الباحث القرآني

وقوله سبحانه: لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها ... الاية: عبارة مبالغة، وهي بمعنى: لن تُرْفَعَ عنده سبحانه، وتتحصل سبب ثواب، والمعنى: ولكن تُنَالُ الرِّفْعَةُ عنده، وتحصلُ الحسنة لديه بالتقوى. وقوله تعالى: لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى مَا هَداكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ رُوِيَ: أن قوله: «وبشر المحسنين» نزلت في الخلفاء الأربعة حسبما تَقَدَّمَ في التي قبلها، وظاهر اللفظ العمومُ في كل مُحْسِنٍ. وقوله سبحانه: إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ... الآية، وقرأ أبو عمرو، وابن كثير: «يَدْفَعُ» [[وحجتهما أن الله- جل وعز- لا يدافعه شيء، وهو يدفع عن الناس، فالفعل له وحده لا لغيره. وحجة الباقين أنه يدافع مرة بعد مرة. ينظر: «السبعة» (437) ، و «الحجة» (5/ 278) ، و «إعراب القراءات» (2/ 79) ، و «معاني القراءات» (2/ 181) ، و «شرح الطيبة» (5/ 69) ، و «العنوان» (134) ، و «حجة القراءات» (477) ، و «شرح شعلة» (504) ، و «إتحاف» (2/ 277) .]] وَلَوْلا دَفْعُ [الحج: 40] . قال أبو علي: أجريت «دافع» مُجْرى «دفع» كعاقبت اللِّصَّ وطارقت النعلَ، قال أبو الحسن الأَخْفَشُ: يقولون: دافع الله عنك، ودفع عنك، إلاَّ أَنَّ «دفع» أكثر في الكلام. قال ع [[ينظر: «المحرر الوجيز» (4/ 123) .]] : ويحسن «يدافع» لأَنَّهُ قد عنّ للمؤمنين من يدفعهم ويؤذيهم، فيجيء دفعه سبحانه مدافعةً عنهم، وروي أَنَّ هذه الآية نزلت بسبب المؤمنين لَمَّا كَثُروا بمكة وآذاهم الكُفَّارُ هَمَّ بعضُهم أَنْ يقتل مَنْ أمكنه من الكُفَّارَ، ويغتالَ، وَيَغْدُرَ، فنزلت هذه الآية إلى قوله: كَفُورٍ، ثم أَذِنَ الله سبحانه في قتال المؤمنين لِمَنْ قاتلهم من الكفار بقوله: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ. وقوله: بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا معناه: كان الإذن بسبب أنهم [[في ج: أنهم عند هجرة النبي ﷺ.]] ظُلِمُوا، قال ابن جريج [[ذكره ابن عطية (4/ 124) .]] : وهذه الآية أول ما نقضت الموادعة. قال ابن عباس [[أخرجه الترمذي (5/ 325) كتاب «التفسير» : باب ومن سورة الحج حديث (3171) ، وأحمد (1/ 216) ، والطبريّ (9/ 161) رقم (25255) وابن حبان (1687- موارد) والحاكم (3/ 7) والطبراني (12/ 16) رقم (12336) والبيهقي في «الدلائل» (2/ 294) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (4/ 655) وزاد نسبته إلى عبد بن حميد والبزار وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.]] ، وابن جُرَيْجٍ [[في ج: حي.]] : نزلتُ عند هجرة النبي ﷺ إلى المدينة. وقال أبو بكر الصديق: لَمَّا سمعتُهَا، علمتُ أنَّه سيكون قتال [[ينظر الأثر السابق.]] . قلت: وهذا الحديث خَرَّجَهُ الترمذيُّ، قال ابن العربيِّ: ومعنى أُذِنَ: أبيح، وقرىء «يُقَاتِلُونَ» بكسر التاء وفتحها [[قرأ بفتح التاء كل من نافع، وأبي عمارة، واين اليتيم، وهبيرة عن حفص عن عاصم، مع ضم همزة «أذن» . وقرأ بكسر التاء مع ضم الهمزة- عاصم في رواية أبي بكر، وأبو عمرو. وقرأها مكسورة مع فتح همزة «أذن» كل من ابن كثير، وحمزة، والكسائيّ. وقرأها ابن عامر مفتوحة الهمزة والتاء. ينظر: «السبعة» (437) ، و «الحجة» (5/ 280) ، و «إعراب القراءات» (2/ 79) ، و «معاني القراءات» (2/ 182) ، و «شرح الطيبة» (5/ 69- 70) ، و «العنوان» (135) ، و «حجة القراءات» (478) ، و «شرح شعلة» (504) ، و «إتحاف» (2/ 276) .]] ، فعلى قراءة الكسر: تكونُ الآية خبراً عن فعل المأذونِ لهم، وعلى قراءة الفتح: فالآية خبرٌ عن فعل غيرهم، وأَنَّ الإذْنَ وقع من أجل ذلك لهم، ففي فتح التاء بيانُ سبب القتال، وقد كان الكفار يتعمدون النبي ﷺ والمؤمنين بالإذاية ويعاملونهم بالنكاية، وقد قتل أبو جهل سُمَيَّةَ أمَّ عمار بن ياسر، وعُذِّبَ بلالُ، وبعد ذلك جاء الانتصار بالقتال، انتهى، ثم وعد سبحانه بالنصر في قوله: وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب