الباحث القرآني
﴿قَدۡ كَانَ لَكُمۡ ءَایَةࣱ فِی فِئَتَیۡنِ ٱلۡتَقَتَاۖ فِئَةࣱ تُقَـٰتِلُ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ وَأُخۡرَىٰ كَافِرَةࣱ یَرَوۡنَهُم مِّثۡلَیۡهِمۡ رَأۡیَ ٱلۡعَیۡنِۚ وَٱللَّهُ یُؤَیِّدُ بِنَصۡرِهِۦ مَن یَشَاۤءُۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَعِبۡرَةࣰ لِّأُو۟لِی ٱلۡأَبۡصَـٰرِ ١٣﴾ - نزول الآية
١٢١٣٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿قد كان لكم آية في فئتين﴾ الآية، قال: أُنزِلت في التخفيف يوم بدر على المؤمنين؛ كانوا يومئذ ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلًا، وكان المشركون مِثْلَيْهم ستةً وعشرين وستمائة، فأيّد اللهُ المؤمنين، فكان هذا في التخفيف على المؤمنين[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٤٦-٢٤٧، وابن أبي حاتم ٢/٦٠٦ مختصرًا. الإسناد ضعيف، لكنها صحيفة صالحة ما لم تأتِ بمنكر أو مخالفة. ينظر: مقدمة الموسوعة.]]١١٢٦. (٣/٤٧٥)
١٢١٤٠- عن عكرمة مولى ابن عباس، قال: في أهل بدرٍ نزلت: ﴿وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم﴾ [الأنفال:٧]، وفيهم نزلت: ﴿سيهزم الجمع﴾ [القمر:٤٥] الآية، وفيهم نزلت: ﴿حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب﴾ [المؤمنون:٦٤]، وفيهم نزلت: ﴿ليقطع طرفا من الذين كفروا﴾ [آل عمران:١٢٧]، وفيهم نزلت: ﴿ليس لك من الأمر شيء﴾ [آل عمران:١٢٨]، وفيهم نزلت: ﴿ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا﴾ [إبراهيم:٢٨]، وفيهم نزلت: ﴿ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء﴾ [الأنعام:٤٧]، وفيهم نزلت: ﴿قد كان لكم آية في فئتين التقتا﴾[[أخرجه عبد الرزاق ٥/٣٦١-٣٦٢ (٩٧٣٤) عن مَعْمَر، قال: أخبَرَني مَن سمع عكرمة يقول ... وذكره. وهذا إسناد ضعيف؛ فيه رجل مُبْهَم.]]. (٣/٤٧٤)
١٢١٤١- قال مقاتل بن سليمان: قوله سبحانه: ﴿قد كان لكم آية في فئتين﴾، وذلك أنّ بني قَيْنُقاع مِن اليهود أتَوُا النبيَّ ﷺ بعد قتال بدر يوعدونه القتالَ كما قُتِل كُفّارُ مكة يوم بدر؛ فأنزل الله ﷿: ﴿قد كان لكم آية﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٦٥.]]. (ز)
﴿قَدۡ كَانَ لَكُمۡ ءَایَةࣱ﴾ - تفسير
١٢١٤٢- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- ﴿قد كان لكم آية﴾، قال: عِبْرَة وتَفَكُّرٌ[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٤١، وابن المنذر ١/١٣٨.]]. (٣/٤٧٤)
١٢١٤٣- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: ﴿قد كان لكم آية﴾، يقول: قد كان لكم في هؤلاء عِبْرَة ومُتَفَكَّر[[أخرجه ابن جرير ٢/٢٤٢، وابن أبي حاتم ٢/٦٠٤.]]. (٣/٤٧٥)
﴿فِی فِئَتَیۡنِ ٱلۡتَقَتَاۖ فِئَةࣱ تُقَـٰتِلُ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ وَأُخۡرَىٰ كَافِرَةࣱ﴾ - تفسير
١٢١٤٤- عن عليِّ بن أبي طالب، قال: سار رسول الله ﷺ إلى بدر، فسَبَقْنا المشركين إليها، فوجدنا فيها رجلين؛ منهم رجلٌ مِن قريش، ومولًى لعُقْبَة بن أبي مُعَيْط، فأمّا القُرَشِيُّ فانفَلَتَ، وأمّا مولى عُقْبَة فأخذناه، فجعلنا نقول: كم القوم؟ فيقول: هم -واللهِ- كثيرٌ شديدٌ بأسُهم. فجعل المسلمون إذا قال ذلك ضربوه، حتى انتَهَوْا به إلى رسول الله ﷺ، فقال له: «كم القوم؟». فقال: هم –واللهِ- كثيرٌ شديدٌ بأسُهم. فجَهَدَ[[جَهَدَ الرجل في الشيء، أي: جَدَّ فيه وبالغ. النهاية (جهد).]] النبي ﷺ على أن يخبرهم كم هم، فأبى. ثُمَّ إنّ رسول الله ﷺ سأله: «كم يَنحَرُون مِن الجُزُر؟». قال: عشرةً كُلَّ يوم. قال رسول الله ﷺ: «القومُ ألفٌ»[[أخرجه أحمد ٢/٢٥٩ (٩٤٨)، وابن جرير ٥/٢٤٧. قال الهيثمي في المجمع ٦/٧٦ (٩٩٥٣): «روى أبو داود منه طرفًا، رواه أحمد، والبزّار، ورجال أحمد رجال الصحيح، غير حارثة ابن مضرب، وهو ثقة».]]. (ز)
١٢١٤٥- عن عروة بن الزبير، قال: بعث النبي ﷺ نفرًا من أصحابه إلى ماء بدر يلتمسون الخبر له عليه، فأصابوا راوِيةً[[الراوية: أصل الراوية يُطلق على البعير أو البغل أو الحمار الذي يُستقى عليه الماء، ويُطلق أيضًا على المَزادة، وهي الوعاء الذي كون فيه الماء، وقد يُطلق أيضًا على الرجل المُسْتقي. اللسان والقاموس (روي).]] من قريش، فيها أسْلم غلام بني الحجاج، وعَرِيضٌ أبو يسار غلام بني العاص، فأتَوْا بهما رسولَ الله ﷺ، فقال رسول الله ﷺ لهما: «كم القوم؟». قالا: كثير. قال: «ما عِدَّتُهم؟». قالا: لا ندري. قال: «كم ينحرون كلَّ يوم؟». قالا: يومًا تسعًا، ويومًا عشرًا. قال رسول الله ﷺ: «القومُ ما بين التسعمائة إلى الألف»[[أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام ١/٦١٦- مرسلًا، ومن طريقه ابن جرير ٥/٢٤٨.]]. (ز)
١٢١٤٦- عن عبد الله بن مسعود -من طريق أبي عبيدة- قال: أسَرْنا رجلًا منهم -يعني: من المشركين- يومَ بدر، فقلنا: كم كنتم؟ قال: ألفًا[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٤٨، ٢٥١، والثعلبي ٣/٢٢، ٤/٣٦٢. إسناده ضعيف؛ أبو عبيدة لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود، كما في تحفة التحصيل ص١٦٥.]]. (ز)
١٢١٤٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- ﴿قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله﴾ قال: أصحاب رسول الله ﷺ ببدر، ﴿وأخرى كافرة﴾ فئة قريش الكُفّار[[أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام ٢/٤٧-، وابن جرير ٥/٢٤٢، وابن أبي حاتم ٢/٦٠٥.]]. (٣/٤٧٤)
١٢١٤٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق مِقْسَم-: أنّ أهل بدر كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر؛ المهاجرون منهم خمسة وسبعون، وكانت هزيمة بدرٍ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مِن رمضان، لَيْلَةَ جُمْعَة[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٤/٣٨٢.]]. (٣/٤٧٥-٤٧٦)
١٢١٤٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- قوله: ﴿فئة تقاتل في سبيل الله﴾ قال: محمد ﷺ وأصحابه، ﴿وأخرى كافرة﴾ قال: مشركي قريش يوم بدر[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٤٢، وابن المنذر ١/١٣٨ من طريق ابن جُرَيْج، وابن أبي حاتم ٢/٦٠٥.]]. (ز)
١٢١٥٠- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿قد كان لكم آية في فئتين﴾، قال: في محمد وأصحابه، ومشركي قريش يوم بدر[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٤٢، وابن المنذر ١/١٣٨ من طريق ابن جريج.]]. (ز)
١٢١٥١- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق ابن جريج- قال: ﴿قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله﴾ محمد ﷺ وأصحابه، ﴿وأخرى كافرة﴾ قريش يوم بدر[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٤٢.]]. (ز)
١٢١٥٢- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قوله: ﴿قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين﴾، قال: ذلكم يوم بدر، ألفٌ المشركون أو قاربوا، وكان أصحاب رسول الله ﷺ ثلاثمائة وبضعة عشر رجلًا[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٤٨، وابن المنذر ١/١٣٩. وذكر نحوه يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٢٧٧-. وأخرجه عبد بن حميد كما في قطعة من تفسيره ص٢٣ ولكنّه ذكر أنّ المشركين كانوا تسعمائة وخمسين رجلًا.]]. (ز)
١٢١٥٣- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: ﴿قد كان لكم آية﴾، يقول: قد كان لكم في هؤلاء عِبْرَةٌ ومُتَفَكَّر، أيَّدهم اللهُ ونصرهم على عدوِّهم، وذلك يوم بدر، كان المشركون تسعمائة وخمسين رجلًا، وكان أصحاب محمد ﷺ ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلًا[[أخرجه ابن جرير ٢/٢٤٢، ٢٤٩، وابن أبي حاتم ٢/٦٠٤، ٦٠٥.]]. (٣/٤٧٥)
١٢١٥٤- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجاج-: كان أصحابُ رسول الله ﷺ ثلاثمائة وبضعة عشر، والمشركون ما بين التسعمائة إلى الألف[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٤٩.]]. (ز)
١٢١٥٥- قال مقاتل بن سليمان: وقوله سبحانه: ﴿قد كان لكم آية في فئتين﴾، وذلك أنّ بَنِي قَيْنُقاع من اليهود أتَوُا النبي ﷺ بعد قتال بدر يُوعِدُونه القتالَ كما قُتِل كفارُ مكة يوم بدر؛ فأنزل الله ﷿: ﴿قد كان لكم آية﴾ معشر اليهود، يعني: عبرة ﴿في فئتين التقتا﴾ فئة المشركين، وفئة المؤمنين يوم بدر التقتا؛ ﴿فئة تقاتل في سبيل الله﴾ وهو النبي ﷺ وأصحابه يوم بدر، ﴿وأخرى كافرة﴾ أبو جهل والمشركين[[كذا في المطبوع، والصواب: المشركون.]]، ﴿يرونهم مثليهم﴾ رأتِ اليهودُ أنّ الكفار مِثْلُ المؤمنين في الكثرة ﴿رأي العين﴾، وكان الكفار يومئذ سبعمائة رجل، عليهم أبو جهل. وذلك أنّ النبي ﷺ وأصحابه كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلًا، بين كُلِّ أربعةٍ بعيرٌ، ومعهم فَرَسان؛ أحدُهما مع أبي مَرْثَدٍ الغَنَوِيِّ، والآخَرُ مع المِقْداد بن الأسود الكِندِيِّ، ومعهم سِتَّةُ أدْراعٍ، والمشركون ألف رجل، سبعمائة دارِع[[الدّارع: هو لابس الدِّرْع. النهاية (حسر)، والقاموس (درع).]]، عليهم أبو جهل، وثلاثمائة حاسِر[[الحاسِر: هو الذي لا دِرْعَ عليه ولا مِغْفَر. النهاية (حسر).]]، ثم حبس الأَخْنَسُ بنُ شَرِيق ثلاثمائةِ رجلٍ من بني زُهْرة عن قتال النبي ﷺ؛ فبقي المشركون في سبعمائة رجل[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٦٥-٢٦٦.]]. (ز)
﴿یَرَوۡنَهُم مِّثۡلَیۡهِمۡ رَأۡیَ ٱلۡعَیۡنِۚ﴾ - تفسير
١٢١٥٦- عن عبد الله بن مسعود، في قوله: ﴿قد كان لكم آية في فئتين﴾ الآية، قال: هذا يوم بدر، نظرنا إلى المشركين فرأيناهم يُضْعِفون علينا، ثم نظرنا إليهم فما رأيناهم يزيدون علينا رجلًا واحدًا، وذلك قول الله: ﴿وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم﴾ [الأنفال:٤٤][[أخرجه ابن جرير ٥/٢٤٥، وابن أبي حاتم ٢/٦٠٦ (٣٢٤٤). إسناده ضعيف؛ فيه أسباط بن نصر الهمداني، قال ابن حجر في التقريب (٣٢٣): «صدوق، كثير الخطأ، يُغرِب».]]١١٢٧. (٣/٤٧٥)
١٢١٥٧- عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة﴾ إلى قوله: ﴿رأي العين﴾، قال: يُضْعِفون عليهم، فقتلوا منهم سبعين، وأسروا سبعين يوم بدر[[أخرجه عبد الرزاق ١/١١٦، وابن جرير ٥/٢٤٩، وابن أبي حاتم ٢/٦٠٦.]]. (ز)
١٢١٥٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿يرونهم مثليهم﴾، رأت اليهودُ أنّ الكُفّار مثل المؤمنين في الكثرة ﴿رأي العين﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٦٥-٢٦٦.]]. (ز)
﴿وَٱللَّهُ یُؤَیِّدُ بِنَصۡرِهِۦ مَن یَشَاۤءُۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَعِبۡرَةࣰ لِّأُو۟لِی ٱلۡأَبۡصَـٰرِ ١٣﴾ - تفسير
١٢١٥٩- عن عبد الله بن عباس: أنّ نافع بن الأزرق سأله عن قوله: ﴿يؤيد بنصره من يشاء﴾. قال: يُقَوِّي بنصره مَن يشاء. قال: وهل تعرف العربُ ذلك؟ قال: نعم، أما سمعتَ قولَ حسّان بن ثابت: برجال لستمو أمثالهم أيّدوا جبريل نصرًا فنزل؟[[أخرجه الطستي في مسائله -كما في الإتقان ٢/٧٣-.]]. (٣/٤٧٦)
١٢١٦٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قوله: ﴿والله يؤيد بنصره من يشاء﴾، يعني: فأيّد الله المؤمنين بنصره. قال: كان هذا في التخفيف على المؤمنين[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٤٦-٢٤٧، وابن أبي حاتم ٢/٦٠٦. وقد تقدّم بتمامه في نزول الآية.]]. (٣/٤٧٥)
١٢١٦١- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- ﴿إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار﴾، يقول: لقد كان لهم في هؤلاء عِبْرَةٌ وتَفَكُّرٌ، أيّدهم الله، ونصرهم على عدوّهم[[أخرجه عبد بن حميد كما في قطعة من تفسيره ص٢٣، وابن جرير ٥/٢٥٣، وابن المنذر ١/١٣٩.]]. (ز)
١٢١٦٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿والله يؤيد بنصره﴾ يعني: بنصره ﴿من يشاء﴾؛ فينصره الله ﷿؛ القليل على الكثير، ﴿إن في ذلك﴾ يعني: يقوي في نصرهم، نصر المؤمنين وهم قليل، وهزيمة الكفار وهم كثير، ﴿لعبرة لأولي الأبصار﴾ يعني: الناظرين في أمر الله ﷿ وطاعته، لَعِبْرَةً وتفكرًا لأولي الأبصار حين أظهر الله ﷿ القليل على الكثير[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٦٦.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.