الباحث القرآني
﴿قَالَ إِنَّمَاۤ أُوتِیتُهُۥ عَلَىٰ عِلۡمٍ عِندِیۤۚ﴾ - تفسير
٥٩٢٧٨- عن كعب الأحبار -من طريق يحيى بن ميمون الحضرمي- قال: لَمّا أمر الله ﷿ موسى ﵇: أنْ أسرِ ببني إسرائيل. أمره أن يحمل معه عظامَ يوسف ﵇، فلم [يدرِ] موسى ﵇ أين موضع قبره، وكانت امرأة من بني إسرائيل يُقال لها: سراج، فكانت كلما حضر أجلها مدَّ الله تعالى في عمرها إلى أن أدركت موسى ﵇، فقالت لموسى: أنا أخبرك بموضع قبر يوسف، على أن تعطني ثلاث خصال، قال: وما هي؟ قالت: تدعو الله تعالى أن يرُدَّ شبابي كما كنت أولًا. قال: لك ذلك. قالت: وتحملني معك. قال: لك ذلك. قالت: وأكون معك في درجتك يوم القيامة. قال: فبكى موسى ﵇، فأوحى الله إليه: أن الجنة بيدي، فأعطِها ما سألت. فقال موسى ﵇: لكِ ذلك. قالت: فإنّ قبره في هذه الجزيرة، وقد غلبه الماء. قال: فأخذ موسى قِحْفَيْن[[قِحْفَين: مثنى قِحْف: وهو الذي فوق الدِّماغ. النهاية (قحف).]]، فكتب عليهما اسم الله الأعظم، ثم ألقى أحد القِحْفَيْن في جانب الجزيرة، وألقى القِحْفَ الآخر في الجانب الآخر، فانحسر الماء عن الجزيرة، فقالت المرأة: هنا موضع قبره. فابتدره الشبان، فوجدوا يوسف ﵇ في تابوت مِن مرمر، فاحتملوه، فحملوه معه، قال: وقارون يرمق القِحْفَين، فأخذهما، فكان لا يمر بموضع كنز إلا وضع القِحْفَين عليه، فانشقت الأرض، فاستخرج الكنز منه، فذلك قوله: ﴿إنما أوتيته على علم عندي﴾، يعني به: القحفين، وما كان علم قبل ذلك شيئًا[[أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ٦/٢٧.]]. (ز)
٥٩٢٧٩- قال سعيد بن المسيب: كان موسى يُعَلِّم الكيمياء، فعَلَّم يوشع بن نون ثلث ذلك العلم، وعلَّم كالب بن يوقنا ثلثه، وعلَّم قارون ثلثه، فخدعهما قارون حتى أضاف علمهما إلى علمه، وكان ذلك سبب أمواله[[تفسير الثعلبي ٧/٢٦٢، وتفسير البغوي ٦/٢٢٢.]]٤٩٩٥. (ز)
٥٩٢٨٠- عن قتادة بن دعامة -من طرقٍ- في قوله: ﴿قال إنما أوتيته على علم عندي﴾، يقول: على خير عندي، وعلم عندي[[أخرجه ابن جرير ١٨/٣٢٥ من طريق معمر، وابن أبي حاتم ٩/٣٠١٢ من طريق سعيد. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١١/٥١١)
٥٩٢٨١- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: ﴿إنما أوتيته على علم عندي﴾، يقول: عَلِم الله أنِّي أهلٌ لذلك[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٣٠١٢.]]. (١١/٥١١)
٥٩٢٨٢- قال مقاتل بن سليمان: فردَّ قارونُ على قومه حين أمروه أن يُطيع الله ﷿ في ماله، وفيما أمره، فـ﴿قال﴾ لهم: ﴿إنما أوتيته﴾ يعني: إنما أعطيته، يعني: المال ﴿على علم عندي﴾ يقول: على خير علمه الله ﷿ عندي[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٣٥٦.]]. (ز)
٥٩٢٨٣- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿إنما أوتيته على علم عندي﴾ قال: لولا رضا الله عنِّي ومعرفته بفضلي ما أعطاني هذا. وقرأ: ﴿أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ١٨/٣٢٦، وابن أبي حاتم ٩/٣٠١٢ من طريق أصبغ.]]٤٩٩٦. (ز)
٥٩٢٨٤- قال يحيى بن سلّام: قال قارون: ﴿إنما أوتيته﴾ أعطيته، يعني: ما أُعطي من الدنيا ﴿على علم عندي﴾ أي: بقوتي وعلمي. وهي مثل قوله: ﴿ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم﴾ قال الله: ﴿بل هي فتنة﴾ [الزمر:٤٩] بلِيَّة. ﴿ولكن أكثرهم لا يعلمون﴾[[تفسير يحيى بن سلّام ٢/٦٠٩.]]. (ز)
﴿أَوَلَمۡ یَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ قَدۡ أَهۡلَكَ مِن قَبۡلِهِۦ مِنَ ٱلۡقُرُونِ مَنۡ هُوَ أَشَدُّ مِنۡهُ قُوَّةࣰ وَأَكۡثَرُ جَمۡعࣰاۚ﴾ - تفسير
٥٩٢٨٥- قال مقاتل بن سليمان: يقول الله ﷿: ﴿أولم يعلم﴾ قارونُ ﴿أن الله قد أهلك﴾ بالعذاب ﴿من قبله من القرون﴾ حين كذَّبوا رسلَهم ﴿من هو أشد منه﴾ مِن قارون ﴿قوة﴾ وبطشًا، ﴿وأكثر جمعا﴾ مِن الأموال؛ منهم نمروذ الجبار وغيره[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٣٥٦.]]. (ز)
٥٩٢٨٦- قال يحيى بن سلّام: ﴿أولم يعلم﴾ قارونُ، أي: بلى قد علم، وهذا على الاستفهام، ﴿أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا﴾ مِن الجبابر والرجال[[تفسير يحيى بن سلّام ٢/٦٠٩.]]. (ز)
﴿وَلَا یُسۡـَٔلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ ٧٨﴾ - تفسير
٥٩٢٨٧- عن مجاهد بن جبر -من طريق أبي نجيح- في قوله: ﴿ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون﴾، قال: كقوله: ﴿يعرف المجرمون بسيماهم﴾ [الرحمن:٤١]، سود الوجوه، زرق، الملائكة لا تسأل عنهم؛ قد عرفتهم[[أخرجه ابن جرير ١٨/٣٢٧، وابن أبي حاتم ٩/٣٠١٣. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١١/٥١٢)
٥٩٢٨٨- قال الحسن البصري: لا يُسأَلون سؤال استعلام، وإنما يُسألون سؤال تقريع وتوبيخ[[تفسير الثعلبي ٧/٢٦٣، وتفسير البغوي ٦/٢٢٢.]]. (ز)
٥٩٢٨٩- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: ﴿ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون﴾، قال: المشركون، لا يُسأَلون عن ذنوبهم، ولا يُحاسَبون؛ لدخول النار بغير حساب[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٩٤، وابن جرير ١٨/٣٢٧، وابن أبي حاتم ٩/٣٠١٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١١/٥١١)
٥٩٢٩٠- عن محمد بن كعب القرظي -من طريق موسى بن عبيدة- ﴿ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون﴾، قال: عن ذنوب الذين مضوا؛ فيمَ أُهلكوا؟[[أخرجه ابن جرير ١٨/٣٢٧، وابن أبي حاتم ٩/٣٠١٣ بلفظ: الذين كانوا قبلهم عما أهلكوا، وعن منزلهم فيعتبروا، ولكنهم يكونون على ما كانوا عليه من العبرة.]]٤٩٩٧. (ز)
٥٩٢٩١- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر الرازي- قوله: ﴿ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون﴾، قال: لا يسألون عن إحصائها، يقول: هاتوا، فبيِّنوها لنا، ولكن أُعطوها في كُتُب، فلم يشكوا الظلم يومئذ، ولكن شكوا الإحصاء[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٣٠١٣.]]. (ز)
٥٩٢٩٢- قال مقاتل بن سليمان: ثم قال ﷿: ﴿ولا يسال عن ذنوبهم المجرمون﴾، يقول: ولا يسأل مُجرِمو هذه الأمة عن ذُنوب الأمم الخالية الذين عُذِّبوا في الدنيا، فإن الله ﷿ قد أحصى أعمالهم الخبيثة وعَلِمَها[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٣٥٦.]]. (ز)
٥٩٢٩٣- قال يحيى بن سلّام: قال الله: ﴿ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون﴾ المشركون ليعلم ذنوبهم منهم، يُعرَفون بسواد وجوههم، وزُرقة أعينهم. مثل قوله: ﴿فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان (٣٩) فبأي آلاء ربكما تكذبان(٤٠) يعرف المجرمون بسيماهم﴾ بسواد وجوههم، وزرقة أعينهم ﴿فيؤخذ بالنواصي والأقدام﴾ [الرحمن:٣٩-٤١][[تفسير يحيى بن سلّام ٢/٦١٠.]]٤٩٩٨. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.