الباحث القرآني
﴿لَن یَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاۤؤُهَا وَلَـٰكِن یَنَالُهُ ٱلتَّقۡوَىٰ مِنكُمۡۚ﴾ - قراءات
٥٠٨١٦- عن محمد ابن شهاب الزهري -من طريق عقيل بن خالد- أنّه كان يقول: ‹لَن تَنالَ اللهَ لُحُومُها ولا دِمَآؤُها ولَكِن تَنالُهُ التَّقْوى مِنكُمْ›[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع - تفسير القرآن ٣/٤٩-٥٠ (١٠٢). والقراءة متواترة، قرأ بها يعقوب، وقرأ بقية العشرة: ﴿لَن يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها ولا دِماؤُها ولَكِن يَنالُهُ التَّقْوى مِنكُمْ﴾ بالياء فيهما. انظر: النشر ٢/٣٢٦، والإتحاف ص٣٩٨.]]. (ز)
﴿لَن یَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاۤؤُهَا وَلَـٰكِن یَنَالُهُ ٱلتَّقۡوَىٰ مِنكُمۡۚ﴾ - نزول الآية
٥٠٨١٧- عن عبد الله بن عباس، قال: كان المشركون إذا ذبحوا استقبلوا الكعبة بالدماء، فينضحون بها نحو الكعبة، فأراد المسلمون أن يفعلوا ذلك؛ فأنزل الله: ﴿لن ينال الله لحومها ولا دماؤها﴾ الآية[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.]]. (١٠/٥١٠)
٥٠٨١٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿لن ينال الله لحومها ولا دماؤها﴾، وذلك أنّ كُفّار العرب كانوا في الجاهلية، إذا نحروا البدن عند زمزم، أخذوا دماءها فنضحوها قِبَل الكعبة، وقالوا: اللَّهُمَّ، تَقَبَّل مِنّا. فأراد المسلمون أن يفعلوا ذلك؛ فأنزل الله ﷿: ﴿لن ينال الله لحومها ولا دماؤها﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/١٢٨.]]. (ز)
٥٠٨١٩- عن عبد الملك ابن جُرَيْج، قال: كان أهلُ الجاهلية ينضحون البيت بلحوم الإبل ودمائها، فقال أصحاب النبي ﷺ: فنحن أحقُّ أن ننضح. فأنزل الله: ﴿لن ينال الله لحومها﴾[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم مرسلًا.]]. (١٠/٥١٠)
٥٠٨٢٠- عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجاج- قال: النُّصُب ليست بأصنام، الصنم يُصَوَّر وينقش، وهذه حجارة تُنصَب، ثلاثمائة وستون حَجَرًا، فكانوا إذا ذبحوا نضحوا الدم على ما أقبل من البيت، وشَرَّحُوا اللحم، وجعلوه على الحجارة، فقال المسلمون: يا رسول الله، كان أهل الجاهلية يُعَظِّمون البيتَ بالدم، فنحن أحقُّ أن نُعَظِّمه. فكأنّ النبي ﷺ لم يكره ما قالوا؛ فأنزل الله: ﴿لن ينال الله لحومها ولا دماؤها﴾[[أخرجه ابن جرير ٨/٧٠ مرسلًا. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٠/٥١٠)
﴿لَن یَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاۤؤُهَا وَلَـٰكِن یَنَالُهُ ٱلتَّقۡوَىٰ مِنكُمۡۚ﴾ - تفسير الآية
٥٠٨٢١- عن إبراهيم النخعي -من طريق منصور- ﴿ولكن يناله التقوى منكم﴾، قال: ما التُمِس به وجهُ الله[[أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص٣٧٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٠/٥١١)
٥٠٨٢٢- عن الضحاك بن مزاحم، ﴿ولكن يناله التقوى منكم﴾، يقول: إن كانت مِن طيب، وكنتم طيبين؛ وصَل إلَيَّ أعمالكم وتَقَبَّلْتُها[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٠/٥١١)
٥٠٨٢٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولكن يناله التقوى منكم﴾، يقول: النحر هو تقوى منكم، فالتقوى هو الذي ينال الله ويرفعه إليه، فأما اللحوم والدماء فلا يرفعه إليه[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/١٢٨.]]. (ز)
٥٠٨٢٤- عن مقاتل بن حيان، ﴿لن ينال الله﴾، قال: لن يُرفع إلى الله لحومها ولا دماؤها، ولكن نحر البدن مِن تقوى الله وطاعته. يقول: يُرفَع إلى الله منكم الأعمال الصالحة، والتقوى[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٠/٥١١)
٥٠٨٢٥- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم﴾، قال: إن اتَّقَيْتَ اللهَ في هذه البدن، وعملت فيها لله، وطلبت ما قال الله تعظيمًا لشعائر الله، ولحرمات الله؛ فإنّه قال: ﴿ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب﴾. قال: ﴿ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه﴾. قال: وجعلته طيِّبًا، فذلك الذي يتقبل الله، فأما اللحوم والدماء فمن أين تنال الله؟![[أخرجه ابن جرير ١٦/٥٧٠.]]. (ز)
٥٠٨٢٦- قال يحيى بن سلّام: قوله: ﴿لن ينال الله لحومها ولا دماؤها﴾، يقول: لا يصعد إلى الله لحومها ولا دماؤها. وقد كان المشركون يذبحون لآلهتهم، ثم ينضحون دماءها حول البيت، ﴿ولكن يناله التقوى منكم﴾ يصعد إليه التقوى منكم. يعني: من آمن[[تفسير يحيى بن سلام ١/٣٧٩.]]. (ز)
﴿كَذَ ٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمۡ لِتُكَبِّرُوا۟ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡۗ﴾ - تفسير
٥٠٨٢٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿كذلك سخرها لكم﴾ يعني: البدن؛ ﴿لتكبروا﴾ لِتُعَظِّموا ﴿الله على ما هداكم﴾ لدينه[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/١٢٨.]]. (ز)
٥٠٨٢٨- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿لتكبروا الله على ما هداكم﴾، قال: على ذبحها في تلك الأيام[[أخرجه ابن جرير ١٦/٥٧١. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٠/٥١١)
٥٠٨٢٩- قال يحيى بن سلّام: قوله: ﴿كذلك سخرها لكم﴾ الأنعام ﴿لتكبروا الله على ما هداكم﴾، وقال في الآية الأولى: ﴿ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام﴾ إذا ذبحوا. فالسُّنَّة إذا ذبح أو نحر أن يقول: بسم الله، والله أكبر[[تفسير يحيى بن سلام ١/٣٧٩.]]. (ز)
﴿وَبَشِّرِ ٱلۡمُحۡسِنِینَ ٣٧﴾ - تفسير
٥٠٨٣٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وبشر المحسنين﴾ بالجنَّة، فمَن فعل ما ذكر اللهَ في هذه الآيات فقد أحسن[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/١٢٨.]]. (ز)
٥٠٨٣١- قال يحيى بن سلّام: قوله: ﴿وبشر المحسنين﴾ بالجنة[[تفسير يحيى بن سلام ١/٣٨٠.]]٤٤٨٠. (ز)
﴿وَبَشِّرِ ٱلۡمُحۡسِنِینَ ٣٧﴾ - آثار متعلقة بالآية
٥٠٨٣٢- عن الحسن بن علي، قال: أمرنا رسولُ الله ﷺ أن نلبس أجودَ ما نَجِد، وأن نَتَطَيَّب بأجودَ ما نَجِد، وأن نُضَحِّي بأسمن ما نَجِد، والبقرة عن سبعة، والجزور عن سبعة، وأن نُظْهِر التكبير، وعلينا السَّكِينة والوَقار[[أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ٥/٢٨٩ (٣٤٤٢)، والحاكم ٤/٢٥٦ (٧٥٦٠) بلفظ: والجزور عن عشرة. وفيه إسحاق بن بزرج. قال الحاكم: «لولا جهالة إسحاق بن بزرج لَحكمتُ للحديث بالصحة». وقال ابن الملقن في تحفة المحتاج ١/٥٤٤ (٦٩٤) مُعَلِّقًا على الحاكم: «ليس بمجهول، فقد ضعّفه الأزدي، ووَثَّقه ابن حِبّان». وقال الهيثمي في المجمع ٤/٢٠-٢١ (٥٩٦١): «رواه الطبراني في الكبير، وفيه عبد الله بن صالح، قال عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد: ثقة مأمون. وضعّفه أحمد، وجماعة».]]. (١٠/٥١١)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.