الباحث القرآني
﴿فَقَالُوا۟ رَبَّنَا بَـٰعِدۡ بَیۡنَ أَسۡفَارِنَا﴾ - قراءات
٦٣٣٧٧- عن يحيى بن يَعْمَرأنه قرأ: (قالُواْ رَبُّنا بَعَّدَ بَيْنَ أسْفارِنا) مثقلة. قال: لم يدعوا على أنفسهم، ولكن شكَوْا ما أصابهم[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم. وهي قراءة شاذة، تروى أيضًا عن ابن عباس، ومحمد بن علي بن الحنفية، والكلبي، وغيرهم. انظر: المحتسب ٢/١٨٩.]]. (١٢/٢٠٠)
٦٣٣٧٨- عن سعيد بن أبي الحسن، أنه قرأ: (بَعُدَ بَيْنَ أسْفارِنا) بنصب الباء، ورفع العين[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وهي قراءة شاذة، تروى أيضًا عن اليماني وجماعة. انظر: مختصر ابن خالويه ص١٢٢.]]. (١٢/٢٠١)
٦٣٣٧٩- عن الحسن البصري -من طريق هارون، عن عمرو وإسماعيل-: ﴿قالُواْ رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أسْفارِنا﴾= (ز)
٦٣٣٨٠- وأبو عمرو= (ز)
٦٣٣٨١- ومجاهد: ‹بَعِّدْ بَيْنَ أسْفارِنا›= (ز)
٦٣٣٨٢- وقول الكلبي:‹رَبُّنا باعَدَ›: فعل ذلك بنا[[أخرجه إسحاق ص١٥٣. وكلها قراءات متواترة، فقرأ يعقوب: ‹رَبُّنا باعَدَ›، وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وهشام: ‹رَبَّنا بَعِّدْ بَيْنَ أسْفارِنا›، وقرأ بقية العشرة: ﴿رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أسْفارِنا﴾. انظر: النشر ٢/٣٥٠، والإتحاف ص٤٥٩.]]. (ز)
٦٣٣٨٣- عن أبي قدامة، قال: سمعتُ عبد الله بن كثير -وكان قرأ على مجاهد- يقرأ: ‹رَبَّنا بَعِّدْ بَيْنَ أسْفارِنا›[[أخرجه سعيد بن منصور في سننه- التفسير ٧/١٠٠ (١٧٦٢).]]. (ز)
٦٣٣٨٤- عن عاصم، أنه قرأ: ﴿رَبَّنا﴾ بالنصب ﴿باعِدْ﴾ بنصب الباء وكسر العين على الدعاء[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٢/٢٠١)
٦٣٣٨٥- عن محمد بن السائب الكلبي، أنّه قرأ: (قالُواْ رَبُّنا بَعَّدَ) مثقلة، على معنى: فَعَّلَ[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]٥٣٢٣. (١٢/٢٠١)
﴿فَقَالُوا۟ رَبَّنَا بَـٰعِدۡ بَیۡنَ أَسۡفَارِنَا﴾ - تفسير الآية
٦٣٣٨٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- قوله: ﴿فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أسْفارِنا وظَلَمُوا أنْفُسَهُم﴾، قال: فإنّهم بطِروا عيْشَهم، وقالوا: لو كان جَنى جناتنا أبعد مما هي، كان أجدر أن نشتهيه. فمُزِّقوا بين الشام وسبأ، وبُدِّلوا بجنتيهم جنتين ذواتي أُكُل خمط وأثلٍ وشيء من سدر قليل[[أخرجه ابن جرير ١٩/٢٦٥.]]. (ز)
٦٣٣٨٧- عن الضحاك بن مزاحم، في قوله: ﴿فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أسْفارِنا﴾، قالوا: يا ليت هذه القرى يبعد بعضها عن بعض، فنسيرَ على نجائبنا[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٢/٢٠٠)
٦٣٣٨٨- عن أبي مالك غزوان الغفاري -من طريق حصين- في هذه الآية: ﴿فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا﴾، قال: كانت لهم قرًى متصلة باليمن، كان بعضها ينظر إلى بعض، فبطِروا ذلك، وقالوا: ربَّنا باعد بين أسفارنا. قال: فأرسل الله عليهم سيلَ العرم، وجعل طعامهم أثلًا وخمطًا وشيئًا من سدر قليل[[أخرجه ابن جرير ١٩/٢٦٥.]]. (ز)
٦٣٣٨٩- قال الحسن البصري: ﴿فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أسْفارِنا﴾ إنهم ملُّوا النعمةَ كما ملَّتْ بنو إسرائيل المَنَّ والسلوى[[علقه يحيى بن سلام ٢/٧٥٥.]]. (ز)
٦٣٣٩٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد-: ﴿فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أسْفارِنا﴾ بطِر القومُ نعمة الله، وغَمَطوا كرامة الله، قال الله: ﴿وظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ فَجَعَلْناهُمْ أحادِيثَ﴾[[أخرجه ابن جرير ١٩/٢٦٦.]]. (ز)
٦٣٣٩١- عن محمد بن السائب الكلبي: ﴿فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أسْفارِنا﴾ إنّهم قالوا لرسلهم حين ابتُلوا حين كذّبوهم: قد كُنّا نأبى عليكم وأرضُنا عامِرَةٌ خير أرض، فكيف اليوم وأرضنا خراب![[علقه يحيى بن سلام ٢/٧٥٥.]]. (ز)
٦٣٣٩٢- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أسْفارِنا﴾: حتى نَبِيتَ في الفلوات والصحاري، ﴿وظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ﴾[[أخرجه ابن جرير ١٩/٢٦٦.]]. (ز)
﴿وَظَلَمُوۤا۟ أَنفُسَهُمۡ فَجَعَلۡنَـٰهُمۡ أَحَادِیثَ وَمَزَّقۡنَـٰهُمۡ كُلَّ مُمَزَّقٍۚ﴾ - تفسير
٦٣٣٩٣- عن عامر الشعبي -من طريق قتادة- في قوله: ﴿ومَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ﴾، قال: أمّا غسّان فلحقوا بالشام، وأمّا الأنصار فلحقوا بيثرب، وأمّا خزاعة فلحقوا بتهامة، وأما الأزد فلحقوا بعُمان؛ فمزّقهم الله كل مُمزّق[[أخرجه ابن جرير ١٩/٢٦٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/٢٠١)
٦٣٣٩٤- قال مقاتل بن سليمان: سألوا ربَّهم أن تكون القرى والمنازل بعضُها أبعدَ من بعض، ﴿فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أسْفارِنا وظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ فَجَعَلْناهُمْ أحادِيثَ﴾ للناس، ﴿ومَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ﴾ يقول الله ﷿: وفرَّقناهم في كل وجه، فلما خرجوا من أرض سبأ ساروا، فأما الأزد فنزلوا البحرين وعُمان، وأما خُزاعة فنزلوا بمكة، وأما الأنصار -وهم الأوس والخزرج- فنزلوا بالمدينة، وأما غسان فنزلوا بالشام؛ فهذا تَمَزُّقهم، فذلك قوله ﷿: ﴿فَجَعَلْناهُمْ أحادِيثَ ومَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٥٣٠.]]. (ز)
٦٣٣٩٥- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: يزعمون أنّ عمرو بن عامر -وهو عمُّ القومِ- كان كاهنًا، فرأى في كهانته أنّ قومه سيُمَزَّقون، ويُباعَد بين أسفارهم، فقال لهم: إنِّي قد علمتُ أنكم ستمزَّقون، فمَن كان منكم ذا هَمٍّ بعيد، وجَمل شديد، ومزاد جديد، فليلحق بكأس أو كرود[[كأس وكرود: لم نجدهما، ويظهر أنهما موضعان.]] -قال: فكانت وادعة بن عمرو-، ومن كان منكم ذا هَمٍّ مُدْنٍ، وأمرٍ ذُعْرٍ، فليلحق بأرض شنٍّ[[شن: ناحية بين تهامة واليمن. معجم البلدان ٣/٣٢٩.]] -فكانت عوف بن عمرو، وهم الذين يقال لهم بارق-، ومَن كان منكم يريد عيْشًا آيِنًا[[العيش الآين: الرافه الوادع. القاموس المحيط (أون).]]، وحَرَمًا آمنًا، فليلحق بالأرْزين[[لم نجده، وكأنه يشير إلى مكة.]] -فكانت خزاعة-، ومن كان يريد الراسيات في الوحْل، المُطعمات في المحْل[[المَحْل: الجوع الشديد، وإن لم يكن جدب. اللسان (محل).]]، فليلحق بيثرب ذات النخل -فكانت الأوس والخزرج، فهما هذان الحيّان من الأنصار-، ومن كان يريد خَمرًا وخميرًا، وذهبًا وحريرًا، ومُلكًا وتأميرًا فليلحق بكوثى[[كوثى: ثلاثة مواضع بالعراق. معجم البلدان ٤/٣١٧.]] وبُصرى. فكانت غسان بنو جفنة ملوك الشام، ومن كان منهم بالعراق[[أخرجه ابن جرير ١٩/٢٦٧.]]٥٣٢٤. (ز)
٦٣٣٩٦- قال يحيى بن سلّام: ﴿وظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ﴾ بشِرْكِهم؛ ﴿فَجَعَلْناهُمْ أحادِيثَ﴾ لِمَن بعدهم، ﴿ومَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ﴾ بدَّدنا عظامهم وأوصالهم، فأكلهم التراب[[علقه يحيى بن سلام ٢/٧٥٥.]]. (ز)
﴿إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّكُلِّ صَبَّارࣲ شَكُورࣲ ١٩﴾ - تفسير
٦٣٣٩٧- قال مُطرِّف [بن عبد الله بن الشِّخِّير] -من طريق قتادة- في قوله: ﴿إنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبّارٍ شَكُورٍ﴾: نِعْمَ العبدُ الصبّارُ الشكورُ؛ الذي إذا أُعطي شكر، وإذا ابتُلي صبر[[أخرجه عبد بن حميد -كما في تفسير ابن كثير ٦/٥٠٠-، وابن جرير ١٩/٢٦٨. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٢/٢٠١)
٦٣٣٩٨- عن عامر الشعبي، في قوله: ﴿لِكُلِّ صَبّارٍ شَكُورٍ﴾، قال: صبّار في الكريهة، شكور عند الحسنة[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٢/٢٠٢)
٦٣٣٩٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ﴾ يعني: في هلاك جنَّتيهم وتفريقهم عبرة ﴿لِكُلِّ صَبّارٍ﴾ يعني: المؤمن مِن هذه الأمة؛ صبور على البلاء إذا ابتُلي لما ابتلي أهل سبأ، ﴿شَكُورٍ﴾ لله ﷿ في نِعَمه[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٥٣٠.]]. (ز)
٦٣٤٠٠- قال يحيى بن سلّام: ﴿إنَّ فِي ذَلِكَ﴾ أي: في إهلاك القرية، ومَن فيها مِن أهلها ﴿لَآياتٍ لِكُلِّ صَبّارٍ﴾ على أمرِ الله، ﴿شَكُورٍ﴾ لنعمة الله، وهو المؤمن[[علقه يحيى بن سلام ٢/٧٥٥.]]. (ز)
﴿إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّكُلِّ صَبَّارࣲ شَكُورࣲ ١٩﴾ - آثار متعلقة بالآية
٦٣٤٠١- عن أبي الدرداء، قال: سمعتُ أبا القاسم ﷺ يقول: «إنّ الله قال: يا عيسى ابن مريم، إنِّي باعِثٌ بعدك أُمَّةً، إن أصابهم ما يُحِبُّون حمدوا وشكروا، وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا، ولا حِلم ولا عِلم. قال: يا رب، كيف يكون هذا لهم، ولا حِلم ولا عِلم؟ قال: أُعطيهم مِن حِلمي وعلمي»[[أخرجه أحمد ٤٥/٥٢٩ (٢٧٥٤٥)، والحاكم ١/٤٩٩ (١٢٨٩). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط البخاري، ولم يخرجاه». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٦٧-٦٨ (١٦٧٠٤): «رواه أحمد، والبزار، والطبراني في الكبير، والأوسط، ورجال أحمد رجال الصحيح، غير الحسن بن سوار، وأبي حلبس يزيد بن ميسرة، وهما ثقتان». وقال الألباني في الضعيفة ٩/٣٩ (٤٠٣٨): «ضعيف».]]. (١٢/٢٠٢)
٦٣٤٠٢- عن صهيب، قال: قال رسول الله ﷺ: «عجبًا لأمر المؤمن، إنّ أمر المؤمن كله خير؛ إن أصابته سراء فشكر كان خيرًا، وإن أصابته ضراء فصبر كان خيرًا»[[أخرجه مسلم ٤/٢٢٩٥ (٢٩٩٩).]]. (١٢/٢٠٢)
٦٣٤٠٣- عن سعد بن أبي وقاص، قال: قال رسول الله ﷺ: «عجبتُ للمؤمن، إن أُعطِي قال: الحمد لله. فشكر، وإن ابتُلي قال: الحمد لله. فصبر، فالمؤمن يُؤجر على كل حال، حتى اللقمة يرفعها إلى فيه»[[أخرجه أحمد ٣/٨٢ (١٤٨٧)، ٣/٨٦ (١٤٩٢)، ٣/١١٣ (١٥٣١)، ٣/١٤٢ (١٥٧٥)، من طريق عبد الرحمن وعبد الرزاق، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، عن عمر بن سعد، عن أبيه به. قال البزار في مسنده ٤/٢٨: «ولا نعلمه يروى عن سعد بإسناد صحيح إلا من هذا الوجه». ووقع في أسانيده اختلاف ذكر الدارقطني في العلل ٤/٣٥١ وجوه اختلاف الرواة فيها وصلًا أو إرسالًا، ورفعًا أو وقفًا على النبي ﷺ.]]. (١٢/٢٠٢)
٦٣٤٠٤- عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَن نظر في الدين إلى مَن فوقه، وفي الدنيا إلى مَن تحته؛ كتبه الله صابرًا وشاكرًا، ومَن نظر في الدين إلى مَن تحته، ونظر في الدنيا إلى مَن فوقه؛ لم يكتبه الله صابرًا ولا شاكرًا»[[أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ٦/٣١٧-٣١٨ (٤٢٥٥)، وأبو نعيم في الحلية ٨/٢٨٦. قال الألباني في الضعيفة ٢/٩٤ (٦٣٣): «لا أصل له بهذا اللفظ».]]. (١٢/٢٠٣)
٦٣٤٠٥- عن عامر الشعبي -من طريق مغيرة- قال: الشكر نصف الإيمان، والصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الشكر (٥٧)، وابن جرير ١٨/٥٧٨ في سورة إبراهيم، والبيهقي في شعب الإيمان (٤٤٤٨).]]. (١٢/٢٠٢)
٦٣٤٠٦- عن الربيع بن برة -من طريق محمد بن سنان- قال: ابنَ آدم، إنما أنت جِيفة مُنتِنة، طيَّبَ نسيمَك ما رُكِّب فيك مِن روح الحياة، فلو قد نُزِع منك رُوحك أُلقيتَ جثةً ملقاة، وجيفة مُنتِنَة، وجسدًا خاويًا، وقد جيَّف بعد طيب ريحه، واستوحش منه بعد الأُنس بقربه، فأيُّ الخليقة -ابنَ آدم- منك أجهل؟! وأيُّ الخليقة منك أعجب؟! إذا كنتَ تعلم أنّ هذا مصيرك، وأنّ التراب مقِيلك، ثم أنت بعد هذا لِطُول جهلك تَقَرَّ بالدنيا عينًا، أما سمعته يقول: ﴿فَجَعَلْناهُمْ أحادِيثَ ومَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبّارٍ شَكُورٍ﴾؟! أما –واللهِ- ما حداك على الصبر والشكر إلا لعظيم ثوابهما عنده لأوليائه، أما سمعته يقول -جل ثناؤه-: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم:٧]، أوَما سمعته يقول -عزَّ شأنُه-: ﴿إنَّما يُوَفّى الصّابِرُونَ أجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ﴾ [الزمر:١٠]، فهاهما منزلتان عظيمتا الثواب عند الله قد بذلهما لك، يا ابنَ آدم، فمَن أعظمُ في الدنيا منك غفلة؟! أو مَن أطول في القيامة حسرة؟! إن كنتَ ترغب عمّا رغب لك فيه مولاك، وإنك تقرأ في الليل والنهار في الصباح والمساء: ﴿نِعْمَ المَوْلى ونِعْمَ النَّصِيرُ﴾ [الأنفال:٤٠][[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب ذكر الموت -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا ٥/٥٤٧-٥٤٨ (٤٧٩)-.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.