الباحث القرآني

﴿وَجَعَلُوا۟ لَهُۥ مِنۡ عِبَادِهِۦ جُزۡءًاۚ إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ لَكَفُورࣱ مُّبِینٌ ۝١٥﴾ - تفسير

٦٩٣٣٢- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿وجَعَلُوا لَهُ مِن عِبادِهِ جُزْءًا﴾، قال: ولَدًا، وبنات من الملائكة[[تفسير مجاهد ص٥٩٢، وأخرجه ابن جرير ٢٠/٥٦١. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٣/١٩٢)

٦٩٣٣٣- قال مجاهد بن جبر: ﴿مِن عِبادِهِ جُزْءًا﴾، يعني: الملائكة، حيث جعلوهم بنات الله[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٤/١٧٩-.]]. (ز)

٦٩٣٣٤- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿وجَعَلُوا لَهُ مِن عِبادِهِ جُزْءًا﴾، قال: عِدلًا[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٩٥ من طريق معمر، وعبد بن حميد -كما في تغليق التعليق ٤/٣٠٩-، وابن جرير ٢٠/٥٦١ بنحوه، ومن طريق معمر أيضًا. وبعده في حاشية١: «وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، عن مجاهد في قوله: ﴿وجَعَلُوا لَهُ مِن عِبادِهِ جُزْءًا﴾ قال: عِدلًا». وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٣/١٩٢)

٦٩٣٣٥- عن إسماعيل السُّدّيّ -من طريق أسباط- ﴿وجَعَلُوا لَهُ مِن عِبادِهِ جُزْءًا﴾، قال: البنات[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٥٦١.]]. (ز)

٦٩٣٣٦- عن عطاء الخُراساني -من طريق يونس بن يزيد- في قوله ﷿: ﴿وجعلوا له من عباده جزءا﴾، قال: جعلوا له نصيبًا وشريكًا مِن عباده[[أخرجه أبو جعفر الرملي في جزئه (تفسير عطاء) ص٩١.]]. (ز)

٦٩٣٣٧- قال مقاتل بن سليمان: قوله: ﴿وجَعَلُوا لَهُ﴾ يقول: وصَفوا له ﴿مِن عِبادِهِ﴾ من الملائكة ﴿جُزْءًا﴾ يعني: عِدلًا، هو الولد؛ فقالوا: إنّ الملائكة بنات الله تعالى، يقول الله: ﴿إنَّ الإنْسانَ﴾ في قوله ﴿لَكَفُورٌ مُبِينٌ﴾ يقول: بيِّن الكفر[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٧٩٠.]]٥٨٤٥. (ز)

٥٨٤٥ اختُلف في معنى الجزء على قولين: الأول: أنه النصيب والحظّ، وذلك قولهم للملائكة: هم بنات الله. الثاني: أنه عُني به: العِدْل. ورجَّح ابنُ جرير (٢٠/٥٦١-٥٦٢) -مستندًا إلى السياق- القول الأول الذي قاله مجاهد، والسُّدّيّ، ومقاتل، فقال: «لأن الله -جل ثناؤه- أتبع ذلك قوله: ﴿أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين﴾ توبيخًا لهم على قولهم ذلك، فكان معلومًا أنّ توبيخه إيّاهم بذلك إنّما هو عما أخبر عنهم من قيلهم ما قالوا في إضافة البنات إلى الله -جل ثناؤه-». وساق ابنُ عطية (٥/٤٣ ط: دار الكتب العلمية) القول الثاني الذي قاله قتادة، ثم علّق بقوله: «فعلى هذا فتعنيف الكفرة في فصلين: في أمر الأصنام، وفي أمر الملائكة، وعلى هذا التأويل الأول فالآية كلها في أمر الملائكة». وساق ابنُ تيمية (٥/٥١٨-٥١٩) القولين، ثم علَّق بقوله: «وكلا القولين صحيح؛ فإنهم يجعلون له ولدًا، والولد يشبه أباه؛ ولهذا قال: ﴿وإذا بُشِّرَ أحَدُهُم بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وجْهُهُ مُسْوَدًّا﴾ [الزخرف:١٧] أي: البنات، كما قال في الآية الأخرى: ﴿وإذا بُشِّرَ أحَدُهُمْ بِالأُنثى﴾ [النحل:٥٨]، فقد جعلوها للرحمن مثلًا، وجعلوا له من عباده جزءًا، فإنّ الولد جزء من الوالد كما تقدم، قال ﷺ: «إنما فاطمة بضعة مني». وقوله: ﴿وجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكاء الجِنَّ وخَلَقَهُمْ وخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [الأنعام:١٠٠]. قال الكلبي: نزلت في الزنادقة، قالوا: إنّ الله وإبليس شريكان؛ فالله خالق النور والناس والدواب والأنعام، وإبليس خالق الظلمة والسّباع والحيّات والعقارب».
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب