الباحث القرآني
﴿وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعۡدَ ظُلۡمِهِۦ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ مَا عَلَیۡهِم مِّن سَبِیلٍ ٤١﴾ - تفسير الآية، والنسخ فيها
٦٩١٤٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿ولَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِن سَبِيلٍ﴾، قال: هذا في الخُماشَةِ[[الخماشة: جِراحاتٌ وجِناياتٌ، وهي كل ما كان دون القَتْلِ والدِّية مِن قَطع أو جُرح أو ضرب أو نَهب ونحو ذلك من أنواع الأذى. لسان العرب (خمش). وعند ابن جرير بلفظ: الخمش.]] تكون بين الناس، فأمّا إنْ ظلمك رجل فلا تظلمه، وإن فجَر بك فلا تفْجُر به، وإن خانك فلا تخُنه؛ فإن المؤمن هو الموفّي المؤدّي، وإنّ الفاجر هو الخائن الغادر[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٩٣ من طريق معمر، وابن جرير ٢٠/٥٢٧-٥٢٨، والبيهقي (٨٠٩٨). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٣/١٧٤)
٦٩١٤٦- عن ابن عون، قال: كنت أسأل عن الانتصار: ﴿ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل﴾، فحدَّثني علي بن زيد بن جُدعان، عن أم محمد امرأة أبيه -قال ابن عون: زعموا أنها كانت تدخل على أمّ المؤمنين عائشة-، قالت: قالت أمّ المؤمنين: دخل علينا رسولُ الله ﷺ، وعندنا زينبُ بنت جحش، فجعل يصنع بيده شيئًا، فلم يفطن لها، فقلتُ بيده حتى فطَّنته لها، فأمسك. وأقبلت زينب تَقَحَّمُ[[أي: تتعرض لشتمها وتدخل عليها فيه، كأنها أقبلت تشتمها من غير روية ولا تثبت. النهاية (قحم).]] لعائشة، فنهاها، فأبتْ أن تنتهي، فقال لعائشة: «سبِّيها». فسبَّتها، فغلبتها، وانطلقتْ زينب، فأتتْ عليًّا، فقالت: إنّ عائشة تقع بكم، وتفعل بكم. فجاءت فاطمةُ، فقال لها: إنها حِبَّة أبيكِ، وربِّ الكعبة. فانصرفتْ، وقالت لعلي: إنِّي قلتُ له كذا وكذا، فقال كذا وكذا. قال: وجاء علِيٌّ إلى النبي ﷺ فكلّمه في ذلك[[أخرجه أبو داود ٧/٢٥٩ (٤٨٩٨). وأخرجه أحمد ٤١/٤٥٣ (٢٤٩٨٧) مختصرًا، وأيضًا ٤١/٤٥١-٤٥٢ (٢٤٩٨٦)، وفيه أمّ سلمة بدل زينب، وابن جرير ٢٠/٥٢٧، من طريق ابن عون، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أم محمد امرأة أبيه، عن أم المؤمنين به. قال ابن كثير في تفسيره ٧/٢١٢: «علي بن زيد بن جدعان يأتي في رواياته بالمنكرات غالبًا، وهذا فيه نكارة، والحديث الصحيح خلاف هذا السياق». وقال الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف ٣/٢٤٥: «رواه أبو داود، وعلي بن زيد بن جدعان لا يُحتج به، وأم محمد هذه مجهولة». وقال الهيثمي في المجمع ٤/٣٢١-٣٢٢ (٧٦٩٣): «رواه أحمد، وفيه علي بن زيد، وفيه ضعف، وحديثه حسن». وقال الألباني في الضعيفة ٧/٣٥٥ (٣٣٤٢): «ضعيف».]]. (١٣/١٧٠)
٦٩١٤٧- عن زيد بن أسلم -من طريق هشام بن سعيد- قال: ﴿ولمن انتصر بعد ظلمه﴾ إلى قوله: ﴿في الأرض بغير الحق﴾ المشركين الذين كانوا يظلمون الناس المسلمين ﴿لهم عذاب أليم﴾[[أخرجه ابن إسحاق في سيرته ص١٥٥.]]. (ز)
٦٩١٤٨- قال مقاتل بن سليمان: ثم قال: ﴿ولَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ﴾ يقول: إذا انتصر المجروح، فاقتصّ من الجارح ﴿فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ﴾ يعني: على الجارح ﴿مِن سَبِيلٍ﴾ يعني: العدوان حين انتصر من الجارح[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٧٧٣.]]. (ز)
٦٩١٤٩- عن عبد الملك ابن جُريْج، في قوله: ﴿ولَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ﴾، قال: لمحمد ﷺ أيضًا انتصاره بالسيف[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٣/١٧٥)
٦٩١٥٠- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿ولَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِن سَبِيلٍ﴾، قال: لمن انتصر بعد ظُلمه من المؤمنين انتصر من المشركين، وهذا قد نُسخ، وليس هذا في أهل الإسلام، ولكن في أهل الإسلام الذي قال الله: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أحْسَنُ فَإذا الَّذِي بَيْنَكَ وبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ ولِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت:٣٤][[أخرجه ابن جرير ٢٠/٥٢٨.]]٥٨٢٥. (ز)
﴿وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعۡدَ ظُلۡمِهِۦ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ مَا عَلَیۡهِم مِّن سَبِیلٍ ٤١﴾ - آثار متعلقة بالآية
٦٩١٥١- عن عائشة، قالت: دخلتْ عليَّ زينبُ، وعندي رسول الله ﷺ، فأقبلتْ عليَّ، فسبَّتني، فردَعَها النبيُّ ﷺ، فلم تنتهِ، فقال لي: «سُبِّيها». فسببتُها حتى جفَّ ريقُها في فمِها، ووجهُ رسولِ الله ﷺ يتهلّل سرورًا[[أخرجه ابن ماجه ٣/١٥٠ (١٩٨١)، والنسائي في الكبرى ٨/١٦١-١٦٢ (٨٨٦٥، ٨٨٦٦)، من طريق زكريا، عن خالد بن سلمة، عن البهي، عن عروة بن الزبير، عن عائشة به. قال ابن حجر في الفتح ٥/٩٩: «إسناد حسن». وقال البوصيري في مصباح الزجاجة ٢/١١٨ (٧١٠): «إسناد صحيح، على شرط مسلم».]]. (١٣/١٧٠)
٦٩١٥٢- عن عائشة، قالت: قال رسول الله ﷺ: «مَن دعا على مَن ظلمه فقد انتصر»[[أخرجه الترمذي ٦/١٥٣-١٥٤ (٣٨٦٧، ٣٨٦٨)، من طريق أبي الأحوص، عن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة به. قال الترمذي: «غريبٌ، لا نعرفه إلا من حديث أبي حمزة، وقد تكلَّم بعضُ أهل العلم في أبي حمزة مِن قِبَل حفظه». وقال في العلل الكبير ص٣٦٦ (٦٨١): «سألت محمدًا عن هذا الحديث. فقال: لا أعلم أحدًا روى هذا الحديث غير أبي الأحوص، ولكن هو عن أبي حمزة. وضعّف أبا حمزة جدًّا». وقال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ٤/٢٢٧٨ (٥٢٩٢): «أبو حمزة متروك الحديث». وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص١٠١٦: «سند ضعيف». وقال الألباني في الضعيفة ١٠/١٠٧ (٤٥٩٣): «ضعيف».]]. (١٣/١٧٥)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.