الباحث القرآني

﴿لِتُنذِرَ قَوۡمࣰا مَّاۤ أُنذِرَ ءَابَاۤؤُهُمۡ فَهُمۡ غَـٰفِلُونَ ۝٦﴾ - تفسير

٦٤٣١٧- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق سماك- في قوله: ﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ﴾، قال: قد أُنذِر آباؤهم[[أخرجه ابن جرير ١٩/٤٠١.]]٥٣٩٤. (١٢/٣٢١)

٥٣٩٤ علّق ابنُ عطية (٧/٢٣٤) على قول عكرمة، فقال: «قال عكرمة: ﴿ما﴾ بمعنى: الذي، والتقدير: الشيء الذي أُنذره الآباء مِن النار والعذاب. ويحتمل أن تكون ﴿ما﴾ مصدرية، أي: ما أنذر آباءهم [إنذار آبائهم]. فـ»الآباء«على هذا كله هم الأقدمون على مر الدهر، وقوله تعالى: ﴿فَهُمْ﴾ مع هذا التأويل بمعنى: فإنهم، دخلت الفاء لقطع الجملة من الجملة».

٦٤٣١٨- عن قتادة بن دعامة، في قوله: ﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ﴾: أي: ما أُنذر الناسُ قبلهم[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر.]]٥٣٩٥. (١٢/٣٢١)

٥٣٩٥ علّق ابنُ عطية (٧/٢٣٤) على قول قتادة، فقال: «وقال قتادة: ﴿ما﴾ نافية، أي: أن آباءهم لم ينذَروا، فالآباء على هذا هم القريبون منهم، وهذه الآية كقوله تعالى: ﴿وما أرْسَلْنا إلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَذِيرٍ﴾ [سبأ:٤٤]، وهذه النذارةُ المنفيةُ هي نذارة المباشرة والأمر والنهي، وإلا فدعوةُ الله تعالى مِن الأرض لم تنقطع قط، وقوله: ﴿فَهُمْ﴾ على هذا الفاء منه واصلة بين الجملتين، ورابطة للثانية بالأولى».

٦٤٣١٩- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ﴾، قال: قال بعضهم: ﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ﴾ ما أُنذِر الناسُ مِن قبلهم. وقال بعضهم: ﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ﴾، أي: هذه الأمة لم يأتهم نذيرٌ حتى جاءهم محمدٌ ﷺ[[أخرجه يحيى بن سلام ٢/٧٩٩ بنحوه، وعبد الرزاق ٢/١٤٠ من طريق معمر، وابن جرير ١٩/٤٠١-٤٠٢.]]. (١٢/٣٢٢)

٦٤٣٢٠- قال إسماعيل السُّدِّي: ﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا﴾، يعني: لِتُحَذِّر قومًا ما في القرآن مِن الوعيد[[علَّقه يحيى بن سلام ٢/٨٠٠.]]. (ز)

٦٤٣٢١- عن عبد الملك ابن جُرَيْج، في قوله: ﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ﴾، قال: قريش، لم يأت العربَ رسولٌ قبل محمد ﷺ، لم يأتهم ولا آباءَهم رسولٌ قبلَه[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٢/٣٢١)

٦٤٣٢٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا﴾ بما في القرآن من الوعيد ﴿ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ﴾ الأولون ﴿فَهُمْ غافِلُونَ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٥٧٣.]]. (ز)

٦٤٣٢٣- قال يحيى بن سلّام: قوله ﷿: ﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا﴾ يعني: قريشًا. مَن قال: لم ينذر آباؤهم، يعني: مثل قوله: ﴿ما أتاهُمْ مِن نَذِيرٍ مِن قَبْلِكَ﴾ [القصص:٤٦]، يعني: قريشًا. ومَن قال: مثل الذي أُنذر آباؤهم فيأخذها مِن هذه الآية: ﴿أفَلَمْ يَدَّبَّرُوا القَوْلَ أمْ جاءَهُمْ ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الأَوَّلِينَ﴾ [المؤمنون:٦٨]، يعني: مَن كانوا قبل قريش ﴿ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ﴾ كما أُنذر آباؤهم، يعني: كما حُذِّر آباؤهم، ﴿فَهُمْ غافِلُونَ﴾ عمّا جاءهم به النبيُّ ﷺ؛ في غفلة مِن البَعْث[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٧٩٩-٨٠٠.]]. (ز)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب