء الله. فقال لها: فإنِّي ذابِحٌ ابنَك في فيك إن لم ترجعي. فقالت له: اقض ما أنت قاض. فذبح ابنها في فيها، وأن روح ابنها بشَّرها، فقال لها: اصبري، يا أمَّه؛ فإنّ لك عند الله من الثواب كذا وكذا. فصبرت، ثم أتى عليها فرعون يومًا آخر، فقال لها مثل ذلك، فقالت له مثل ذلك، فذبح ابنها الأصغر في فيها، فبشَّرها روحه أيضًا، وقال لها: اصبري، يا أمّه؛ فإنّ لكِ عند الله مِن الثواب كذا وكذا، وذلك كله بعين امرأة فرعون، وسمعت كلام روح ابنها الأكبر، ثم الأصغر، فآمنت امرأةُ فرعون، وقُبض روح امرأة خازن فرعون، وكُشف الغطاء عن ثوابها ومنزلتها وكرامتها في الجنة لامرأة فرعون حتى رأته، فازدادت إيمانًا ويقينًا وتصديقًا، واطَّلع فرعون على إيمانها، فخرج إلى الملأ، فقال لهم: ما تعلمون من آسية بنت مزاحم؟ فأثنوا عليها، فقال لهم: فإنها تعبد ربًّا غيري. فقالوا له: اقتلها. فأوتد لها أوتادًا، وشد يديها ورجليها، فدعت آسية ربها، فقالت: ﴿رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين﴾، فكشف لها الغطاء، فنظرت إلى بيتها بيِّنًا في الجنة، ووافق ذلك أن حضرها فرعون، فضحكت حين رأت بيتها بيِّنًا في الجنة، فقال فرعون: ألا تعجبون مِن جنونها؛ إنّا نُعذِّبها وهي تضحك؟ فقُبض روحها[[أخرجه آدم بن أبي إياس مطولًا -كما في تفسير مجاهد ص٥٢٢-٥٢٤.]]. (ز)
٧٧٧٥٩- عن القاسم بن أبي بزّة -من طريق هشام الدّستُوائي- قال: كانت امرأة فرعون تسأل: مَن غَلب؟ فيقال: غَلب موسى وهارون. فتقول: آمنتُ بربّ موسى وهارون. فأَرسَل إليها فرعون، فقال: انظروا أعظم صخرة تجدونها، فإن مَضتْ على قولها فأَلقُوها عليها، وإن رجعتْ عن قولها فهي امرأته. فلمّا أتَوها رَفعتْ بصرها إلى السماء، فأَبصرتْ بيتها في السماء، فمَضتْ على قولها، فانتَزع الله روحها، وأُلقيت الصخرة على جسدٍ ليس فيه روح[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب العقوبات -كما في موسوعة ابن أبي الدنيا ٤/٥٠٨-٥٠٩ (٣٠١)-، وابن جرير ٢٣/١١٥.]]٦٦٩١. (ز)
٧٧٧٦٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿وضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ﴾: وكان أعتى أهلِ الأرض على الله، وأَبعده من الله، فواللهِ، ما ضرّ امرأته كُفر زوجها حين أطاعتْ ربّها؛ لتعلموا أنّ الله حَكم عدل، لا يؤاخذ عبدَه إلا بذَنبه[[أخرجه ابن جرير ٢٣/١١٥-١١٦.]]. (ز)
٧٧٧٦١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ﴾، يعني: المرأة المسلمة التي يتزوّجها الكافر، فإنّ كُفر زوجها لم يضرّها مع إسلامها شيئًا، يقول لعائشة وحفصة: لا تكونا بمنزلة امرأة لوط في المعصية، وكُونا بمنزلة امرأت فرعون ومريم في الطاعة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٣٧٩.]]. (ز)
﴿وَنَجِّنِی مِن فِرۡعَوۡنَ وَعَمَلِهِۦ وَنَجِّنِی مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِینَ ١١﴾ - تفسير
٧٧٧٦٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- في قوله: ﴿ونَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وعَمَلِهِ﴾، قال: مِن جِماعه[[أخرجه الثعلبي ٩/٣٥٢. وعزاه السيوطي إلى وكيع في الغرر.]]٦٦٩٢. (١٤/٥٩٨)
٧٧٧٦٣- قال مقاتل: ﴿ونَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وعَمَلِهِ﴾، يعني: الشّرك[[تفسير البغوي ٨/١٧١.]]٦٦٩٣. (ز)
٧٧٧٦٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ونَجِّنِي﴾ مِن أهل مصر ﴿مِنَ القَوْمِ الظّالِمِينَ﴾ يعني: المشركين، فنظرتْ إلى منازلها في الجنة قبل موتها[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٣٧٩.]]. (ز)
﴿وَنَجِّنِی مِن فِرۡعَوۡنَ وَعَمَلِهِۦ وَنَجِّنِی مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِینَ ١١﴾ - آثار متعلقة بالآية
٧٧٧٦٥- قال الحسن البصري: رفع اللهُ امرأةَ فرعون إلى الجنة، فهي فيها تأكل وتشرب[[تفسير الثعلبي ٩/٣٥١، وتفسير البغوي ٨/١٧١.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.