الباحث القرآني
﴿وَإِذۡ قَالَت طَّاۤىِٕفَةࣱ مِّنۡهُمۡ یَـٰۤأَهۡلَ یَثۡرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمۡ فَٱرۡجِعُوا۟ۚ﴾ - قراءات
٦١٨١٨- عن أبي عبد الرحمن السلمي، أنّه قرأ ذلك: ﴿لا مُقامَ لَكُمْ﴾ بضم الميم[[علقه ابن جرير ١٩/٤٣. وهي قراءة متواترة، قرأ بها حفص عن عاصم، وقرأ بقية العشرة: ‹لا مَقامَ لَكُمْ› بفتح الميم. انظر: النشر ٢/٣٤٨، والإتحاف ص٤٥٢.]]٥١٩٧. (ز)
﴿وَإِذۡ قَالَت طَّاۤىِٕفَةࣱ مِّنۡهُمۡ یَـٰۤأَهۡلَ یَثۡرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمۡ فَٱرۡجِعُوا۟ۚ﴾ - تفسير الآية
٦١٨١٩- قال عبد الله بن عبّاس: ﴿وإذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنهُمْ يا أهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فارْجِعُوا﴾، قالت اليهود لعبد الله بن أُبَيّ وأصحابه مِن المنافقين: ما الذي يحملكم على قتل أنفسكم بيدي أبي سفيان وأصحابه، فارجعوا إلى المدينة [[تفسير الثعلبي ٨/١٩.]]. (ز)
٦١٨٢٠- عن عبد الله بن عباس، قال: ﴿وإذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنهُمْ يا أهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فارْجِعُوا ويَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنهُمُ النَّبِيَّ﴾ يقول: أوس بن قَيْظِيٍّ، ومَن كان معه على مثل رأيه، ﴿ولَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِن أقْطارِها﴾ إلى ﴿وإذًا لا تُمَتَّعُونَ إلّا قَلِيلًا﴾. ثم ذكر يقين أهل الإيمان حين أتاهم الأحزاب، فحصروهم، وظاهرهم بنو قريظة، فاشتد عليهم البلاء، فقال: ﴿ولَمّا رَأى المُؤْمِنُونَ الأَحْزابَ﴾ إلى: ﴿إنَّ اللَّهَ كانَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾، قال: وذكر الله هزيمة المشركين وكفايته المؤمنين، فقال: ﴿ورَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ﴾ الآية[[عزاه السيوطي إلى ابن إسحاق، وابن مردويه.]]. (١١/٧٤٤)
٦١٨٢١- عن مجاهد بن جبر، في قوله: ﴿وإذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنهُمْ﴾، قال: مِن المنافقين[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١١/٧٥١)
٦١٨٢٢- عن الحسن البصري -من طريق ابن المبارك – أنه سُئِل عن: ‹لا مَقامَ لَكُم› أو: ﴿لا مُقامَ لَكُمْ﴾؟ قال: كلتاهما عربية.= (ز)
٦١٨٢٣- قال ابن المبارك: المَقام: المنزل، ومقامه حيث هو قائم، والمُقام: الإقامة[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١١/٧٥١)
٦١٨٢٤- قال الحسن البصري: ﴿وإذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنهُمْ يا أهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فارْجِعُوا﴾، يقوله المنافقون بعضهم لبعض: اتركوا دينَ محمد، وارجعوا إلى دين مشركي العرب[[علَّقه يحيى بن سلام ٢/٧٠٦.]]. (ز)
٦١٨٢٥- عن قتادة بن دعامة، في قوله: ﴿لا مُقامَ لَكُمْ﴾، قال: لا مُقاتَل لكم ههنا، ففِرُّوا ودعوا هذا الرجل[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١١/٧٥١)
٦١٨٢٦- قال إسماعيل السُّدِّيّ: ﴿يا أهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ﴾، يعني: لا مُكْثَ لكم مع الأحزاب، لا تقومون لهم[[علقه يحيى بن سلام ٢/٧٠٦.]]. (ز)
٦١٨٢٧- عن يزيد بن رومان -من طريق ابن إسحاق- ﴿وإذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنهُمْ يا أهْلَ يَثْرِبَ﴾ إلى قوله: ﴿فِرارًا﴾، يقول: أوس بن قَيْظيٍّ، ومَن كان على ذلك مِن رأيه مِن قومه[[أخرجه ابن جرير ١٩/٤٣.]]. (ز)
٦١٨٢٨- قال محمد بن السائب الكلبي: ﴿وإذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنهُمْ يا أهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فارْجِعُوا﴾، لَمّا رأى المنافقون الأحزاب جَبُنوا، فقال بعضهم لبعض: لا –واللهِ- ما لكم مقام مع هؤلاء، فارجعوا إلى قومكم -يعنون: المشركين- فاستأمِنوهم[[علقه يحيى بن سلام ٢/٧٠٦.]]. (ز)
٦١٨٢٩- عن عبد الملك ابن جريج، في قوله: ﴿لا مُقامَ لَكُمْ﴾، قال: فِرُّوا ودَعُوا محمدًا[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١١/٧٥٢)
٦١٨٣٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وإذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنهُم﴾ مِن المنافقين مِن بني سالم: ﴿يا أهْلَ يَثْرِبَ﴾ يعني: المدينة ﴿لا مُقامَ لَكُمْ﴾ لا مساكن لكم؛ ﴿فارْجِعُوا﴾ فارجعوا إلى المدينة خوفًا ورعبًا من الجهد والقتال في الخندق، يقول ذلك المنافقون بعضهم لبعض[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤٧٩.]]. (ز)
﴿وَیَسۡتَـٔۡذِنُ فَرِیقࣱ مِّنۡهُمُ ٱلنَّبِیَّ یَقُولُونَ إِنَّ بُیُوتَنَا عَوۡرَةࣱ وَمَا هِیَ بِعَوۡرَةٍۖ﴾ - تفسير
٦١٨٣١- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- في قوله: ﴿ويَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنهُمُ النَّبِيَّ﴾، قال: هم بنو حارثة، قالوا: بيوتنا مُخْلِيَة[[أي خالية. النهاية (خلا).]]، نخشى عليها السُّرَّق[[أخرجه ابن جرير ١٩/٤٤، والبيهقي في الدلائل ٣/٤٣٣. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١١/٧٥٣)
٦١٨٣٢- عن جابر بن عبد الله، قال في قوله: ﴿إنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ﴾: إن الذين قالوا: بيوتنا عورة يوم الخندق: بنو حارثة بن الحارث[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١١/٧٥٣)
٦١٨٣٣- عن أبي حازم شداد العبدي القيسي-من طريق ابنه أبي طالوت عبد السلام بن شداد-، في هذه الآية: ﴿إنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وما هِيَ بِعَوْرَةٍ﴾، قال: ضائِعة[[أخرجه ابن جرير ١٩/٤٤.]]. (ز)
٦١٨٣٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿إنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ﴾، قال: نخاف عليها السُّرَّق[[أخرجه ابن جرير ١٩/٤٤ وبنحوه: قال: نخشى عليها السرق. وعلَّقه يحيى بن سلام ٢/٧٠٦. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١١/٧٥٣)
٦١٨٣٥- قال الحسن البصري: ﴿إنّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ﴾ ضائعة[[علقه يحيى بن سلام ٢/٧٠٦.]]. (ز)
٦١٨٣٦- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: ﴿ويَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ﴾: وإنها مِمّا يلي العدو، وإنّا نخاف عليها السُّرّاق، فبعث النبيُّ ﷺ، فلا يجد بها عدُوًّا[[أخرجه ابن جرير ١٩/٤٤. وأخرج نحوه عبد الرزاق ٢/١١٤ من طريق معمر مختصرًا.]]. (ز)
٦١٨٣٧- عن إسماعيل السُّدِّيّ، في قوله: ﴿وإذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنهُمْ﴾ قال: هو عبد الله بن أُبَيّ وأصحابه من المنافقين: ﴿يا أهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فارْجِعُوا﴾ إلى المدينة عن قتال أبي سفيان. ﴿ويَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنهُمُ النَّبِيَّ﴾ قال: جاءه رجلان من الأنصار مِن بني حارثة، أحدهما يدعى: أبا عَرابة بن أوس، والآخر يدعى: أوس بن قَيْظيٍّ، فقالا: يا رسول الله، إن بيوتنا عورة -يعنون: أنها ذليلة الحيطان-، وهي في أقصى المدينة، ونحن نخاف السُّرَّق؛ فَأْذَن لنا. فقال الله: ﴿وما هِيَ بِعَوْرَةٍ إنْ يُرِيدُونَ إلّا فِرارًا﴾[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١١/٧٥٣)
٦١٨٣٨- قال محمد بن السائب الكلبي: ﴿إنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ﴾ خالية نخاف عليها السُّرَّق[[علقه يحيى بن سلام ٢/٧٠٦.]]. (ز)
٦١٨٣٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ويَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ﴾ يعني: خالية طائعة [[كذا في مطبوعة المصدر، ولعلها «ضائعة» كما في آخر الأثر.]]، هذا قول بني حارثة بن الحارث، وبني سَلِمة بن جشم، وهما مِن الأنصار، وذلك أن بيوتهم كانت في ناحية مِن المدينة، فقالوا: بيوتنا ضائعة نخشى عليها السُّرّاق، ﴿وما هِيَ بِعَوْرَةٍ﴾ يعني: بضائعة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤٧٩.]]. (ز)
٦١٨٤٠- عن سفيان بن عيينة -من طريق ابن أبي عمر-، في قوله: ﴿بيوتنا عورة﴾ قال: خالية ليس فيها أحد[[أخرجه إسحاق البستي ص١١٧.]]. (ز)
﴿إِن یُرِیدُونَ إِلَّا فِرَارࣰا ١٣﴾ - تفسير
٦١٨٤١- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال الله: ﴿إنْ يُرِيدُونَ إلّا فِرارًا﴾ يقول: إنما كان قولهم ذلك: ﴿إنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ﴾ إنما كانوا يريدون بذلك الفرار[[أخرجه ابن جرير ١٩/٤٤، وأخرج نحوه عبد الرزاق ٢/١١٤ من طريق معمر مختصرًا.]]. (ز)
٦١٨٤٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إنْ﴾ يعني: ما ﴿يُرِيدُونَ إلّا فِرارًا﴾ مِن القتل. نزلت في قبيلتين من الأنصار؛ بني حارثة، وبني سَلِمة بن جشم، وهمُّوا أن يتركوا أماكنهم في الخندق، ففيهم يقول الله تعالى: ﴿إذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنكُمْ أنْ تَفْشَلا واللَّهُ ولِيُّهُما وعَلى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ﴾ [آل عمران:١٢٢]، قالوا بعد ما نزلت هذه الآية: ما يسرنا أنّا لم نهمّ بالذي هممنا؛ إذ كان اللهُ وليَّنا[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤٧٩.]]. (ز)
﴿إِن یُرِیدُونَ إِلَّا فِرَارࣰا ١٣﴾ - آثار متعلقة بالآية
٦١٨٤٣- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم: «أُمِرت بقريةٍ تأكل القرى، يقولون: يثرب، وهي المدينة، تنفي الناسَ كما ينفي الكيرُ خَبَث الحديد»[[أخرجه البخاري ٣/٢٠-٢١ (١٨٧١)، ومسلم ٢/١٠٠٦ (١٣٨٢).]]. (١١/٧٥٢)
٦١٨٤٤- عن عبد الله بن عباس، عن رسول الله ﷺ، قال: «لا تدعونها: يثرب، فإنها طيبة -يعني: المدينة- ومن قال: يثرب. فليستغفر الله ثلاث مرات، هي طَيْبَة، هي طَيْبَة، هي طَيْبَة»[[أخرجه ابن مردويه -كما في القول المسدد لابن حجر ص٤٠-٤١-، وأبو نعيم في أخبار أصبهان ٢/٣٣٧ من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن ابن عباس به. إسناده ضعيف؛ فيه يزيد بن أبي زياد، قال عنه ابن حجر في التقريب (٧٧١٧): «ضعيف، كبر فتغيّر، وصار يتلقن».]]. (١١/٧٥٢)
٦١٨٤٥- عن البراء بن عازب، قال: قال رسول الله ﷺ: «من سمى المدينة: يثرب. فليستغفر الله، هي طابة، هي طابة، هي طابة»[[أ خرجه أحمد ٣٠/٤٨٣ (١٨٥١٩). قال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ٤/٢٣٥٨ (٥٤٧٠): «رواه يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء. ويزيد ضعيف». وقال ابن كثير في تفسيره ٦/٣٨٩: «وفي إسناده ضعف». وقال الهيثمي في المجمع ٣/٣٠٠ (٥٧٨٤): «رواه أحمد، وأبو يعلى، ورجاله ثقات». وقال الشوكاني في فتح القدير ٤/٣٠٩: «وإسناده ضعيف». وقال الألباني في الضعيفة ١٠/١٢١ (٤٦٠٧): «ضعيف».]]٥١٩٨. (١١/٧٥٢)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.