الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا﴾ قال الكلبي: كان أهل الجاهلية إذا نحروا البدن نضحوا دماءها حول البيت قربة إلى الله، فأراد المسلمون أن يفعلوا ذلك، فأنزل الله هذه الآية [[ذكر السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 55 - 56 نحوه عن ابن عباس، وعزاه لابن المنذر وابن مردويه. == وذكر ابن الجوزي 5/ 434 نحوه من رواية أبي صالح، عن ابن عباس. وذكر ابن كثير في "تفسيره" 3/ 225 نحوه من رواية ابن أبي حاتم عن ابن جريج. ولم يثبت في سبب نزول هذه الآية شيء صحيح.]]. وقال الزَّجَّاج: كانوا إذا ذبحوا لطَّخُوا البيت بالدم [["معاني القرآن" للزجاج 3/ 429.]]. والمعنى: لن يصل إلى الله اللحوم ولا الدماء أي: لن يتقرب إليه بها. وقال مقاتل بن حيّان: لن يُرفع إلى الله لحومها ولا دماؤها، ولكن يرفع إلى الله منكم الأعمال الصالحة والتقوى [[ذكره عنه السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 56، وعزاه لابن أبي حاتم.]]. والمعنى لن يتقبل الله اللحوم ولا الدّماء، ولكن يتقبل التقوى فيها وفي غيرها بإيجاب الثواب عليها. وقيل: لن يبلغ رضا الله لحومها ولا دماؤها، ولكن يبلغه التقوى منكم [[ذكر هذا القول الطوسي في "التبيان" 7/ 284، والحاكم الجشمي في "التهذيب" 6/ 179 ب، ولم ينسباه لأحد.]]. وقال الأزهري: لن يصل إلى الله ما يُنيلكم به ثوابه غير التقوى، دون اللحوم والدماء [["تهذيب اللغة" للأزهري 15/ 372 دون قوله: دون اللحوم والدماء.]]. قوله: ﴿وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ﴾ قال ابن عباس: يريد النيّات. وقال إبراهيم: التقوى ما أُريد به وجهه [[رواه الطبري 17/ 170. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 56، وعزاه لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم بلفظ: ما التمس به وجه الله تعالى.]]. وقال أبو إسحاق: أعلم الله أن الذي يصل إليه تقواه وطاعته فيما يأمر به [["معاني القرآن" للزجاج 3/ 429.]]. وحقيقة معنى هذا الكلام يعود إلى القبول. وذلك أنّ [[أن: ساقطة من (د)، (ع).]] ما يقبله الإنسان يقال: قد ناله ووصل إليه. فخاطب الله تعالى الخلق كعادتهم في تخاطبهم والمعنى. لن يقبل الله اللحوم ولا الدماء إذا كانت من غير تقوى الله، وإنما يقبل منكم ما تتقونه به. وهذا دليل على أن شيئًا من العبادات لا يصح إلا بالنية، وهو أن ينوي بها التقرب إلى الله وأداء [[في (أ)، (ع): (وإذا)، وهو خطأ.]] أمره واتقاء عقابه. وقوله: ﴿كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ﴾ تقدم تفسيره قبيل. ﴿لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ﴾ قال ابن عباس: يريد على ما بين لكم وأرشدكم لمعالم [[في (أ): (إلى دينه).]] دينه [[في (د)، (ع): (دينكم).]] ومناسك حجه. وهو أن يقول: الله أكبر على ما هدانا [[ذكره البغوي 5/ 388 من غير نسبه.]] ﴿وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ﴾ قال: يريد الموحّدين [[في (أ): (المحدين).]] [[ذكره عنه البغوي 5/ 388، وأبو حيان في "البحر" 6/ 370.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب